الاثنين، أبريل 03، 2006

الانحراف السلوكي والمجتمع

بقلم اسامه قراعه
هو ممارسة اي من انواع السلوك المخالف للسلوك المتوقع علي المستوي الفردي والمستوي الاجتماعي
ومن هذا المفهوم فالفرد الذي يمارس سلوك يخالف معتقداته ومبادئه وسلوكه الذي يتوقعه لنفسة يعتبر علي المستوي الشخصي منحرف سلوكيا وعلي سبيل المثال اذ وجد فرد متدين وملتزم بتعاليم الدين ومنهجه في كل سلوكه وقادر علي التحكم والسيطره علي سلوكه وفق لهذا المنهج فالمتوقع من سلوكه في المستقبل ان يطابق السلوك المنهجي الديني ,, فاذا مارس هذا الفرد سلوك مخالف لتعاليم الدين كالسرقة يكون انحرف بسلوكه عن السلوك المتوقع ,, واذا تكرر ممارسة السلوك المخالف للمتوقع يصبح منحرف سلوكيا وان فقد القدرة علي التحكم و السيطرة علي سلوكه تحول الي مرض سلوكى من وجهة نظر المجتمع اما بالنسبة للفرد نفسه فيظل منحرف سلوكيا ..... ومثال اخر لتوضيح مفهوم الانحراف السلوكي اذا وجد شخص لص ( سارق ) وملتزم بتعاليم اللصوصية وفق لنشأته ومنهج الفساد كان سلوكه المتوقع في المستقبل مطابق للمنهج الاجرامي ,, فان مارس هذا الفرد سلوك الامانه يكون قد انحرف بسلوكه عن السلوك المتوقع وان تكرر منه هذا السلوك اصبح منحرف سلوكيا وان فقد التحكم والسيطرة علي سلوكه تحول الي مرض سلوكي من وجهة نظر مجتمع اللصوص الا انه يظل انحراف سلوكى بالنسبة للفرد نفسة ..... وبذلك فليس لكلمة انحراف سلوكى ارتباط بمعنى الخير والشر او الصح والغلط لانها مقاييس نسبية تختلف باختلاف معتقدات الفرد والمجتمع
وعلى المستوي الاجتماعي علي سبيل المثال اذا كان السلوك المتوقع لافراد المجتمع هو الامانه وظهر مريض سلوكي بمرض السرقة يكون المجتمع انحرف بالسلوك الاجتماعي عن المتوقع , وان تكررت حالات المرضي بالسرقة يكون المجتمع منحرف سلوكيا وان فقد المجتمع التحكم والسيطرة علي السلوك الفردى للمرضى اصبح مجتمع مريض سلوكيا ويلزم اعادة التخطيط لعلاج المرض السلوكي بتعديل او تبديل نظم الضبط الاجتماعي او تطويرها الا انه يجب الاقتناع التام بضرورة تطوير النظام الحالي علي التحكم والسيطرة والضبط لسلوك الافراد ويسمى هذا المرض الاجتماعي بالظواهر الاجتماعية المرفوضة او السلبية
والانحراف السلوكى هو ناتج عن تغير في المعتقدات والدوافع والاتجاهات الذاتية للفرد والتي تتكون نتيجة لتعرضة لاكتساب خبرات سلوكية قوية التأثير لقدرتها علي اشباع حاجاته ورغباته بيسر وسهولة وتحقيق اكبر قدر من المنفعة الشخصية او اكتساب خبرات سلوكية ضعيفة ومتكررة وناجحة مما يزيد من قوتها ,, وغالبا ما يتم نقل واكتساب هذه الخبرة السلوكية عن طريق المواقف التفاعلية مع المجتمع والخبرات المصاحبة لها وعن طريق التعلم الذاتي وعن طريق التعلم المباشر من الغير وعن طريق الرغبة في المحاكاة والتقليد والتجربة الشخصية وكلها طرق بعيدة كل البعد عن التخطيط الاجتماعي والمراقبة وغالبا لا يخطط ولا ينظم لها المجتمع الخبرات المضادة المانعة لاكتسابها
والانحراف السلوكي هو بداية لمرض سلوكى علي المستوي الفردي والمرض السلوكي له خاصية العدوي وسرعة الانتشار ان لم تستخدم الوسائل المناسبة لعلاجه وغالبا ما يؤدي لضعف وتدمير المجتمع في حالة اهماله سواء عن قصد او جهل .. ولذا كلما عالج المجتمع الانحراف السلوكى منذ ظهوره في اول حالاته وتابع الوقاية والعلاج لباقي الافراد كلما احتفظ المجتمع بصحة بنائه ومكوناته الاساسية
وبالطبع لا يمكن علاج المرض الا بعد اكتشافه ولا يمكن اكتشافه الا عن طريق فرض نظام رقابي اجتماعي دقيق قادر علي اكتشاف الانحراف السلوكى في جميع صوره او عن طريق ظهور الشكاوى الفردية والاجتماعية المتأثرة بالمرض والمتضررة به
واكتشاف المرض ومتابعته وتوافر نظام العلاج المناسب له ووجود برنامج للتقويم السلوكي مع اصرار المجتمع علي القضاء علي الانحراف السلوكى هما اساس الصحه النفسية للمجتمع واساس نموه وازدهاره

ليست هناك تعليقات: