السبت، يونيو 03، 2006

المنهج الاجتماعي و الادارة و الفرد

بقلم : اسامه قراعه
المنهج الاجتماعي
بعد التعرف السريع علي اهم اساس تكوين المنهج الاجتماعي وهو الفرد وعلي اهم الادوار الاجتماعية التي يلعبها الفرد في المجتمع وهي الفرد العضو واولي الامر ( الملوك والرؤساء) واولي العلم ( العلماء) واستعرضنا بعض الجوانب السلوكية للفرد والمجتمع وبعض الظواهر الاجتماعية والانحراف السلوكى بصفة عامة وكذا تناولنا بالنقض بعض العناصر والنظم والبرامج التي يستخدمها المجتمع لتحقيق اهدافه (الرقابة – التعليم – القيادة – الضبط الاجتماعي – التنشيئة الاجتماعية ) .... يجب ان نلقي نظرة الي المنهج الاجتماعي نفسة ذلك الاطار التنظيمى الذي يتحكم في تحقيق اهداف المجتمع والفرد بشرط تخطيطه والاصرار علي تطبيقه بنفس الفروض التخطيطية .
ومن الاهمية هنا ان نبسط مفهوم المنهج الاجتماعي ونربطه بتحقيق اهداف الفرد ذاته وكلا منفصل عن الاخر بمعني تحقيق اهداف جميع الافراد وعلي مختلف المستويات وفي شتي المجالات لان المطبق الفعلي للمنهج هو الفرد وكذلك فالاهداف الفردية للفرد لها الاولاوية بالنسبة له عن الاهداف الاجتماعية .... وايمان الفرد بان المنهج الاجتماعي او النظام الاجتماعي او القوانين الاجتماعية المخططة هي السبيل الامثل لتحقيق اهدافه الفردية تمثل له اقوى دافع للحرص والاصرار علي تطبيققها كاملة وقد تدفعه الي تطويرها وتقويمها في اطار اجتماعي .... ولان العلوم الاجتماعية او المفاهيم العلمية لا يتقبلها او يتفهمها الا الخاصة من المجتمع او العاملين بها ... والمنهج الاجتماعي هو مفهوم علمى الا ان العاملين به هم الخاصة المتعلمة والعامة الجاهلة فيستلزم هذا تقديم لمفهوم المناهج الاجتماعية بصورة مبسطة وبلغة سهله يفهمها ويستوعبها جميع الافراد وعلي سبيل المثال مصطلح التفاعل الاجتماعي او المواقف التفاعلية الاجتماعية هي تعبير علمي له مدلول علمي لا يفهمه الا المتخصصون وعند مخاطبة الفرد العادي لا يجب استخدام تلك المصطلحات بل يمكن استبدالها ب مواقف الحياة اليومية حتي تلاقي التقبل وسرعة الفهم من القارئ العادي ولذلك ساحاول تبسيط المفهوم وايجازه علي قدر المستطاع وبالطبع هناك الكثير من الاساتذة والكتاب المتخصصون في هذا المجال والتي لهم المؤلفات العلمية المبسطة والموجهة للقارئ العادي الا انني ساحاول تبسيط التبسيط بمعني فقط القاء الضوء ولفت الانتباه .
المنهج الاجتماعي هو نظام عمل يصمم لتحقيق مجموعة من الاهداف الرئيسية للفرد والتي تحقق له وتساعده علي النجاح والتمتع بالحياة والسعادة وتمكنه من حماية جميع حقوقه من الاغتصاب بواسطة افراد المجتمع كافة بصرف النظر عن قدراته الشخصية او صفاته الشخصية ( اذا فاساس البناء للمنهج هو الاهداف وبدون تلك الاهداف او القدرة علي تحقيقها فلا ارتباط للنظام بافراد المجتمع )
ويتكون النظام الاجتماعي (المنهج ) من خمسة اقسام رئيسية ترتبط مع بعضها ارتباط وثيق فاذا اختل منها قسم فسدت باقي الاقسام بلا نقاش او شك ... وهذه الاقسام هي ( الاهداف والتخطيط - الضبط والسيطرة - التنشيئة للافراد او التربية – الادوار الاجتماعية او الوظيفة بالمجتمع – الرقابة والتقويم او الاصلاح ) وهذه الاقسام الخمسة يمكن ملاحظتها في اي مشروع تم التخطيط له باسلوب علمي او حتي بدون اسلوب علمى ولكن المشروع تلاقي النجاح والنمو والتقدم ومثال لذلك للتوضيح يبداء اي مشروع او اي بناء اولا وقبل كل شي بتحديد الاهداف بدقة فلو اردنا نباء مصنع يجب ان نحدد نوع المنتج وتكلفته المتاحة والهدف من الانتاج سواء الربح او الخدمة العامة والبيئة المستهلكة المتوقعة والوقت المتاح والتوقع المستقبلي للمشروع ووضعها كاهداف عامة رئيسية ونبداء في التخطيط لتنفيذ المشروع بناء علي البيانات ونظم التخطيط المستخدمة ثانيا تقوم مجموعة الادارة او المدير بتطبيق الاجراءات والوسائل والنظم والبرامج التي تم التخطيط لها واعدادها لتمكنا من تنفيذ وضبط البناء والتشغيل والانتاج والتطوير والسيطرة علي العمل والعاملين والمنتج والبناء وتصحيح الاخطاء والانحرافات وتلافي العيوب اثناء البناء والعمل وتوقيع العقوبات او الغرامات علي المقاولين او الموردين المخالفين والزامهم باصلاح العيوب والاخطاء وتحسين الاداء والتأكد من مطابقته للشكل المتوقع والمعياري في مرحلة التخطيط ثالثا اعداد التدريب والتاهيل والدورات والمؤتمرات واللقاءات اللازمة لاكساب وتعليم الافراد جميع الخبرات اللازمة لاداء وظائفهم وطبق لما هو مخطط لتحقيق الاهداف والتأكد من قدرتهم علي ممارسة العمل المخصص لهم ومعرفتهم وتوقعهم الكامل لطبيعة الوظيفة وامتيازتها ومشاكلها ومتاعبها وفوائدها لهم شخصيا وربط فائدتهم الشخصية بكفاءة الاداء وتحقيق اهداف المصنع العامة والفرعية رابعا بدء العمل وممارسة الوظائف المختلفة طبق للشروط والخصائص والاجراءات المخططة والتي تم التاهيل لها وتحت سيطرة وضبط مجموعة الادارة او المدير للمشروع كلا في مجال اختصاصة وطبق لبرنامج العمل الموضوع لتحقيق الاهداف في مرحلة التخطيط خامسا يقوم المدير بتشغيل او تفعيل برنامج المراقبة الموجهه لتحقيق اهداف المشروع وقد يمارس هذا البرنامج بنفسه نظرا لانه احرص الافراد علي تحقيق الهدف من المشروع والمراقبة تمكن مدير المشروع من اكتشاف اي عيوب او خلل او فساد او اخطاء قد تظهر اثناء العمل في الوقت المناسب مع بداء ظهورها وبذلك يتمكن من تصحيح الاخطاء وتقليل الخسائر وحتي يتمكن المدير من تصحيح العيوب والاخطاء يقوم بجمع جميع البيانات الخاصة والمرتبطة بمكان وزمن وطبيعة العيب او الخلل وينقله او يكلف به نظام او برنامج خاص يسمي برنامج التقويم فيقوم هذا البرنامج بمقارنة السلوك المعياري او الشكل القياسي للاجراء محل الشكوي بالسلوك او الشكل الفعلي لها وينقل البيانات والمعلومات الي المرحلة الاوالي وهي التخطيط والتي تقوم بعمل الدراسة والتحليل وتصميم الاجراءات اللازمة لتصحيح الخلل وتدفعها لبرنامج التقويم الذي يقوم بتطبيق الاجراءات الجديدة وتجربتها ومتابعتها وتحليلها للتأكد من عدم تأثيرها السلبي علي باقي انظمة العمل وملائمتها للنظام وتحقيقها للاهداف وتغلبها علي الخلل وفي حالة وجود اي مشاكل جديدة يقوم برنامج التقويم بدفعها مرة اخري الي المرحلة الاولي التخطيط لاعادة الدراسة والضبط وهكذا حتي يتأكد برنامج التقويم من تمام الاصلاح فيقننها ويعممها علي النظام ككل وتنتهي المشكلة ومن الجدير بالذكر ان برنامج التقويم يبداء مع المشروع وينمو بنموه ولا ينتهي الا بنهاية االمشروع وفي حالة التخطيط العلمي واستخدام برنامج التقويم المرتبط بالاهداف الرئيسية تنخفض فرص الفشل او المخاطرة بالمشروع الي اقل معدلاتها فالتقويم مهمته تصحيح عيوب التخطيط الجيد والعلمي ............ ومن هذا المثال يتضح ان الاقسام الرئيسية للمنهج الاجتماعي هي عباره عن الاقسام الرئيسية لفن الادارة والتخطيط بالاهداف وللاهداف ووضح منها مهمة كل قسم بشكل عام واذا ما ربطنا بين ادارة المجتمع لتحقيق اهدافه وادارة اي مشروع يمكن سهولة فهم مكونات كل قسم من الاقسام علي حدي ومهمة كل عنصر من العناصر المكونة للقسم و يمكن اكتشاف واستنتاج ان اهمال او خلل اي عنصر من عناصر النظام بدون وجود رقابة ونظام تقويم هو السبب الاساسي لفسل اي نظام عمل .
1. اهداف المجتمع والتخطيط :
تستمد المجتمع اساسا اهدافه من الفرد ولذلك يجب ان تكون اهداف المنهج الرئيسية عبارة عن مجموعة الاهداف الفردية والمشتركة بين جميع عناصر المجتمع والتي لا يسمح ولا يجوز لاي هدف فرعي اخر ان يؤدي الي عدم تحقيقها او تعطيل تطورها وتقدمها او تغييرها او تبديلها مهما كانت الاسباب وباي شكل من الاشكال ومن مثل تلك الاهداف الرئيسية ( اشباع الحاجات الاساسية للفرد – اقامة العدل - الحرية في الراي – المساواة – العبادة – حماية الحقوق والاملاك الشخصية – التقدم والنجاح – اصلاح واعمار البيئة – التمتع بالنعم والموارد الطبيعية – تحقيق المنفعة الشخصية وفق المجهود والقدرات الفردية – الانتفاع بجميع الاكتشافات والاختراعات الحديثة – التعليم والتعلم – الامن والسلام ........ الخ ) وهذه المجموعة من الاهداف ومثيلاتها لا يمكن ان تهمل في اي اجراء او تنظيم او برنامج يدار او يطبق من خلال المجتمع ولا يمكن لاي هدف اخر ان يفقدها اولوية التطبيق اويلغيها الا في حالات خاصة وغير متكررة ولفترات محددة ومعلنة وقصيرة جدا وتزول بزوال المسبب لها مثلا في وقت الحرب ولفترتها من الممكن ان يلغي الهدف الامني كهدف اساسي هدف اشباع الرغبة او هدف المنفعة الفردية ولا يمكن ان يحدث هذا الا في زمن الحرب............ ولا يجوز باي حال من الاحوال ان تلغي الرغبة في تحقيق هدف فرعي ايا من الاهداف الرئيسية ومثال ذلك لا يجوز في سبيل تحقيق زيادة الموارد او التقدم الاقتصادى ان نقوم بتعطيل المساوة او حماية حقوق الغير او تغييب العدل .
وتقسم الاهداف الي مستويات حسب اولاوية التطبيق ( اهداف رئيسية – اهداف عامة – اهداف تخصصية – تخصصية عامة - اهداف فرعية – اهداف فرعية صغرى ) وتقسم الاهداف حسب اولوية التطبيق في داخلها الي ( اهداف قصيرة المدي – اهداف بعيدة المدي ) وايضا لا يجوز ان تمنع الرغبة في تحقيق هدف قصير المدي من تحقيق هدف بعيد المدي .
وتنقل هذه الاهداف الي مجموعة خاصة من افراد المجتمع لهم القدرات التخطيطية لتحويلها الي نظم وبرامج واجراءات وقوانين ومهام ووظائف وتكاليف ومقاييس ومعايير ووسائل ومطالب وتوقعات و,,,,,,, الخ ونصل في النهاية الي ان اقل هدف وهو( الهدف الصغير قصير المدي ) كالقضاء علي ظاهرة معينة مثل ( الزواج العرفي)
قد وضع له برنامج بتطبيقه يحقق هذا الهدف وتحتوي هذا البرنامج علي ( اجراءات وقوانين ولوائح ووسائل حديثة وربط ببعض الوسائل المحققة لاهداف اخري مثل التعليم وتم تخصيص افراد ونظم مراقبة وبرامج ضبط ) الا ان كل هذه المكونات لايمكن ان تتعارض مع الهدف الاساسي المصممة من اجلة ولا يمكن ان تتعارض مع بعضها البعض ولا يمكن ان تعيق تنفيذ هدف اعلي منها في تسلسل الاهداف لاي سبب وباي شكل .
وبعد استكمال التخطيط وتصميم النظام الاجتماعي الذي سيلتزم به جميع العاملين بالمجتمع ويحقق لهم امالهم تاتي مرحلة تطبيق النظام الاجتماعي
2. الضبط الاجتماعي والسيطرة علي السلوك :
ومن المعروف او المتعارف عليه ان النفس البشرية الحرة الغير مراقبة اامرة بالسوء وكذا المال السائب يعلم السرقة وكذا هناك اختلاف بين الافراد في القدرة والاستعداد ومثال ذلك اذا كلفت اي مجموعة من الافراد لتنفيذ بعض الاعمال لك وفقط حددت لهم الهدف دون متابعة منك ومراقبة وسيطرة علي التكاليف تكون النتيجة انخفاض مستوى الاداء عن المتوقع وكذلك زيادة التكاليف وربما حدوث اخطاء تؤدي الي الاضطرار لاعادة العمل مرة اخرة وكل هذا فقط لغياب المتابعة والسيطرة علي الافراد .
وكذلك المجتمع اذا ترك لكل فرد حرية الاداء لواجباته التي فرضها عليه المجتمع تعرض الاداء الجماعي والهدف الاساسي للفشل .......... ولذلك فمن المكونات الاساسية للنظام الاجتماعي تواجد برنامج واجراءات ووسائل يمكن من خلالها ضبط سلوك الافراد والسيطرة علية بحيث لا تترك الافراد للتصرف طبق لاهوائهم الشخصية فيما له علاقة واثر علي المجتمع ...... وهنا لنا مفهومان هما الضبط السلوكى والسيطرة السلوكية .
ولتفهم الضبط والسيطرة يجب اولا ان نحدد من هم الافراد التي تمارس معها تلك البرامج وكيف يتم تحديدهم ....... تمارس تلك البرامج علي جميع افراد المجتمع بطريق غير مباشر بواسطة مجموعة القيادة والادارة الاجتماعية ومن خلال مرحلة التنشيئة او التربية الاجتماعية .... الا انها تمارس بشكل مباشر علي مجموعة المخالفين او الغير قادرين علي ممارسة حياتهم ووظائفهم الاجتماعية كما هو متوقع لهم لاي سبب من الاسباب اذا فهذه البرامج وضعت خاصة للمخالفين والهدف الاساسي منها هو مساعدة الفرد علي تحسين الاداء والسلوك وليس العقاب او التعذيب او تخليص المجتمع منه مهما كانت درجة المخالفة واثارها علي المجتمع الا في حالات خاصة جدا كان يكون سبب المخالفة مثلا عدم قدرة الفرد علي الاداء نظرا لمرضه مرض معدى ومميت ففي هذه الحالة يجب عزله عن المجتمع بجميع الوسائل الممكنة الامنة وبالطبع تلك حالات شاذة ونادرة الا ان اساس الهدف منها هو مصلحة الفرد المخالف ......... ويتم تحديد المخالفين عن طريق النظام الرقابى ( الرقابة الاحتماعية ) والمرتبط بنظام تقويم قادر علي توجيه الفرد المخالف للجهة والوسيلة المناسبة لمساعدته علي الاصلاح وقد يوجه الفرد المخالف للعقوبة القانونية او لاعادة التاهيل والتعليم او الغرامة المالية او التكليف باعمال اضافية او بتخفيض عضويته الاجتماعية او بالعزل المحدد المدة عن المجتمع وفي كل الاحوال يمارس المجتمع علي الفرد مراقبة شديدة ومساعدة وسيطرة ومتابعة وتقويم طوال مدة الضبط وتتم السيطرة من خلال المتابعة المستمرة وعدم السماح للفرد بالشعور بالسعادة والتمتع السلوك المخالف او المنحرف في وقت وبعد حدوث المخالفة والسيطرة علي السلوك هي ناتج احساس الفرد بالمراقبة المستمرة وعدم القدرة علي المخالفة خوفا من اكتشاف الامر وكذالك التقييم المستمر لكفاءة الاداء بحيث يشعر الفرد بان الاهمال لا يعود بالضرر الا علي نفسه لانه اما يؤدى الي اعادة العمل مرة اخري او الحرمان من الاجر علي العمل او الخسارة المادية له .... وهذا ما يسمي بالخوف المستحسن او الحسن وهو الخوف من العقوبة او الضرر الناتج من المخالفة وهذا النوع من الخوف لا يتولد ولا ياخذ مكانه في النفس الا بالايمان والاعتقاد الغير مشكوك فيه بقدرة المجتمع علي الاكتشاف الفوري والفعال للمخالفات وقوة وصرامة وعدل تطبيق القانون وسرعته وعدم قدرة اي فرد علي الهرب منه .
والضبط الاجتماعي هو عملية سرعة الاكتشاف واعادة التاهيل وكمثال اذا اكتشف عامل في مصنع غير كفء يتم عقد دورة تدريبية لرفع كفائته كنوع من انواع الضبط وقد يتم دراسة حالته فيجد المسؤؤل ان سبب الضعف هو قلة الحوافز فيصرف حافز عمل له كنوع من انواع الضبط او يكون السبب هو عدم قدرة صحية فيقوم المدير بتغيير الوظيفة له بعد تاهيله للوظيفة الجديدة كنوع من انواع الضبط وقد يكتشف المدير انه اهمل في العمل بدافع شخصي فيوقع عليه العقوبة او الغرامة كنوع من انواع الضبط الاجتماعي والهدف منه هو اصلاح الفرد المحقق للهدف ..... ومن هذا المثال يتضح ان الضبط الاجتماعي له وسائل ونظم وطرق متعددة والهدف منها هو مساعدة الفرد علي الاصلاح وضبط السلوك سواء برغبتة بعد تحفيزها او بارغامه علي الاصلاح ........... اما وان قام مدير العمل بفصل العامل المخالف واستبداله باخر فهذا يدل علي ان الفرد نفسه ليس هدف ولا يمثل هذا المصنع منهج اجتماعي ولا يشترك في تطبيقه وان الهدف الوحيد للمدير هو تحقيق الربحية الاقتصادية كهدف اقتصادي دون ربطه بالاهداف الاجتماعية .... وبالطبع لكل مجتمع وسائل واهداف وطرق للضبط والعامل المفصول قد يكون فصله هو الدافع للاصلاح في مصنع اخر لتولد الخوف المستحسن وتأكد الفرد من عدم قدرته من الهرب بمخالفته .
وكذلك فان اختبارات القدرات والخبرة قبل ممارسة اي عمل او وظيفة او دور اجتماعي تعتبر من وسائل الضبط الاجتماعي لانها لاتسمح بممارسة العمل او الوظيفة الا بعد التأكد من قدرة الفرد علي ممارسة العمل فهي بذلك تسيطر علي سلوكه وتوجهه لاعادة التاهيل وتمنعه من ممارسة ادوار فاشلة وما يترتب عليها من خسائر .
وكذلك الشروط والتوصيف الوظيفي والنفعي والخدمي وتحديد الحقوق والواجبات والتأكد من كفاءة اداءها تعتبر من وسائل الضبط السلوكى .
اذا فالهدف الاساسي من نظم الضبط والسيطرة السلوكية هي مصلحة الفرد وتقييمه وتقويمة وتوجيهه لاداء الادوار والوظائف في حدود قدراته وبما يحقق له النجاح ويساعده علي التميز والتمتع والسعادة ويحفزة علي الانتاج والعطاء .
ومن اهم الشروط المنهجية لنظم الضبط والسيطرة السلوكية ان تكون موجهه اساسا لمساعدة الفرد المخالف وضبط سلوكه بما يحقق اهدافه الفردية ولا يخل او يؤثر بالاهداف الاجتماعية وكذلك ان تتصف النظم بالواقعية والارتباط بحدود الاهداف الاجتماعية والعدل في التطبيق والقوة في الردع والمساواة في الاداء والمعيارية والقياس السلوكى وتوافر المرجعية العلمية والتفهم والاشتراك الجماعي في تطبيقها والبعد عن العواطف والاهواء الشخصية للقائمين عليها .
3. التنشيئة الاجتماعية :
نظرا لان حياة الفرد العملية فترة محدودة فلا يمكن لمجتمع القيام والاعتماد علي الجيل الاول له ولذلك فالمجتمعات جميعا وتلقائيا لها القدرة علي نقل الخبرات وتعليم الافراد والجيل الجديد كل ما يلزم لاقامة المجتمع واستمراره ... كما تتوقع جميع المجتمعات وتستعد لاستقبال افراد جديدة دائما عن طريق الهجرة او الاستقدام او الزيارة او التوظيف ...لخ من اسباب الاضافة البشرية .. ولهذا السبب لابد من تواجد برنامج يمكن من خلال ممارسته نقل تلك الخبرة في اسرع وقت وباعلي كفاءة ممكنة وباقل التكاليف .
ومن ذلك فيتضح ان مفهوم التنشيئة الاجتماعية هو اسلوب المتبع في المجتمع لنقل الخبرات المفيدة والمحققه لاهداف المجتمع الي جميع الافراد الموجودة به لاكتساب صفات المجتمع ويتمكن الفرد من التعايش والحياة به والنجاح والسعادة .. ويتضمن ذلك تاهيل الافراد لممارسة ادوارهم الاجتماعية ووظائفهم وواجباتهم .
وابسط صورة لهذا المفهوم واهمها هو النظام او البرنامج التعليمي بالمجتمع ولكن كما اوضحنا من قبل فالخبرة لا تنتقل بالتعليم فقط ولا يمكن الاعتماد علي ذلك لاعداد مجتمع ولهذا اتسع مفهوم التنشيئة ليتضمن داخله جميع المواقف التي تنتقل فيها الخبره ونظمها ووضع البرامج المناسبة لها ومن مثل ذلك وضع المنهج في اعتباره الخبرات التي يكتسبها الفرد من خلال المنزل والاسرة فصمم برنامج تاهيلي كامل لاعداد الوالدين لممارسة تنشيئة الاطفال وساعدهم ومدهم بالوسائل والخدمات والخبرات اللازمة لذلك وكذلك وضع نظم الدورات القصيرة والطويله اللازمة لتاهيل العاملين والاضافات الاجتماعية الجديدة لممارسة ادوارهم وكذا وضع برامج لتاهيل المتقاعدين لممارسة حياة فاعله بعد التقاعد وكذا وضع الاعلام كوسيلة تاهيلية وتعليمية لافراد المجتمع تحت السيطرة والتوجيه لنقل الخبرات المفيدة وكذا يوفر المجتمع جميع الوسائل المتاحة ويضع في اعتباره جميع المواقف التي يمكن من خلالها اكساب الخبرات الموجهه لاهداف محددة لافراد المجتمع وحسب الدرجة المطلوب التاهيل لها .
ومن خلال برامج تاهيل الافراد لممارسة الادوار الاجتماعية يقوم برنامج التاهيل بقياس استعداد الفرد وقدرته ورغبته في اكتساب الخبرة المطلوب نقلها اليه ومن نتيجة هذا القياس تقوم البرنامج بتقوية رغبة الفراد المناسب لاكتساب الخبرة وممارسة نقل الخبرة اليه اما الفرد الغير مناسب يقوم البرنامج بتوجيهه لاكتساب مجموعة من الخبرات الاخري المناسبة بعد تحفيزة وترغيبه بجميع الوسائل في اتجاه هذه الخبرة ثم ممارسة نقل الخبرة له ثم تقييم الخبرة المكتسبة وقدرة الفرد الجديدة بعد اكتساب الخبرة علي ممارسة الدور المعد من اجله بكفاءة عالية وبذلك يقل عدد او معدل الفشل وضعف الكفاءة في ممارسة الافراد لادوارهم وواجباتهم وتتحقق منظومة التنشيئة الاجتماعية .
ومن المهم هنا الاشارة الي ان المدرسة ومناهج التعليم وعلم النفس التعليمى له من البرامج المقننة والممنهجة والعلمية ما من شأنها تحقيق جميع الاهداف التعليمية باعلي كفاءة ممكنة والتي لا تعترف بفشل الطالب طالما سمح له البرنامج التعليمى بحق اكتساب الخبرة والتي تم قياس استعداده وقدرته لاكتسابها من قبل ويرجع الفشل الي احدي مكونات المنهج عدا الطالب ولتوضيح هذا اذا التحق طالب ضعيف الجسم او مريض باحدي الكليات الرياضية ولم يستطيع اكتساب الخبرة لمرضه فالسبب هنا ليس لان الطالب فاشل او منحرف سلوكيا لا ان السبب الاساسي للفشل هنا في برنامج القبول الذي قام بقياس قدرته واستعداده وصرح له ببدء البرنامج الدراسي واما اذا كان الطالب صحيح ومعافي وقادر علي اكتساب الخبرة وفشل فالسبب ايضا في المنهج التعليمي المتبع او احدي اجزائة كخلل في المقررات الدراسية او خلل في تأهيل المعلمين نتج عنه عدم قدرة علي ممارسة وظيفة او دور المعلم اوخلل في برامج التقويم والاختبارات او خلل في الوسائل التعليمية المستخدمة او خلل في الجهاز الاداري للعملية التعليمية ولتوضيح ذلك ايضا اذا سمح الجهاز الاداري بتغيب الطالب عن المحاضرات او التدريب وغابت الرقابة ولم يعاقب او تمارس عليه اي وسائل ضبط وسيطرة ادارية وتعدي بذلك التغيب عن مواقف اكتساب الخبرة وسمح له بعد باجتياز اختبارات التقييم وفشل فالسبب الاساسي هنا هو سوء الادارة لانه اذا تدخلت الادارة بشكل مسيطر وفعال في المرة الاولي للغياب والتزمت بعددالمرات المسموح بها والتي لا تخل باكتساب الخبرة لكان الطالب ارتدع والتزم ولو حتي بتدخل ولي الامر او المسؤل عنه لارغامه علي الالتزام وحتي في حالة عدم الالتزام فمن المفروض علي الجهاز الاداري منع الطالب من التقدم للاختبار طالما تأكد لهم عدم اكتسابه الخبرة المخططة من خلال المنشاة لانه بفرض ان الادارة سمحت له بالاختبار وتمكن من النجاح في الاختبار فربما يكون ذلك لعيوب في الاختبار نفسة وليس لقدرة الطالب وقد يحصل بذلك علي تصريح بممارسة عمل او دور هو اساسا لم يكتسب جميع الخبرات اللازمة له فيصاب بالفشل بعد ذلك وتتعاظم الخسائر..... وبذلك فالتعليم كاساس لتكوين الفكر والتاهيل لممارسة جميع الادوار الاجتماعية بنجاح ورقي المجتمع يحتاج الي اصرار والتزام وعزم علي تطبيق المنهج التعليمى وتفهمه علي جميع المستويات ويحتاج في بعض المجتمعات الي قوة ارغامية شديدة لاجبار المجتمع علي الالتزام الدقيق بجميع عناصره ووسائله واهدافه صغيرة وكبيرة بعيدة المدي او قصيرة المدي واضحة المعني او غامضة فما قرره المخطط للمنهج التعليمي واجب اللالتزام ولكل فرد من القائمين علي العمل التعليمي صلاحياته لا يتعداها وواجبات يلتزم بها وبكفائة اداءها .
والاهداف التعليمية والتي هي اساس البرامج التعليمية يجب ان تتماشي مع احتياجات المجتمع واهدافه العامة بشكل اساسي ولا يصح باي حال من الاحوال ان يكتسب الطالب خبرة مرفوضة اجتماعيا من خلال العملية التعليمية مثل ذلك كان يكتسب الطالب خبرات ايجابية قوية في الجبن او الكذب او السلبية او الغش او التحايل علي القانون والنظم او النفعية ....الخ
4. الادوار الاجتماعية :
وسبق التعرض لها في موضوع الفرد الا انه هنا يجب الاشارة الي ان الدور الاجتماعي هو الموقف الوحيد الذي يظهر فيه تحديد الواجبات التي يلتزم بها افراد المجتمع والتي تم تاهيلهم من اجله والتي تظهر فيها القدرة علي قياس السلوك ومعايرته وتحديد الحد الادني والجد الاقصي المسموح به لكفاءة الاداء .... وهذا الاداء مرتبط بثواب وعقاب وترقي لعضويات اجنماعية مختلفة ومميزات وقدرة علي تحقيق الذات والاهداف الفردية والشخصية للفرد وزيادة مقدار التمتع والسعادة بالحياة .
5. الرقابة والتقويم :
وايضا تم التعرضلها في موضوع الفرد الا ان التقويم يجب الاشارة الي انه وان كان له نظام عام في المنهج الا انه لا بد ان يتفرع ويرتبط ويتواجد كعنصر منفصل بجميع اقسام وعناصر ومكونات وبرامج المنهج الاجتماعي .... فاي عمل او ممارسة لعمل او فعل بدون تقويم ونتائج وبيانات ومعلومات واعادة تخطيط لممارسة العمل في كل مرة يصيب العمل بالروتينية ويفقدة قيم السيطرة والرقابة ولا يمكنه من التطوير والتقدم وحتي وان صمد لبعض الوقت الا انه لا بد له من الانهيار والسبب الوحيد هو غياب التقويم وعلي العكس من ذلك اي عمل سيء التخطيط والبناء ويلتزم بنظام التقويم لا بد له من النجاح في نهاية الامر لان التقويم له القدرة علي تصحيح جميع اخطاء التخطيط
واعادة التخطيط الفعال في كل مرة ممارسة للعمل
لم اقم بمحاولة تقديم توصيات او مقترحات او ما شابه ذلك في مثل تلك الكتابات حتي يعتمد القارئ علي تخيله وتفهمه للموضوع واستكشاف الوسائل والطرق التي يجب تطبيقها لتحسين وتطوير المنهج الاجتماعي والحياة بصفة عامة

ليست هناك تعليقات: