الجمعة، سبتمبر 18، 2009

كيف نستغل فترة تاجيل الدراسة بسبب انفلوانزا الخنازير

(مع الاحترام لكل نقد لمسار الموضوع وحتي الاعتزار لصاحب النقد) الا انني يجب ان اسأل:

سؤال مهم لكل الاصوات التي نادت بتأجيل الدراسة بسبب هذه الازمة وبدافع الخوف وحماية ابنائنا من هذا الوباء وبعد تم تاجيل الدراسة في اغلب الدول العربية :

الي كل (معلم - ولي الامر - طالب - مسؤؤل)
هل ستأخذ اجازة وتستمتع كاجازة صيفية اضافية؟
هل ستكون سلبي ام ايجابي ؟ نعم لقد ارحنا قلوبنا من الخوف علي اولادنا من المرض ولكن هناك قلق اخر يجب ان يطفو الي سطح تفكيرك ( ماذا عن المدة المقطوعة من العام الدراسي) ؟ ( ماذا عن استكمال المقررات الدراسية ؟ وماذا عن ضرورة اكتساب هؤلاء الابناء لخبرات ضرورية تضيع بضياع الوقت فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك؟ ماذا عن الرغبة والدافعية لتطوير التعليم؟
ماذا سوف يحدث اذا لاقدر الله امتدت فترة التأجيل؟


وبمناسبة قرارات تأجيل الدراسة بسبب وباء انفلوانزا الخنازير وللمحافظة علي مستوي التعليم ولمواجهة احتمالات تمديد التأجيل او مواجهة اي ظروف مشابه تضطر النظم التعليمية لاتخاذ قرارات التاجيل فيجب علي جميع النظم التعليمية وضع الخطط البديلة للتصدي لمثل تلك الازمات


ومن امثلة تلك الاجراءات اقترح الاتي

1- انتهاز فرصة التاجيل بوضع خطة تجريبية لاختبار قدرتنا علي ادارة نظم التعليم الذاتي ونظم التعليم عن بعد ، وسواء كانت النتائج ايجابية ام سلبية فبالتأكيد افضل من ضياع الوقت
1- من خلال نظم التعليم الذاتي والتعليم عن بعد يمكن تنظيم واعادة ترتيب المقررات والموضوعات ، بحيث تكون الموضوعات البسيطة والمستقلة والتي تعتمد علي القراءة والحفظ والشرح البسيط المقرؤء في اول المقررات فتقدم خلال هذا الشهر وبمجهود الطالب الذاتي ومساعدة ولي الامر او النت او البث التلفزيوني (مستوي الثالثة الابتدائي فما فوق نظرا لقدرتهم علي القراءة) وبذلك يكون الطالب مسؤل عن التقدم والاختبار في تلك الموضوعات ، فان نجح الامر (وسوف ينجح باذن الله) سيكون الامر ميسر لادارة المدرسة عند اعادة توزيع الساعات الدراسية المطلوبة لكل مادة.
2- يجب تحديد موضوعات بعينها ولا يترك الامر بحسب القدرات الشخصية لارتباطه باستكمال المخطط المدرسي.
3- يمكن انتهاز هذه الفرصة للانتهاء من بعض دروس حفظ القرآن واللغة العربية ( لانهم اللغة الاصلية ولان دراستهم وتدريسهم بواسطة ولي الامر فيها نفع بأذن الله للجميع كما يمكن لولي الامر الاستعانة بالمسجد والجيران وما الي ذلك)
4- الادارة المدرسية تنتهز الفرصة لرفع كفاءة المدرسة والمعلمين واعادة تقييم طرق التدريس والوسائل التي سيستخدمها المعلمون مع كل مقرر وموضوع (بواسطة الموجه التعليمي للمادة) والتدريب علي الوسائل الاشرافية
5- الادارة المدرسية لوضع نظم جديدة لضمان التواصل والاتصال بالطلاب وتوفير الخدمات الارشادية للتعليم.


واخيرا اخي المعلم والطالب وولي الامر ولتعرف في اي صف انت ولتحكم علي نفسك بنفسك اجب علي السؤال التالي:
هل غضبت من هذا الاقتراح الذي يضيف عليك عبء او يذكرك به (عبء تعليم اولادنا وتقدم الامة) كنت تظن انه نزل عن كاهلك وفرحت بالراحة والفراغ والكسل القادم ؟
فما بالك بالمسؤلين ولما نلومهم علي تدهور حالنا( الخطاء والذنب مشترك) فاستيقظ وانظر لنفسك وكن عادلا!!!!!!!!!

الجمعة، سبتمبر 11، 2009

رؤية : القيمة المضافة واثرها علي تحسين الاداء وتطوير الذات


القيمة المضافة واثرها علي تحسين الاداء وتطوير الذات
1- ما هي سلسلة القيمة:
في علم الادارة يوجد مفهوم اداري غاية في الاهمية يمكن المدير ويساعده في تحديد اهدافه وتقييم الاداء وتقويمه ، وهو مفهوم سلسلة القيمة ، فما هي سلسلة القيمة؟
اي مشروع اجتماعي او صناعي او انتاجي يتكون من مجموعة من الوظائف تنقسم او تشكل محورين اساسيين في الهيكل التنظيمي وهم محور الانتاج المركزي او الرئيسي ومحور الخدمات المساعدة او الثانوي. فعلي سبيل المثال اذا نظرنا الي ادارة مستشفي او الي مشروع تشغيل مستشفي فسنجد ان هدف المشروع الاساسي هو علاج المرضي ونجد ان هناك وظائف رئيسية تحقق هذا الهدف او مسؤلة مسؤلية مباشرة عن تحقيق هذا الهدف (الطبيب – الممرض- الصيدلي - الفنيين ) وبالتالي فكفاءة وفاعلية تلك الوظائف تحدد وفقط كفاءة وفاعلية تحقيق الهدف من المشروع ،وفي نفس الوقت نجد ان هناك وظائف داخل المشروع تعمل علي مساعدة وخدمة تلك الوظائف الرئيسية ( شئون الافراد - شئون المرضي - النظافة ، الحراسة – الحسابات) الا انه لا يتحدد عليها كفاءة وفاعلية هدف المشروع الرئيسي او الانتاج وهذه الوظائف هي المحور المساعد او المحور الخدمي للمشروع .
وليس معني ان وظائف المحور الخدمي لا تحدد كفاءة وفاعلية الانتاج او هدف المشروع انها لا تؤثر في كفاءة وفاعلية المشروع ككل بل فان كل وظيفة تقدم قيمة للمشروع رغم عدم تدخلها في شفاء المرضي بشكل مباشر.
وبذلك فان لكل وظيفة في المشروع قيمة وسواء كانت تلك القيمة مباشرة في تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع او غير مباشرة الا انها قيمة تحقق اهداف فرعية ومساعدة تؤثر علي كفاءة وفاعلية المشروع ككل.
وبتحديد كل القيم المحققة من خلال وظائف المشروع وفق لل (الهيكل التنظيمي) تتحدد سلسلة من القيم المرتبطة بعضها ببعض والتي تؤثر بعضها علي بعض في الاداء وبالتالي تتأثر كفاءة وفاعلية المشروع ككل ، وبالتالي قد تنخفض كفاءة وفاعلية اداء الطبيب وبتتبع سلسلة القيمة نجد هذا الانخفاض كان نتيجة لانخفاض قيمة وظيفة النظافة او نتيجة لانخفاض قيمة وظيفة المحاسبة التي لم تتمكن من توفير مصادر الاموال اللازمة لتوفير الادوات الجراحية او اجهزة الاشعة ..الخ ، وبالتالي عندما يتمكن المدير من تحديد سلسلة القيمة ويوفر معايير ومقاييس لتقييم اداءها وكفاءتها وعندما يحدد الاثار المترتبة علي نقص تلك القيم عن معدلاتها المقبولة يتمكن من تقويم الموقف بصورة اقرب الي الصحة.
تحدد قيم الوظائف المختلفة في المشروع وفق لدرجة تأثيرها في تحقيق الهدف الرئيسي من المشروع وكذا الاهداف الفرعية باولوية تحقيقها ووفق لرؤية المنشأة، ومن ثم تحدد كل قيمة بحد ادني مسوح به وحد اعلي مستهدف للاداء (تقدير كمي كلما امكن) وبالتالي يكون امام المدير قيم مستهدفة لتحقيقها من خلال كل قسم وكل فرع وكل ادارة وتشكل العلاقة بين تلك القيم سلسلة القيمة للمشروع.
في اغلب الاحوال تكون وظائف المشروع المركزية تستهدف قيم عليا قياسية ومعيارية (النموذجية) وبالتالي تصعب اضافة قيم من خلالها وبالتالي يقع عبء تحقيق قيم اضافية علي وظائف المشروع المساعدة مثل ( تقليل التكلفة – زيادة الحصة السوقية – زيادة المبيعات – تقليل المجهود – رضا العملاء – النظافة – خدمة العملاء ......الخ) ومن ثم يكون كل تحسين في اداء الوظائف المساعدة او الوظائف الخدمية هي قيمة مضافة للمشروع .
وتعتمد القيمة المضافة والتي هي القيم اوالعائد او المنفعة المحققة بعد تحقيق الحد الاعلي المستهدف من وظائف المشروع (رئيسية – مساعدة) علي شاغل الوظيفة دون المدير من حيث قدرتة واستعداده ورؤيته في التجديد والابتكار والابداع والتي يخرج من خلالها ويتخطي رؤية مدير ومصمم المشروع بما هو جديد ومفيد للمشروع (كقيمة جديدة غير مخططة من خلال متطلبات الوظيفة) علي سبيل المثال اذا كان المستهدف من مندوب المبيعات 100بيع وحدة يوميا ومن ثم قام موظف برفع هذا المعدل الي 150 وحدة يوميا رغم ان جميع زملائه لم يتخطوا 100 وحدة فهنا يمكن القول بان هذا الموظف حقق قيمة مضافة لعمله مقدارها 50% من المستهدف اعتمادا علي قدرته الشخصية واسلوبه المبتكر في البيع وايضا يكون قسم المبيعات حقق قيمة مضافة للمستهدف اذا تخطي حجم مبيعاته المستهدف.....الخ وبالتالي تعتمد القيم المضافة في اغلب الاحيان علي الابداع والابتكار.
وكذا قد تكون القيم المضافة خارج نطاق التقييم الكمي فعلي سبيل المثال النظافة فاذا تخطي عامل النظافة قيمة النظافة واتسع ابداعه وابتكاره الي التجميل والمحافظة علي رائحة المكان وانتظام ترتيب مكوناته وبالتالي تحول المكان الي مكان جذاب للجلوس والراحة فقد يتبع ذلك ارتباط الزبائن بالمشروع لنظافته وليس لارتفاع مستوي الخدمة وقد يرتفع مستوي الخدمة بسبب نظافة المكان وبالتالي يزيد حجم المبيعات لادارة البيع ويرتفع مستوي الخدمة بسبب القيمة المضافة من عامل النظافة.
وعلي هذا الاساس اهتم علم ادارة الاعمال بنوعين من القيم الاولي وهي القيمة المقدمة من سلسلة القيمة للمشروع والثانية هي القيمة المضافة من خلال الابداع والابتكار والقدرات الشخصية ورؤية العاملين بها ، وحددت لتحقيق قيم سلسلة القيمة ما يسمي بالمرتب او الاجر للعاملين ، وحددت للقيم المضافة ما يسمي بالحوافز والمكافات والتي تعتبر في نفس الوقت نسبة من الارباح الاضافية التي لم يخطط لها المشروع.

2- ما هي اهمية معرفة هذا المفهوم بالنسبة للموظف والعامل:
يعتبر هذا المفهوم هو حيوي بالنسبة لاي موظف لانه يفض الاشتباك بينه وبين مديره ويحفزه علي الابداع والابتكار ، فكثير من الموظفين يطالبون بحوافز ومكافأت علي ادائهم او تحقيقهم للقيم المستهدفة من وظائفهم ( وان جاز ذلك في بعض الانظمة بناء علي وعد او عرف في العلاقة الوظيفية) لانهم لا يعلمون ما هي وظيفة الحافز والمكافأة في النظام الاداري ، وكذا المدير نفسه قد يصرف حوافز للوظائف الرئيسية رغم ان تحقيقها لاهدافها لم يكن بسبب قيمة مضافة منهم بل عن طريق قيمة مضافة من وظيفة مساعدة وهي احق بهذا الحافز ، وبالتالي فمعرفة الحقوق والواجبات في حد ذاتها تحد من المشاكل ، كما وان ارتباط الحافز بالقيمة المضافة فهو دافع في حد ذاته علي الابداع والابتكار من قبل الموظف وبذل المزيد من الجهد للحصول علي المكافأة او الحافز.
3- ماذا علي الموظف لضمان الحافز والمكافأة:
فقط اداء واجباته وفق لمتطلبات الوظيفة ومن ثم التفكير والتركيز علي ابداع وابتكار الطرق والوسائل الجديدة لتحسين الاداء واقل ما عليه هو توجيه عمله لتحقيق قيم اساسية وظيفية وقيم للزملاء وقيم للمكان وقيم للزمان وقيم للمجتمع ومن ثم عدم انتظار الاجر او الحافز علي هذا الفعل لانهم سيأتون بدون مطالبة بهم لسبب واحد ( ان هذه الحالة ستربط وظيفتك بك بمعني ان مكانك الوظيفي لن يجد من هو افضل منك لشغله وكذا المدير لن يجد منم هو افضل منك لشغل تلك الوظيفة وحتي لا يفتقدك في هذا المكان لما تحققه له من قيم مضافة سيقدم لك الحوافز والمكافأت ) وهذا يحمل معني اخر (انك اصبحت مؤثر ايجابي في مكانك الوظيفي واذا تركت وظيفتك سيقول الجميع فين ايامك يا ..... ولن يجدوا غيرك لملء الفراغ) وخاصة اذا كان سعيك الدائم لا ينتهي من التجديد واضافة قيم جديدة كلما سمحت لك الظروف بذلك.
4- القيمة المضافة للسلوك :
يتصف السلوك الانساني بالانانية والفردانية والغريزية تلك الصفات التي تدفع الفرد الي اختيار تحقيق اهدافه الفردية اذا ما تعارضت مع الاهداف الاجتماعية في غياب الرقابة وحتي يتمكن الفرد من التغلب علي هذه الصفات يجب عليه اكتساب خبرات اجتماعية قوية قادرة علي توجيه دافعيته للسيطرة علي سلوكه في اتجاه التوقع الاجتماعي والقيم الاجتماعية فيما يعرف بالسيطرة الذاتية والتي تسيطر عليها تلك المجموعة من الخبرات القوية التي تسمي العقيدة .
وتقدر قيمة الفرد الشخصية بما يضيفه من فائدة وقيم للمجتمع والمتمثل في مكونات المجتمع (افراد – مكونات مادية) من خلال تفاعل الفرد مع هذا المجتمع والتأثير والتأثر المتبادل بينهم ، ويعتبر الاصلاح والمساعدة والتعاون من اهم مسارات القيم المضافة للمجتمع بعد ان يؤدي الفرد واجباته الاجتماعية الاساسية من خلال المواقف التفاعلية المختلفة.
كل موقف تفاعلي بين الفرد والبيئة او المجتمع يبني علي منهج اجتماعي اساسه هو الحقوق والواجبات فيما يسمي بالدور الاجتماعي فعلي سبيل المثال الدور الاجتماعي (المعلم) ولنفرض انه معلم لغة اجنبية فكل واجباته الرئيسية من خلال هذا الدور هو نقل خبرة اللغة الي طالب وبناء علي تحقيق هذا الواجب فله حق المرتب او الاجر ، فاذا ادي المعلم هذا الواجب علي اكمل وجه افتراضي او نموذجي فهو بذلك حقق قيمة اساسية له كمعلم لغة اجنبية.
الا انه بالنظر لمكونات الدور نجد انه لتحقيق هذا الدور يستخدم معدات وادوات ومكان وزمان لكل منها قيمة فاذا حقق واجباته في وقت اقل بنفس الكفاءة فقد اضاف قيمة واذا حافظ علي الادوات واحسن استخدامها فقد اضاف قيمة واذا استغل المكان وطوره فقد اضاف قيمة وكذا فاذا تعمد تحفيز دافعية الطالب لدراسة الغة والبحث الذاتي فيها فقد اضاف قيمة واذا اضاف خبرات في مواد اخري فقد اضاف قيمة واذا لاحظ ان هناك خبرات سلبية مصاحبة لعملية نقل الخبرة يكتسبها الطالب وعدل تلك الخبرات فقد اضاف قيمة واذا اهتم بالتربية بجانب التعليم فقد اضاف قيمة واذا اصلح خطاء معلم اخر او خبرة اخري مقدمة من معلم اخر فقد اضاف قيمة .
ايضا هذا الدور في المدرسة فالمعلم واجبه وفقط نقل الخبرة الي الطلاب من خلال الموقف التعليمي فماذا عن باقي الوقت الذي يقضيه في المدرسة فمساعدة الاخرين قيمة مضافة ومراقبة الطلاب قيمة مضافة والتفكير والابداع للمواقف التعليمية التالية قيمة مضافة .....الخ.
وعلي هذا فهناك مجال كبير من القيم المضافة التي يستطيع ان يضيفها هذا المعلم من خلال وقت الفراغ والاستغلال الامثل للوقت ومن خلال ملكات وقدرات خاصة به وغير مطالب بها الا انها بحساب اجمالي القيمة التي حققها هذا المعلم في فترة تواجده في المدرسة قد زادت بصورة كبيرة ، وبالتالي يكون افتقاد المكان لهذا النموذج خسارة للمكان وبالتالي يتمسك المكان بهذا النموذج ، وهنا يجد هذا المعلم اهمية فعلية لتواجدة بالوظيفة والمكان وكذا يجد ان الجميع بالمدرسة يعتمد عليه ويلجاء له لتقديم المساعدة والارشاد وبالتالي تزيد اهميته الشخصية وكذا قيمته الشخصية بالاضافة الي قيمته كمعلم لغة اجنبية ، وهنا نلاحظ ان قيمته كمعلم لغة اجنبية قيمة عادية يمكن لاي فرد له نفس خبراته ان يشغلها او يحققها الا ان القيمة الشخصية الناتجة من قيم الفرد المضافة لا يمكن ان يحققها الا الفرد نفسه
5- ما هي القيم الاضافية للسلوك الفردي من خلال ممارسة الادوار الاجتماعية
يمكن تقسيم القيم المضافة للفرد من خلال تفاعلاته الاجتماعية الي:
1- قيمة اضافية ذاتية للفرد : وهي للاجابة عن سؤال ماذا اضفت لنفسك من خبرات خلال فترة التفاعل بخلاف المتوقع
2- قيمة اضافية للغير المشارك في الدور: ماذا اضفت للغير من اثار (خبرات) بخلاف المتوقع الاجتماعي
3- قيمة اضافية للدور الاجتماعي : ماذا اضفت من اثار (خبرات) لدورك بخلاف المتوقع
4- قيمة اضافية للمجتمع: ماذا اضفت للمجتمع من اثار (خبرات) بخلاف المتوقع
5- قيمة اضافية للبيئة والمكونات المادية : ماذا اضفت لمكونات البيئة المادية من اثار ايجابية بخلاف المتوقع
ومن هذا التقسيم نلاحظ ان القيم المضافة دائما غير متوقعة اجتماعيا وبشرط ايجابيتها وهذا يدل علي اعمال الفرد لعقله وابداعة وابتكاره لتلك القيم او تمكنه من نفسه وسيطرته عليها وتوجيهها الي تلك القيم (الغير مبتكرة) ، ومن هذا التقسيم ايضا يمكن استنتاج ان اتباع مفهوم القيم المضافة للدور سيؤدي بلا شك الي تطوير الذات والخبرات .
يتبع ان شاء الله

الجمعة، سبتمبر 04، 2009

رؤية في التأهيل للزواج و تكوين اسرة مستقرة

الارشاد الاسري
بقلم / اسامه قراعة
مقدمة:
في الواقع ان مفهوم الارشاد بصفة عامة هو مساعدة الافراد داخل الاسرة في تحقيق اهدافهم بفاعلية وكفاءة ونجاح ومنع الفشل والندم في المستقبل.
وبذلك فليس علي المرشد الا ان يعرف هذه الاهداف وشروط تحقيقها والنجاح فيها وتكون لديه القدرة علي تقديم ونقل هذه الخبرات الي الاخرين في اقل وقت واقل تكلفة ومجهود.
ويشمل هذا المفهوم اول ما يشمل مفهوم الارشاد لتكوين اسرة مستقرة ( الزواج)
وبالنظر الي الارشاد الاسري (الزواج) فهدفه هو مساعدة زوجين من الافراد (رجل- امراة) في دراسة الجدوي لمشروع تكوين اسرة سعيدة.
نعم فبناء او انشاء او تكوين اسرة مسلمة سعيدة في هذا العصر اصبح معقد بصورة تحيلة الي ضرورة الدراسة والبحث والتحقق وتحليل المخاطر وتوضيح الرؤية ودراسة البيئة الخارجية والداخلية كما يحدث في المشاريع الاستثمارية وان اختلفت الطرق والوسائل والادوات ، وحيث ان دراسة الجدوي الهدف منها هو تأكيد جدوي المشروع وتشجيع المستثمر علي الاقدام علي تنفيذ المشروع وتقليل فرص الفشل والندم في المستقبل ، فان دراسة جدوي الزواج لها نفس الاهداف.
مشروع تكوين اسرة هو مشروع اجتماعي رئيسي وحيوي بالنسبة لاي مجتمع ، ونجاح هذه المشروعات يترتب عليها نجاح المجتمع ككل وضمان امداد المجتمع باجيال صالحة متوافقة وصفات وخصائص المجتمع ، وكذا ضمان نجاح هذا المشروع يقلل ويحد من الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تواجه اي مجتمع كالبطالة والارهاب والمخدرات والجهل واطفال الشوارع وجنوح الشباب وزيادة معدلات الجريمة وضعف الموارد البشرية .....الخ كلها نتائج الفشل في هذا المشروع المقدس.
مكونات مشروع تكوين اسرة
رجل مؤهل لممارسة دور الزوج وتتوافر فيه شروط ممارسة هذا الدور
امراة مؤهلة لممارسة دور الزوجة وتتوافر فيها شروط ممارسة هذا الدور
امكانيات مادية لممارسة هذا الدور

عناصر نجاح مشروع تكوين اسرة
1. الرؤية : وهي تحديد الغاية الصحيحة من تكوين الاسرة (الزواج)
2. التوقع : توقع الزوج والزوجة لسسناريو تنفيذ المشروع بما يحمله من مميزات ومعوقات ومشاكل وقواعد ممارسة مرتبطة بجدول زمني وتحليل واتخاذ قرارات تقديرية مستقبلية وتقييم لقيم السعادة والقدرات الشخصية علي التحمل، من منطلق ان غاية الانسان الغير متغيرة هي السعادة
3. الشروط : هي الشروط العامة للنجاح في ممارسة اي دور اجتماعي
1. القدرة : استكمال نمو الجسدي والعقلي – القدرة علي الوفاء بمستلزمات واحتياجات الاسرة – القدرة تحمل المسؤلية واداء جميع الواجبات المرتبطة بالدور – اكتساب الخبرات السلوكية المرتبطة بالدور (المنهج والقيم الاسلامية)
2. الرغبة : ان تتوافر الرغبة الحقيقية لدي الزوجان في ممارسة ادوارهم ، بحيث يحقق لهم المجهود المبذول في تلك الممارسة اشباع قيمي محدد وخفض للتوتر الناتج عن عدم اشباع الرغبة
3. الاستعداد : وهو مكمل الرغبة ففي كثير من الاحيان تكون الرغبة مؤقتة وكذا تكون الخبرات مؤقتة بالكد تكفي بدء الممارسة ويكون الفرد غير قادر مستقبليا علي اكتساب خبرات جديدة لتطوير الدور وغير قادر علي ضبط سلوكه المستقبلي ليتوافق واستمرار ممارسة الدور بنجاح . ويشير الاستعداد ايضا الي المؤثرات الخارجية التي تمنع الفرد من ممارسة الدور بنجاح وتطويره كأن تكون لديه مسؤليات واولويات ورغبات وادوار اخري تتعارض ممارستها مع الالتزام بمتطلبات ممارسة الدور فلا يستطيع الفرد الوفاء بكل التزاماته.
4. التوقع الصحيح للدور: وهو شرط اساسي حيث ان اغلب حالات الفشل تنتج عن الجهل وقلة المعلومات الصحيحة المرتبطة بممارسة الدور وعدم توقع النتائج والتطورات الطبيعية والمنطقية لممارسة الدور (مشاكل – معوقات – دورة حياة وتطور الدور – المميزات ) وبالتالي لا تتوافر البدائل الاكثر ملائمة للفرد وبالتالي يكون اختيار توقيت ومكان وتكلفة وطبيعة ونتائج وتقييم الدور غير صحيحة . حيث انه في حقيقة الامر هناك (فرصة) اكثر كفاءة لاشباع حاجات ورغبات الفرد الشخصية في مكان ما وفي زمن ما، لم يقدرها الفرد او يحسب لها حساب.
4. الامكانيات : لممارسة اي دور اجتماعي وبخاصة دور (الزوج – الزوجة) لا بد من توافر مكون مادي ملائم لطبيعة الدور ومتطلباته (بيت الزوجية) .
والامكانيات المادية ( قضية التمويل والانفاق) تعد من اهم عوامل ومسببات فشل اي مشروع ، وبالتالي فخطط التمويل والانفاق يجب ان تعد مع توقع للميزانيات التقديرية المستقبلية ودراسة تأثير مصادر التمويل والتدفق المالي علي كفاءة وجودة المشروع من جميع الجوانب.
وعلي سبيل المثال ففي مشروع تكوين الاسرة سيتأثر المستوي الاجتماعي للزوج او الزوجة اذا ما تفاوتت الفروق الاجتماعية (المادية)، ونتيجة طبيعية للمشاركة سينخفض احدهم ويرتفع الاخر او يرتفع احدهم ولا يتأثر الاخر او ينخفض احدهم ولا يتأثر الاخر ، وبحسب هذا التغيير المتوقع لمستوي الفرد الاجتماعي ستتأثر قيم ودوافع ورغبات وحاجات الفرد المتأثر بصور متفاوته غير متوقعة ، ولذا يجب حساب وتوقع تلك الاثار.

طبيعة مشروع تكوين الاسرة:
هو مشروع اجتماعي ذو سيناريو متكرر بمعني ان اهدافة وبدايته ومشاكلة ومعوقاته وتطورة متكرر ومتوقع بشكل شبه ثابت وبالتالي يمكن معرفة نهاية السيناريو بمجرد سماع بداية القصة، الا اننا سنحاول تقديمة بصورة نمطية.
شاب وفتاة يكتمل بنائهم الجسدي وتتوافر امكانيات تكوين بيت مستقل وتتواجد رغبة شخصية او اجتماعية لبناء اسرة جديدة ، ومن ثم يتم الزواج ويعيش الزوجان في تمتع بالحياة في شهوره وسنواته الاولي دون احساس حقيقي باي تغير جوهري ودائم في سلوكهم الشخصي وكل منهم يحاول تغيير الاخر ليتوافق معه دون محاولة تغيير سلوكه الشخصي وهنا يكون كل فرد (الزوج – الزوجة) لا يزل سلوكه متصف بالانانية والذاتية ولا يعترف بالتنازل عن بعض الحاجات في سبيل الاخر ، وبتوفيق الله يتم انجاب الابناء ويكتشف كل منهم (الزوج – الزوجة) ان هذا التطور في العلاقة او المؤسسة او الاسرة ( الانتقال من لعب دور الزوج زالزوجة الي دور الاب والام ) سيستلزم اعادة لتقييم الحقوق والواجبات وتحديد الاولويات حيث اصبح الطفل الجديد يحتل الاولاوية الاولي بدل من ذاتية كل منهم (وضع افتراضي) فيتنازل كل منهم عن حقوقه في النوم والطعام والمجهود وتزيد الواجبات وتستنفذ الطاقة من كلاهم وينشغل كل منهم ليفكر كيف يسعد ويراعي هذا الضيف الجديد ، تستمر هذه الحالة حتي يعتمد الطفل علي نفسه في الحركة والتنقل ( حوالي 12 سنة ) يكون كل منهم عينه اولا واخيرا علي هذا الطفل ، وفي نفس الوقت وبالتوازي يكون العمر تقدم بهم وتعدي كل منهم سن الثلاثين او يزيد اي مرحلة سنية مختلفة ( النضوج) او في مراحل الزواج المتاخرة قد يكون السن اربعين ( النضخ المتاخر) ، وبالتالي يكون الشكل والصحة والقدرة والرغبة والخبرة مختلفة، تستمر الحياة الطبيعية الموفقة ويتابع الاب والام متابعة تربية وتعليم الابناء حتي التخرج والزواج وترك بيت الاسرة ويعود كل من الزوج والزوجة كما بداء المشروع ولكن في مرحلة سنية مختلفة.
يمر (الزوج – الزوجة) بادوار مختلفة في تلك الفترة مثل ( دور العمل – دور التقاعد من العمل – دور المسؤل عن الغير الاب والام – دور العضو الاجتماعي النشط )، وبتأثير فعل كل تلك الادوار وتطور تلك المراحل السنية وما يصاحبها من رغبات ودوافع وحاجات تتأثر العلاقة بين الزوج والزوجة او الاب والام وقد يحدث اتفاق وقد يحدث اختلاف وقد يحدث نجاح وقد يحدث فشل ، ويبقي التوقع الصحيح هو المضاد الوحيد ضد الندم والاسف .
فاذا ما توقع الانسان الفشل فاما ان يرفض اتخاذ قرار ممارسة الدور من الاساس اويتقبل الامر ويتخذ قراره واختياره ويسعي في منع الفشل وان لم يتمكن من ذلك فلن يندم او يأسف علي اختياره وقراره لانه سيكون مستعد نفسيا لاستقبال هذا الفشل بقرارات صحيحة وحقيقية ، واذا ما حدث التوقع والدراسة من طرف دون الاخر سيتأثر الاخر بقرارات الطرف الاول ومن ثم يندم طرف ولا يندم الاخر ، اما وان كان هذا التوقع متوازن وحقيقي بين الطرفان فستكون القرارات صحيحة ومانعة للندم والاسف بالنسبه لكلاهما.
وبالتالي فسيناريو تكوين الاسرة معروف المراحل ، والنجاح والفشل متوقع طالما يعتمد علي صفات وخصائص بشرية متغيرة بصورة غير منتظمة يصعب توقعها ، اما مشاكل الزواج فتحدث وتزداد نتيجة لعدم مطابقة التغيرات السلوكية المتوقعة من احدي الاطراف او نتيجة لتأثير مؤثرات طارئة غير متوقعة ، (ظروف صحية – تغير الرغبات والحاجات الشخصية – مشاكل نفسية مؤقتة – تدخل عناصر خارجية) وكذا فحجم الخسائر المتوقعة من الفشل يختلف بحسب المرحلة فالخسائر قبل الانجاب تقل عن بعد الانجاب وكذا يتحملها الزوج والزوجة وفقط اما بعد الانجاب فيدخل شركاء اخرين في تحمل الخسارة وهم الابناء ، وكذا تتأثر قرارات الطرفان بعنصر لم يوضع في الحسبان (مصلحة الابناء) مما يدفع احدهم او كلاهم للقهر وقبول قرارات لاتتفق ورغباتهم. اما في حالة الفشل في العمر المتاخر تكون خسائر الفشل النفسية كبيرة جدا وخاصة في مرحلة بدء الشيخوخة وغالبا ما تحدث بعد الانتهاء من تحمل مسؤلية الابناء (استقلال الابناء بحياتهم).
نماذج تكوين الاسرة:
1. في اغلب حالات الرغبة الزواج يكون الدافع الحقيقي والاكبر هو الاشباع الجنسي وخاصة في المجتمعات الشرقية او المسلمة ، وهذا الاشباع الجنسي يرتبط دائما بشخصية تخيلية متوقعة عن هذا الشريك القادر علي احداث هذا الاشباع وصفاته وخصائصه ،الا ان هذا الاشباع يرتبط باشباعات لحاجات اخري مثل القبول الشخصي ( شكل – معاملة – ود – رحمة - طباع – اخلاق ..الخ) ، فاذا ما صادفت الفتاة او الشاب هذا النموذج المتخيل واثار (التوقع التقديري الاعلي لقيم الاشباع المرغوب فيه) ارتبط الشاب او الفتاة بهذا النموذج في حالة نفسية تسمي ( الحب) والذي الدافع الاساسي له هو اشباع مجموعة من الحاجات الاساسية المترابطة اهمها في المرحلة الاولي الحاجة الجنسية والحاجة للاستقلال واثبات الذات الطبيعية الاجتماعية.
وبذلك يكون الحب هو اقوي الدوافع الحقيقية للزواج، الا ان الحب وفق للعرض السابق لم يدخل في حساباته او تقديراته اي شعور او حاجة او رغبة في ممارسة دور الاب والام لانها حاجات تابعة تثار وتطفو علي السطح بعد اشباع حاجات اخري (غريزية – استقلال – اثبات ذات...الخ)
2. قد يكون الدافع لاحدي اطراف الزواج او كلاهما رغبة حقيقية لتكوين اسرة ( حاجة جنسية - حاجة الاستقلال – حاجة اثبات الذات الطبيعية والاجتماعية) ولعدم ارتباط الفرد بالنموذج التخيلي للطرف الاخر فبالتالي يتحدد دافع الزواج في اعفاف النفس وتكون الشخصية النموذجية التخيلية بحسب ما اشار الية سيدنا رسول الله صلي الله علية وسلم (المال – الجمال – الحسب والنسب – الدين) ، وفي هذه الحالة يكون التوقع للادوار والحاجات المستقبلية اكبر من الحالة الاولي ويكون الاختيار والبدائل اكثر وحقيقي وتكون دوافع العجلة والتسرع اقل ، فلا ارتباط بشخص بعينة بل القرار يكون في حالة تفاضل بين العديد من الاختبارات ، وارشدنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم الي الاختيار الافضل (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

3. قد يكون الدافع للزواج هو الاحتواء (الشفقة – الرحمة – الستر – الاعفاف – العطف...الخ) ويكون فيها احدي الاطراف مرتبط اكثر ما يكون بعقيدة دينية او اجتماعية قوية تدفعه لممارسة دور الزوج وتحمل جميع تبعات الدور ومشاكله المستقبلية دون تحميل الطرف الاخر اي اعباء او مسؤليات بخلاف مجهوده الطبيعي كطرف اخر ودون مراعات لتوقعات ورغبات الطرف الاخر.

4. قد يكون الزواج بدافع المصلحة باشكال مختلفة او عشوائي بدون اي من الدوافع السابقة بتأثير ضغط الاسرة او المجتمع اوبدافع الاشباع الجنسي لاحدي الطرفين او كلاهما، وفي كل احواله يكون هذا النموذج ناقص للتوقع الصحيح وتكون الدافعية الحقيقية لتكوين اسرة مستقرة في ادني قيمها.
وبالنظر للنماذج الشائعة السابقة للزواج نجد انها تتعرض الي افتقار ونقص في خبرات توقع الاثار والواجبات والحقوق المترتبة علي قرار الزواج في مراحله المتلاحقة ، ونجد ان اكثر النماذج شيوعا هي التي تعتمد علي دافعية (الجنسية – الاستقلال – اثبات الذات الطبيعية والاجتماعية) وهي حاجات ودوافع ملحة تبعا للمرحلة السنية ينتج عنها الم وتوتر نفسي شديد ونتيجة لهذا الالحاح تندفع صاحبها الي التسرع والعجلة وعدم القدرة علي استقبال اي احتمالات تعيق او تؤجل زوال هذا الالم وهذا التوتر. اما نموذجي الاحتواء والمصلحة في نماذج موجودة الا انها غير شائعة الحدوث وغالبا ما تدفع صاحبها الي نفس النتيجة السابقة.
رؤية في المطلوب لدورة التاهيل لتكوين اسرة مستقرة:
من الجيد ان يجد المجتمع اي دافع او رغبة بين طرفين لتكوين اسرة مستقرة وفق لاي نموذج كان (الحب – اعفاف النفس- الاحتواء – المصلحة) ، الا انه من اكبر الاخطاء ان يتوقع المجتمع نجاح هذه الاسرة بمجرد وجود تلك الدوافع لان اطراف العلاقة بشر متغير السلوك ، وكذا ليس معني وجود الدافع والقبول بين الطرفين ان يحدث رضا وانسجام وتوافق بين سلوك الزوج والزوجة (لم تختبر من قبل) فما نراه يختلف عما نعيشه وقد تكون تلك الدوافع مؤقته وبزوالها يزول الانسجام والتوافق الذي نلاحظة.
وبالتالي يجب علي المجتمع ان يساعد كل من الشاب والفتاة المقبلين علي تكوين اسرة في اكتشاف وتوقع دوافع وحاجات ورغبات وسلوك وتبعات متغيرة للطرف الاخر وكذا بالنسبة للفرد نفسه ، في اللحظة التي لا يري فيها الشاب او الفتاة الا رغباتهم المؤقتة.
فكيف يلعب المجتمع هذا الدور (التاهيل او الارشاد او التوجيه)
1- التعرف علي الدوافع الحقيقية للزواج وتحفيزها وتقويتها ( مع الاعتراف بوجود دوافع ذاتية غير معلنة كما سبق التوضيح في نماذج الزواج)
2- تنحية هذا الدوافع جانبا واثارة توقع الطرفان لدوافع اخري وادوار اخري واظهارها لسطح العقل ، ماذا عن دور الاب/الام ومتي يريد كل منهم ان يمارس هذا الدور , ماذا عن الانفصال اذا لا قدر الله لم يحدث توافق وما هي الاسباب التي قد تؤدي الي الطلاق من وجهة نظر كل منهم ، ماذا عن تعدد الزوجات وما اثره في معاملة ابناء الزوجة الثانية او ابناء الزوجة نفسها ، هل ستقلل الزوجة من شأن زوجها امام ابنائه اذا ما تزوج اخري ، ما هي حدود التسامح وايثار الاخر عن النفس ، ما هي حدود العلاقة والرحمة مع الاباء والاخوة للطرف الاخر , ما هي حدود الصرف والانفاق ، ما هي حدود الرغبة في الطرف والمتع والانبساط ، ما هي حدود العلاقة مع الاخرين من الاصدقاء والزملاء، ماذا يحدث في حالة الازمات (المرض والعجز) ماذا سيكون اثر تغير الشكل واللون والرائحة والطعم وفق لطبيعة التغيرات الانسانية، ماذا سيحدث اذا ما اثر طرف اخر علي العلاقة الزوجية مثل اضطرار الزوج للمفاضلة في المعاملة او نصرة الام والزوجة او بالعكس..................................الخ ، كل هذه التوقعات ستؤثر بلاشك علي سلوك وشخصية كلا الطرفين فماذا سيكون ردود افعالهم في هذه الحالات وبعدما حدث اشباع للحاجات الاساسية (الجنسية – الاستقلال – اثبات الذات الطبيعية والاجتماعية ) والتي ستؤدي بلا شك الي تعديل وتغيير في الشخصية (تبديل في بعض الحالات) ، كل هذه التوقعات والخبرات لا تكون موجودة في عقل الشاب او الفتاة او تكون موجودة في حالة (انطفاء) ومهمة المجتمع هي اتاحة الفرصة لهم ومساعدتهم علي التخيل المستقبلي
3- عرض المشاكل الحقيقية والواقعية للحياة الزوجية الفاشلة وطلب تحليلها من قبل الزوجين وتحفيز دافعيتهم للرد علي سؤال ماذا لو كنت مكانهم ، عرض النماذج الناجحة للحياة الزوجية والربط بينها وبين التوقع الصحيح قبل الزواج ليعلم كل من الشاب والفتاه ان القرارات العقلية افضل من القرارات العاطفية وان الزواج هو تكوين اسرة مستقرة ودور اجتماعي وليس وسيلة لاشباع حاجات انية متغيرة ومؤقته فماذا بعد اشباع وتحقيق تلك الحاجات
4- تقييم القدرات الصحية والشخصية والعلمية والخبرات والاستعدادات للتأكد من قدرة واستعداد ورغبة كل منهم في ممارسة دورة بما يتفق وقدرات واستعدادات ورغبات الطرف الاخر
5- تعليم علمي اجتماعي عن الدوافع والحاجات الاساسية (الجنسية – الاستقرار – اثبات الذات ) وعن تبعاتهم واساليب اشباعهم ، وكذا تعليم مفهوم الادوار الاجتماعية.
6- تعلم دور (الاب والام ) كشرط تابع لممارسة دور الزوج والزوجة ، تعلم ممارسة دور الاب بالنسبة للام ودور الام بالنسبة للاب حيث ان الزواج مشاركة وستجبر الظروف كل منهم الاخر علي تبديل الادوار (افتراضي)
7- اتاحة الفرصة العلمية لكل منهم لتخيل التغيرات الظاهرية التي قد تحدث للطرف الاخر في المستقبل ( تخين – ضعيف – تدرج وظيفي – مسؤليات – شكل ....الخ) وفق لتوقع علمي حقيقي
مصادر التعليم لتكوين محتوي برنامج التأهيل للزواج
للاجابة علي كل الاسئلة السابقة وتصميم محتواها يجب ان يستمد من

1. القرآن الكريم والسنة المطهرة
2. قصص الصحابة والتابعين
3. العلوم الاجتماعية والنفسية ، بما يتفق مع القرآن والسنة
4. العلوم الطبية والصحية ، بما يتفق مع القرآن والسنة

قد يظن البعض ان كل ما سبق يعد مجهود كبير او كثير علي دورة ارشادية للتأهيل للزواج ، الا ان هذا غير صحيح لانه بالطبع غير مطلوب ان نقدم كل تلك الخبرات من خلال دورة واحدة ومحددة ، فحقيقة الامر انني نتوقع حدوث الزواج في مرحلة شبة ثابته وهي بعد التخرج الجامعي في اغلب الاحوال ، كما يتوقع المجتمع بدء التفكير في الاستقرار واثبات الذات والحاجات الجنسية اعتبارا من بدء دخول الجامعة ، وبالتالي فلدينا متسع من الوقت منذ الثانوية العامة وحتي التخرج ، فاذا ما ادمجنا جزء من هذا المحتوي وخاصة الجزء العلمي الاجتماعي منه في المرحلة الجامعية بشرط ان يقوم به متخصصون اجتماعيين والتأكيد علي ضرورة حضور تلك الدورات لجميع الطلاب ، فسيكون جزء من المحتوي المطلوب قد تم تحقيقة.
ومن ثم فبالنظر الي المحتوي سنلاحظ انه لن يقدم كامل مع كل حالة ، فسيختلف بالتأكيد من نموذج زواج الي نموذج اخر ، كما وان اغلب المحتوي هو معلومات وخبرات عامة مطلوب تأكيدها وتحفيز دافعية الشاب والفتاة لتخيلها واستخدامها في اتخاذ القرار ....مع التأكيد علي ضرورة تحفيز الدافعية للتغلب علي العقبات واتمام العقود اذا ما كانت الاختلافات بسيطة ... وكذا التأكيد علي ان السلوك الاسلامي الصحيح والفهم الصحيح للعقيدة الدينية قادرة علي ضبط السلوك وتعديله والسيطرة عليه واحداث التوافق والرضا المطلوب لانجاح الحياة الزوجية ومنع الندم والاسف في المستقبل. وفي كل الاحوال اعتقد ان مثل هذا العمل مهما كبر محتواه فلن يزيد عن ثلاثة اسابيع علي ادني حد وهي تعتبر مدة بسيطة في سبيل الحصول علي اسرة سعيدة مستقرة قادرة علي احتواء جيل جديد.
واخيرا فاقل ما يجب ان يقوم به المرشد او الموجه الاسري ان يضع في راسه كل تلك الدوافع والمفاهيم السلوكية والتي يختار منها ما يناسبة بحسب الحالة ولا يعتمد اسلوب النصح والارشاد الديني التقليدي العام دون محاولة فحص ودراسة الحالة ، ففي هذا العصر قد يصادف المرشد انماط مختلفة منهم العقلي ومنهم الديني ومنهم الذاتي ومنهم العاطفي ....الخ