الجمعة، أبريل 07، 2006

متي يكون الفرد سبب في فساد و ضعف المجتمع ؟

بقلم: اسامه قراعه
متي يكون الفرد سبب في ضعف المجتمع
وللاجابة علي هذا السؤال يجب اولا طرح سؤال اخر وهو ما الذى يدفع الفرد لمخالفة المعايير السلوكية الاجتماعية المتوقعة ؟
والاجابة البسيطة هي تعارض اهداف الفرد مع اهداف المجتمع فيغلب علي الفرد حب الذات والفرديه فيختار تحقيق اهدافه عن تحقيق اهداف
الجماعة الا ان هذه الاجابة البسيطة فيها ظلم كبير وعظيم للفرد وفيها ضياع لحق المجتمع وتضليل وخداع له ويفترض ثبات الاهداف الاجتماعية وصدقها ومطابقتها لاهداف الفرد ويعتبر المتغير الوحيد القابل للتعديل والتحكم والسيطرة هوالاهداف الفردية وينفي اي تقصير او اهمال او ضعف في النظام الاداري للجماعة والمجتمع ورغم ان المجتمع هو الدافع الاساسي والمثير السلوكى للمخالفة المتمثلة والظاهرة في الفرد كحالة فردية ظاهرة الا في الحالات الفردية الخاصة والتى وضع القانون لردعها . وسنحاول الايضاح فيما يلي ,,,,,,,,
الفرد هو اساس المجتمع والاهداف الاجتماعية ما هي الا اهداف فردية تحقق سعادة الفرد وتسعي الي تحقيق اماله وطموحاته والفرد في اي جماعة ملتزام بمنهج الجماعه طالما تحقق له اهدافه الفردية ,,,, الا ان العلاقة بين الفرد والجماعة كالعلاقة بين سائق العربة ومنظم المرور علي اساس ان الفرد هو السائق والمنهج الاجتماعي هو منظم المرور فلو تخيلت نفسك سائق في الطريق لك هدف تريد الوصول له وانت متفق ومقتنع وملتزم بان هذا الشرطي هو الوسيلة الوحيدة لوصولك للهدف بسلام فهو يوجهك للطريق الصحيح ويمنعك من خطر التصادم بالاخرين ويمنع الاخرين من الاصتدام بك ويسمح بالانسياب المروري حتي لا يحدث تعطيل للطريق بسبب الازدحام فتتاخر عن الهدف ,, ومع كل هذه الفوائد والمساعدة في تحقيق هدفك الا انه كثيرا ما يحدث ان تكون متاخر عن موعد طائرة مثلا ويكون الطريق خالي وامن من وجهة نظرك وتضطر للوقوف بالاشارة ويتسبب ذلك في عدم الحاقك بالطائرة وفي هذه اللحظة تتعارض اهدافك مع اهداف منظم المرور ( المجتمع ) ويكون عليك الاختيار اما تحقيق هدفك او تحقيق هدف المجتمع ونظرا لاتصاف السلوك البشري بالذاتية وحب النفس واتباع هوي النفس فييكون عليك الاختيار بين الالتزام والمخالفة ,,وهنا يظهر الاسباب الرئيسية للمخالفة وتحول الانحراف السلوكي الي صفة مرضية لانك لو قررت مخالفة المرور لتحقيق اهدافك الشخصية فهناك خمسة احتمالات ,, اما ان تجد شرطى المرور واقف امام سيارتك فلا تستطيع التحرك وام ان تتحرك فيلاحقك شرطى المرور ولا تحقق هدفك واما ان تتحرك فتصتدم بعربة نتيجة للسرعة وتصاب باضرار ولا تحقق هدفك واما ان تتحرك وتحسب عليك مخالفة مرورية تتحملها وتحقق هدفك واما ان تتحرك وتصل بسلامة وتحقق هدفك دون اي اضرار وبيسر وسهولة . فيكون السبب في المخالفة والانحراف السلوكى هو الفرد والمنظم للمرور (المجتمع ) معا ولكن من الطبيعي ان يتوقع المجتمع المخالفة الناتجة من تعارض الاهداف الاجتماعية والفردية وعلي هذا فسلوك الفرد متوقع من رجل المرور ومهمة رجل المرور الاساسية هي منع السائق من ممارسة هذا السلوك ,,, وبذلك وبالمنطق ففي حالة تمكن الفرد من المخالفة يكون السبب الرئيسي والاساسي للانحراف السلوكى هو ضعف او غياب الرقابة والسيطرة من منظم المرور ( المجتمع ) كحالة فردية وقتية ولكن بتكرار الحالات يتحول الانحراف السلوكى الي مرض سلوكى
فاذا تخيلت نفسك في اشارة مرور وبجوارك عدد كبير من السائقين ولكل منهم اهداف فردية وكلهم واثقين ومعتقدين في فائدة رجل المرور لهم ولاهدافهم فمع ذلك فمن المتوقع ان تجد فيهم حالات تتعارض اهدافها مع اهداف رجل المرور (المجتمع ) وتقوده دافعيته للمخالفة وهذا علي مستوي مجموعة تتفق مع المجتمع في اهدافه وتؤمن بها
واذا انتقلنا لنفس المثال السائق في الاشارة ولكن في هذه الحالة اتفقت اهداف السائق مع اهداف المجتمع ولكن وجد رجل المرور يسمح للبعض بالمرور ويمنع البعض الاخر ايا كانت الاسباب والدوافع نظير مجاملة او رشوة او اي نوع من انواع الاهمال والفساد ورغم ان السائق ملتزم بالاهداف المرورية الا انه قد يقوم بالمخالفة للتقليد او المحاكاة او قد يجبر علي المخالفة تحت ضغط العربات المحجوزة خلفة او للتعديل الوقتي لاتجاهاته وتولد رغبة في سرعة الوصول لهدفة ,,,, وهنا تكون المخالفة فردية بسبب الفرد والمنظم للمرور لان مخالفة الفرد متوقعة ولها نظم ضبطها فيكون السبب الاساسي والوحيد هو ضعف او غياب الرقابة والسيطرة وهكذا كلما تعددت حالات الانحراف تحول الي مرض سلوكى
وعلي المستوي الفردي تمثل كل حالة مخالفة او انحراف سلوكى خبرة سلوكية جديدة مضافة للفرد تختلف في قوة تأثيرها علي السلوك بحسب قوة النجاح واشباع الرغبة وتحقيق اهدافه وبحسب عدد مرات تكرارها حتي تتحول الي عقيدة ومبداء واتجاة لة القدرة علي التحكم في دوافع الفرد السلوكية وصفاته
ويتضح من تعميم المثال السابق علي العلاقة بين اهداف الفرد والمجتمع ان الدافع للمخالفة والانحراف السلوكى الفردى هو تعارض الاهداف العامة والخاصة والخبرة السلوكية للفرد نفسة الناتجة من ممارسة التفاعل الاجتماعي اما السبب الرئيسي والوحيد لتحفيز الدافع والسلوك المخالف هو غياب الرقابة الهادفة للردع والاكتشاف والمنع والضبط والتقويم لحالات الانحراف والمخالفة منذ بداء تكونها وطول مدة تطورها والتي هي عنصر اساسي من عناصر نظام الضبط الاجتماعي لاي مجتمع متبع لمنهج اجتماعي محدد
وقد يقحم البعض الحالة الاقتصادية واثارها السلبية علي السلوك الفردي والاجتماعي في اسباب الانحراف السلوكى ,, ولذلك يجب ايضاح موقف الحالة الاقتصادية من المجتمع , فبالرجوع الي بدء تكوين اهداف المنهج الاجتماعية او عند تحديد اهداف المجتمع فالحالة الاقتصادية هي محدد لطموح افراده وتضع في الاعتبار عند تحديد الاهداف فعلي سبيل المثال اذا كان المجتمع فقير قليل الموارد فهذا يعني ان الفرد فقير قليل الموارد قليل الاحتياجات واتفق فيما بين افراد المجتمع علي اهداف التقشف وبذل الجهد والعمل والتقليل من الاستهلاك وزيادة الانتاج ,,, وتوضع النظم الادارية للمجتمع علي هذا الاساس ويكون هدف الفرد هو نفسه هدف المجتمع ولا تعارض بينهم الا في اضيق الحدود الموضحة سابقا وتكون كل نظم التنشيئة الاجتماعية والتربية ونظم الضبط الاجتماعي والسيطرة والرقابة والقوانين تسعي لمساعدة الافراد في تحقيق هذه الاهداف ويكون الشكل النهائي للمجتمع فقير قليل الموارد الا انه غير منحرف سلوكيا وغير مريض سلوكيا وليس لديه ظواهر اجتماعية مرفوضة تؤثر علي نموه وتقدمه
وبذلك لا يمكن باي حال من الاحوال ارجاع اسباب ضعف المجتمع الي سلوك افراده او التسليم بان الانحراف السلوكى طبيعة خاصة بشعب معين او افراد مجتمع معين او التسليم والاقتناع بان الانحراف السلوكى والظواهر الاجتماعية ليس خارجة عن نطاق السيطرة والتحكم او ان السبب راجع للحالة الاقتصادية وضعف الموارد او اي من هذه الاتجاهات السلبية التي تعيق تقدم المجتمعات والتي تعيق المجتمعات من تعديل وتطوير مناهجها الاجتماعية
اذا الفرد في حد ذاتيه لا يكون سبب في ضعف المجتمع الا بضعف المنهج الاجتماعي المتبع ولكن قد يمثل الفرد انحراف اجتماعي وقد يكون منحرف سلوكيا وفاشل وعبء علي المجتمع ولا يسبب ضعف الا اذا سيطر علي الجماعة وتمكن من التأثير المباشر علي افرادة لنقل العدوي المرضية السلوكية في غياب نظم الرقابة الاجتماعية والقانون

ليست هناك تعليقات: