الأحد، نوفمبر 22، 2009

العلم والشعار والسياسة والكرة

بقلم /اسامه قراعة
بمناسبة حرب الكرة 2009 بين مصر والجزائر ، وتفاعلا مع تداعيات هذا الصراع
وقفت علي مضمون مهم وهو دور العلم في الصراع ( بفتح العين واللام ، بمعني راية ) (يقال رفرف العلم).

العلم ، الشعار والرمز ليست الاشخاص
هي تحمل شرف وهوية وذات كل فرد ينتمي لهم
الفرد يحترم ويؤمن بالعلم وقد يضحي من اجل العلم في كل الظروف والاحوال ، مهما ضاق به الحال واختلف واغترب وانفصل عن مجتمعه او عارض لالتظام اومهما التحم بهما ،
يمتزج الفرد بالعلم ، لان العلم والشعار يحمل معه كل ما هو جميل في وطنه او كل ما يراه الفرد جميل وينسجم مع فكره وطبعة وشخصيته وذاكرته وكذا يحمل العلم امل الفرد في غد افضل من وجهة نظره الخاصة ، وبالتالي فالاعلام والرموز لا تمثل لاي فرد الا نفسه وتاريخه وذاكرته واماله ، ولا تمثل له ولا تحمل معها اي معني للنظام او للحكم او للوحدة او للشعب الا اذا كانو متوافقين مع الفرد .بمعني اخر ان افراد الشعب تلتف حول الاعلام والرموز ، حتي وان كانت معارضة للنظام او معادية له ، تلتف حتي وان كانت الافراد متنازعة فيما بينهم ... لان كل فرد ينظر ويتصور ويعتقد ويؤمن بان هذا العلم يمثله شخصيا وهو رمز كرامته .... فاذا ما اهين العلم والرمز تشترك جميع الافراد المنتمين لهذا العلم في الحزن ونزعة الدفاع عن النفس وبالتالي تتحد ، لان كل فرد يظن ان الاخرين يساندوه ...........هذه هي فكرة ومعني العلم والشعار والرمز وهذا هو سر قدرته علي توحيد الصفوف .
* اذا رفع مسؤؤل مستبد العلم ....فلن يلتف حوله افراد المجتمع عدا انصاره ,,,,, اذا رفع معارض العلم لن يلتف حوله الا المعارضين ، مع انه نفس العلم ، وعلي نفس المقياس اذا اهان مستبد العلم .....لن يعادية الا معارضية ....واذا اهان معارض العلم ....لن يردعه الا الطرف الاخر ........وفي كل الاحوال لن يكن هناك اختلاف بين الاعلام المتصارعة .....علم واحد يدافع عنه فريقين .... كل فريق يري ان هذا العلم يعبر عن شخصه وفقط وان العلم بريئ من الطرف الاخر بل يحاول منع الاخر من تدنيس العلم.
*فاذا ما اهين علم او شعار او رمز للوطن او المجتمع بواسطة اي فرد لا ينتمي لهذا الوطن ولا يحمل نفس الشعار ...فليس من الغريب ان يتحد كل من يحمل هذا العلم ليقف موقف عدائي ممن اهان هذا العلم....كل هذا متوقع ومفهوم من قبل كل متعلم ومثقف وسياسي واعلامي .....وربما يجهله الكثير

( لكن الغريب في الامر وما يلفت الانتباه ،انه بالتأكيد ومن المفترض ان جميع القادة والساسة علي مختلف المستويات يعلمون هذا الامر وهم مسؤليين بصفة شخصية عن حماية رموز واعلام وشعارات الدول الاخري من الاعتداء او الاهانه، وهم يعلمون ان فرق الكرة كثيرا ما تمثل رمز لشعب ..... وبالتالي فمن واجبهم حماية وتأمين ومنع الاعتداء عليهم )

مشكلة حرب الكرة
ان الانظمة الحاكمة ومؤسساتها المختلفة الداخلية والخارجية ، سمجت بالاعتداء علي الرموز والاعلام ، رغم قدرتها الاكيدة علي منعه وتوفير الحماية الكاملة لها ، بل وردع كل من يحاول الاقتراب من هذه المنطقة الخطر، سواء كان هذا بقصد او بغير قصد او بجهل فالنتيجة وااحدة وهي الفشل في السيطرة علي الموقف وخروجه من تحت السيطرة وتملص كل واحد من مسؤليته..
..مما ادي الي توحد الشعوب حول اعلامهم ورموزهم ونصب كل منهم العداء للاخر ، وكل منهم معه كامل الحق في هذا الدفاع عن علمه ورمزه وذاته امال اولاده واحفاده وهي طبيعة بشرية ...... ويبقي اللوم كل اللوم علي الحكومات الجاهلة التي اهملت حماية الاعلام او التي قصدت الفتنة والهاء شعوبها وتوحيدها حول شيئ ( الدفاع عن شيئ ما) دون ان تنظم هذا الدفاع ، ولم تري انها توحد شعوبها حول (الدفاع بارهاب الاخر) وكانهم يدعون شعوبهم لاعتناق مبداء اخذ الحقوق باليد والهمجية ....في نفس الوقت الذي يدعوا فيه العالم كله الي ثقافة (العدل - والحق - والسلام) والحوار.
عجبا لهذا الزمن :

*لو كان فريق اسرائيل يلعب في اي من البلدين لتوفرت له الحماية المانعة للخلاف ، والداعية بالتفاخر بالانجاز الامني ولما وصل الي اتوبيس الفريق صوت من الخارج وليس حجر كما حدث مع الفريقين سواء المصري الذي ضرب بالحجارة خارج الاتوبيس في الجزائر او الجزائري الذي ضرب داخل الاتوبيس في مصر....هي دي المشكلة
* من وافق علي هذا الخلل الامني؟
* من وافق علي هذا الهجوم الاعلامي علي (الرموز - الاعلام (الرايات) - الشخصية الاعتبارية للدولة) وتبادل السباب باقصي العبارات ؟
*الي مختلف الشعوب :
قالو في الامثال
( لا تعايرني ولا اعايرك ... ده الهم طايلني وطايلك) ، ( الي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب)
الي كل عربي ، اتفرج علي التلفزيون وتمتع بالفضائيات ، ولكن في الاخر ، قول لنفسك كلهم كذابين ومنافقين باي شكل من الاشكال ، ان لم يكن هنا فهناك ،فلا داعي ابدا من الانجراف والانحدار في تيار اراء ورؤئ الاعلاميين . ولا تصديق قصصهم الملفقة ، للاثارة وتضخيم الاحداث ، فكل بلاد العالم لديها من يقذف بالطوب ، وكل بلاد العالم تتوقع شغب الملاعب ، وكل بلاد العالم المحترمة تسيطر علي تلك المواقف ولا تتركها تتفاقم ، وبدون استثناء كل البلاد بعد احداث الشغب او التطرف لاي سبب بخلاف ما يؤيده النظام ، يقف مسؤليهم ورؤسائهم ووزرائهم ليضعوا ايديهم كلا في يد الاخر ،،،،،، ليتفادوا صراع الشعوب والكراهية .اما ان يصل الامر الي تخبط اعلامي بهذا الحجم اتي علي الاخضر واليابس وحفز الكره والوقيعة بين مصر والجزائر والسودان وقطر والله اعلم من ياتي من بعد ........... والحكومات تغض بصرها .....
فلا اعلم ماذا نسمي هذا الا فشل في السياسة الداخلية يعززه فشل في السياسات الخارجية ويقود الامة الي المجهول

ليست هناك تعليقات: