الجمعة، سبتمبر 11، 2009

رؤية : القيمة المضافة واثرها علي تحسين الاداء وتطوير الذات


القيمة المضافة واثرها علي تحسين الاداء وتطوير الذات
1- ما هي سلسلة القيمة:
في علم الادارة يوجد مفهوم اداري غاية في الاهمية يمكن المدير ويساعده في تحديد اهدافه وتقييم الاداء وتقويمه ، وهو مفهوم سلسلة القيمة ، فما هي سلسلة القيمة؟
اي مشروع اجتماعي او صناعي او انتاجي يتكون من مجموعة من الوظائف تنقسم او تشكل محورين اساسيين في الهيكل التنظيمي وهم محور الانتاج المركزي او الرئيسي ومحور الخدمات المساعدة او الثانوي. فعلي سبيل المثال اذا نظرنا الي ادارة مستشفي او الي مشروع تشغيل مستشفي فسنجد ان هدف المشروع الاساسي هو علاج المرضي ونجد ان هناك وظائف رئيسية تحقق هذا الهدف او مسؤلة مسؤلية مباشرة عن تحقيق هذا الهدف (الطبيب – الممرض- الصيدلي - الفنيين ) وبالتالي فكفاءة وفاعلية تلك الوظائف تحدد وفقط كفاءة وفاعلية تحقيق الهدف من المشروع ،وفي نفس الوقت نجد ان هناك وظائف داخل المشروع تعمل علي مساعدة وخدمة تلك الوظائف الرئيسية ( شئون الافراد - شئون المرضي - النظافة ، الحراسة – الحسابات) الا انه لا يتحدد عليها كفاءة وفاعلية هدف المشروع الرئيسي او الانتاج وهذه الوظائف هي المحور المساعد او المحور الخدمي للمشروع .
وليس معني ان وظائف المحور الخدمي لا تحدد كفاءة وفاعلية الانتاج او هدف المشروع انها لا تؤثر في كفاءة وفاعلية المشروع ككل بل فان كل وظيفة تقدم قيمة للمشروع رغم عدم تدخلها في شفاء المرضي بشكل مباشر.
وبذلك فان لكل وظيفة في المشروع قيمة وسواء كانت تلك القيمة مباشرة في تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع او غير مباشرة الا انها قيمة تحقق اهداف فرعية ومساعدة تؤثر علي كفاءة وفاعلية المشروع ككل.
وبتحديد كل القيم المحققة من خلال وظائف المشروع وفق لل (الهيكل التنظيمي) تتحدد سلسلة من القيم المرتبطة بعضها ببعض والتي تؤثر بعضها علي بعض في الاداء وبالتالي تتأثر كفاءة وفاعلية المشروع ككل ، وبالتالي قد تنخفض كفاءة وفاعلية اداء الطبيب وبتتبع سلسلة القيمة نجد هذا الانخفاض كان نتيجة لانخفاض قيمة وظيفة النظافة او نتيجة لانخفاض قيمة وظيفة المحاسبة التي لم تتمكن من توفير مصادر الاموال اللازمة لتوفير الادوات الجراحية او اجهزة الاشعة ..الخ ، وبالتالي عندما يتمكن المدير من تحديد سلسلة القيمة ويوفر معايير ومقاييس لتقييم اداءها وكفاءتها وعندما يحدد الاثار المترتبة علي نقص تلك القيم عن معدلاتها المقبولة يتمكن من تقويم الموقف بصورة اقرب الي الصحة.
تحدد قيم الوظائف المختلفة في المشروع وفق لدرجة تأثيرها في تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع وكذا الاهداف الفرعية باولوية تحقيقها ووفق لرؤية المنشأة، ومن ثم تحدد كل قيمة بحد ادني مسوح به وحد اعلي مستهدف للاداء (تقدير كمي كلما امكن) وبالتالي يكون امام المدير قيم مستهدفة لتحقيقها من خلال كل قسم وكل فرع وكل ادارة وتشكل العلاقة بين تلك القيم سلسلة القيمة للمشروع.
في اغلب الاحوال تكون وظائف المشروع المركزية تستهدف قيم عليا قياسية ومعيارية (النموذجية) وبالتالي تصعب اضافة قيم من خلالها وبالتالي يقع عبء تحقيق قيم اضافية علي وظائف المشروع المساعدة مثل ( تقليل التكلفة – زيادة الحصة السوقية – زيادة المبيعات – تقليل المجهود – رضا العملاء – النظافة – خدمة العملاء ......الخ) ومن ثم يكون كل تحسين في اداء الوظائف المساعدة او الوظائف الخدمية هي قيمة مضافة للمشروع .
وتعتمد القيمة المضافة والتي هي القيم اوالعائد او المنفعة المحققة بعد تحقيق الحد الاعلي المستهدف من وظائف المشروع (رئيسية – مساعدة) علي شاغل الوظيفة دون المدير من حيث قدرتة واستعداده ورؤيته في التجديد والابتكار والابداع والتي يخرج من خلالها ويتخطي رؤية مدير ومصمم المشروع بما هو جديد ومفيد للمشروع (كقيمة جديدة غير مخططة من خلال متطلبات الوظيفة) علي سبيل المثال اذا كان المستهدف من مندوب المبيعات 100بيع وحدة يوميا ومن ثم قام موظف برفع هذا المعدل الي 150 وحدة يوميا رغم ان جميع زملائه لم يتخطوا 100 وحدة فهنا يمكن القول بان هذا الموظف حقق قيمة مضافة لعمله مقدارها 50% من المستهدف اعتمادا علي قدرته الشخصية واسلوبه المبتكر في البيع وايضا يكون قسم المبيعات حقق قيمة مضافة للمستهدف اذا تخطي حجم مبيعاته المستهدف.....الخ وبالتالي تعتمد القيم المضافة في اغلب الاحيان علي الابداع والابتكار.
وكذا قد تكون القيم المضافة خارج نطاق التقييم الكمي فعلي سبيل المثال النظافة فاذا تخطي عامل النظافة قيمة النظافة واتسع ابداعه وابتكاره الي التجميل والمحافظة علي رائحة المكان وانتظام ترتيب مكوناته وبالتالي تحول المكان الي مكان جذاب للجلوس والراحة فقد يتبع ذلك ارتباط الزبائن بالمشروع لنظافته وليس لارتفاع مستوي الخدمة وقد يرتفع مستوي الخدمة بسبب نظافة المكان وبالتالي يزيد حجم المبيعات لادارة البيع ويرتفع مستوي الخدمة بسبب القيمة المضافة من عامل النظافة.
وعلي هذا الاساس اهتم علم ادارة الاعمال بنوعين من القيم الاولي وهي القيمة المقدمة من سلسلة القيمة للمشروع والثانية هي القيمة المضافة من خلال الابداع والابتكار والقدرات الشخصية ورؤية العاملين بها ، وحددت لتحقيق قيم سلسلة القيمة ما يسمي بالمرتب او الاجر للعاملين ، وحددت للقيم المضافة ما يسمي بالحوافز والمكافات والتي تعتبر في نفس الوقت نسبة من الارباح الاضافية التي لم يخطط لها المشروع.

2- ما هي اهمية معرفة هذا المفهوم بالنسبة للموظف والعامل:
يعتبر هذا المفهوم هو حيوي بالنسبة لاي موظف لانه يفض الاشتباك بينه وبين مديره ويحفزه علي الابداع والابتكار ، فكثير من الموظفين يطالبون بحوافز ومكافأت علي ادائهم او تحقيقهم للقيم المستهدفة من وظائفهم ( وان جاز ذلك في بعض الانظمة بناء علي وعد او عرف في العلاقة الوظيفية) لانهم لا يعلمون ما هي وظيفة الحافز والمكافأة في النظام الاداري ، وكذا المدير نفسه قد يصرف حوافز للوظائف الرئيسية رغم ان تحقيقها لاهدافها لم يكن بسبب قيمة مضافة منهم بل عن طريق قيمة مضافة من وظيفة مساعدة وهي احق بهذا الحافز ، وبالتالي فمعرفة الحقوق والواجبات في حد ذاتها تحد من المشاكل ، كما وان ارتباط الحافز بالقيمة المضافة فهو دافع في حد ذاته علي الابداع والابتكار من قبل الموظف وبذل المزيد من الجهد للحصول علي المكافأة او الحافز.
3- ماذا علي الموظف لضمان الحافز والمكافأة:
فقط اداء واجباته وفق لمتطلبات الوظيفة ومن ثم التفكير والتركيز علي ابداع وابتكار الطرق والوسائل الجديدة لتحسين الاداء واقل ما عليه هو توجيه عمله لتحقيق قيم اساسية وظيفية وقيم للزملاء وقيم للمكان وقيم للزمان وقيم للمجتمع ومن ثم عدم انتظار الاجر او الحافز علي هذا الفعل لانهم سيأتون بدون مطالبة بهم لسبب واحد ( ان هذه الحالة ستربط وظيفتك بك بمعني ان مكانك الوظيفي لن يجد من هو افضل منك لشغله وكذا المدير لن يجد منم هو افضل منك لشغل تلك الوظيفة وحتي لا يفتقدك في هذا المكان لما تحققه له من قيم مضافة سيقدم لك الحوافز والمكافأت ) وهذا يحمل معني اخر (انك اصبحت مؤثر ايجابي في مكانك الوظيفي واذا تركت وظيفتك سيقول الجميع فين ايامك يا ..... ولن يجدوا غيرك لملء الفراغ) وخاصة اذا كان سعيك الدائم لا ينتهي من التجديد واضافة قيم جديدة كلما سمحت لك الظروف بذلك.
4- القيمة المضافة للسلوك :
يتصف السلوك الانساني بالانانية والفردانية والغريزية تلك الصفات التي تدفع الفرد الي اختيار تحقيق اهدافه الفردية اذا ما تعارضت مع الاهداف الاجتماعية في غياب الرقابة وحتي يتمكن الفرد من التغلب علي هذه الصفات يجب عليه اكتساب خبرات اجتماعية قوية قادرة علي توجيه دافعيته للسيطرة علي سلوكه في اتجاه التوقع الاجتماعي والقيم الاجتماعية فيما يعرف بالسيطرة الذاتية والتي تسيطر عليها تلك المجموعة من الخبرات القوية التي تسمي العقيدة .
وتقدر قيمة الفرد الشخصية بما يضيفه من فائدة وقيم للمجتمع والمتمثل في مكونات المجتمع (افراد – مكونات مادية) من خلال تفاعل الفرد مع هذا المجتمع والتأثير والتأثر المتبادل بينهم ، ويعتبر الاصلاح والمساعدة والتعاون من اهم مسارات القيم المضافة للمجتمع بعد ان يؤدي الفرد واجباته الاجتماعية الاساسية من خلال المواقف التفاعلية المختلفة.
كل موقف تفاعلي بين الفرد والبيئة او المجتمع يبني علي منهج اجتماعي اساسه هو الحقوق والواجبات فيما يسمي بالدور الاجتماعي فعلي سبيل المثال الدور الاجتماعي (المعلم) ولنفرض انه معلم لغة اجنبية فكل واجباته الرئيسية من خلال هذا الدور هو نقل خبرة اللغة الي طالب وبناء علي تحقيق هذا الواجب فله حق المرتب او الاجر ، فاذا ادي المعلم هذا الواجب علي اكمل وجه افتراضي او نموذجي فهو بذلك حقق قيمة اساسية له كمعلم لغة اجنبية.
الا انه بالنظر لمكونات الدور نجد انه لتحقيق هذا الدور يستخدم معدات وادوات ومكان وزمان لكل منها قيمة فاذا حقق واجباته في وقت اقل بنفس الكفاءة فقد اضاف قيمة واذا حافظ علي الادوات واحسن استخدامها فقد اضاف قيمة واذا استغل المكان وطوره فقد اضاف قيمة وكذا فاذا تعمد تحفيز دافعية الطالب لدراسة الغة والبحث الذاتي فيها فقد اضاف قيمة واذا اضاف خبرات في مواد اخري فقد اضاف قيمة واذا لاحظ ان هناك خبرات سلبية مصاحبة لعملية نقل الخبرة يكتسبها الطالب وعدل تلك الخبرات فقد اضاف قيمة واذا اهتم بالتربية بجانب التعليم فقد اضاف قيمة واذا اصلح خطاء معلم اخر او خبرة اخري مقدمة من معلم اخر فقد اضاف قيمة .
ايضا هذا الدور في المدرسة فالمعلم واجبه وفقط نقل الخبرة الي الطلاب من خلال الموقف التعليمي فماذا عن باقي الوقت الذي يقضيه في المدرسة فمساعدة الاخرين قيمة مضافة ومراقبة الطلاب قيمة مضافة والتفكير والابداع للمواقف التعليمية التالية قيمة مضافة .....الخ.
وعلي هذا فهناك مجال كبير من القيم المضافة التي يستطيع ان يضيفها هذا المعلم من خلال وقت الفراغ والاستغلال الامثل للوقت ومن خلال ملكات وقدرات خاصة به وغير مطالب بها الا انها بحساب اجمالي القيمة التي حققها هذا المعلم في فترة تواجده في المدرسة قد زادت بصورة كبيرة ، وبالتالي يكون افتقاد المكان لهذا النموذج خسارة للمكان وبالتالي يتمسك المكان بهذا النموذج ، وهنا يجد هذا المعلم اهمية فعلية لتواجدة بالوظيفة والمكان وكذا يجد ان الجميع بالمدرسة يعتمد عليه ويلجاء له لتقديم المساعدة والارشاد وبالتالي تزيد اهميته الشخصية وكذا قيمته الشخصية بالاضافة الي قيمته كمعلم لغة اجنبية ، وهنا نلاحظ ان قيمته كمعلم لغة اجنبية قيمة عادية يمكن لاي فرد له نفس خبراته ان يشغلها او يحققها الا ان القيمة الشخصية الناتجة من قيم الفرد المضافة لا يمكن ان يحققها الا الفرد نفسه
5- ما هي القيم الاضافية للسلوك الفردي من خلال ممارسة الادوار الاجتماعية
يمكن تقسيم القيم المضافة للفرد من خلال تفاعلاته الاجتماعية الي:
1- قيمة اضافية ذاتية للفرد : وهي للاجابة عن سؤال ماذا اضفت لنفسك من خبرات خلال فترة التفاعل بخلاف المتوقع
2- قيمة اضافية للغير المشارك في الدور: ماذا اضفت للغير من اثار (خبرات) بخلاف المتوقع الاجتماعي
3- قيمة اضافية للدور الاجتماعي : ماذا اضفت من اثار (خبرات) لدورك بخلاف المتوقع
4- قيمة اضافية للمجتمع: ماذا اضفت للمجتمع من اثار (خبرات) بخلاف المتوقع
5- قيمة اضافية للبيئة والمكونات المادية : ماذا اضفت لمكونات البيئة المادية من اثار ايجابية بخلاف المتوقع
ومن هذا التقسيم نلاحظ ان القيم المضافة دائما غير متوقعة اجتماعيا وبشرط ايجابيتها وهذا يدل علي اعمال الفرد لعقله وابداعة وابتكاره لتلك القيم او تمكنه من نفسه وسيطرته عليها وتوجيهها الي تلك القيم (الغير مبتكرة) ، ومن هذا التقسيم ايضا يمكن استنتاج ان اتباع مفهوم القيم المضافة للدور سيؤدي بلا شك الي تطوير الذات والخبرات .
يتبع ان شاء الله

ليست هناك تعليقات: