الاثنين، ديسمبر 28، 2009

قضية الاغتراب و الوطن

الاغتراب ... مرض نفسي ... ام ظاهرة افرزها الخلل الاجتماعي؟

هل يتعامل معه الفرد بالهجرة فقط ام هناك اشكال اخري للتعامل معه؟



الاغتراب ظاهرة نفسية خطيرة يصاب بها الفرد داخل الجماعة سواء كانت تلك الجماعة مؤسسة تنظيمية او وطن، وللاحساس بالاغتراب اسباب كثيرة ومتعددة ومتواجدة في كل المجتمعات نتيجة لاحتمال وجود اختلاف او تعارض بين اهداف الفرد الشخصية واهداف الجماعة او ثقافة الفرد وثقافة الجماعة في حالة عدم وجود برامج او وسائل او نظم اجتماعية قادرة علي مساعدة الفرد في التكيف مع الجماعة واستيعاب ثقافتها ومساعدته علي تحقيق اهدافه الشخصية وخاصة اذا كانت اهداف اساسية للحياة كاهداف المسكن والمشرب والمأكل والتعليم والصحة والامن والمحافظة علي الحقوق، مما ينتج عنه فشل الفرد في التفاعل مع المجتمع ، وما ينتج عنه من الاحساس بعدم الرضا عن المكان والزمان والاشخاص وربما الذات نفسها .
في هذه الحالة يكون الانسان في حيرة وصراع بين رؤيته كفرد وبين رؤية المجتمع كافراد ، ولا يستطيع اصدار الاحكام الصحيحة علي المواقف الحياتية ، لانه يري الاخرين خطاء والمنطق الصحيح انه من الصعب ان يكون هو الوحيد المصيب. .. وهناك منطق اخر يكمن في كون المجتمع مصاب بالفردانية بمعني انه لا يجتمع علي هدف واحد او سلوك واحد ، بل لكل فرد رؤيته وسلوكه الخاص والفردي ، الا ان المغترب يراهم جميعا مخالفين له دون التدقيق في طبيعة اهدافهم.
ان تكرار حالات الصراع بين ما يراه الفرد صواب وما يراه المجتمع خطاء والعكس ، تصيب الفرد بحالة من فقد الامل في تلاقي الاهداف والرؤية بين الفرد والمجتمع ، وبالتالي يفقد الفرد الامل في غد افضل وتقل احتمالية تحقيق الفرد لاهدافه وطموحاته في هذا المجتمع وكذا تقل دافعيته للتفاعل الاجتماعي والانتاج وبذل الطاقة نتيجة لخبراته المكتسبه والمتكررة الفاشلة ، ويفتقد المغترب للامن والامان لشعوره المستمر بان نتائج تفاعله ستكون من وجهة نظر الاخر مخالفة وخطاء ولو بنظرة تعجب وعتاب او سخرية او حتي تعرضه للعقاب .
لايمكن لانسان عاقل ان يستمر في الحياة بدون امل او دافعية وبدون تفاعل وبالتالي ستكون حركته في الحياة خارج الاطار الاجتماعي المتفاعل وسيتحول الي فرد انسب ما يقال عنه (منغلق) ان لم تتولد لديه دافعية عكسية للرد وتغيير المجتمع والتأثير فيه بما يتوافر له من وسائل والتي قد تكون في بعض الاحيان واغلبها عدائية بقدر شعور الفرد بعداوة المجتمع له وبقدر قوة المجتمع الرافض للتغيير .
هذا الفرد المغترب هو مسؤؤل عن اخرين (اب – جد – زوج – اخ ...الخ) (جيل كامل جديد) لم يمارس تفاعله الحر مع المجتمع بعد ، هذا الجيل يسير ويتعلم ويري بعين (ولي امره) المغترب، وهذا الاب المغترب لايري في المجتمع امل في غد افضل وله خبرة كبير في هذا المجال ، هذا الاب يخشي علي اولاده او من تحت وصايته من ان يلاقوا نفس نصيبه من الاغتراب المصحوب بالفشل (ولو فشل نفسي فقط الا انه يحدث الم).
كل ما سبق قد يحدث وهو متوقع ، الا انه يستدعي مع اسئلة كثيره ، علي سبيل المثال:
1- كيف سيستجيب الفرد لهذا الشعور بالاغتراب؟ هل بالسلبية وترك من هم تحت رعايته عرضة لخوض نفس التجربة وبحسب قدرهم وحظهم؟ هل بتمثيل دور المتكيف مع الاوضاع ؟ هل بالهجرة خارج الوطن ؟ هل بالانغلاق علي نفسه واسرته؟ هل بسلوك معادي للمجتمع ؟ هل بالانتحارنتيجة للاحباط والتوقف عن التفاعل الاجتماعي ؟ هل بالتخبط والاستسلام للواقع ؟ هل بالسلبية واللامبالاة؟
2- ما هو دور المجتمع في التعامل مع الاغتراب وتوقعه ؟ ومن هم المسؤليين عن التعامل مع الاغتراب؟
3- هل المغترب يعتبر خائن او لامواطن او اناني لانه لا يري الا اهدافه ولا يقبل الاستكانه والتضحية في سبيل المجتمع مع وضع في الاعتبار احتمال فساد النظام الاجتماعي ؟ هل يلفظه المجتمع والوطن لانه غير متفاعل ؟ هل هناك طرق ووسائل يمكن للمجتمع استخدامه لمحاربة هذا النوع من الامراض النفسية والمؤثرة بصفة مباشرة علي عقيدة الانتماء؟
4- ما هي الاسباب الاساسية للاغتراب في اي مجتمع؟
اسئلة كثيرة تطرح نفسها مع قضية الاغتراب ولا يمكن مناقشتها او عرضها في تلك السطور القليلة، الا انها تستحق البحث والدراسة ........... هل المغترب ضحية نظام ام حالة نفسية فردية ونادرة؟
انها مقدمة او بذرة لمقال لم يكتمل...... مجرد خواطر

الاثنين، ديسمبر 07، 2009

منظومة الانتخابات الالية (الالكترونية)

الموضوع تحت التعديل لعرض بعض النماذج والحقائق عن تلك المنظومة ، اما ما هو مكتوب الان كان تعليق علي كتابات بعض الكتاب في احدي الجرائد
راي في (كيف نتجنب ونتحايل علي المادة 76 للدستور)
متهي لي فيه حل لمسألة المادة 76، اقترح اتحاد احزاب ومستقليين وممثلين مصر علي تغيير شكل البطاقة الانتخابية من حيث وظيفتها ، فعل سبيل المثال ،اذا افترضنا ان من يذهب الي الانتخاب يختار بين 5 مرشحين ، معني هذا وجود 5 خانات للتظليل .... فلماذا لا تضاف خانة سادسة تفيد براي المصوت التالي ...( ولا واحد ينفع ، واقترح تعديل المادة 76) وبذلك تكون الانتخابات عبارة عن استفتاء علي قانونية الوضع .... وبالتالي اذا كان عدد الاختيارات علي الخانة السادسة هي الاعلي ......تعاد الانتخابات وتعدل المادة في ظرف ثلاثة شهوروفي هذه الحالة ، تكون قدرة الاحزاب المعارضة والاعلام علي تجميع ودفع الجمهور(جموع الممتنعين عن التصويت) لاداء اصواتهم وتسجيل ارائهم وهذه الرؤية ، علي انها امتناع عن التصويت لرفض الاوضاع وليس (تخلف عن اداء الواجب الانتخابي ) كما يسمية البعض ، يكون هذا المجهود في دفع جمهور المنتخبين الي صناديق الاقتراع عن قناعة منهم بان لهم صوت معبر حقيقي ...اكبر ضربة للمادة 76 ،،، او اكبر ضربة للمعارضة اذا لم يتجاوز هذا الاختيار نسبة التوقعات والاشاعات ......وفي كلا الاحوال سيكون الموضوع خطوة للامام في سبيل ممارسة ديمقراطية (اوسع) .... لا اظن ان هناك اعتراض عليها من حيث الشكل او المضمون..لا من المعارضة ولا من الوطني.....الا اذا كان احدهما ..... لا يريدها ديمقراطية... او يعترض علي اظهار الحقائق


سؤال هذه المقال لمبرمجي النظم والكمبيوتر:
كيف يمكن بناء منظومة انتخابات اللكترونية تتضمن الوحدات الاتية
1- وحدة تحكم مركزية تحتوي علي (قاعدة بيانات جميع المفردات القائمة بالتصويت)
2- 300 مركز انتخاب ميداني كل مركز يحتوي علي 10 وحدات انتخاب ( جهاز قراءة وكتابة لشريحة ذكية (فلاشة) تسجل عليها ( صورة بطاقة شخصية من اسكنر و بجوارها صورة شخصية للمصوت من كاميرا ) ويسجل عليها الوقت وبيانات الوحدة واسم مشرف الوحدة ورقم العملية بالنسبة للوحدة ورقمها بالنسبة لوحدة التحكم المركزية ، ويسجل عليها اختيار المصوت ( اختيار واحد من عشرين بديل) وكذا تثقيب الشريحة من الخارج امام الاختيار)
3- يحتوي كل مركز او وحدة انتخابية علي شاشة تلفزيونية لعرض (صورة المرشح + الاسم + رقم العملية + صورة البطاقة الشخصية ) للمراقبة بواسطة مندوبين الاحزاب
4- تتصل كل وحدة انتخاب بكمبيوتر (مشرف اومراقب او رئيس لجنة انتخابية ) لاعطاء امر العملية وتصديقه علي مطابقة البطاقة الشخصية مع صفة الشخص الحاضر للانتخاب مع البيانات المسجلة علي شاشة المعلومات في السجل المدني ..... وباعطاء هذا الامر تقوم الشريحة بتسجيل البيانات والصور ... واختيار المرشح ........ وفي نفس الوقت تسجل وحدة التحكم المركزية انتهاء هذا الفرد من التصويت حتي لا يتم استخدام هذا الاسم والرقم بواسطة اي وحدة انتخابات اخري.
5- اتصال كل وحدة انتخاب بعداد لحساب عدد العمليات والمتصل بصندوق جمع الشرائح والغرفة المركزية لتسجيل العدد الموجود بالصندوق بعد انتهاء وقت الانتخابات .
س: المطلوب حساب تكلفة الوحدة الانتخابية وكذا المركز الانتخابي؟ وزمن التصنيع والاعداد؟ الزمن المتوقع لاتمام عملية واحدة؟ واخيرا تكلفة هذه الشريحة والتي اعتقد انها 1جنية لاغير؟
س: ما هو احتمال نجاح هذا المشروع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


( انتظر تفاصيل اكبرحول الموضوع ، والتعليق والمشاركة اسفل المقال)

الكلام عن الانتخابات ، كلامك جميل ومنطقي واقرب الي الحقائق ان لم يكن حقيقي ، ولكنه كلام في الهواء وانت تعلم ذلك ، فلن تستطيع تغيير الواقع ، ولن تستطيع تحفيز همم المنشغلون عن الهم الوطني بالبحث عن لقمة العيش وحماية حقوقهم، المهم ما باليد حيله فاضعف الايمان هو الكلام والنصح والارشاد... ولكن .... ما هو رايك في عصر التكنولوجيا المعرفة والكمبيوتر الذي يمكن من خلاله ، ايجاد اليات كثيرة وفعالة لحل اعقد القضايا العلمية والاجتماعية والانظمة....نقاط ضعف المطبخ السياسي غالبا هي استغلال حهل الاخر ... ولكن الاخر اذا استخدم البحث الاعلمي سيخرج من مستنقع الجهل (بواسطة قله متعلمة منهم ولو فرد واحد خاصة في هذا العصر)
، ما هي مشكلتنا مع الانتخابات بالتحديد ،
1- محدودية الترشيح وفق لمفهوم المادة 76 وبالتالي لن يتواجد في المرشحين من يستطيع تحقيق امال الشعب
2- تزوير الانتخابات الذي اصبح حرفة لا يمكن تجنبه
3- جهل عامة الشعب باهمية وعوائد وكيفية ومقاييس الاختيار الصحيح بين المرشحين
.....انهم ثلاثة تحديات (حرجة) لاغير .... والسؤال هنا هل هناك سبيل لايجاد اليات علمية وقانونية للقضاء علي تلك التحديات ؟
اجيب عليك نعم ونعم ونعم يوجد وان لم يكن يوجد (فيمكن للعقل المصري الشعبي ايجاده)....انه نظام الانتخابات الالكترونية والذي يجمع بين نظام البطاقة الانتخابية المستخدم والبطاقة الشخصية والرقم القومي ومطابقة البيانات مع سجلات السجل المدني والتاكد من شخصية الفرد اثناء ممارسة حقة الانتخابي وكذا تسجيل صورة البطاقة وصورة الشخص ونتيجة اختياره معا في (شريحة ذكية)، وتضمن عدم اعادة التصويت وكذا كثير من الوظائف الاخري منها (سرية التصويت والفرز وتسجيل النتائج وعدم قدرة ايا من كان علي التلاعب) .... ولانها بطاقة ذكية يسجل فيها توقيت ورقم اللجنة ومسلسل التصويت واسم رئيس اللجنة الذي (سيحاسب اذا ثبت انه سمح باي تجاوز ..وتهمة التزوير ليست بالبسيطة)...وبالتالي تنحصر وظيفة كل من رئيس اللجنة الانتخابية والمندوبين والمشرفين في (التأكد من مطابقة بيانات البطاقة الشخصية مع صورة وشخصية حاملها واعطاء (الامر بالموافقة علي اجراء العملية)....كل هذا بواسطة الكمبيوتر وصورة القائم بالتصويت معروضة علي شاشة كبيرة من بتوع المباريات وبجوارها صورة البطاقة الشخصية (يمكن اخفاء اي بيانات غير مطلوب اظهارها)امام كل مراقبي الانتخابات خارج القاعة .....مع ظهور عداد يوضح ترتيب القائم بالتصويت في اللجنة ...وترتيبه بالنسبة لغرفة الانتخابات المركزية (سعة- تاريخ).... وبالتالي عندما يقف هذا العداد بامر انتهاء الوقت المسموح به لللانتخاب ...تكون النتيجة ان صندوق الانتخابات يحتوي علي (عدد من الشرائح الذكية مساوي للعدد المعلن عنه في العداد)وكذا الشرائح الموجودة بالصندوق باسماء وتوقيتات واكواد لا يمكن تزويرها ....الخ من الفوائد......في غرفة الفرز يتم ترتيب تلك الشرائج في جهاز قراءة اللكتروني لحساب النتائج ...كما وان كل شريحة يمكن فرزها يدويا وقرائتها (لتأكيد النتائج والتأكد من عدم التلاعب بالبرنامج (كوسيلة زيادة تأمين..
هذا بالنسبة للتزوير فماذا عن محدودية الترشيح.....اليك الاتي :
عادة تجري الاقتراع بين عدد محدد من المرشحين ..وبالتالي لا يكن هناك مفر من اختيار احدهم حتي ولو غير مقتنع او راضي عنه ......فماذا لو تم اضافة اختيار اخر باسم (ولا واحد ينفع) وبالتالي اذا التصويت علي هذا الاختيار بنسبة فوق 50% يكون معني هذا ان اغلبية الشعب يري انه (ولا واحد يصلح للحكم) وبالتالي يكون علي الحكومة الرضوخ وتغيير المادة (76) لتوسيع قاعدة المرشحين وتعاد الانتخابات ...بعد فترة يحددها القانون ......وماذا عن الوعي والحهل الانتخابي؟ ان الانتخابات مفهومها هو محاولة الوصول الي افضل مرشح يمكنه تحقيق طموحات الشعب وحل مشاكله وان لم تكن هناك مشاكل فلا حاجة لنا بتلك الانتخابات ..وهذا يجتمع عليه الجميع وطني ومعارضة!!!! وعلي هذا يجب ان تقتصر الحملات الاعلانية علي ابراز المشاكل والتحديات وصور المشاكل والمعاناة التي يلقاها المواطن (لتذكيره بها لحظة الاقتراع) ... وحتي يعلم ويضع المواطن في راسه لحظة الانتخابات ان حل هذه المشاكل والتي هي شخصية بالنسبة له يتوقف علي (دقة اختياره لمن هو قادر علي حلها) ..... وهذه الحملة يتم توحيد وتجميع كل قوي المعارضة في اظهارها لانها بلا شك ستنفعهم جميعا كما انها لاتمثل تحيز لطرف عن الاخر.... وبالتالي حتي اذا اخذ المرشح رشوة الا ان صوته سيكون آمن وكذا حر وكذا لن يختار الا من يراه قادر علي اضافة قيم جديدة الي حياته.
هذا هو نظام او منظومة الانتخابات الالكترونية في عصر التكنولوجيا والتي لا تعتمد الا علي (فرد يحمل بطاقة شخصية ورقم قومي وقاعدة بيانات من السجل المدني لا يستخدم منها الا الاسم والرقم الانتخابي وفقط اما باقي البيانات يمكن اخفائها بامان)....اظن ان سؤال اي خبير (نظم ومعلومات) يؤكد حقيقة الامر ...وكذ يؤكد ان تكلفته اقل من تكلفة (المصاريف الانتخابية والدعاية)... ومهما بلغت التكلفة (فالامر جد خطير ويستحق الانفاق) كما وان تلك المنظومة ستكون باقية لاي استفتاء قادم او انتخابات مما يخفض تكلفتها علي الزمن البعيد ويمكن تأجيرها للعديد من الدول ........... فيما اعتقد ان هذا هو التحدي امام العقول المصرية وحربها القادمة
واخيرا "كل ما سبق متفق الدستور ولا يوجد فيه مخالفات قانونية ولا اغراض مستخبية ويتسم بالشفافية الكاملة" ولا يستغرق الاعداد له سوي (ثلاثة اشهر ونسأل اي شركة كمبيوتر عالمية)

الأحد، نوفمبر 22، 2009

العلم والشعار والسياسة والكرة

بقلم /اسامه قراعة
بمناسبة حرب الكرة 2009 بين مصر والجزائر ، وتفاعلا مع تداعيات هذا الصراع
وقفت علي مضمون مهم وهو دور العلم في الصراع ( بفتح العين واللام ، بمعني راية ) (يقال رفرف العلم).

العلم ، الشعار والرمز ليست الاشخاص
هي تحمل شرف وهوية وذات كل فرد ينتمي لهم
الفرد يحترم ويؤمن بالعلم وقد يضحي من اجل العلم في كل الظروف والاحوال ، مهما ضاق به الحال واختلف واغترب وانفصل عن مجتمعه او عارض لالتظام اومهما التحم بهما ،
يمتزج الفرد بالعلم ، لان العلم والشعار يحمل معه كل ما هو جميل في وطنه او كل ما يراه الفرد جميل وينسجم مع فكره وطبعة وشخصيته وذاكرته وكذا يحمل العلم امل الفرد في غد افضل من وجهة نظره الخاصة ، وبالتالي فالاعلام والرموز لا تمثل لاي فرد الا نفسه وتاريخه وذاكرته واماله ، ولا تمثل له ولا تحمل معها اي معني للنظام او للحكم او للوحدة او للشعب الا اذا كانو متوافقين مع الفرد .بمعني اخر ان افراد الشعب تلتف حول الاعلام والرموز ، حتي وان كانت معارضة للنظام او معادية له ، تلتف حتي وان كانت الافراد متنازعة فيما بينهم ... لان كل فرد ينظر ويتصور ويعتقد ويؤمن بان هذا العلم يمثله شخصيا وهو رمز كرامته .... فاذا ما اهين العلم والرمز تشترك جميع الافراد المنتمين لهذا العلم في الحزن ونزعة الدفاع عن النفس وبالتالي تتحد ، لان كل فرد يظن ان الاخرين يساندوه ...........هذه هي فكرة ومعني العلم والشعار والرمز وهذا هو سر قدرته علي توحيد الصفوف .
* اذا رفع مسؤؤل مستبد العلم ....فلن يلتف حوله افراد المجتمع عدا انصاره ,,,,, اذا رفع معارض العلم لن يلتف حوله الا المعارضين ، مع انه نفس العلم ، وعلي نفس المقياس اذا اهان مستبد العلم .....لن يعادية الا معارضية ....واذا اهان معارض العلم ....لن يردعه الا الطرف الاخر ........وفي كل الاحوال لن يكن هناك اختلاف بين الاعلام المتصارعة .....علم واحد يدافع عنه فريقين .... كل فريق يري ان هذا العلم يعبر عن شخصه وفقط وان العلم بريئ من الطرف الاخر بل يحاول منع الاخر من تدنيس العلم.
*فاذا ما اهين علم او شعار او رمز للوطن او المجتمع بواسطة اي فرد لا ينتمي لهذا الوطن ولا يحمل نفس الشعار ...فليس من الغريب ان يتحد كل من يحمل هذا العلم ليقف موقف عدائي ممن اهان هذا العلم....كل هذا متوقع ومفهوم من قبل كل متعلم ومثقف وسياسي واعلامي .....وربما يجهله الكثير

( لكن الغريب في الامر وما يلفت الانتباه ،انه بالتأكيد ومن المفترض ان جميع القادة والساسة علي مختلف المستويات يعلمون هذا الامر وهم مسؤليين بصفة شخصية عن حماية رموز واعلام وشعارات الدول الاخري من الاعتداء او الاهانه، وهم يعلمون ان فرق الكرة كثيرا ما تمثل رمز لشعب ..... وبالتالي فمن واجبهم حماية وتأمين ومنع الاعتداء عليهم )

مشكلة حرب الكرة
ان الانظمة الحاكمة ومؤسساتها المختلفة الداخلية والخارجية ، سمجت بالاعتداء علي الرموز والاعلام ، رغم قدرتها الاكيدة علي منعه وتوفير الحماية الكاملة لها ، بل وردع كل من يحاول الاقتراب من هذه المنطقة الخطر، سواء كان هذا بقصد او بغير قصد او بجهل فالنتيجة وااحدة وهي الفشل في السيطرة علي الموقف وخروجه من تحت السيطرة وتملص كل واحد من مسؤليته..
..مما ادي الي توحد الشعوب حول اعلامهم ورموزهم ونصب كل منهم العداء للاخر ، وكل منهم معه كامل الحق في هذا الدفاع عن علمه ورمزه وذاته امال اولاده واحفاده وهي طبيعة بشرية ...... ويبقي اللوم كل اللوم علي الحكومات الجاهلة التي اهملت حماية الاعلام او التي قصدت الفتنة والهاء شعوبها وتوحيدها حول شيئ ( الدفاع عن شيئ ما) دون ان تنظم هذا الدفاع ، ولم تري انها توحد شعوبها حول (الدفاع بارهاب الاخر) وكانهم يدعون شعوبهم لاعتناق مبداء اخذ الحقوق باليد والهمجية ....في نفس الوقت الذي يدعوا فيه العالم كله الي ثقافة (العدل - والحق - والسلام) والحوار.
عجبا لهذا الزمن :

*لو كان فريق اسرائيل يلعب في اي من البلدين لتوفرت له الحماية المانعة للخلاف ، والداعية بالتفاخر بالانجاز الامني ولما وصل الي اتوبيس الفريق صوت من الخارج وليس حجر كما حدث مع الفريقين سواء المصري الذي ضرب بالحجارة خارج الاتوبيس في الجزائر او الجزائري الذي ضرب داخل الاتوبيس في مصر....هي دي المشكلة
* من وافق علي هذا الخلل الامني؟
* من وافق علي هذا الهجوم الاعلامي علي (الرموز - الاعلام (الرايات) - الشخصية الاعتبارية للدولة) وتبادل السباب باقصي العبارات ؟
*الي مختلف الشعوب :
قالو في الامثال
( لا تعايرني ولا اعايرك ... ده الهم طايلني وطايلك) ، ( الي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب)
الي كل عربي ، اتفرج علي التلفزيون وتمتع بالفضائيات ، ولكن في الاخر ، قول لنفسك كلهم كذابين ومنافقين باي شكل من الاشكال ، ان لم يكن هنا فهناك ،فلا داعي ابدا من الانجراف والانحدار في تيار اراء ورؤئ الاعلاميين . ولا تصديق قصصهم الملفقة ، للاثارة وتضخيم الاحداث ، فكل بلاد العالم لديها من يقذف بالطوب ، وكل بلاد العالم تتوقع شغب الملاعب ، وكل بلاد العالم المحترمة تسيطر علي تلك المواقف ولا تتركها تتفاقم ، وبدون استثناء كل البلاد بعد احداث الشغب او التطرف لاي سبب بخلاف ما يؤيده النظام ، يقف مسؤليهم ورؤسائهم ووزرائهم ليضعوا ايديهم كلا في يد الاخر ،،،،،، ليتفادوا صراع الشعوب والكراهية .اما ان يصل الامر الي تخبط اعلامي بهذا الحجم اتي علي الاخضر واليابس وحفز الكره والوقيعة بين مصر والجزائر والسودان وقطر والله اعلم من ياتي من بعد ........... والحكومات تغض بصرها .....
فلا اعلم ماذا نسمي هذا الا فشل في السياسة الداخلية يعززه فشل في السياسات الخارجية ويقود الامة الي المجهول

الخميس، نوفمبر 12، 2009

علو بني اسرائيل ام انهيار العالم العربي

علو بني إسرائيل ام انهيار العرب

مبعث هذا الموضوع هو مقال في جريدة المدينة بتاريخ 12 نوفمبر 2009 للاستاذ الدكتور/ سالم بن احمد سحاب بعنوان (علو بني اسرائيل) ، والتي علقت عليها في الجريدة واقتبس من المقال الاتي

المقال

الحالة المعاصرة اليوم تشهد مرحلة (العلو الكبير) لإسرائيل. إنه استعلاء يمثل قمة انتفاش الباطل، وعسى ألاّ يكون بعده انتفاش أشد وأعتى، يقابله بطبيعة الحال انكماش لم يسبق له مثيل في تاريخ أمتنا المجيدة. أمتنا اليوم تعيش تمزّقًا ليس بعده، تمثّله كيانات منكفئة على نفسها، لا يهمها من أمر الآخرين شيء.. حتى الشجب عزّ وندر.إنه زمن الاستعلاء في أشد صوره: الاستيطان مستمر، والكلمة نافذة، والقوة حاضرة، والعملاء رهن الإشارة، لا يرعون في مقاوم شريف إلاًّ ولا ذمةً، يقتلونه إن استطاعوا، ويخوّنونه إن شاءوا، ومتى شاءوا.إنه زمن الاستعلاء الذي أدارت فيه أمتنا المجيدة ظهرها للمحاصرين في غزة، والمسجونين في حيفا، والمطرودين من القدس، والممنوعين من الصلاة في الأقصى.إنه زمن الاستعلاء، والأقصى محاصر، وتقسيمه موضوع على الطاولة لا للتفاوض، ولكن لفرض الأمر الواقع، وما من مغيث إلاَّ الله الواحد القهار.

اما التعليق فكان كالاتي: "انما العلم عند الله"

لايستطيع احد ان يجزم بانه (العلو الكبير)، ولكنه لاشك (علو) ، لايعلو شيئ علي اخر الا نتيجة لاكتساب هذا الشئ طاقة (قوة) او فقد الشئ الاخر طاقة (قوة).والمشكلة الان ان نحدد سبب هذا العلو مع الوضع في الاعتبار اننا كنا في زمن ما اعلي واكبر طاقة وقوة.قوة المجتمعات تستمد من الانتماء و الوحدة (المواطنة)، و(المواطنة) لها ثلاثة اركان او مقومات ( العدل - الامن - التعليم) يجب ان يتمتع بها كل مواطن ليساهم في اضافة طاقة وقوة للمجتمع!وهنا تكون المقارنة بين ظاهرة قوة وضعف المجتمعات والبحث في اسبابها (الداخلية)، ويكون السؤال لماذا انخفض معدل (العدل - الامن - التعليم) في الوطن العربي بالمقارنة مع اسرائيل وحلفائها ( طاقتها - قوتها المساعدة علي العلو)؟

انتهي التعليق.


كانت تلك مداخلتي او تعليقي علي مقال الكاتب والذي دفعني لكتابة هذا الموضوع ، واثار لدي بعض التساؤلات:
س1- ما هو سبب هذا العلو
1- هل سبب ذلك العلو هو قدرات وامكانيات وقوة خاصة يتمتع بها بني اسرائيل ولا تتوفر لدي باقي الجنس البشري؟
2- هل سبب هذا العلو هو تدهور قدراتنا وامكانياتنا وقوتنا ؟
3- هل سبب هذا العلو هو زيادة قدرات وامكانيات وقوة بني اسرائيل مع تزامن تدهور وانخفاض قواتنا وقدراتنا وامكانيتنا؟
س2- ما هي تلك القدرة والامكانيات والقوة التي تتحكم في اختلال الموازين ؟ وما هو مصدرها ( الذكاء – المكر – الدهاء – الطيبة - السذاجة – الثروة – الموارد الطبيعية – القوة البدنية – العلم – العدل – التعليم – الوحدة – الانتماء – المواطنة - الديمقراطية – طبيعة وخصائص الشعوب- طبيعة وخصائص الانظمة – القيادة – الادارة ..........الخ)؟
وبعد تفكير او مسح سريع لتلك التساؤلات توصلت لبعض الخلاصات التي رغبت في مشاركتكم اياها:
ج1- كانت الاجابة علي السؤال الاول هي الاجابة الثالثة ، والتي ادت بلا شك لا مضاعفة الفجوة وزيادة سرعتها .
ج2- كانت الاجابة علي السؤال الثاني اهم من السؤال الاول لانها تختصر الاسباب، فحقيقة الامر ان الصفات البشرية والسلوكية والقدرات متوفرة علي حد السواء لكلا الطرفين علي الاقل من وجهة نظري ، ولذا فلا يمكن احتساب صفات الدهاء والمكر والسذاجة والقوة البدنية .....الخ من العوامل المؤثرة في احداث تلك الفجوة ، ومن ثم انحسرت اسباب تلك الهوة في (التعليم – العدل – الامن – الوحدة (انتماء-مواطنة)- خصائص انظمة (ادارة – قيادة)) ، الا انه بتامل تلك العناصر واعادة ترتيبها نجد الاتي
--- الانظمة الاجتماعية (قيادة وادارة) هي المتحكم الوحيد في ثلاثة عناصر اساسية لاي مجتمع وهي ( العدل – الامن – التعليم ) ، وعلي ذلك فان اي خلل او فشل او ضعف او ثبات في تلك العناصر لا يمكن تفسيره او تأويله او ارجاعة الا لفشل تلك الانظمة وعدم صلاحيتها (فالعبرة الحقيقية دائما بالنتائج وليس بالنية).
--- ايضا نلاحظ ان تمتع اي فرد في اي مجتمع بتلك العناصر (عدل – تعليم – امن) هو السبيل الوحيد لانتماء هذا الفرد لذلك المجتمع وبالتالي توطنه في هذا المجتمع ، وسنلاحظ ايضا بما الا يستدعي اي مجال للشك ، ان هجرة الاوطان تكون لاسباب تنحصر في البحث عن تعليم افضل (مستقبل افضل) والبحث عن الامن ، والبحث عن فرص تعايش واستثمار وكسب جديدة في اماكن اخري غير الوطن الذي غاب فيه العدل ، وبالتالي يمكن القول بان الهجرة تكون للبحث عن العدل المفقود في الوطن ( حتي ولو بالتمني والامل).
--- نلاحظ ايضا انه لايمكن توحد مجتمع او مجتمعات ليس فيهم (انتماء - مواطنة) والتي لا تتحقق الا بتمتع جميع الافراد بالعدل والامن ، بدون اعادة تعريف لتلك المصطلحات.
خواطر متشتته:
1- اذا ما اتفقنا علي هذا التحليل السطحي لاسباب تدهور المجتمع وعلي ترتيبها وتأثير كل منها علي الاخر ( كشان داخلي له اولوية ومنفصل عن السأن الخارجي)، فما هي الاستراتيجية الواجب اتباعها لتقليل او احتواء تلك الفجوة . وما هي اركان تلك الاستراتيجية الداخلية؟
2- اري ان استراتيجية الساسة العرب في اعادة تعريف المصطلحات ما هي الا دليل علي الفشل في تطبيق تلك المصطلحات، فعلي سبيل المثال كثيرا ما نسمع من المسؤليين الاتي :

"لحل هذه المشكلة يجب ان نحدد تعريف الديمقراطية ومن ثم كخطوة ثانية نتفق علي هذا المفهوم .........."
"لحل تلك القضية يجب ان نتفق اولا علي تعريف الارهاب ومن ثم .............................................."
" لاحداث هذا التطوير او الخطة او البرنامج يجب ان نضع مفهوم صريح وواضح لمعني المواطنة......."
"يجب اولا ان نحدد ونعرف ونتفق علي مفهوم المقاومة.......ومن هم اصحاب الحق في المقاومة..........."
مسؤؤؤل اخر
"بعد تعريف الارهاب وتعريف المقاومة ......يجب ان نحدد ونعرف ونتفق علي المعايير التي تساعدنا علي التفريق بين الارهاب والمقاومة........................................."

3- يبدوا ان المتحدثون الرسميون والساسة العرب احترفوا اعادة صياغة المشاكل والقضايا لوضع الكتب والمراجع لتحفر اسمائهم في التاريخ والجامعات ، وغفلوا عن تطبيق الثوابت التي كان الخلف الصالح من اتباع الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، يطبقونها باعين مغمضة ، فاوصلتهم الي اعلي الامم في زمن لم يخترعوا فيه اعادة التعريف والصياغة ولم يكن لهم معرفة لا بالديمقراطية ولا بالارهاب ولا المواطنة.
-----------------------------------------------------------
هذه كانت خواطري وارائي السريعة فيما يخص الفجوة بين بني اسرائيل والعرب ، وبدون اي تحيز او القاء اللوم علي امريكا او اي حليف اخر وبدون ان اخادع نفسي واحدثها (لازم نخلي امريكا تشيل ايديها ).
ولنتحاور
ماذا كانت تسمي تلك المصطلحات (العدل – الامن – التعليم) في زمن الخلفاء والتابعين ، وكيف كانت العامة تتعلم تطبيق تلك المفاهيم بدون ادراجها في المقررات الدراسية وبدون وسائل اعلانية.
الاجابة الاكيدة هي بالممارسة اكتسبوا قيم العدل – الامن ، والمواطنة والانتماء دفعتهم للتعليم لاضافة قيم جديدة.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا ، وفرج علينا كربنا ، واهدنا يارب لما تحبه وترضاه .
اخي الكريم كيف تري حال الامة اذا اهتم قادتها بتطبيق (العدل – الامن – التعليم) ؟ وهل نحتاج فعلا لاعادة تعريف تلك المفاهيم ؟ ومن الذي يريد ان يتفهمها الفرد ام المسؤؤلين ؟وما الذي يعيق تطبيق وتطور تلك المفاهيم هل هم بني اسرائيل ام المواطن ام القيادة ؟ وايهم احق بالتغيير؟
وبعد التوصل للاجابات فلنذهب الي صناديق الانتخاب او نهجر البلاد
الم يحن الوقت لتحديد من المسؤليين عن انهيار الامة العربية .

السبت، أكتوبر 31، 2009

تحليل مؤقت للدروس المستفادة من قصة ( التكية وقهوة العواطلية )

هذا التحليل ما هو الا فكرة مؤقته اعتقد انني ساقوم بتعديلها فيما بعد ،وهي محاولة لاستنتاج بعض الدروس المستفادة من القصة والتي قد يسترشد بها القارئ او يتفق معها او ينتقدها الا انه لن يستطيع نفي صحتها وصدق نتائجها:
فالي المحاولة وفي انتظار النقد والتعليق:
-------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------




ما هي اخطاء اهل التكية ، وهل كان من الممكن انقاذ التكية؟
بعدما تصورنا وتخيلنا عرض لكيفية تحويل المدينة الفاضلة الي مدينة الظلام ، وحصرنا رؤيتنا لهذه المؤامرة في الهجوم علي ( الامن – العدل – التعليم ) بحيث نحول تلك الانظمة الي هيكل بدون محتوي فلا تؤدي وظائفها ، البعض يتمتع بمزاياها والبعض تسحقه عيوبها ، فيشتعل الصراع الداخلي المدمر وتغرق المدينة الفاضلة في الظلام ...
..وبعد ان واوضحنا ان اسلحتنا في هذا الهجوم لم تتعدي الخداع والوقيعة والتخطيط السري واستغلال السذاجة والجهل لاهل التكية، بناء علي التنبؤ بالسلوك البشري والمتوقع منهم ...
ومن ثم سنحاول في السطور التالية التعرض للاخطاء التي وقع فيها اهل التكية و استنتاج الدروس المستفادة منها ، حتي نتمكن من وضع الاسس لاصلاح التكية.
الاخطاء التي وقع فيها اهل التكية :
1- السماح لطالب الحكم من امتلاك الحكم والتصرف وفق لرؤيته الشخصية وبدون رقابة ، رغم ان منهجهم وسيرتهم وامثالهم وعادتهم تنص علي انه من الفراسة الا تولي طالب لامارة ، ولا تحكم طالب لولاية ، فكان الخلفاء رضي الله عنهم لا يولوا طالب لحكم او منصب امر الناس، بالرغم من انهم كانوا رقباء وقادة له الا انه سيكون اكثر الناس عرضة لاتباع هواء النفس والافساد والتضليل حبا في المنصب وليس رغبة في الحق ...........والدرس المستفاد هنا ........ عدم السماح لطالب الحكم والولاية من منصب الوالي او تمكينهم من التربع عل يقمة الهرم الاداري وتوليهم امر العامة، وفي حالة الضرورة يستعان بخبرتهم كمستشارين.
2- عدم مراقبة الحاكم (قادة النظام) (خادم التكية) ، وسبب عدم الرقابة او ضعفها هو عدم وضع معايير ومقاييس للاداء ، فلم يحدد اهل التكية للخادم مهمته والفترة الزمنية المسموح له بها لتحقيق تلك المهمة، فكانت وظيفة الخادم هي (الاصلاح علي عموم المعني) وبحسب المعدل الذي يحدده هو وليس اهل التكية ، فيمكنه الانتهاء من الاصلاح في سنه او عشرة او مئه ، فليس هناك معيار يمكن اهل التكية من التحقق والتأكد بعد فترة زمنية محددة من جدية هذا الاصلاح واصدار قرار وحكم بفشل او نجاح خادم التكية في مهامه، وهذا ادي ايضا الي اتاحة الفرصة للخادم بخداع اهل التكية بحجة الاصلاح وصعوبة الاصلاح والجهد والمشقة التي يحتاجها هذا الاصلاح ودون ان يكون هناك اي اصلاح بل كان في طريقة الي الافساد...........والدرس المستفاد هنا انه .......مهما كان القائد او الحاكم او الخادم ، يجب ان تكون مهمته محدد خلال فترة زمنية محددة قصيرة او متوسطة الاجل ، والتي ان لم يلتزم خلالها بتحقيق تلك الاهداف فيجب تغييره فورا حتي وان امتلك لحظة عزله العصي السحرية للاصلاح فيجب ان يعزل ويستخدم تلك العصي غيرة ...........يجب ان تتضمن تلك المهام خطة او خطوات محددة في سبيل تطوير (العدل – الامن – التعليم) بما يصل بتلك الخدمات للتساوي بين جميع اهل التكية بنفس السرعة ونفس القيمية ، وللحكم علي هذا المعيار بعد المدة الزمنية المحددة فاذا ظهرة حالة متضررة او لم يصل لها هذا الحق ودون اتخاذ قرار عاجل ، يكون هذا سبب وداعي لاجتماع اهل التكية وعزل الخادم.
3- سمحت التكية وبعد كل تلك المعاناة من الخادم وعصابته ، بتولي ابنه المنصب (الخادم ) سواء بالامتحان او الارث او الخلافة او الانتخابات او اي سبب اخر مما ادي الي استمرار نفس الحرمية في السيطرة علي التكية مع تغيير في الاشخاص وليس في العقول والافكار .........والدرس المستفاد هنا...............انه عند عزل او موت او اي سبب يؤدي الي تغيير الخادم او الرغبة في احداث تغيير صحيح نابع من رغبة اهل التكية وخاصة في وجود مظالم وفساد منتشر وظاهر وضعف عام للتكية ، وحتي يؤدي هذا التغيير الي تغيير الادارة واكتشاف اخطاء الادارة القديمة ،فيجب ان يكون التغيير جذري وشامل بحيث لا ينتخب او يرشح لمنصب خادم التكية ايا من (الحرس القديم – الصف الثاني له – الصف الثالث له ) ولا اي من المشاركين والمساهمين في قيادة تدمير التكية سواء بقصد او بدون قصد من ( قادة الفتوات والبلطجية – قادة التعليم – القضاة المواليين والمدافعين عن خادم التكية- الصف القيادي الاول والثاني والثالث في جميع هيئات التكية – الضعفاء من العلماء والاعلاميين والذين لم يشاركوا في كشف مخطط خادم التكية) ولا من ( مشاهير المستثمرين اللي طلعوا ونجحوا علي جثث واكتاف الحرافيش والغلابة- ولا طبعا مشاهير المفسدين)، وبالتالي لن يبقي في التكية غير الحرافيش والافندية والغلابة الذين لم يطمعوا يوما ليكونوا خدام للتكية ،والذين لديهم دافعية واصرار لاصلاح التكية ، ويعلمون مواطن الخلل وطرق واساليب احتيال الحرامية، وبالتأكيد سيمثلون 98% من تعداد التكية وسيتواجد بهم المتعلم والمثقف والمدير والقاضي والمعلم المناسب ليكون (رئيس مجلس ادارة التكية الجديد) ويكون قادر علي اختيار مجموعة العلماء المتخصصة (معاهم اقرار ضريبي) قادرين علي مساعدته في ادارة التكية................وبهذا الدم الجديد غير المتوقع لا من ابن الخادم ولا من العصابة ...............ستنكشف الحقائق وسيرد الحق لاصحابة وسيقضي علي الفساد ويطرد خارج التكية ، وتعود التكية لاهلها .
4- اخطأت التكية عندما ظنت ان هناك فرد قادر علي تولي اعباء العمل للتكية ، واستمراره لما فوق الستين ، وانه افضل الموجودين ،.............والدرس المستفاد هنا ................ان خادم التكية لابد له من تحديد للسن سواء كان الخادم يصحة جيدة ام لا ، لان تحديد السن سيمنع ويحد من طمع اي خادم في دوام المنصب والكرسي والعرش ، كما وان الصحة تختلف عن العقل والعقل يختلف فيه الدافع والرغبة والعقيدة والاتجاه من وقت لاخر وبمرور الزمن ، فمن كان يتصف بالشجاعة في الاربعين قد يتصف بالجبن في الخمسين وقد تعود اليه الشجاعة مرة اخري في الستين ، وكل تغير في الشخصية يتبعه تغير في الدوافع والرغبات ، فمن كان قنوع في الاربعين حين كانت اولاده لايحتاجون الا الغذاء واللعب ، قد يتحول الي طامع ويسعي لتحقيق اطماعه عندما يكبر اولاده ويفكر في تأمين مستقبلهم ، كما وانه ثابت ان الزهايمر والنسيان يصيب الانسان بنسبة كبيرة بعد 70 سنة فما بالنا بما هم اكبر من ذلك ، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تعرض مصلحة التكية للاحتمالية او الحظ ، ولذا كان يجب تحديد السن ، والذي لا يجوز تخطيه حتي ولو برغبة رجالة التكية.
5- اخطأت التكية عندما تم اختفاء الافراد ووضعهم في القمقم ....وطالت التحقيقات ....وقيدت الحريات حتي نظير الكلام.....والدرس المستفاد هنا هو ............عزل خادم التكية بمجرد ظهور اي من مظاهر (تأخير الفصل في القضاء.—تأخير تنفيذ الاحكام – تأخير رد الحقوق – تأخير وضعف الخدمة الامنية) لاي حجة او سبب من الاسباب سواء امكانيات او زيادة معدل المخالفات او زيادة المساحات والمسافات ، فاي من تلك الظواهر لايحق معها الا عزل خادم التكية وحرسه ومحاسيبه علي الفور وفي اقرب فرصة (عدم تجديد العقد) واقصي مدي مسموحة للفصل القضائي ورد الحق هي اسبوع او اسبوعين، وان زادت المدة فمعني هذا ان الادارة فاشلة وغير حازمة وليكن العمل ليل ونهار دون راحة او اجازة لمن يريد الاصلاح.
6- اخطاء اهل التكية عندما صدقوا واقتنعوا بوجود انجازات لم يشاهدوها (لم يستفيدوا منها) وسوف يتم التمتع بها في مستقبل مجهول .............الدروس المستفادة هنا ...........ان الانجاز هو ما تعود فائدته الفعلية علي جميع اهل التكية بدون تفريق ، وما لم يتم الاستفادة منه لا يعد انجاز بل يعد نفقات غير ضرورية ، وكذا اي مشروع او انجاز له خطة زمنية لرد التكلفة او بدء العائد تبداء في معظم الاحوال بعد فترة ثلاثة سنوات. وايضا اي تغيير وتطوير في المجتمع والتكية يجب ان يكتمل في خلال خطة خمسية واحدة ......فترة 20 سنة هي فترة كافية لتغيير التكية من حال الي حال سواء متقدم او متأخر ، الا ان الاتجاه يكون واحد سواء في اتجاه التقدم او التأخر فاذا كانت المؤشرات بعد الفترة الخمسية الاولي تشير الي التأخر بمعني هذا انه بعد عشرين سنة اي اربع خطط خمسية سيكون اتجاه السير في نفس اتجاه التأخر ، طالما لم تتغير الادارة....
7- اعتبرت اهل التكية ان الالوان ودهان بوابة التكية والحراسات واعادة التنظيم هي دليل علي التطوير والتغيير ولم ينظروا الي اثار استخدام تلك الوسائل ولم يفطنوا الي ان كل هذا التغيير ما هو الا ظاهري ولا تؤدي الي منفعة شخصية لاهل التكية ولا فائدة منها الا خدمة جماعة خاصة ، بل علي العكس فالتغيير ادي الي فساد التكية وضياع الحق.......والدرس المستفاد هنا ................. انه لا يمكن اعتبار كل تغيير نوع من الاصلاح فبعض انواع السياسات والاستراتيجيات واعادة التنظيم قد تؤدي الي تدهور النظام الاداري وافساد الحياة ، والعبرة اولا واخيرا هي ، ماذا اضاف هذا التغيير من قيم جديدة للفرد وما اثره علي القيم الفعلية التي كانت موجودة من قبل ، فليس معني ان يضيف النظام قيمة باعفاء من رسوم ان يؤدي هذا الاعفاء الي زيادة الضريبة !
8- اخطاء اهل التكية في نهاية الحكاية بعد ان تمكن ابليس من وضع ابن الخادم في القمقم وسلموه للحرامية بره التكية وتم ترشيح خادم جديد للتكية ، لم يتعلم اهل التكية الدرس وسمحوا لواحد ممن كان يجالس خادم التكية وعلي علاقة ودية به ، ان يرشح نفسه لمنصب الخادم اعتمادا علي خبراته الدولية وقدرته علي التعامل السياسي مع الحرامية اللي بره التكية......الدرس المستفاد هنا .................. للتغيير، غير مقبول ترشيح ايا مما ظهر في الصورة والانجازات مع خادم التكية حتي وان كان جدير بتولي مهام الخدمة ، فقط ولسبب واحد انه لم يكن من البطانه الصالحة ولم يرشد الخادم للحق ، وسواء ادعي بانه ارشده للحق ووجهه او لم يدعي هذا فالعلم عند الله سبحانه وتعالي، وليس لاهل التكية الا النتائج ، وهي ان هذا الارشاد لم يفلح، ومن المفترض علي اهل التكية الا يعرضوا انفسهم لاحتمال الصدق ام الكذب ، طالما يوجد البدائل ، وان احتاجوا لبذل الجهد لايجاد تلك البدائل ، وحتي وان كان البديل غير خبير فهو افضل من احتمال تسليم التكية لاحدي اعضاء عصابة الحرامية.

الخلاصة: الاولويات الاستراتيجية للنظام الاجتماعي

***يتكون اي نظام اجتماعي او ادارة مجتمع من قسمان او اتجاهيين او سياستان او مهمتان او هدفان اداريان يسعي رئيس النظام لتحقيقهما ، (ادارة داخلية) و(ادارة خارجية) ، وهناك اولوية مطلقة لتحقيق اهداف وسياسات الادارة الداخلية تسبق الادارة الخارجية ، فمهما كانت الظروف والتهديدات والاحتياجات، فلا يصح تحقيق اهداف خارجية علي حساب تأجيل او تعديل او الغاء اهداف داخلية.

***في السياسة او الادارة الداخلية ، يوجد مكونان او نظامان او برنامجان اساسيان ، (برنامج تفاعل او تعايش) و ( برنامج تطوير وتنمية) وهناك اولوية مطلقة لتحقيق اهداف وسياسات البرامج او المكون التفاعلي او التعايشي تسبق اولوية برامج التطوير والتنمية، فلا يصح ان تؤدي الرغبة في التنمية والتطوير الي تأخير او تبديل او الغاء اي من اهداف التعايش والتفاعل الاجتماعي.

***يشمل مكون التفاعل والتعايش او برنامج التفاعل والتعايش الاجتماعي علي (منهج اجتماعي) يضبط حركة الحياة وتفاعل الافراد داخل النظام ، في اطار الحقوق والواجبات ، وتمتع كل فرد في النظام بحقوقه كاملة بدون اي معاناة وبعدل ومساواة تامة بين جميع افراد المجتمع، ولهذا المنهج الاجتماعي معايير اساسية للاداء يمكن من خلالها الحكم بمدي فاعلية هذا المنهج وبالتالي يتم الانتقال الي مكون التطوير وحاجاته ومن ثم الي الادارة الخارجية وحاجاتها،ويشترط في اي نظام اجتماعي صحيح ان تتواجد تلك المعايير مجتمعة وبكفاءة عالية، وهذه المعايير الاساسية هي:

  • معدل العدل: ويمثله جهاز القضاء ، للفصل وفض النزاعات المتوقع حدوثها بين الافراد، ويجب ان يتصف بالسرعة (بمعدل ايام ولا يمتد لاسابيع) ، الدقة ، الموضوعية، المرجعية، الحيادية، الحرية، ،،،،، فاذا ما وجد مجتمع يتأخر فية العدل عن هذا المعدل ، فهذا يشير الي وجود خلل ، وفشل الجهاز الاداري في الادارة الداخلية ...... وبالتالي فلا يصلح لادارة التطوير والتنمية او الادارة الخارجية.
  • معدل الامن : ويمثله الجهاز الشرطي ، لضبط حركة الحياة الامنة داخل المجتمع ومنع افراد المجتمع من الانحراف السلوكي ومخالفة واجباتهم او التعدي علي حقوق الغير ، كما انها مسؤلة عن تطبيق الاحكام القضائية ورد الحقوق وعزل المخالفين وتوقيع العقوبات وفق لاحكام القضاء ، ويجب ان يتصف هذا الجهاز بالسرعة في نجدة المستغيث (بصرف النظر عن نوع الاستغاثة) وسرعة ضبط المخالفين وسرعة رد الحقوق ، والتواجد الدائم والمستمر في المكان والزمان المناسب للمحافظة علي امن وحق المواطن, ويجب ان يتصف هذا الجهاز ايضا بالخضوع والاحترام لحقوق اي مواطن ,,,,,,,,فاذا وجد مجتمع يزيد فيه معدل الجريمة ، ولا يتمكن هذا الجهاز من سرعة ضبط المخالف ، او استغرق رد الحقوق وتنفيذ الاحكام اكثر من ساعات من صدورها ، او اهدر حق وحرية اي مواطن تحت اي مسمي من المسميات ، او تحول الجهاز الي لعب دور القضاء ...فهذا مؤشر علي وجود خلل وفشل الجهاز الاداري في الادارة الداخلية ....وبالتالي لا يصلح لادارة التطوير والتنمية او الادارة الخارجية.
  • معدل التعليم: ويتمثل في جهاز التعليم والذي يتبع منهج تعليم محدد، وهو مسؤؤل عن نقل خبرات المجتمع الي افراده والمحافظة علي مواصفات الشخصية الاجتماعية المرغوبة ، والمحافظة علي الهوية الوطنية ، كما انها تزيد من قدرة افراد المجتمع علي المساهمة في ادارة التطوير والتنمية ، كما انها مكلفة بتعديل السلوك المنحرف الغير متوقع ، والقيام بمهام التنشيئة الاجتماعية المنشودة،،،،،،،،فاذا وجد مجتمع لا يتمسك بمنهج تعليمي ثابت او يستخدم المجتمع كحقل للتجارب التنظيمية او تتبدل المقررات من سنة الي اخري بدون مبررات او يرتبط النظام بواضعه فاذا ما ذهب واضعه ذهب معه النظام وانتقل المجتمع الي منهج ومقرر جديد او اذا وجد مجتمع يزيد معدل الاختلاف فية بين الاجيال بدرجة كبيرة بحيث يكون كل خمسة سنوات جيل بصفات وشخصية مختلفة او زادت اخطاء ومشاكل العملية التعليمية ، او اصبح هناك فرق مستوي كبير بين المدارس الوطنية والمدارس الخاصة ، او اصبح التعليم في الخارج امنية ، او لم تستطيع العامة من التعليم ، او ذادت فيه معدلات الجهل ........... ...فهذا مؤشر علي وجود خلل وفشل الجهاز الاداري في الادارة الداخلية ....وبالتالي لا يصلح لادارة التطوير والتنمية او الادارة الخارجية.


* وبالتالي يمكن استنتاج انه يمكن الحكم بفشل او نجاح اي نظام اجتماعي بالنظر الي ثلاثة مكونات اساسية بصرف النظر عن اي انجازات اخري وهي ( معدل العدل – معدل الامن – معدل التعليم) فاذا تحققت هذه المعدلات ولم تتعدي الفترة الزمنية لتجاوز مشاكلها ايام (عشرة ايام بحد اقصي) يمكن بعد هذا النظر لانجازات اي نظام اداري اجتماعي ودراسة ما ان كان مقبول استمراره ام لا ، وان لم يتحقق اي من تلك المعايير ، فلا سبيل لاصلاح المجتمع سوي تغيير الادارة الاجتماعية ككل وبصفة دورية كل ثلاثة سنوات حتي نصل الي ادارة قادرة علي تحقيق تلك المعايير والمحافظة عليها لمدة ثلاثة سنوات.
* من الملاحظ في تلك المعايير انها جميعا غير خاضعة لاي مبررات لتدني المستوي سوي تعمد افساد المجتمع ، او الجهل بمصلحة المجتمع وكلاهما مرفوض .
* ايضا من الملاحظ كل تلك المعايير مهما وصلت درجة فسادهم ، لا تحتاج سوي اعادة تنظيم واعادة وضع اللوائح والقوانين المنظمة ومن ثم الاصرار علي اتباعها ، وربما توفير بعض الامكانيات الاضافية والمؤقتة والغير مكلفة بالنظر للعائد منها، فمن الممكن ان يصدر قرار بزيادة عدد القضاة وزيادة ساعات العمل حتي يتم الانتهاء من مخزون القضايا المؤجلة (بالطبع في وجود اجر اضافي عادل والمحافظة علي شروط سلامة الاحكام) ، ومن ثم الاستعانة بقوات شرطة اضافية لتنفيذ جميع الاحكام القديمة والمستحدثة ، مع استحداث جهاز قضائي فوري لاجراءات التصالح او الشكوي او الاستئناف القضائي, .............وناتج هذا الامر ومعاقبة مخالفين الامر سينتج عنه اششششششاعة للعدل والامن ومنع الشروع في جرم جديد ............ وفي نفس الوقت تستحدث سجون تعليمية داخلية مؤقتة ومقسمة لتوقع استقبال اعداد كبيرة في الفترة الاولي )اعادة تأهيل) وكذا لتوفير المعاملات الانسانية اللازمة........... وهناك طرق كثيرة لتحقيق العدل والامن تبداء دائما من اصرار وقرار (رئيس مجلس ادارة المجتمع) ، ومع تحقيق معدل الامن والعدل ..............يتحقق معدل التعليم حيث سيعمل العقل فيما هو مفيد بعيد عن اي هواء للنفس .

الأربعاء، أكتوبر 28، 2009

رؤية نقدية لاستخدام مصطلح الاستراتيجية

رؤية نقدية لاستخدام مصطلح الاستراتيجية:
بقلم / اسامه قراعة
1. مفهوم : الاستراتيجية :
مفهوم (الاستراتيجية) تم طرحه سابقا وبالتفصيل في العديد من الكتب والمراجع اختص منها ما ذكر بواسطة الدكتور /محمد بن احمد اليماني في موقع منهل الثقافة التربوي الالكتروني ، انصح باعادة قراءته وتأمله ، واقتبس منه المقطع التالي
نقلت كلمة الاستراتيجية من الحضارة اليونانية عن كلمته الأصلية إستراتيجيوس strategos والتى تعنى علم الجنرال، وارتبط مفهومها بشكل صارم بالخطط المستخدمة لإدارة قوى الحرب ووضع الخطط العامة في المعارك.
وقد اختلف فى مفهوم كلمة الاستراتيجية عبر التاريخ وفقا لتطور التقنية العسكرية فى كل العصور كما أنها تختلف بإختلاف المدارس الفكرية والسياسية ، ولهذا يصعب تعريف شامل ومانع لهذه الكلمة
بقية التعريف والموضوع علي الرابط التالي
http://www.manhal.net/articles.php?action=show&id=935
http://www.manhal.net/articles.php?action=show&id=856
2. معايير مصطلح الاستراتيجية:
من التقديم السابق والموضوع المشار الية سابقا ، نري ان مصطلح استراتيجية ارتبط بالمجال العسكري ارتباط وثيق لا يمكن فصله ، كما وان استخدام هذا المصطلح في المجال العسكري ارتبط بمعايير اساسية نحاول استعراضها فيما يلي :
a) مستوي التخطيط والاهداف :
من الناحية العسكرية ينقسم التخطيط الي (تخطيط استراتيجي) يقوم بتحديد اهداف تسمي (الغايات) او اهداف عليا بعيدة المدي او اعلي مستويات الاهداف، وهو مستوي اهداف (القيادة العامة بجميع افرعها وتشكيلاتها) ويطلق عليها الاهداف الاستراتيجية وبناء عليه يتم تخصيص المهام للجيوش الميدانية والتشكيلات لتحقيق هذه الاهداف ، ومن ينتقل التخطيط الي مستوي ( التخطيط التعبوي ) والذي يحدد بدوره اهداف لتحقيق مهمته وتتصف بانها اهداف متوسطة المدي اوالاهداف الفرعية او اهداف التشكيلات والجيوش الميدانية والمناطق ويطلق عليها (الاهداف التعبوية) والتي تترجم بدورها الي مهام تكلف بها الوحدات الميداني ، ومن ثم ينتقل مستوي التخطيط الي (التخطيط التكتيكي) يقوم بتحديد (اهداف تكتيكية) وهي اهداف مباشرة او اهداف صغري اواهداف القريبة او اهداف خاصة بالوحدات الميدانية ومن ثم تحول تلك الاهداف الي مهام تكلف بها كل وحدة صغري علي حدي وفي الغالب تحول هذه الاهداف الي مستوي رابع علي مستوي الفرد والقائد علي الارض وهو ما يسمي (الهدف المباشر) او (الهدف المرئي) والذي يصدر به امر القتال من القائد الي المقاتل علي الارض............. واذا تأملنا هذا التقسيم سنجد ان تسلسل الخطط وتدرجها يتم من اعلي المستوي الاداري او القيادي الي اسفله كما وان هناك فصل بين المستويات يكون ضروري ومحسوم لما له من مميزات تفويض السلطة وتخصيص المهام وتوفير الاعباء الذهنية والتركيز في انجاز وتحقيق المهام وتوفير قنوات الاتصال والسيطرة .........حتي تتحول الخطة الاستراتيجية الي امر قتال من قائد الي جندي (يكفي تدريبة علي تقنيات القتال المختلفة)..... وعلي هذا يجب ان يحتفظ المستوي التخطيطي (الاستراتيجي) بموقعه في قمة الهرم القيادي او الاداري والا تحول الي مستوي اخر تعبوي او تكتيكي او اوامر ميدانية مباشرة .... وهنا لا يطلق عليه مصطلح (استراتيجي). وهذا ما لم يحدث في العلوم العسكرية حتي الان وهي المصدر الرئيسي لاستخدامات هذا المصطلح.
b) وجود تهديدات :
يرتبط مصطلح استراتيجية بوجوب وجود تهديدات ما ، فالاستخدام العسكري او العلوم العسكرية لا تستخدم الا في حالة واحدة فقط وهي وجود تهديدات تجبر المجتمعات علي تكوين الجيوش واستخدام تلك العلوم .... والدليل علي ذلك ان اي تنظيمات اخري غير عسكرية لا تستخدم هذا المصطلح للتخطيط لاعمالها الانها استبدلت هذا المصطلح باخر وهو المنهج او التخطيط الاداري اذا ما كان هناك هدف او مجموعة اهداف تريد تحقيقها ولا توجد تهديدات ومعوقات مباشرة تمنع تحقيق هذا الهدف ، تكون خطة المنظمة عبارة عن منهج ثابت ومباشر في سبيل تحقيق هذا الهدف ، فالمنهج او الخطة الادارية ما هي الا خطوات وخطط ثابتة في سبيل تحقيق هدف محدد ، وايضا يمكن تقسيمه الي مستويات تخطيطية عليا او عامة، ومستوي متوسط او برامج او اداري ، ومستوي تنفيذي ، لا حاجة لها لتكوين استراتيجية.
c) المستوي الاداري :
حيث يلتصق وقد ينحصراستخدامات مصطلح (استراتيجية) في كل ما يعده او يخططة او يتداوله المستوي القيادي او الاداري الاعلي في اي منظمة بشرط ان تكون هي المسؤلة عن تحديد و تحقيق غايات المنظمة ، وهو المعروف بالمستوي الاستراتيجي والذي يشترك فيه فريق عمل مكون من جميع قادة الافرع والتخصصات والانشطة بصرف النظر عن حجمها ودورها في التنظيم.
d) تخصيص مهام وتحديد مسؤليات ومراحل:
فالتخطيط لتحقيق هدف مباشر يتم تحقيقة بواسطة نفس المستوي المخطط لا يتصف بالاستراتيجية ، ولذا فالخطة الاستراتيجية يجب ان ينتج عنها تقسيم للاهداف وتخصيص للمهام وتوزيع للادوار لمستويات المتوسطة والدنيا ، وتبعا لهذه المهام تعد تلك المستويات خطط جديدة ومنفصلة لتحقيقها والتي بمجموع نجاحها يتحقق الهدف الاستراتيجي ، وان لم تتواجد تلك الخطط الدنيا فلا مجال لوصف الخطة بالاستراتيجية لفقدها عنصر تقسيم الادوار والتعاون وبالتالي فقد القدرة علي المناورة.
ومن هذه المعايير نلاحظ ان مصطلح (الاستراتيجية) لا يفضل استخدامه الا اذا ارتبط بخطة يضعها اعلي مستوي اداري بالهيكل التنظيمي للمنظمة وبشرط ارتباط الخطة المباشر بتحقيق غايات او اهداف عامة رئيسية المنظمة وبشرط وجود تهديدات خارجية او قوة تنافسية مما يستوجب معها استخدام اساليب المناورة او الاعتماد علي تحليل سوات للفرص والتهديدات كما هو في علوم الادارة.
وبناء علي هذه المعايير سابقة الذكر فلا يصح استخدام مصطلح (الاستراتيجية) مع اي موضوع لا تتوافر فيه تلك المعايير سواء علي المستوي العسكري او الاداري او العلمي.
وبناء علي ما تقدم نجد ان هناك خلل كبير في استخدام هذا المصطلح في عالمنا العربي ، له مدلولات غير مرغوبة كالظهور والخداع والتعظيم اذا ما اضفنا كلمة (استراتيجية) لاي حديث بما يوحي به اللفظ من قدرة علي التفكير واهمية الهدف واولويته ورفعة مستوي المتحدث ، وكذا اجبار الطرف الاخر علي الخضوع والاستسلام كون هناك تهديدات لا تحتمل الجدال.
كثيرا ما نستخدم مصطلح استراتيجية في حياتنا العامة وحتي العلمية نقلا عن الغرب دون مراعاة لمدلول هذا المصطلح ورغم ان عندنا في اللغة العربية مصطلحات تؤدي نفس الغرض واقرب للفهم والاستيعاب ،،،،،،،، وهذا الاستخدام الخاطئ لمصطلح (الاستراتيجية) يفقده معناه ومدلوله ، وكذا يخلط بين مجالات الاستخدام الامثل له ،،،،، فعلي سبيل المثال بالنسبة للشأن التعليمي او التربوي ،عندما تضع وزارة التعليم ( خطة استراتيجية جديدة للتعليم ) تشارك فيها افرع وادارات وتخصصات عديدة ( تعليمية – ابنية – صحة – امن – شؤن اجتماعية) تخرج هذه الخطة بتخصيص مهام لكل ادارة وتخصص، وتبعا لذلك لابد لكل ادارة ان تضع خططها المنفصلة لتحقيق هذه المهام كمستوي تخطيطي تالي ..... وهكذا حتي المستوي التنفيذي (المعلم) الذي تخصص له مهام مباشرة ( لتحقيقها يلزمه اكتساب خبرات تقنية ومهارات خاصة) وليس وضع خطط مشتركة ، وهنا يكون دور وفكر المعلم ليس بالاستراتيجي وانما هو دور و فكر تطبيقي باستخدام طرق ووسائل تقنية مختلفة، له حق الاختيار فيما بينها .
لكن هذا الاختيار (ممنهج) وليس له تهديدات، وليس له اهداف بعيدة المدي فاهداف المواقف التعليمية هي اهداف سلوكية مباشرة، وايضا المعلم لا يقوم بتخصيص مهام لمن هو اقل ، واخيرا فاهداف الدرس او المقرر هي خبرات سلوكية مشاهدة وليست هدف استراتيجي في حد ذاتها ..لان الهدف التعليمي الاستراتيجي الواحد (بناء الذات) ( المشاركة الاجتماعية) (المهارة العلمية الاساسية) يتم تحقيقه بواسطة اكثر من موضوع واكثر من درس واكثر من مادة علمية ، تشترك جميعا وتتعاون لتحقيق هذا الهدف............وعلي هذا اذا تم الصاق مصطلح (استراتيجية) بالطرق والوسائل التعليمية كما هو منتشر في الاوساط العلمية والاكاديمية (نقلا عن الغرب) كا ( استراتيجية التدريس – استراتيجية التعليم – استراتيجية التقويم – استراتيجية المعلم – استراتيجية اعداد تحضير الدرس- استراتيجية التعليم عن بعد – استراتيجية الحوار البناء.......الخ) والنزول بتلك المستويات الي المستوي التقني او التنفيذي (الجندي في الميدان) نكون في هذه الحالة استخدمنا مصطلح اجنبي غربي غير محدد المعني رغم وجود ما يحل محلة ويكون اكثر اثر وتعبير عن المعني المقصود مثل طريقة كذا او منهج كذا او خطة كذ او سياسة كذا او مبادئ كذا. (فلو تخيلنا قائد ميداني يضع هدف استراتيجي في يد جندي او حتي مجموعة من الضباط لتحقيقة فتلك كارثة عسكرية)
وعلي ما يبدوا انه في الغرب كما هو عندنا ،هناك ما يطلق عليهم علماء وخبراء ومثقفون وهناك ما هم من نوع الارزقية ، الذين يضيفون الي كتاباتهم رونق وبريق دعائي وتسويقي باستخدامهم للالفاظ والمصطلحات الغير متداوله او ذات القيم الحسية واللفظية الكبيرة والتي تشد المستهلك السوقي وتزيد من المبيعات ،،،، ويبدوا انه للاسف ايضا اعتدنا في العالم العربي علي استيراد كل ما هو اجنبي واستخدامه علي انه قانون لا يجوز نقده او مخالفته ،،،، وبالتالي استوردنا هذا المفهوم الخاطئ لمصطلح استراتيجية كما هو ،،،،،،كما يبدوا ايضا ان علماؤنا في الادارة والعلوم الاجتماعية والانسانية احبوا ،الرنين الصوتي لمصطلح (استراتيجية) حتي ادخلوها علي اغلب معالجاتهم للموضوعات المختلفة،،،، حتي اصبحنا اليوم نسمع استخدامه حتي داخل الاسرة في المنزل فيما يسمي ب (استراتيجية الزواج السعيد) و( استراتيجية رقابة الابناء) الخ.
بالطبع ليس هناك خطاء او ما يمنع من تطور معني الكلمة بمرور الزمن ، وحتي بدون تطور لمعني الكلمة ليس هناك ما يمنع من استخدامها في ابسط معناها وهو (خطة - اسلوب) كلغة عامية.
الا اننا عندما نقحم هذا المصطلح في المجالات العلمية وخاصة التعليم والتدريس يجب ان نراعي تداعيات هذا الاستخدام وتبعاته فعلي سبيل المثال :
اننا نحير ونربك (المعلمين – المدرسين) عند تأهيلهم لممارسة وظائفهم وادوارهم بمحاولة ادراج مصطلح استراتيجية في اغلب الموضوعات المقدمة لهم، دون داعي لذلك (طبعا من وجهة نظري)، كما وان تداعيات هذا الاستخدام ونقده ينبع من عدم قدرة (المعلمين – المدرسين – المتلقيين ) من اعادة ترتيب وتصنيف الذاكرة واستخدام عقولهم ومنطقهم ، الاستخدام الامثل لاكتساب الخبرات الجديدة او حتي تأكيدها كما هو مطلوب من دورات الاعداد او التأهيل.
استشهد في هذا الصدد بموضوع للدكتور /عثمان ايت مهدي بموقع منهل الثقافة التربوي ، وبعنوان ( الذاكرة او السر المحفوظ) علي الرابط التالي
http://www.manhal.net/articles.php?action=show&id=3351

فيجب ان نتذكر ان العقل البشري يقوم بتخزين خبراته الجديدة بالذاكرة بشكل مترابط مع الخبرات السابقة ، في تسلسل شبكيومنطقي ، يكون اكثر وضوح، كلما كانت الخبرة الجديدة بسيط وذات مدلول مدرك من قبل، ومتعارف عليها ومباشرة الارتباط بخبرة اخري، او معلومات وبيانات اخري مخزنة بالذاكرة،،،،، وفي حالة ما اذا استخدمنا الشرح والتدريب علي موضوعات ما، وقدمناه بالفاظ غير ذات مدلول مدرك ،،،، تكون النتيجة الطبيعية ان تفتح الذاكرة صفحة جديدة منفصلة لهذا اللفظ الجديد ،،حتي يدخل حيز الادراك والربط بخبرات سابقة،،، وبذلك يقوم العقل بفصل وتوزع متن الموضوع علي الذاكرة في اماكن متفرقة،،، قد تكون عشوائية في حالة ضيق الوقت ، وقد يصعب استدعاءه مرة اخري ، كما وان استدعاء تلك الخبرة مرة اخري يستلزم مجهود اكبر من الطبيعي او المعتاد عليه ويحتاج منطق واعمال عقلي يختلف من فرد الي اخر، وقد يؤدي الي الارتباك والتخيط وفصل الخبرة الجديدة كليا عن ما يماثلها من خبرات سابقة ، (خبرات سابقة كان يجب ان ترتبط بالخبرة الجديدة برابط مباشر لتقويته، كما هو مستهدف من التدريب) .
فاذا كان المعلم معتاد علي مصطلح طريقة ومنهج وخطة وادارة وبرنامج واسلوب ونموذج ......فلماذا نستخدم مصطلح استراتيجية علي مستوي المعلم (مستوي تنفيذي تقني) ؟
واذا كان للمعلم استراتيجية للتعليم وليس اسلوب للتعليم او طريقة للتعليم ، فما هو مسمي مستوي مدير الادارة التعليمية وما هو مستوي تخطيط الوزارة ؟ الوزارة لها رؤية ورسالة وتحاليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات ,فهل يقوم المعلم او مدير المدرسة او المشرف بمثل تلك المهام؟

اخيرا:
الجديربالذكر ان مصطلح الاستراتيجية يشمل كل ما دونه من مستويات ومسؤل عنها بل ويجب اعتبار ان كل تقنية بسيطة في النظام الاداري ما هي الا وسيلة واداة لتحقيق الخطة الاستراتيجية الا انها تابعة يمكن تجاوزها وليست مستقلة ، قد تتغير وتتبدل الوسيلة الا ان الخطة الاستراتيجية واهدافها ثابته.
لا اعترض علي استخدام مثل تلك المصطلحات في غير اماكنها او حتي اختراع مصطلحات جديدة طالما لها فائدة وعائد ومدلول يسهل التعامل معه من خلال الذاكرة العربية ،التي لم تعد تستوعب عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة البسيطة واعتمدت استراتيجية التسهيل باستخدام الالة الحاسبة ابتداء من المرحلة الابتدائية .
ارجو ان اكون قد وفقت في طرح نقدي المتواضع لظاهر التوسع في استخدام مصطلح الاستراتيجية والذي اراه من وجهة نظري الفردية غير مبرر وان كان غير مخل فهو كما يقال علم لاينفع وجهل لايضر.
فان اصبت فبتوفيق من الله تعالي وان اخطأت فما هي الا خواطر واراء لن تضر ان لم تنفع.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضي

الجمعة، سبتمبر 18، 2009

كيف نستغل فترة تاجيل الدراسة بسبب انفلوانزا الخنازير

(مع الاحترام لكل نقد لمسار الموضوع وحتي الاعتزار لصاحب النقد) الا انني يجب ان اسأل:

سؤال مهم لكل الاصوات التي نادت بتأجيل الدراسة بسبب هذه الازمة وبدافع الخوف وحماية ابنائنا من هذا الوباء وبعد تم تاجيل الدراسة في اغلب الدول العربية :

الي كل (معلم - ولي الامر - طالب - مسؤؤل)
هل ستأخذ اجازة وتستمتع كاجازة صيفية اضافية؟
هل ستكون سلبي ام ايجابي ؟ نعم لقد ارحنا قلوبنا من الخوف علي اولادنا من المرض ولكن هناك قلق اخر يجب ان يطفو الي سطح تفكيرك ( ماذا عن المدة المقطوعة من العام الدراسي) ؟ ( ماذا عن استكمال المقررات الدراسية ؟ وماذا عن ضرورة اكتساب هؤلاء الابناء لخبرات ضرورية تضيع بضياع الوقت فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك؟ ماذا عن الرغبة والدافعية لتطوير التعليم؟
ماذا سوف يحدث اذا لاقدر الله امتدت فترة التأجيل؟


وبمناسبة قرارات تأجيل الدراسة بسبب وباء انفلوانزا الخنازير وللمحافظة علي مستوي التعليم ولمواجهة احتمالات تمديد التأجيل او مواجهة اي ظروف مشابه تضطر النظم التعليمية لاتخاذ قرارات التاجيل فيجب علي جميع النظم التعليمية وضع الخطط البديلة للتصدي لمثل تلك الازمات


ومن امثلة تلك الاجراءات اقترح الاتي

1- انتهاز فرصة التاجيل بوضع خطة تجريبية لاختبار قدرتنا علي ادارة نظم التعليم الذاتي ونظم التعليم عن بعد ، وسواء كانت النتائج ايجابية ام سلبية فبالتأكيد افضل من ضياع الوقت
1- من خلال نظم التعليم الذاتي والتعليم عن بعد يمكن تنظيم واعادة ترتيب المقررات والموضوعات ، بحيث تكون الموضوعات البسيطة والمستقلة والتي تعتمد علي القراءة والحفظ والشرح البسيط المقرؤء في اول المقررات فتقدم خلال هذا الشهر وبمجهود الطالب الذاتي ومساعدة ولي الامر او النت او البث التلفزيوني (مستوي الثالثة الابتدائي فما فوق نظرا لقدرتهم علي القراءة) وبذلك يكون الطالب مسؤل عن التقدم والاختبار في تلك الموضوعات ، فان نجح الامر (وسوف ينجح باذن الله) سيكون الامر ميسر لادارة المدرسة عند اعادة توزيع الساعات الدراسية المطلوبة لكل مادة.
2- يجب تحديد موضوعات بعينها ولا يترك الامر بحسب القدرات الشخصية لارتباطه باستكمال المخطط المدرسي.
3- يمكن انتهاز هذه الفرصة للانتهاء من بعض دروس حفظ القرآن واللغة العربية ( لانهم اللغة الاصلية ولان دراستهم وتدريسهم بواسطة ولي الامر فيها نفع بأذن الله للجميع كما يمكن لولي الامر الاستعانة بالمسجد والجيران وما الي ذلك)
4- الادارة المدرسية تنتهز الفرصة لرفع كفاءة المدرسة والمعلمين واعادة تقييم طرق التدريس والوسائل التي سيستخدمها المعلمون مع كل مقرر وموضوع (بواسطة الموجه التعليمي للمادة) والتدريب علي الوسائل الاشرافية
5- الادارة المدرسية لوضع نظم جديدة لضمان التواصل والاتصال بالطلاب وتوفير الخدمات الارشادية للتعليم.


واخيرا اخي المعلم والطالب وولي الامر ولتعرف في اي صف انت ولتحكم علي نفسك بنفسك اجب علي السؤال التالي:
هل غضبت من هذا الاقتراح الذي يضيف عليك عبء او يذكرك به (عبء تعليم اولادنا وتقدم الامة) كنت تظن انه نزل عن كاهلك وفرحت بالراحة والفراغ والكسل القادم ؟
فما بالك بالمسؤلين ولما نلومهم علي تدهور حالنا( الخطاء والذنب مشترك) فاستيقظ وانظر لنفسك وكن عادلا!!!!!!!!!

الجمعة، سبتمبر 11، 2009

رؤية : القيمة المضافة واثرها علي تحسين الاداء وتطوير الذات


القيمة المضافة واثرها علي تحسين الاداء وتطوير الذات
1- ما هي سلسلة القيمة:
في علم الادارة يوجد مفهوم اداري غاية في الاهمية يمكن المدير ويساعده في تحديد اهدافه وتقييم الاداء وتقويمه ، وهو مفهوم سلسلة القيمة ، فما هي سلسلة القيمة؟
اي مشروع اجتماعي او صناعي او انتاجي يتكون من مجموعة من الوظائف تنقسم او تشكل محورين اساسيين في الهيكل التنظيمي وهم محور الانتاج المركزي او الرئيسي ومحور الخدمات المساعدة او الثانوي. فعلي سبيل المثال اذا نظرنا الي ادارة مستشفي او الي مشروع تشغيل مستشفي فسنجد ان هدف المشروع الاساسي هو علاج المرضي ونجد ان هناك وظائف رئيسية تحقق هذا الهدف او مسؤلة مسؤلية مباشرة عن تحقيق هذا الهدف (الطبيب – الممرض- الصيدلي - الفنيين ) وبالتالي فكفاءة وفاعلية تلك الوظائف تحدد وفقط كفاءة وفاعلية تحقيق الهدف من المشروع ،وفي نفس الوقت نجد ان هناك وظائف داخل المشروع تعمل علي مساعدة وخدمة تلك الوظائف الرئيسية ( شئون الافراد - شئون المرضي - النظافة ، الحراسة – الحسابات) الا انه لا يتحدد عليها كفاءة وفاعلية هدف المشروع الرئيسي او الانتاج وهذه الوظائف هي المحور المساعد او المحور الخدمي للمشروع .
وليس معني ان وظائف المحور الخدمي لا تحدد كفاءة وفاعلية الانتاج او هدف المشروع انها لا تؤثر في كفاءة وفاعلية المشروع ككل بل فان كل وظيفة تقدم قيمة للمشروع رغم عدم تدخلها في شفاء المرضي بشكل مباشر.
وبذلك فان لكل وظيفة في المشروع قيمة وسواء كانت تلك القيمة مباشرة في تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع او غير مباشرة الا انها قيمة تحقق اهداف فرعية ومساعدة تؤثر علي كفاءة وفاعلية المشروع ككل.
وبتحديد كل القيم المحققة من خلال وظائف المشروع وفق لل (الهيكل التنظيمي) تتحدد سلسلة من القيم المرتبطة بعضها ببعض والتي تؤثر بعضها علي بعض في الاداء وبالتالي تتأثر كفاءة وفاعلية المشروع ككل ، وبالتالي قد تنخفض كفاءة وفاعلية اداء الطبيب وبتتبع سلسلة القيمة نجد هذا الانخفاض كان نتيجة لانخفاض قيمة وظيفة النظافة او نتيجة لانخفاض قيمة وظيفة المحاسبة التي لم تتمكن من توفير مصادر الاموال اللازمة لتوفير الادوات الجراحية او اجهزة الاشعة ..الخ ، وبالتالي عندما يتمكن المدير من تحديد سلسلة القيمة ويوفر معايير ومقاييس لتقييم اداءها وكفاءتها وعندما يحدد الاثار المترتبة علي نقص تلك القيم عن معدلاتها المقبولة يتمكن من تقويم الموقف بصورة اقرب الي الصحة.
تحدد قيم الوظائف المختلفة في المشروع وفق لدرجة تأثيرها في تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع وكذا الاهداف الفرعية باولوية تحقيقها ووفق لرؤية المنشأة، ومن ثم تحدد كل قيمة بحد ادني مسوح به وحد اعلي مستهدف للاداء (تقدير كمي كلما امكن) وبالتالي يكون امام المدير قيم مستهدفة لتحقيقها من خلال كل قسم وكل فرع وكل ادارة وتشكل العلاقة بين تلك القيم سلسلة القيمة للمشروع.
في اغلب الاحوال تكون وظائف المشروع المركزية تستهدف قيم عليا قياسية ومعيارية (النموذجية) وبالتالي تصعب اضافة قيم من خلالها وبالتالي يقع عبء تحقيق قيم اضافية علي وظائف المشروع المساعدة مثل ( تقليل التكلفة – زيادة الحصة السوقية – زيادة المبيعات – تقليل المجهود – رضا العملاء – النظافة – خدمة العملاء ......الخ) ومن ثم يكون كل تحسين في اداء الوظائف المساعدة او الوظائف الخدمية هي قيمة مضافة للمشروع .
وتعتمد القيمة المضافة والتي هي القيم اوالعائد او المنفعة المحققة بعد تحقيق الحد الاعلي المستهدف من وظائف المشروع (رئيسية – مساعدة) علي شاغل الوظيفة دون المدير من حيث قدرتة واستعداده ورؤيته في التجديد والابتكار والابداع والتي يخرج من خلالها ويتخطي رؤية مدير ومصمم المشروع بما هو جديد ومفيد للمشروع (كقيمة جديدة غير مخططة من خلال متطلبات الوظيفة) علي سبيل المثال اذا كان المستهدف من مندوب المبيعات 100بيع وحدة يوميا ومن ثم قام موظف برفع هذا المعدل الي 150 وحدة يوميا رغم ان جميع زملائه لم يتخطوا 100 وحدة فهنا يمكن القول بان هذا الموظف حقق قيمة مضافة لعمله مقدارها 50% من المستهدف اعتمادا علي قدرته الشخصية واسلوبه المبتكر في البيع وايضا يكون قسم المبيعات حقق قيمة مضافة للمستهدف اذا تخطي حجم مبيعاته المستهدف.....الخ وبالتالي تعتمد القيم المضافة في اغلب الاحيان علي الابداع والابتكار.
وكذا قد تكون القيم المضافة خارج نطاق التقييم الكمي فعلي سبيل المثال النظافة فاذا تخطي عامل النظافة قيمة النظافة واتسع ابداعه وابتكاره الي التجميل والمحافظة علي رائحة المكان وانتظام ترتيب مكوناته وبالتالي تحول المكان الي مكان جذاب للجلوس والراحة فقد يتبع ذلك ارتباط الزبائن بالمشروع لنظافته وليس لارتفاع مستوي الخدمة وقد يرتفع مستوي الخدمة بسبب نظافة المكان وبالتالي يزيد حجم المبيعات لادارة البيع ويرتفع مستوي الخدمة بسبب القيمة المضافة من عامل النظافة.
وعلي هذا الاساس اهتم علم ادارة الاعمال بنوعين من القيم الاولي وهي القيمة المقدمة من سلسلة القيمة للمشروع والثانية هي القيمة المضافة من خلال الابداع والابتكار والقدرات الشخصية ورؤية العاملين بها ، وحددت لتحقيق قيم سلسلة القيمة ما يسمي بالمرتب او الاجر للعاملين ، وحددت للقيم المضافة ما يسمي بالحوافز والمكافات والتي تعتبر في نفس الوقت نسبة من الارباح الاضافية التي لم يخطط لها المشروع.

2- ما هي اهمية معرفة هذا المفهوم بالنسبة للموظف والعامل:
يعتبر هذا المفهوم هو حيوي بالنسبة لاي موظف لانه يفض الاشتباك بينه وبين مديره ويحفزه علي الابداع والابتكار ، فكثير من الموظفين يطالبون بحوافز ومكافأت علي ادائهم او تحقيقهم للقيم المستهدفة من وظائفهم ( وان جاز ذلك في بعض الانظمة بناء علي وعد او عرف في العلاقة الوظيفية) لانهم لا يعلمون ما هي وظيفة الحافز والمكافأة في النظام الاداري ، وكذا المدير نفسه قد يصرف حوافز للوظائف الرئيسية رغم ان تحقيقها لاهدافها لم يكن بسبب قيمة مضافة منهم بل عن طريق قيمة مضافة من وظيفة مساعدة وهي احق بهذا الحافز ، وبالتالي فمعرفة الحقوق والواجبات في حد ذاتها تحد من المشاكل ، كما وان ارتباط الحافز بالقيمة المضافة فهو دافع في حد ذاته علي الابداع والابتكار من قبل الموظف وبذل المزيد من الجهد للحصول علي المكافأة او الحافز.
3- ماذا علي الموظف لضمان الحافز والمكافأة:
فقط اداء واجباته وفق لمتطلبات الوظيفة ومن ثم التفكير والتركيز علي ابداع وابتكار الطرق والوسائل الجديدة لتحسين الاداء واقل ما عليه هو توجيه عمله لتحقيق قيم اساسية وظيفية وقيم للزملاء وقيم للمكان وقيم للزمان وقيم للمجتمع ومن ثم عدم انتظار الاجر او الحافز علي هذا الفعل لانهم سيأتون بدون مطالبة بهم لسبب واحد ( ان هذه الحالة ستربط وظيفتك بك بمعني ان مكانك الوظيفي لن يجد من هو افضل منك لشغله وكذا المدير لن يجد منم هو افضل منك لشغل تلك الوظيفة وحتي لا يفتقدك في هذا المكان لما تحققه له من قيم مضافة سيقدم لك الحوافز والمكافأت ) وهذا يحمل معني اخر (انك اصبحت مؤثر ايجابي في مكانك الوظيفي واذا تركت وظيفتك سيقول الجميع فين ايامك يا ..... ولن يجدوا غيرك لملء الفراغ) وخاصة اذا كان سعيك الدائم لا ينتهي من التجديد واضافة قيم جديدة كلما سمحت لك الظروف بذلك.
4- القيمة المضافة للسلوك :
يتصف السلوك الانساني بالانانية والفردانية والغريزية تلك الصفات التي تدفع الفرد الي اختيار تحقيق اهدافه الفردية اذا ما تعارضت مع الاهداف الاجتماعية في غياب الرقابة وحتي يتمكن الفرد من التغلب علي هذه الصفات يجب عليه اكتساب خبرات اجتماعية قوية قادرة علي توجيه دافعيته للسيطرة علي سلوكه في اتجاه التوقع الاجتماعي والقيم الاجتماعية فيما يعرف بالسيطرة الذاتية والتي تسيطر عليها تلك المجموعة من الخبرات القوية التي تسمي العقيدة .
وتقدر قيمة الفرد الشخصية بما يضيفه من فائدة وقيم للمجتمع والمتمثل في مكونات المجتمع (افراد – مكونات مادية) من خلال تفاعل الفرد مع هذا المجتمع والتأثير والتأثر المتبادل بينهم ، ويعتبر الاصلاح والمساعدة والتعاون من اهم مسارات القيم المضافة للمجتمع بعد ان يؤدي الفرد واجباته الاجتماعية الاساسية من خلال المواقف التفاعلية المختلفة.
كل موقف تفاعلي بين الفرد والبيئة او المجتمع يبني علي منهج اجتماعي اساسه هو الحقوق والواجبات فيما يسمي بالدور الاجتماعي فعلي سبيل المثال الدور الاجتماعي (المعلم) ولنفرض انه معلم لغة اجنبية فكل واجباته الرئيسية من خلال هذا الدور هو نقل خبرة اللغة الي طالب وبناء علي تحقيق هذا الواجب فله حق المرتب او الاجر ، فاذا ادي المعلم هذا الواجب علي اكمل وجه افتراضي او نموذجي فهو بذلك حقق قيمة اساسية له كمعلم لغة اجنبية.
الا انه بالنظر لمكونات الدور نجد انه لتحقيق هذا الدور يستخدم معدات وادوات ومكان وزمان لكل منها قيمة فاذا حقق واجباته في وقت اقل بنفس الكفاءة فقد اضاف قيمة واذا حافظ علي الادوات واحسن استخدامها فقد اضاف قيمة واذا استغل المكان وطوره فقد اضاف قيمة وكذا فاذا تعمد تحفيز دافعية الطالب لدراسة الغة والبحث الذاتي فيها فقد اضاف قيمة واذا اضاف خبرات في مواد اخري فقد اضاف قيمة واذا لاحظ ان هناك خبرات سلبية مصاحبة لعملية نقل الخبرة يكتسبها الطالب وعدل تلك الخبرات فقد اضاف قيمة واذا اهتم بالتربية بجانب التعليم فقد اضاف قيمة واذا اصلح خطاء معلم اخر او خبرة اخري مقدمة من معلم اخر فقد اضاف قيمة .
ايضا هذا الدور في المدرسة فالمعلم واجبه وفقط نقل الخبرة الي الطلاب من خلال الموقف التعليمي فماذا عن باقي الوقت الذي يقضيه في المدرسة فمساعدة الاخرين قيمة مضافة ومراقبة الطلاب قيمة مضافة والتفكير والابداع للمواقف التعليمية التالية قيمة مضافة .....الخ.
وعلي هذا فهناك مجال كبير من القيم المضافة التي يستطيع ان يضيفها هذا المعلم من خلال وقت الفراغ والاستغلال الامثل للوقت ومن خلال ملكات وقدرات خاصة به وغير مطالب بها الا انها بحساب اجمالي القيمة التي حققها هذا المعلم في فترة تواجده في المدرسة قد زادت بصورة كبيرة ، وبالتالي يكون افتقاد المكان لهذا النموذج خسارة للمكان وبالتالي يتمسك المكان بهذا النموذج ، وهنا يجد هذا المعلم اهمية فعلية لتواجدة بالوظيفة والمكان وكذا يجد ان الجميع بالمدرسة يعتمد عليه ويلجاء له لتقديم المساعدة والارشاد وبالتالي تزيد اهميته الشخصية وكذا قيمته الشخصية بالاضافة الي قيمته كمعلم لغة اجنبية ، وهنا نلاحظ ان قيمته كمعلم لغة اجنبية قيمة عادية يمكن لاي فرد له نفس خبراته ان يشغلها او يحققها الا ان القيمة الشخصية الناتجة من قيم الفرد المضافة لا يمكن ان يحققها الا الفرد نفسه
5- ما هي القيم الاضافية للسلوك الفردي من خلال ممارسة الادوار الاجتماعية
يمكن تقسيم القيم المضافة للفرد من خلال تفاعلاته الاجتماعية الي:
1- قيمة اضافية ذاتية للفرد : وهي للاجابة عن سؤال ماذا اضفت لنفسك من خبرات خلال فترة التفاعل بخلاف المتوقع
2- قيمة اضافية للغير المشارك في الدور: ماذا اضفت للغير من اثار (خبرات) بخلاف المتوقع الاجتماعي
3- قيمة اضافية للدور الاجتماعي : ماذا اضفت من اثار (خبرات) لدورك بخلاف المتوقع
4- قيمة اضافية للمجتمع: ماذا اضفت للمجتمع من اثار (خبرات) بخلاف المتوقع
5- قيمة اضافية للبيئة والمكونات المادية : ماذا اضفت لمكونات البيئة المادية من اثار ايجابية بخلاف المتوقع
ومن هذا التقسيم نلاحظ ان القيم المضافة دائما غير متوقعة اجتماعيا وبشرط ايجابيتها وهذا يدل علي اعمال الفرد لعقله وابداعة وابتكاره لتلك القيم او تمكنه من نفسه وسيطرته عليها وتوجيهها الي تلك القيم (الغير مبتكرة) ، ومن هذا التقسيم ايضا يمكن استنتاج ان اتباع مفهوم القيم المضافة للدور سيؤدي بلا شك الي تطوير الذات والخبرات .
يتبع ان شاء الله

الجمعة، سبتمبر 04، 2009

رؤية في التأهيل للزواج و تكوين اسرة مستقرة

الارشاد الاسري
بقلم / اسامه قراعة
مقدمة:
في الواقع ان مفهوم الارشاد بصفة عامة هو مساعدة الافراد داخل الاسرة في تحقيق اهدافهم بفاعلية وكفاءة ونجاح ومنع الفشل والندم في المستقبل.
وبذلك فليس علي المرشد الا ان يعرف هذه الاهداف وشروط تحقيقها والنجاح فيها وتكون لديه القدرة علي تقديم ونقل هذه الخبرات الي الاخرين في اقل وقت واقل تكلفة ومجهود.
ويشمل هذا المفهوم اول ما يشمل مفهوم الارشاد لتكوين اسرة مستقرة ( الزواج)
وبالنظر الي الارشاد الاسري (الزواج) فهدفه هو مساعدة زوجين من الافراد (رجل- امراة) في دراسة الجدوي لمشروع تكوين اسرة سعيدة.
نعم فبناء او انشاء او تكوين اسرة مسلمة سعيدة في هذا العصر اصبح معقد بصورة تحيلة الي ضرورة الدراسة والبحث والتحقق وتحليل المخاطر وتوضيح الرؤية ودراسة البيئة الخارجية والداخلية كما يحدث في المشاريع الاستثمارية وان اختلفت الطرق والوسائل والادوات ، وحيث ان دراسة الجدوي الهدف منها هو تأكيد جدوي المشروع وتشجيع المستثمر علي الاقدام علي تنفيذ المشروع وتقليل فرص الفشل والندم في المستقبل ، فان دراسة جدوي الزواج لها نفس الاهداف.
مشروع تكوين اسرة هو مشروع اجتماعي رئيسي وحيوي بالنسبة لاي مجتمع ، ونجاح هذه المشروعات يترتب عليها نجاح المجتمع ككل وضمان امداد المجتمع باجيال صالحة متوافقة وصفات وخصائص المجتمع ، وكذا ضمان نجاح هذا المشروع يقلل ويحد من الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تواجه اي مجتمع كالبطالة والارهاب والمخدرات والجهل واطفال الشوارع وجنوح الشباب وزيادة معدلات الجريمة وضعف الموارد البشرية .....الخ كلها نتائج الفشل في هذا المشروع المقدس.
مكونات مشروع تكوين اسرة
رجل مؤهل لممارسة دور الزوج وتتوافر فيه شروط ممارسة هذا الدور
امراة مؤهلة لممارسة دور الزوجة وتتوافر فيها شروط ممارسة هذا الدور
امكانيات مادية لممارسة هذا الدور

عناصر نجاح مشروع تكوين اسرة
1. الرؤية : وهي تحديد الغاية الصحيحة من تكوين الاسرة (الزواج)
2. التوقع : توقع الزوج والزوجة لسسناريو تنفيذ المشروع بما يحمله من مميزات ومعوقات ومشاكل وقواعد ممارسة مرتبطة بجدول زمني وتحليل واتخاذ قرارات تقديرية مستقبلية وتقييم لقيم السعادة والقدرات الشخصية علي التحمل، من منطلق ان غاية الانسان الغير متغيرة هي السعادة
3. الشروط : هي الشروط العامة للنجاح في ممارسة اي دور اجتماعي
1. القدرة : استكمال نمو الجسدي والعقلي – القدرة علي الوفاء بمستلزمات واحتياجات الاسرة – القدرة تحمل المسؤلية واداء جميع الواجبات المرتبطة بالدور – اكتساب الخبرات السلوكية المرتبطة بالدور (المنهج والقيم الاسلامية)
2. الرغبة : ان تتوافر الرغبة الحقيقية لدي الزوجان في ممارسة ادوارهم ، بحيث يحقق لهم المجهود المبذول في تلك الممارسة اشباع قيمي محدد وخفض للتوتر الناتج عن عدم اشباع الرغبة
3. الاستعداد : وهو مكمل الرغبة ففي كثير من الاحيان تكون الرغبة مؤقتة وكذا تكون الخبرات مؤقتة بالكد تكفي بدء الممارسة ويكون الفرد غير قادر مستقبليا علي اكتساب خبرات جديدة لتطوير الدور وغير قادر علي ضبط سلوكه المستقبلي ليتوافق واستمرار ممارسة الدور بنجاح . ويشير الاستعداد ايضا الي المؤثرات الخارجية التي تمنع الفرد من ممارسة الدور بنجاح وتطويره كأن تكون لديه مسؤليات واولويات ورغبات وادوار اخري تتعارض ممارستها مع الالتزام بمتطلبات ممارسة الدور فلا يستطيع الفرد الوفاء بكل التزاماته.
4. التوقع الصحيح للدور: وهو شرط اساسي حيث ان اغلب حالات الفشل تنتج عن الجهل وقلة المعلومات الصحيحة المرتبطة بممارسة الدور وعدم توقع النتائج والتطورات الطبيعية والمنطقية لممارسة الدور (مشاكل – معوقات – دورة حياة وتطور الدور – المميزات ) وبالتالي لا تتوافر البدائل الاكثر ملائمة للفرد وبالتالي يكون اختيار توقيت ومكان وتكلفة وطبيعة ونتائج وتقييم الدور غير صحيحة . حيث انه في حقيقة الامر هناك (فرصة) اكثر كفاءة لاشباع حاجات ورغبات الفرد الشخصية في مكان ما وفي زمن ما، لم يقدرها الفرد او يحسب لها حساب.
4. الامكانيات : لممارسة اي دور اجتماعي وبخاصة دور (الزوج – الزوجة) لا بد من توافر مكون مادي ملائم لطبيعة الدور ومتطلباته (بيت الزوجية) .
والامكانيات المادية ( قضية التمويل والانفاق) تعد من اهم عوامل ومسببات فشل اي مشروع ، وبالتالي فخطط التمويل والانفاق يجب ان تعد مع توقع للميزانيات التقديرية المستقبلية ودراسة تأثير مصادر التمويل والتدفق المالي علي كفاءة وجودة المشروع من جميع الجوانب.
وعلي سبيل المثال ففي مشروع تكوين الاسرة سيتأثر المستوي الاجتماعي للزوج او الزوجة اذا ما تفاوتت الفروق الاجتماعية (المادية)، ونتيجة طبيعية للمشاركة سينخفض احدهم ويرتفع الاخر او يرتفع احدهم ولا يتأثر الاخر او ينخفض احدهم ولا يتأثر الاخر ، وبحسب هذا التغيير المتوقع لمستوي الفرد الاجتماعي ستتأثر قيم ودوافع ورغبات وحاجات الفرد المتأثر بصور متفاوته غير متوقعة ، ولذا يجب حساب وتوقع تلك الاثار.

طبيعة مشروع تكوين الاسرة:
هو مشروع اجتماعي ذو سيناريو متكرر بمعني ان اهدافة وبدايته ومشاكلة ومعوقاته وتطورة متكرر ومتوقع بشكل شبه ثابت وبالتالي يمكن معرفة نهاية السيناريو بمجرد سماع بداية القصة، الا اننا سنحاول تقديمة بصورة نمطية.
شاب وفتاة يكتمل بنائهم الجسدي وتتوافر امكانيات تكوين بيت مستقل وتتواجد رغبة شخصية او اجتماعية لبناء اسرة جديدة ، ومن ثم يتم الزواج ويعيش الزوجان في تمتع بالحياة في شهوره وسنواته الاولي دون احساس حقيقي باي تغير جوهري ودائم في سلوكهم الشخصي وكل منهم يحاول تغيير الاخر ليتوافق معه دون محاولة تغيير سلوكه الشخصي وهنا يكون كل فرد (الزوج – الزوجة) لا يزل سلوكه متصف بالانانية والذاتية ولا يعترف بالتنازل عن بعض الحاجات في سبيل الاخر ، وبتوفيق الله يتم انجاب الابناء ويكتشف كل منهم (الزوج – الزوجة) ان هذا التطور في العلاقة او المؤسسة او الاسرة ( الانتقال من لعب دور الزوج زالزوجة الي دور الاب والام ) سيستلزم اعادة لتقييم الحقوق والواجبات وتحديد الاولويات حيث اصبح الطفل الجديد يحتل الاولاوية الاولي بدل من ذاتية كل منهم (وضع افتراضي) فيتنازل كل منهم عن حقوقه في النوم والطعام والمجهود وتزيد الواجبات وتستنفذ الطاقة من كلاهم وينشغل كل منهم ليفكر كيف يسعد ويراعي هذا الضيف الجديد ، تستمر هذه الحالة حتي يعتمد الطفل علي نفسه في الحركة والتنقل ( حوالي 12 سنة ) يكون كل منهم عينه اولا واخيرا علي هذا الطفل ، وفي نفس الوقت وبالتوازي يكون العمر تقدم بهم وتعدي كل منهم سن الثلاثين او يزيد اي مرحلة سنية مختلفة ( النضوج) او في مراحل الزواج المتاخرة قد يكون السن اربعين ( النضخ المتاخر) ، وبالتالي يكون الشكل والصحة والقدرة والرغبة والخبرة مختلفة، تستمر الحياة الطبيعية الموفقة ويتابع الاب والام متابعة تربية وتعليم الابناء حتي التخرج والزواج وترك بيت الاسرة ويعود كل من الزوج والزوجة كما بداء المشروع ولكن في مرحلة سنية مختلفة.
يمر (الزوج – الزوجة) بادوار مختلفة في تلك الفترة مثل ( دور العمل – دور التقاعد من العمل – دور المسؤل عن الغير الاب والام – دور العضو الاجتماعي النشط )، وبتأثير فعل كل تلك الادوار وتطور تلك المراحل السنية وما يصاحبها من رغبات ودوافع وحاجات تتأثر العلاقة بين الزوج والزوجة او الاب والام وقد يحدث اتفاق وقد يحدث اختلاف وقد يحدث نجاح وقد يحدث فشل ، ويبقي التوقع الصحيح هو المضاد الوحيد ضد الندم والاسف .
فاذا ما توقع الانسان الفشل فاما ان يرفض اتخاذ قرار ممارسة الدور من الاساس اويتقبل الامر ويتخذ قراره واختياره ويسعي في منع الفشل وان لم يتمكن من ذلك فلن يندم او يأسف علي اختياره وقراره لانه سيكون مستعد نفسيا لاستقبال هذا الفشل بقرارات صحيحة وحقيقية ، واذا ما حدث التوقع والدراسة من طرف دون الاخر سيتأثر الاخر بقرارات الطرف الاول ومن ثم يندم طرف ولا يندم الاخر ، اما وان كان هذا التوقع متوازن وحقيقي بين الطرفان فستكون القرارات صحيحة ومانعة للندم والاسف بالنسبه لكلاهما.
وبالتالي فسيناريو تكوين الاسرة معروف المراحل ، والنجاح والفشل متوقع طالما يعتمد علي صفات وخصائص بشرية متغيرة بصورة غير منتظمة يصعب توقعها ، اما مشاكل الزواج فتحدث وتزداد نتيجة لعدم مطابقة التغيرات السلوكية المتوقعة من احدي الاطراف او نتيجة لتأثير مؤثرات طارئة غير متوقعة ، (ظروف صحية – تغير الرغبات والحاجات الشخصية – مشاكل نفسية مؤقتة – تدخل عناصر خارجية) وكذا فحجم الخسائر المتوقعة من الفشل يختلف بحسب المرحلة فالخسائر قبل الانجاب تقل عن بعد الانجاب وكذا يتحملها الزوج والزوجة وفقط اما بعد الانجاب فيدخل شركاء اخرين في تحمل الخسارة وهم الابناء ، وكذا تتأثر قرارات الطرفان بعنصر لم يوضع في الحسبان (مصلحة الابناء) مما يدفع احدهم او كلاهم للقهر وقبول قرارات لاتتفق ورغباتهم. اما في حالة الفشل في العمر المتاخر تكون خسائر الفشل النفسية كبيرة جدا وخاصة في مرحلة بدء الشيخوخة وغالبا ما تحدث بعد الانتهاء من تحمل مسؤلية الابناء (استقلال الابناء بحياتهم).
نماذج تكوين الاسرة:
1. في اغلب حالات الرغبة الزواج يكون الدافع الحقيقي والاكبر هو الاشباع الجنسي وخاصة في المجتمعات الشرقية او المسلمة ، وهذا الاشباع الجنسي يرتبط دائما بشخصية تخيلية متوقعة عن هذا الشريك القادر علي احداث هذا الاشباع وصفاته وخصائصه ،الا ان هذا الاشباع يرتبط باشباعات لحاجات اخري مثل القبول الشخصي ( شكل – معاملة – ود – رحمة - طباع – اخلاق ..الخ) ، فاذا ما صادفت الفتاة او الشاب هذا النموذج المتخيل واثار (التوقع التقديري الاعلي لقيم الاشباع المرغوب فيه) ارتبط الشاب او الفتاة بهذا النموذج في حالة نفسية تسمي ( الحب) والذي الدافع الاساسي له هو اشباع مجموعة من الحاجات الاساسية المترابطة اهمها في المرحلة الاولي الحاجة الجنسية والحاجة للاستقلال واثبات الذات الطبيعية الاجتماعية.
وبذلك يكون الحب هو اقوي الدوافع الحقيقية للزواج، الا ان الحب وفق للعرض السابق لم يدخل في حساباته او تقديراته اي شعور او حاجة او رغبة في ممارسة دور الاب والام لانها حاجات تابعة تثار وتطفو علي السطح بعد اشباع حاجات اخري (غريزية – استقلال – اثبات ذات...الخ)
2. قد يكون الدافع لاحدي اطراف الزواج او كلاهما رغبة حقيقية لتكوين اسرة ( حاجة جنسية - حاجة الاستقلال – حاجة اثبات الذات الطبيعية والاجتماعية) ولعدم ارتباط الفرد بالنموذج التخيلي للطرف الاخر فبالتالي يتحدد دافع الزواج في اعفاف النفس وتكون الشخصية النموذجية التخيلية بحسب ما اشار الية سيدنا رسول الله صلي الله علية وسلم (المال – الجمال – الحسب والنسب – الدين) ، وفي هذه الحالة يكون التوقع للادوار والحاجات المستقبلية اكبر من الحالة الاولي ويكون الاختيار والبدائل اكثر وحقيقي وتكون دوافع العجلة والتسرع اقل ، فلا ارتباط بشخص بعينة بل القرار يكون في حالة تفاضل بين العديد من الاختبارات ، وارشدنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم الي الاختيار الافضل (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

3. قد يكون الدافع للزواج هو الاحتواء (الشفقة – الرحمة – الستر – الاعفاف – العطف...الخ) ويكون فيها احدي الاطراف مرتبط اكثر ما يكون بعقيدة دينية او اجتماعية قوية تدفعه لممارسة دور الزوج وتحمل جميع تبعات الدور ومشاكله المستقبلية دون تحميل الطرف الاخر اي اعباء او مسؤليات بخلاف مجهوده الطبيعي كطرف اخر ودون مراعات لتوقعات ورغبات الطرف الاخر.

4. قد يكون الزواج بدافع المصلحة باشكال مختلفة او عشوائي بدون اي من الدوافع السابقة بتأثير ضغط الاسرة او المجتمع اوبدافع الاشباع الجنسي لاحدي الطرفين او كلاهما، وفي كل احواله يكون هذا النموذج ناقص للتوقع الصحيح وتكون الدافعية الحقيقية لتكوين اسرة مستقرة في ادني قيمها.
وبالنظر للنماذج الشائعة السابقة للزواج نجد انها تتعرض الي افتقار ونقص في خبرات توقع الاثار والواجبات والحقوق المترتبة علي قرار الزواج في مراحله المتلاحقة ، ونجد ان اكثر النماذج شيوعا هي التي تعتمد علي دافعية (الجنسية – الاستقلال – اثبات الذات الطبيعية والاجتماعية) وهي حاجات ودوافع ملحة تبعا للمرحلة السنية ينتج عنها الم وتوتر نفسي شديد ونتيجة لهذا الالحاح تندفع صاحبها الي التسرع والعجلة وعدم القدرة علي استقبال اي احتمالات تعيق او تؤجل زوال هذا الالم وهذا التوتر. اما نموذجي الاحتواء والمصلحة في نماذج موجودة الا انها غير شائعة الحدوث وغالبا ما تدفع صاحبها الي نفس النتيجة السابقة.
رؤية في المطلوب لدورة التاهيل لتكوين اسرة مستقرة:
من الجيد ان يجد المجتمع اي دافع او رغبة بين طرفين لتكوين اسرة مستقرة وفق لاي نموذج كان (الحب – اعفاف النفس- الاحتواء – المصلحة) ، الا انه من اكبر الاخطاء ان يتوقع المجتمع نجاح هذه الاسرة بمجرد وجود تلك الدوافع لان اطراف العلاقة بشر متغير السلوك ، وكذا ليس معني وجود الدافع والقبول بين الطرفين ان يحدث رضا وانسجام وتوافق بين سلوك الزوج والزوجة (لم تختبر من قبل) فما نراه يختلف عما نعيشه وقد تكون تلك الدوافع مؤقته وبزوالها يزول الانسجام والتوافق الذي نلاحظة.
وبالتالي يجب علي المجتمع ان يساعد كل من الشاب والفتاة المقبلين علي تكوين اسرة في اكتشاف وتوقع دوافع وحاجات ورغبات وسلوك وتبعات متغيرة للطرف الاخر وكذا بالنسبة للفرد نفسه ، في اللحظة التي لا يري فيها الشاب او الفتاة الا رغباتهم المؤقتة.
فكيف يلعب المجتمع هذا الدور (التاهيل او الارشاد او التوجيه)
1- التعرف علي الدوافع الحقيقية للزواج وتحفيزها وتقويتها ( مع الاعتراف بوجود دوافع ذاتية غير معلنة كما سبق التوضيح في نماذج الزواج)
2- تنحية هذا الدوافع جانبا واثارة توقع الطرفان لدوافع اخري وادوار اخري واظهارها لسطح العقل ، ماذا عن دور الاب/الام ومتي يريد كل منهم ان يمارس هذا الدور , ماذا عن الانفصال اذا لا قدر الله لم يحدث توافق وما هي الاسباب التي قد تؤدي الي الطلاق من وجهة نظر كل منهم ، ماذا عن تعدد الزوجات وما اثره في معاملة ابناء الزوجة الثانية او ابناء الزوجة نفسها ، هل ستقلل الزوجة من شأن زوجها امام ابنائه اذا ما تزوج اخري ، ما هي حدود التسامح وايثار الاخر عن النفس ، ما هي حدود العلاقة والرحمة مع الاباء والاخوة للطرف الاخر , ما هي حدود الصرف والانفاق ، ما هي حدود الرغبة في الطرف والمتع والانبساط ، ما هي حدود العلاقة مع الاخرين من الاصدقاء والزملاء، ماذا يحدث في حالة الازمات (المرض والعجز) ماذا سيكون اثر تغير الشكل واللون والرائحة والطعم وفق لطبيعة التغيرات الانسانية، ماذا سيحدث اذا ما اثر طرف اخر علي العلاقة الزوجية مثل اضطرار الزوج للمفاضلة في المعاملة او نصرة الام والزوجة او بالعكس..................................الخ ، كل هذه التوقعات ستؤثر بلاشك علي سلوك وشخصية كلا الطرفين فماذا سيكون ردود افعالهم في هذه الحالات وبعدما حدث اشباع للحاجات الاساسية (الجنسية – الاستقلال – اثبات الذات الطبيعية والاجتماعية ) والتي ستؤدي بلا شك الي تعديل وتغيير في الشخصية (تبديل في بعض الحالات) ، كل هذه التوقعات والخبرات لا تكون موجودة في عقل الشاب او الفتاة او تكون موجودة في حالة (انطفاء) ومهمة المجتمع هي اتاحة الفرصة لهم ومساعدتهم علي التخيل المستقبلي
3- عرض المشاكل الحقيقية والواقعية للحياة الزوجية الفاشلة وطلب تحليلها من قبل الزوجين وتحفيز دافعيتهم للرد علي سؤال ماذا لو كنت مكانهم ، عرض النماذج الناجحة للحياة الزوجية والربط بينها وبين التوقع الصحيح قبل الزواج ليعلم كل من الشاب والفتاه ان القرارات العقلية افضل من القرارات العاطفية وان الزواج هو تكوين اسرة مستقرة ودور اجتماعي وليس وسيلة لاشباع حاجات انية متغيرة ومؤقته فماذا بعد اشباع وتحقيق تلك الحاجات
4- تقييم القدرات الصحية والشخصية والعلمية والخبرات والاستعدادات للتأكد من قدرة واستعداد ورغبة كل منهم في ممارسة دورة بما يتفق وقدرات واستعدادات ورغبات الطرف الاخر
5- تعليم علمي اجتماعي عن الدوافع والحاجات الاساسية (الجنسية – الاستقرار – اثبات الذات ) وعن تبعاتهم واساليب اشباعهم ، وكذا تعليم مفهوم الادوار الاجتماعية.
6- تعلم دور (الاب والام ) كشرط تابع لممارسة دور الزوج والزوجة ، تعلم ممارسة دور الاب بالنسبة للام ودور الام بالنسبة للاب حيث ان الزواج مشاركة وستجبر الظروف كل منهم الاخر علي تبديل الادوار (افتراضي)
7- اتاحة الفرصة العلمية لكل منهم لتخيل التغيرات الظاهرية التي قد تحدث للطرف الاخر في المستقبل ( تخين – ضعيف – تدرج وظيفي – مسؤليات – شكل ....الخ) وفق لتوقع علمي حقيقي
مصادر التعليم لتكوين محتوي برنامج التأهيل للزواج
للاجابة علي كل الاسئلة السابقة وتصميم محتواها يجب ان يستمد من

1. القرآن الكريم والسنة المطهرة
2. قصص الصحابة والتابعين
3. العلوم الاجتماعية والنفسية ، بما يتفق مع القرآن والسنة
4. العلوم الطبية والصحية ، بما يتفق مع القرآن والسنة

قد يظن البعض ان كل ما سبق يعد مجهود كبير او كثير علي دورة ارشادية للتأهيل للزواج ، الا ان هذا غير صحيح لانه بالطبع غير مطلوب ان نقدم كل تلك الخبرات من خلال دورة واحدة ومحددة ، فحقيقة الامر انني نتوقع حدوث الزواج في مرحلة شبة ثابته وهي بعد التخرج الجامعي في اغلب الاحوال ، كما يتوقع المجتمع بدء التفكير في الاستقرار واثبات الذات والحاجات الجنسية اعتبارا من بدء دخول الجامعة ، وبالتالي فلدينا متسع من الوقت منذ الثانوية العامة وحتي التخرج ، فاذا ما ادمجنا جزء من هذا المحتوي وخاصة الجزء العلمي الاجتماعي منه في المرحلة الجامعية بشرط ان يقوم به متخصصون اجتماعيين والتأكيد علي ضرورة حضور تلك الدورات لجميع الطلاب ، فسيكون جزء من المحتوي المطلوب قد تم تحقيقة.
ومن ثم فبالنظر الي المحتوي سنلاحظ انه لن يقدم كامل مع كل حالة ، فسيختلف بالتأكيد من نموذج زواج الي نموذج اخر ، كما وان اغلب المحتوي هو معلومات وخبرات عامة مطلوب تأكيدها وتحفيز دافعية الشاب والفتاة لتخيلها واستخدامها في اتخاذ القرار ....مع التأكيد علي ضرورة تحفيز الدافعية للتغلب علي العقبات واتمام العقود اذا ما كانت الاختلافات بسيطة ... وكذا التأكيد علي ان السلوك الاسلامي الصحيح والفهم الصحيح للعقيدة الدينية قادرة علي ضبط السلوك وتعديله والسيطرة عليه واحداث التوافق والرضا المطلوب لانجاح الحياة الزوجية ومنع الندم والاسف في المستقبل. وفي كل الاحوال اعتقد ان مثل هذا العمل مهما كبر محتواه فلن يزيد عن ثلاثة اسابيع علي ادني حد وهي تعتبر مدة بسيطة في سبيل الحصول علي اسرة سعيدة مستقرة قادرة علي احتواء جيل جديد.
واخيرا فاقل ما يجب ان يقوم به المرشد او الموجه الاسري ان يضع في راسه كل تلك الدوافع والمفاهيم السلوكية والتي يختار منها ما يناسبة بحسب الحالة ولا يعتمد اسلوب النصح والارشاد الديني التقليدي العام دون محاولة فحص ودراسة الحالة ، ففي هذا العصر قد يصادف المرشد انماط مختلفة منهم العقلي ومنهم الديني ومنهم الذاتي ومنهم العاطفي ....الخ

السبت، أغسطس 15، 2009

تأهيل المتقاعدين و المسؤلية الاجتماعية

المقال القادم باذن الله
حول مفهوم دور اجتماعي من اهم الادوار الاجتماعية التي يمر بها كل فرد في المجتمع بحسب عمره وهو دور ( المتقاعد - الكهل - العجوز) من وجهة نظر التنشيئة الاجتماعية والتعليم والتنمية والتفاعل الاجتماعي .
فكما نهتم بتأهيل الاطفال في ادوارهم ( الابن والاخ والاخت والطالب والصديق ....الخ)فيجب ان نهتم بمرحلة الكهولة وادوارها المختلفة والمتوقعة ( الاب والام - الوحيد - الجد والجدة -المتقاعد عن العمل - العاجز -المريض - الحكيم النشط - المستشار - كبير العائلة - المرجع -......الخ من الادوار المرتبطة بالمرحلة السنية وكذا قوانين التوظيف والخدمة العامة في معظم الدول العربية)
الهدف من المقال هو ايضاح المنهج الواجب اتباعه لتوقع ومساعدة تلك الفئة من المجتمع لتحقيق اقصي منفعة اجتماعية منهم وايضا لاحداث اقصي منفعة وسعادة لهم علي المستوي الشخصي كاولوية اولي ومسؤلية اجتماعية .
انتظروا المقال لعله يكون منفذ لاعادة تقييم تفاعل المجتمع مع تلك الفئة ورسم وتخطيط برامج جديدة لمساعدتهم ، فانا شخصية اتوقع ان يكون موضوع راقي يرقي الي مستوي ضرورة التطبيق وخاصة بعد ان قمت بقراءة مسودته اكثر من مرة وفي كل مرة يتبلور الموضوع وينضج وربما باقي اعادة الصياغة:




مقدمة

دور المجتمع في تأهيل الافراد لادوارهم الاجتماعية:

ان عملية التعليم والتاهيل والتدريب غالبا ما يتم التخطيط لها علي مستوي المجتمع او المنظمة او الموسسة ومهمتها الاساسية هي نقل الخبرات اللازمة لممارسة ادوار اجتماعية او وظيفية مختلفة عن طريق توفير مصادر المعلومات والمحتوي التعليمي والخبرات والمساعدات والوسائل التعليمية والمكان المناسب حتي يتمكن الفرد من اكتساب خبرة ما في موضوع ما باقل وقت واقل مجهود واقل تكلفة، وهذه هي طبيعة العملية التعليمية بصفة عامة وبالفعل نجد اليوم العديد والعديد من المنشأت والمراكز التعليمية التي تؤدي وظيفة التأهيل والاعداد للادوار الاجتماعية المختلفة ، الا نه يوجد نقص وقصور كبير في التأهيل للعديد من الادوار الرئيسية التي يمارسها الفرد ولها اثرها البالغ في تنمية المجتمع فعلي سبيل المثال ( الابن – الطالب – العامل – الزوج \ الزوجة – الاب \ الام – الرئيس – العالم - القائد – المرجع \ المستشار \ الحكيم - المتقاعد \ الكهل والعجوز - الواصي \ الكفيل – الشاهد) كلها ادوار اجتماعية يهتم بها المجتمع الا ان التأهيل لها يشمل (الطالب – العامل – الرئيس – العالم – القائد – المرجع / المستشار / الحكيم ) ومن ثم يهمل باقي الادوار ويعتمد فيها علي العادات والتقاليد والعقيدة والتنشيئة الاسرية بصفة عامة ، رغم ان الكثير من تلك الادوار علي درجة عالية من الاهمية في تطوير وتنمية المجتمع نفسه كما وانها ادوار شبه اجبارية ومتوقعة لجميع الافراد فالكل يمر بها ويمارسها ورغم ان اهمال تأهيلها يحمل المجتمع والافراد العديد من المشاكل ويزيد من المعوقات ويخفض من الروح المعنوية والدافعية الاجتماعية ولتوضيح تلك الاهمية سنقدم النموذج التالي


تأهيل الافراد للتقاعد:

من المعروف ان الفرد يمر بمراحل نمو مختلفة تنتهي بمرحلة الكهولة او الشيخوخة والتي يصعب معها استمرار هذا الفرد في ممارسة العديد من الادوار الاجتماعية حيث يقل مجهوده وطاقته وقدرته بصفة عامة ، ومن المعروف ايضا ان مؤسسة الاعمال هي مؤسسة ربحية وان كل وظيفة بها لها قدرات ومتطلبات محددة يجب ان تتوافر في العاملين بها ، وعلي هذا فعندما تقل قدرة الفرد علي ممارسة الدور الوظيفي الذي اعتاد عليه لفترة زمنية طويلة تضطر هذه المؤسسات الي احالة هؤلاء الافراد الي التقاعد نظير مكافئة مالية او معاش ، وبالطبع هذا ا اجراء منطقي ومتوقع والا لافلست تلك المؤسسات وتقاعد كل العاملين بها، الا ان المشكلة هنا تبقي في هذا الفرد الذي تقاعد عن العمل الذي كان يشغل 50% من وقته ومجهوده اليومي بالاضافة الي قيمة السعادة التي كان يحققها له هذا العمل.
عرفنا وسمعنا كثيرا عن مؤسسات تقوم بتـأهيل وتدريب الموظفين لتطوير وتحسين الاداء وتوقع الوصول الي الجودة الشاملة، تصرف الملايين في هذا الاتجاه ، وسمعنا كثيرا عن تقاعد المدير الفلاني والمسؤل الفلاني والموظف والعامل و..و.... فجأة وبغير انذار او ميعاد وحتي في حالات الخروج للمعاش او التقاعد بقوة القانون لتجاوز السن القانوني ، ولكن هل سمعنا عن مؤسسة قامت بتأهيل او اعادة تاهيل هؤلاء الافراد لاستكمال حياتهم بعد التقاعد؟ هل هؤلاء الافراد انتهت ادوارهم الاجتماعية ام هناك العديد من الادوار في انتظارهم؟ هل هم مؤهلون لهذه الادوار؟ وعلي من تقع مسؤلية هذا التأهيل؟ الفرد ام المجتمع ام المؤسسة التي اخلص لها لمدة لا تقل عن ربع قرن من الزمن انطفأت فيها كل خبراته المكتسبة عدي ما يلزمه للقيام بعمله في المؤسسة.
معظم هؤلاء المتقاعدون اصحاء ولديهم طاقة وطموح وامال وخبرة ومعظمهم يبحث بعد التقاعد عن فرص عمل او مجال للتفاعل مع المجتمع لاثبات الذات البعض بهدف الربح والبعض الاخر بدافع العطاء وربما لا يحتاج للربح وفي كلا الاحوال ينخرط في مجتمعات واعمال قد تختلف كليا عن مجال عمله الاصلي ، وكثيرا منهم يتعرض للفشل والاستغلال والسخرية .......الخ فكيف نجنبهم هذه المحنة كيف نساعدعم في بناء حياة جديدة تسعدهم ونستفيد فيها من طاقتهم؟ قد تعتقد البعض او علي اصح قول ان المفهوم السائد يقول( انهم كبار وناضجون وتعلموا من الحياة وقادرون بهذه الخبرة وبعد هذا العمر ان يشقوا طريقهم بدون مساعدة او انهم يجب عليهم الراحة والاكتفاء بما حصلو عليه وبفرصتهم حتي الان وليتركوا الفرصة للشباب) وللاسف لم استطيع تحديد علاقة ذاك بهذا في هضه الاقوال فما علاقة فرص الشباب بفرص الكبار او حياتهم وما علاقة السن بعدم الحاجة للتأهيل واكتساب خبرة مادام الفرد سيمارسها!!!!!!
وماذا عن المشاعر والاحاسيس والواجب الاجتماعي والاخلاقي وماذا عن هدف المجتمع او المنهج الاجتماعي لمساعدة جميع الافراد علي تحقيق اهدافهم الشخصية وتحمل مسؤلية سعادتهم وراحتهم النفسية وتنمية روح المواطنة ومحاربة الاغتراب فهل هي شعارات ؟ وماهي المسؤلية الاجتماعية التي تنادي بها المؤسسات وعلوم الادارة اهي شعارات ايضا؟
في كثير من الاحيان يكون الفرد المحال الي التقاعد خبير في مجال معين وله قدرات ومميزات نادرة او فريدة وفي كثير من الاحيان يكون الفرد له مواهب وقدرات جديدة لم تكتشف بعد او لم تستخدم بعد ، وفي كل الاحوال تظل هناك طاقة مفقودة لشريحة من المجتمع يجب ان يعاد تأهيلها لمساعدة انفسهم في المقام الاول ومن ثم لاضافة قيم جديدة للمجتمع والاستغلال الامثل لطاقته .
وعلي جانب اخر وبنظرة اخري لناحية طبيعة العمر والسن فالحقيقة ان معظم افراد المجتمعات بما فيهم العديد من الدول المتقدمة تمر بتلك المرحلة وهذه السنوات البائسة في نهاية العمر ، ونادرا منهم من يعد او يؤهل نفسه لتلك الفترة وكثيرا منهم من يتعرض للفشل والاحباط والتعاسة نتيجة لتعرضهم لمحاولات اثبات الذات عن طريق التجربة العشوائية والخطاء في ممارسة ادوار جديدة لم يؤهلوا لها ولم يكتسبوا خبرتها (انه حب البقاء واثبات الذات) ، وفوق ذلك كله تعرضهم للخجل والخوف من اثر ظهور اعراض الشيخوخة من نسيان وعدم القدرة علي المشي او التحرك او التبول اللاارادي وصعوبة الكلام ...الخ كل هذا متوقع الا ان المجتمع لم يؤهل هذه الفئة لممارسة دور الكهولة .
ان التقاعد-المعاش والكهولة والعجز كلها مرحلة سنية متقاربة وسريعة كنمو الاطفال ، وحتي في حالات التقاعد المبكر التي قد تحدث في اواخر مرحلة النضج الا انها كلها سريعة ومتدرجة ومرحلة فاصلة بين طبيعتين مختلفتين من الحياة تبداء من المعاش والذي يعد انسب فترة لاعادة تاهيل هولاء الافراد للمرحلة المقبلة بعد ان ولي الشباب والمراهقة والنضج وتحددت المطالب والاحتياجات.
التقاعد والكهولة والشيخوخة تمثل مشكلة اجتماعية كبيرة للفرد والابناء والاسرة والمجتمع ككل فكيف لا يوجد مركز (برنامج ومنهج ) لتأهيل كل من هو اقترب من سن التقاعد اوكل من هو راغب ،حتي يتعلم ما هي طبيعة الايام القادمة ( استعادة الخبرات التي تعرضت للانطفاء واعادة التذكير واحياء القيم وخصائص المرحلة ) وكيف يستغل خبراته المكتسب السابقة لاضافة قيم جديدة في مكان اخر ، وما هي الخبرات الجديدة او الدورات او التدريبات المناسبة لخبراته السابقة وقدراته والتي ان اكتسبها يكون قادر علي ممارسة ادوار اجتماعية او وظيفية اخري او حتي من اجل استمراره في ممارسة حياة ناجحة وسعيدة، متي يجب ان يتوقف ومتي يجب ان يجتهد ، ومتي يجب ان يطلب المساعدة والتوجيه والارشاد وممن يطلب المساعدة والتوجيه والارشاد ، متي يجب عليه ان يستريح واين ....... اشياء كثير وموضوعات كثيرة وخبرات كثيرة واحتياجات اكبر واكبر للتوجيه والارشاد والتقييم والتقويم والتعرف علي القدرات والذات يجب ان يخطط لها حتي يتعلمها الافراد قبل بلوغ سن التقاعد.
لن اتحدث عن الرحمة التي امرنا الله بها ولا عن حقوق الانسان ، بل النظر هنا هو لتنمية المجتمع الذي يحتاج لاستغلال كامل طاقته وموارد البشرية وكذا يحتاج الي تقليل المشاكل وتنمية روح المواطنة ورفع المعاناة عن المواطنين لتقوية الوحدة الاجتماعية، ولن اتحدث عن دور الايواء لكبار السن ولا مشاكلها ولن يكون مدخلي هو كيف نتعامل مع كبار السن والشيوخ والكهول فديننا الحنيف علمنا كيف نعاملهم وما يجب لهم ، ولكن مدخلنا هنا هو كيف نؤهلهم قبل بلوغ هذا السن بتدرج منطقي يحفظ لهم عزتهم وكرامتهم ويرشدهم ليستفيدوا هم اولا وليساعدونا ونساعدهم بسعادة .
اذا وجد هذا المركز فسيكون علي كل مؤسسة ان تتحمل مسؤليتها الاجتماعية في اعداد موظفيها للتقاعد وقبل بلوغ التقاعد بفترة كافية لا تقل عن سنتان ، يكون الفرد فيها علي علم تام بانه سيتقاعد في تاريخ محدد دون امل في عدم التقاعد حتي تزيد دافعيته وتركيزه في المقام الاول علي ماذا بعد التقاعد .
ان تعليم وتأهيل كبار السن متدرج وله طرقه ووسائله الخاصة وحساسيته المفرطة ولنذكر كيف علم سيدنا الحسن والحسين الرجل العجوز الوضوء دون ان يجرحوا مشاعره ، فعلوا مقامه ودفعوه الي التوقع ومعرفة اركان الوضوء هذا هو خلق الاسلام.
وبذلك فالرؤية لمنهج تأهيل التقاعد يجب ان تكون تحفيز الافراد المقبلين علي التقاعد ودفعهم الي توقع ودراسة واتخاذ القرارات المستقبلية وتوفير البيانات اللازمة لهذا التوقع.
وفي اعتقادي لو وجد مثل هذا المركز لحل الكثير من مشاكل المتقاعدين وكبار السن (يكفي التاهيل النفسي وحمايتهم من المخاطرة والمغامرة) وخاصة اذا تم دعمه من مؤسسات ومنظمات الاعمال والتي قد تجد في كثير من هؤلاء المتقاعدين يد العون في انجاز اعمالهم وتحقق لهم سعادة المشاركة والرضي النفسي او السلام النفسي , فاغلب هؤلاء المتقاعدين قد يكونوا فقدوا القدرة في اتجاه معين لا يتفق وادوارهم السابقة او ان طبيعة العصر والاعمال تحتاج لدماء جديدة ، الا ان المتقاعدون لديهم قدرات اخري متعددة تتناسب ومتطلبات ادوار اخري جديدة وفي اماكن واتجاهات اخري.
ولا ننسي فرحة الابناء والاحفاد والازواج وسعادة الاسرة بسعادة هولاء التقاعدين كبداية لتأهيلهم لمرحلة الكهولة والاسترخاء والراحة بصدر رحب وبسعادة وتعاون

الأحد، أغسطس 09، 2009

ادارة عموم الزير للدكتور حسين مؤنس

بما انه موقع اجتماعي هدفه الاصلاح الاجتماعي عن طريق التوضيح المباشر والغير مباشر لبعض المفاهيم السلوكية
ورغم انني كنت قررت قصر النشر والموضوعات علي كتاباتي الشخصية ، الا اانني وجدت نفسي مضطر لنشر هذه القصة الرائعة والتي وضحت معني البيروقراطية في ابسط معانيها الاجتماعية الساخرة
انها قصة ادارة عموم الزير لكاتبها الدكتور حسين مؤنس والتي وجدت نفسي معها غير مضطر لشرح او تفسير او توضيح مفاهيم اجتماعية كثيرة خاصة بالفرد وولي الامر واولي العلم .
فالي مجتمع القصة
ولنسئل انفسنا اين الرقابة الاجتماعية واين الوالي واين الشعب في مجتمع القصة :
تم نقل القصة من صحيفة الايام بالرابطة التالية

قراءة في قصة إدارة عموم الزير
«الأيام» متابعات:
الدكتور حسين مؤنس من كبار الأدباء والكتاب العرب في النصف الثاني من القرن العشرين, يمتاز بعمق الرؤية النقدية للواقع المعايش في العالم العربي، له مجموعة كبيرة من الكتب في مختلف المواضيع، وهو كاتب قصة مبدع.وفي عام 1975م نشرت سلسلة كتاب اقرأ المصرية في العدد 406 مجموعة قصص قصيرة مأخوذة من صميم الواقع المعايش، ومن أكثر هذه القصص ملامسة للواقع السيء الذي وصلت إليه أوضاع الناس في مصر والعالم العربي قصة: (إدارة عموم الزير) التي عرض فيها للفساد الإداري والاجتماعي، والآثار الوخيمة التي تترتب على وجود الفساد في أي مجتمع من المجتمعات.تبدأ القصة المأخوذة من التراث المصري كالتالي
ادارة عموم الزير
:«الناس في الولاية لايخاطبون الوالي إلا بـ(سيدنا) وكان يحب هذا الخطاب منهم، لأنه كان يحب الناس والناس تحبه، لأنه يعتقد أن سيد القوم هو خادم البلد وأهلها، وفي إحدى جولاته في مختلف مناطق الولاية، وكان الحر شديدا، وتصب الشمس أشعة من نار تلسع وتزهق الأنفاس، وقف الوالي وحاشيته يستظلون من أشعة الشمس تحت شجرة وارفة الظلال، فاسترعى نظره أن الناس تنحدر في سيل إلى النهر فيشربون الماء، ولاحظ المشقة التي يعانون من أجل أن يشربوا الماء، فنظر إلى أحد وزرائه فقال: أرى الناس يقاسون من العطش ألم تفكر في شيء يخفف عنهم مشقة النزول إلى النهر من أجل شربة ماء؟ فقال الوزير: سيدنا صاحب الأفكار النيرة والموهبة الخارقة يجب أن ننشئ صهريجا أو حوض ماء، لكن سيدنا قال إن خير الأمور أبسطها إذا قررنا إنشاء حوض ماء أو صهريجا مات الناس من العطش قبل أن يتم البناء، الأفضل وضع زير ماء تحت الشجرة، وزير الماء يجب أن يكون بحمالة وغطاء، ونظر الوالي العاقل إلى الحرس وقال ياصابر هذه عشرة دنانير اشتر بها زيرا واغسله واملأه ماء وضعه تحت الشجرة واختر أحد أصحابك ليساعدك في ملء الزير مرة بعد مرة، وأنت أيها الوزير عليك الإشراف على هذا الموضع، لأني أريد الزير أن يكون نظيفا دائما والناس يشربون منه ماء صافيا زلالا. أخد صابر الدنانير وذهب لشأنه وصار الوزير يكيل المديح لسيدنا، والله ما أعطاك الملك إلا لأنك أذكى الناس وأطيبهم وأكرمهم، تم حل أزمة الماء ببساطة وسهولة بواسطة زير بحمالة وغطاء، واسترسل الوزير في كلامه المزوق وسيدنا يعرف أن كله ملق ومداهنة.ومرت الأيام والشهور والأعوام وكان سيدنا الوالي يتحدث مع الوزير في شؤون البلاد فرأى زيرا صغيرا تحت الشجرة فالتفت إلى الوزير وقال: هل تذكر الزير الذي وضعناه تحت الشجرة ليشرب منه الناس، أما كانت فكرة لطيفة، وقال الوزير: لطيفة إنها فكرة عبقرية ياسيدنا لقد طورناها وعدلناها. ماذا؟ قال الوالي: ماذا تعني بتطويركم إياها؟! زير وغطاء وماء وكوز.. ماذا وكيف يمكن أن تتطور هذه؟! قال الوزير: سيدي تعرفون أننا دائما في تطور وتحسن نحن في مقدمة البلاد النامية، وكل شيء لابد أن يساير الزمن، فقال الوالي: وكيف ساير الزير الزمن؟ فأجاب الوزير بعد مدة: وجدنا الإقبال على الزير يزداد واستعذب الناس شرب الماء من الزير ذات مرة كسر الزير، وطلب صابر نقودا لشراء واحد آخر، ولكن رأيت أن الإقبال على شرب الماء من الزير يزداد والناس تتزاحم حوله، فقررت تحويله إلى مرفق عام شعبي، فأنشأنا غرفتين لصابر وزميله ووضعنا أثاثا بسيطا من أجل راحتهما، ووفقا للقواعد المالية تقرر إنشاء جهاز إداري للزير، لأن الدولة صار لها مبنى وأثاث، وعينا رئيس قلم، وكاتبين واحد للعهدة، وواحد للشؤون المالية، فتعجب سيدنا وقال: شؤون مالية، ماذا تقول يارجل؟! زير ماء وغطاء وكوز تصبح شؤونا مالية؟! فقال الوزير: حلمك ياسيدنا، للإدارة أصول وللضبط والربط قواعد والدولة لن تدع مالها وممتلكاتها سائبة، مادام للدولة مبنى لابد من موظفين وإدارة مالية، فاقتضى الأمر أن نفتح اعتمادا ماليا لمأمورية الزير، ووضعنا خزانة للنقود أودعناها سلفة، لأن الزير قد ينكسر، والغطاء يتلف، والكوز يضيع.فقال الوالي: ما شاءالله.. ماشاء الله.. ثم ماذا؟ فقال الوزير: إننا خدمك نسير في عملنا على أحدث الطرق في الإدارة والضبط المالي، لأننا سننتقل من عالم الدول النامية إلى عالم الدول التي تم نموها، قال الوالي: كنت تتكلم عن الإدارة المالية والخزانة والسلفة، نعم ياسيدنا لقد أنشأنا أربع إدارات فرعية إدارة للفخار وإدارة للحديد وإدارة للخشب وإدارة للصفيح، فقال الوالي: والماء ليس له إدارة؟ فقال الوزير: نعم ياسيدنا إنك صاحب الأفكار الذهبية، غدا بإذن الله ننشئ للماء إدارة، ثم ذكر الوزير أنه أمر بإنشاء مبنى بكلفة مائة ألف دينار من أجل إدارة عموم الزير، وقال الوالي: وماهو المبلغ المخصص لإدارة عموم الزير؟ قال الوزير: بالضبط لا أذكر، ولكن حوالي أربعين ألف دينار، لأن إدارة عموم الزير مرفق خدمات، الاعتبار الأول لما يؤديه للأمة من نفع، وفي سبيل النفع يهون أي مبلغ يتكلفه.فقال الوالي: ماذا عن الماء.. الماء.. قال الوزير: من أجل الماء ركبنا طلمبة حديثة لرفع الماء وتنقيته وفق أحدث الأساليب، وأن إدارة عموم الزير على اتصال مع مختلف دوائر الدولة، ومع وزارة الأشغال والخزانة والاقتصاد والخارجية والداخلية، فتعجب الوالي وقال: مع وزارة الخارجية، ماعلاقة إدارة عموم الزير مع وزارة الخارجية؟! من أجل المشاركة في المؤتمرات لأن إدارة عموم الزير أصبح لها شهرة عالمية، ومديرها يحضر مؤتمرات في باريس ولندن ونيويورك. قال الوالي: هل يوجد في الدول الأخرى إدارات لعموم الزير؟! قال الوزير: لا ياسيدنا نحن نفتخر بتجربتنا الرائدة، وراح يشرح كيف سنخرج من عنق الزجاجة وننتقل إلى طابور الأمم التي تم نموها.وفي اليوم التالي قرر الوالي أن يقوم بزيارة إلى إدارة عموم الزير وطلب من الوزير أن يلحق به هناك، وعندما وصل الوالي شاهد مبنى شاهقا فخما مكتوبا عليه بخط أنيق على مدخله، إدارة عموم الزير، وناس داخلين وناس خارجين وسيارات تتحرك وحركة كبيرة متصلة وعرض حالات وأوراق دمغة، فقال الوالي: أحيطوا بالمبنى فلا يدخل ولا يخرج منه أحد وعندما دخل المبنى طلب أن يأخذوه إلى مكتب المدير العام، ولم يجده في مكتبه ولكن وكيل الإدارة استقبله وراح يتدحرج أمامه فصادف رجلا طويل القامة عرف بنفسه أنه مدير إدارة الخشب فشاهد غرفة المدير وسكرتير الإدارة، والمكتب الفني، وغرفة خبير الأخشاب إلى آخره..إلى آخره.. فدخل الوالي إلى أحد المكاتب فشاهد خلية نحل مكاتب.. ومكاتب.. ومكاتب موظفين يقرأون الجرائد، وآنسات يقرأن المجلات الملونة ويثرثرن وفراشين ذاهبين بالقهوة والشاي والساندويتشات وآخرين عائدين بالصواني الفارغات، فشاهد الوالي أكواما من الأوراق عليها أوراق ودفاتر وسجلات، فتناول ورقة وقرأ عليها: كتاب من إدارة الحديد إلى إدارة الخشب، وآخر من إدارة الخشب إلى إدارة الحديد، فوجد أن مضمون الكتاب بشأن طلب الإفادة بتخانة خشب غطاء الزير للاسترشاد به في تحديد تخانة حديد حمالة الزير.وهنا وصل الوزير فقا له الوالي أين المدير العام؟ فقال إنه في بودابست، قال الوالي: كيف عرفت بهذه السرعة؟! فسارع أحد الواقفين وقال: إن المدير العام ابن شقيقة أخت الوزير وصهره، فقال الوزير: والله ياسيدنا ماعينته إلا لأنه المتخصص الوحيد في هذا المجال (يعني من أصحاب الكفاءات العالية) وأخذ الوالي ينتقل من مكتب لمكتب ومن غرفة لغرفة ومن طابق لآخر يتفرج ويتعجب وقال للوزير: الزير أين الزير؟ فقال الوزير: إنه في قاعته الخاصة ياسيدنا في الدور الأرضي، وحاول أحد أزلام الوزير أن يسبق الوالي الذي لاحظ ذلك، فناداه لاتسبقنا لا داعي لذلك، ففي الدور السفلي دخلوا قاعة واسعة متربة يغطي الغبار كل مافيها لها باب يفتح على الطريق من الناحية الخلفية من المبنى، وعلى الباب جلس موظف ينطق مظهره بالتعاسة، أمامه أربع مجموعات من الاستمارات بيضاء وحمراء وصفراء وزرقاء وإلى جانبه سجل ضخم مفتوح والموظف يتحدث مع صاحبه، قال الوالي: هذه قاعة الزير؟ فقال مدير الشؤون العامة: نعم إننا ننشئ الآن قاعة أخرى، قال الوالي: والزير، أين الزير؟ فنظر مدير الشؤون العامة ووكيل الإدارة أحدهما للآخر ثم إلى الوزير، ثم قالا: لاندري كان ينبغي أن يكون هنا، فقال الموظف الجالس إلى جانب الباب: أرسل الزير إلى الورشة الأميرية ياسيدنا، قال الوالي: منذ متى؟ منذ أربعة أشهر أو خمسة.. كان الماء يتسرب منه وجاءت لجنة من الخبراء فقررت نقله إلى الورش الأميرية لإصلاحه. فضرب الوالي كفا بكف، إذن هذا كله ولا زير؟! فقال مدير الشؤون العامة: الزير موجود فقط في الإصلاح، فنظر الوالي فوجد رجلا مسكينا هزيلا ينهض على كرسي غير بعيد من موضع الزير، فقال الوالي: صابرا؟! نعم ياسيدنا أنا صابر لقد كذبوا عليك ياسيدنا، الزير ليس هنا منذ سنتين، فقال الوالي: وأنت مالك شاحب الوجه ضعيفا كما أرى؟ قال صابر: إني لا أتقاضي مرتبا منذ سنتين ونصف ياسيدنا، إنني أموت جوعا.فقال الوالي: سبحان الله.. سبحان الله الوحيد الذي له عمل لا يتقاضى راتبا، وكل هذه الزنابير تتقاضى مرتبات، فالتفت الوالي إلى وكيل الإدارة العامة فقال: لماذا هذا لا يتقاضى راتبا؟ فقال: إن له إشكالا إداريا ماليا إنه ليس معه مؤهل علمي، لذلك لا نستطيع إعطاءه راتبا.فسار الوالي خطوات حتى جلس مهدود الجسم من هول الواقع الذي صدمه، قال: ياصابر تعود إلى قصرنا كما كنت لتتولى أمر الزير، وهذه العشرة دنانير لشراء الزير ووضعه تحت ظل شجرة ليشرب الناس منه الماء، ثم أصدر الوالي حكمه على الوزير بأن يدفع رواتب الموظفين الذين عينهم من ماله الخاص، وإذا نفد ماله فمن مال زوجته وأولاده وأقاربه الذين أكلوا المال العام سحتا في بطونهم». رحم الله الدكتور حسين مؤنس فقد أجاد في تصور الإدارة الفاسدة وما تحمله الدولة من أعباء مالية، ولعل الفاسدين يأخذون عبرة من ذلك ويعودون إلى رشدهم.. إنه الأدب الرفيع الذي يخدم الشعب.

السبت، أغسطس 08، 2009

رجاء

جميع الموضوعات بهذا البلوج مرتبطة ببعض وتدور حول مفهوم وفكرة واحدة فبرجاء عند الاقتباس او النقل الاشارة الي العناوين الاخري المتعلقة بالفكرة لتكتمل المنفعة (كل مجموعة عناوين تمثل موضوع واحد مرتبة عكسيا )
كما يرجاء دائما الاشارة الي مصادر المقالات والاعمال الاساسية مراعاة للامانة الادبية .

الاثنين، أغسطس 03، 2009

تصميم شعارات ( هيئة المواصفات والمقاييس والجودة )

وهذه النماذج كانت مصممة لمسابقة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودةوبالطبع تنفع لاي هيئة او مؤسسة مماثلة في الرؤية والرسالة
بقلم / اسامه قراعه