الثلاثاء، يناير 19، 2010

استخدام الشعارات بين (الحق) و (الخداع)

بقلم /اسامه قراعة
"الدين لله والوطن للجميع"
نموذج لشعار ترفعه كثير من الدول وخاصة العربية ، لمحاربة التطرف والفتنة
هو نموذج لشعار حق لا يختلف عليه اثنان ... ولكن هل الاستراتيجية المستخدمة لتفعيل هذا الشعار تؤتي ثمارها
هل تحقيق هذا المفهوم سيحيي وترتقي ويعلي من شأن الدين وشأن الوطن وشأن المواطن الذي يرتبط تفاعله وسلوكه بالدين والوطن
هل من الضروري ان رفع هذا الشعار يكون حقا ام من الممكن ان يكون حقا يراد به باطل!
ان رؤية هذا الشعار تربط بين الفرد والدين والوطن والمجتمع ولكن كيف؟
اساسيات وقواعد للنقد والحوار
الفرد هو البناء الاساسي للمجتمع
السلوك الفردي تسيطر عليه عقيدة دينية واجتماعية في شكل خبرة وقيم ومبادئ
ضبط السلوك الفردي يتم عن طريق قواعد وقوانين
السلوك الاجتماعي يتم اكتسابه عن طريق التنشيئة الاجتماعية
الاسرة والتعليم ركيزة التنشية الاجتماعية
المقارنة بشعار اخر في نفس السياق
ما هو الفرق بين هذا الشعار وشعار اخر مثل "الاسلام هو الحل" من وجهة نظر المسلمين؟
"الاسلام هو الحل " شعار حق ومفهومه الاجتماعي والسلوكي لا يختلف عن " المسيحية هي الحل" او الدين هو الحل" لان المعني الضمني هو ان اتباع اي منهج ديني صحيح او قريب من الصحة وثابت لضبط الحياة الاجتماعية خير من لتباع القوانين الوضعية
اذا شعار "الدين هو الحل" ايضا يدخل من ضمن نماذج الشعارات الحق ...ولكن ...والسؤال لرافعين الشعار الاول
هل الشعار الثاني "الدين هو الحل" لم يكن شعار حق ...الا ان الاستراتيجية التي اتبعها رافعي الشعار كانت اهدافها باطلة وبالتالي كانت النتائج باطلة ؟ اذا ليس معني رفع الشعار او تبني فكرة الشعار ان تكون النتائج ايجابية .. ولكن العامل الحاسم هو ...من يرفع الشعار ؟ وما الهدف من رفع الشعار ؟ وما هي الاستراتيجية المتبعة او المختارة لتفعيل رؤية الشعار؟
كل هذه ما هي الا محاور للمقال او الموضوع القادم بأذن الله ...استوقفتني فكرتها ....لما يحدث علي ساحة المجتمع المصري تحديدا نتيجة لاحداث عنف ....اشيع انها طائفية ....فادت الي مطالبة كثير من المجتمع (المثقفين والمتحديثن) بتفعيل هذا الشعار...وبداء كل واحد في اقتراح انسب الاجراءات التي من شانها فصل الدين عن السياسة وتفعيل شعار "الدين لله والوطن للجميع" الا ان اغلب الاقتراحات (من وجهة نظري الشخصية والقابلة للصواب والخطاء) كانت محل لنقدي الفكري وخاصة فيما يخص التأثير علي السلوك الفردي والاجتماعي مع الاخذ في الاعتبار عامل الزمن .....وبالتالي ايضا لم استطيع منع نفسي من عقد العزم علي تناول الموضوع برؤية نقدية لاظهار كيفية تحويل الشعارات من (حق) الي (باطل) وفق لنوع الاستراتيجية والسياسة والاجراءات المتبعة التفعيل تلك الشعارات .... من خلال اتباع الاثار السلوكية المترتبة علي بعض الاجراءات المقترحة لتفعيل تلك الشعارات .....كأن نقول مثلا
لتفعيل شعار "الدين لله والوطن للجميع" يجب ان نلغي مادة التربية الدينية من المناهج التعليمية ...او نجعل خطبة الجمعة لاتزيد عن ربع ساعة .....كلها اجراءات مقترحة قابلة للنقاش ....ولاخذ القرار ...يجب دراسة تأثير تلك الاجراءات علي السلوك الفردي والاجتماعي والثقافة الاجتماعية للمجتمع ....ومن ثم نقارن بين النتائج المتوقعة من كل الجوانب ...والهدف الذي اتخذ من اجله تلك القرارات.....مع الوضع في الاعتبار الاثار الجانبية المستقبلية .....والتي قد تكون اخطر من المشكلة او الظاهرة الاساسية....
اعتقد ان الموضوع هام وشيق وحيوي ....لاعتبارات كثيرة ....اهمها من وجهة نظري ....هو ايضاح كيف يمكن استخدام تلك الشعارات الرنانة في تعديل وتغيير وتبديل (الهوية الثقافية والوطنية) لاي مجتمع .....وبالتالي زيادة وعي المجتمع بضرورة الحكم علي اي قرار او قانون من خلال دراسة اهدافة والاستراتيجية المتبعة (علي المدي البعيد من كل الجوانب) والاجراءات التفصيلية وعلاقتها بتلك الاهداف والاستراتيجية
اتمني وادعوا الله تعالي ان يوفقني ويهدني لتناول هذا الموضوع بما يحقق منفعة للمجتمع او اكتساب خبرة جديدة
لم ابداء بعد في الكتابة ......ولكن اتمني ان ابداء وانتهي واعتقد انه سيكون موضوع نافع بأذن الله
هدانا الله جميعا لما يحبه ويرضاه .....

الجمعة، يناير 01، 2010

منظمة المبررات في الفكر الاعلامي بين المنطق والافتاء

(منظمة المبررات) في الفكر الاعلامي بين (المنطق والافتاء والشخصنة )



الخميس 14 محرم 1431هـ - 31 ديسمبر 2009م
قراء "العربية.نت": الفساد يقف وراء معدلات الفقر المرتفعة بين العرب
إضافة إلى سيطرة الحكومات وغياب المساءلة
http://www.alarabiya.net/articles/2009/12/31/95936.html

ومن ثم سيطرة الحكومات وغياب الرقابة ...سبب الفساد ..... ولكن كيف سيطرت الحكومات (مدير + معاونين + راسمال + مستفيدين) وهم باي حال من الاحوال قله .... وكيف غابت الرقابة وهي شعبية وتتسأل كل يوم بحرية ........ انها معادلة معقدة لايمكن الخروج من دائرتها المغلقة (بيت جحه المظلم) ....... اعتقد ان السبب الرئيس لكل هذا هو الجهل وسيطرة اجهزة الاعلام علي الثقافة والوعي الشعبي ، والذي ادي امتزاجهم والتركيز عليهم وتوجيههم الي (تغييب الوعي المجتمعي وتضليل المجتمع) وبالتالي زيادة معدل (الجهل رغم زيادة معدل الشهادات).................. استمعت لبرنامج العاشرة مساء 30-12 وكان يستضيف الاعلامي عماد الدين اديب ..... وتعجبت اشد العجب من المنطق الفكري والمنهج العلمي للحوار والحديث ........ في كل علوم الادارة والاجتماع .....لا يجرؤ عالم او استاذ او متخصص او دارس ...... ان يصف علاقة الفشل الاداري لاي منظمة بانها (ناجحة) او انها (الحل الوحيد الامثل) تضليلا للراي العام المراقب .... ويعزو هذا الراي الي ان المتتبع لقرارات مدير المنظمة سيجدها (صحيحة 100% وعبقرية) ...... الا ان الجهاز الاداري لهذه المنظمة والذي يختاره المدير كاملا ويتمسك به ويدعمه لسنوات وعقود ....... لا ينفذ تلك القرارات (الفريدة والصحيحة 100%) ويهمل فيها ويعدل من مفاهيمها واهدافها ولا يساند او يسوق لهذا المدير بكفاءة ...........وبالتالي تكون المحصلة النهائية للمنظمة وللعمل الجماعي وفريق العمل ككل ( الفشل والذي بالتالي سيؤدي الي الافلاس والانهيار )... فليس للفشل اي نتيجة او اثر متوقع الا سرعة الوصول المنظمة لمرحلة التدهور الحتمية لدورة حياتها..... وهل يتصور اي فرد متعلم او جاهل ان مهمة المدير فقط هي (اتخاذ القرار) دون متابعة او وضع برامج مراقبة واشراف وتقويم قادرة علي قيادة تحقيق كفاءة القرار واهدافه ....يعني ممكن مثلا افتح مصنع واسلم الموظفين الخزينة والمعدات والالات والعربيات ودفتر الحضور والانصراف ومن ثم اجلس في البيت واصدر قرارات (صحيحة 100%) وانا عارف انها مش بتتنفذ واقول لنفسي مش مهم الخسارة المهم ان القرار كان سليم ولو كان اتنفذ كنت كسبت ونجحت ، ومن ثم اعتبر انني رجل اعمال ومدير لامثيل له !!!!!!.............. اعتقد ان تسويق الاعلام لهذا المفهوم في وجود ( ما يسمي علماء ادارة) وفي وجود راي واعي وعاقل ..........لا يمكن ان يحدث باي حال من الاحوال ..... وكذا فتسويق مثل تلك الاراء ليس لها هدف منطقي سوي (اعلاء شان المدير وابقائه في منصبه الاداري علي راس المنظمة عن طريق تضليل الرائ العام سواء بقصد او دون قصد )..... وكذا فتداول مثل تلك الاراء وقبول هذا الادعاء بقول (تمام وفعلا ونشهد) فما هو الا نوع من انواع ...... جهل المتحدث وجهل المستمع ............ وبالتالي فهذا الجهل والذي تستخدم وسائل الاعلام لتسويقه ...... هو سبب رئيسي ...... في بقاء (الادارة العبقرية) للمنظمة الفاشلة ...... وتكرار نفس الاخطاء مرة بعد مرة .... وحتي النهاية ...وبالتالي تدور المنظمة في فلك (شخص المدير الذي لن يستطيع احد ان ياخذ قرارات بحكمته) رغم عدم قدرته علي تفعيل تلك القرارات وتحقيق اهدافها ...... رغم ان حقيقة الامر ان تلك المنظمة يمكن ان تحقق نجاحات بواسطة مدير (اقل في العبقرية ) ولكنه قادر علي تفعيل قراراته ومتابعتها وتقويمها وتحقيق اهدافها ....... وخاصة اذا استعان هذا المدير بخبراء ومستشارين لمعاونته في اتخاذ القرارات (الصحيحة والعبقرية 100%)........ وبالتالي فالجهل هو سمة الفشل الاداري وبالتالي الفساد الاداري .... لانه غالبا فالمستفيد الاول من تواجد مدير يسمح بوجود مساعدين (فاشلين) هم المساعدين انفسهم ..... وبالتالي هم من يسوقون لبقاء هذا المدير حيث انهم مع اي مدير اخر ...... لن يحققوا اي نجاحات من خلاله..................اعتقد ولا اشك ان الجهل واجهزة الاعلام ...... هم من الاسباب بل هم السبب الوحيد .... في تأصيل الجهل .. وفي سوء الادارة وتضليل الرائ العام واحداث الفرقة بين مؤيد (لفكر اعلامي تسويقي ضال عير صحيح) و بين رافض (لفكر اعلامي تسويقي ضال غير صحيح) وبين مجموعة اخري كبيرة من الاتجاهات الفردية التي لم تجد منهج او منطق علمي (ينير ويوحد رايهم ويساعدهم علي اتخاذ القرار)........... فعندما يكون الحديث من اتجاه واحد ، يقف العقل ..... وبالتالي فالجهل سمة اساسية من سمات (منظمة المبررات) في هذا العصر خاصة مع فكر التسويق الاعلامي