الخميس، يوليو 30، 2009

الدافعية وخصائص عملية التعلم واكتساب الخبرة

بقلم / اسامه قراعه


التخطيط: هذه الوظيفة الإدارية تهتم بتوقع المستقبل وتحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف التنظيمية.
التنظيم: يعرف التنظيم على أنه الوظيفة الإدارية التي تمزج الموارد البشرية والمادية من خلال تصميم هيكل أساسي للمهام والصلاحيات.
التوظيف: يهتم باختيار وتعيين وتدريب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في المنظمة.
التوجيه: إرشاد وتحفيز الموظفين باتجاه أهداف المنظمة.
الرقابة: الوظيفة الإدارية الأخيرة هي مراقبة أداء المنظمة وتحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم لا.






خواطر بقلم / اسامه قراعه
شروط ممارسة الدور = القدرة + الدافعية + التوقع الدور

القدرة = جسمية + قواعد اتصال + توافق عصبي وعضلي + خصائص عقلية
الدافعية = الاستعداد + الرغبة + الخبرة السابقة

الرغبة = توقع الاستجابة والاشباع + معرفة ومعلومات + مثير
الاستعداد = ظرف الزمن + ظرف المكان + البيئة الخارجية + المعتقدات + الدوافع السلوكية + المبادئ
الخبرة السابقة = معلومات وبيانات + قواعد تفاعل وقوانين + نتائج واستجابة + تدريب + ممارسة + قيم في ذاكرة


الدوافع السلوكية = القيم الغريزية + القيم الاجتماعية = مثير غريزي + مثير اجتماعي

التوقع الدور = قواعد الممارسة + الخبرات السابقة واللاحقة + المميزات + المصاعب + القدرات + الاشباعات + الانجازات + تطور الدور ونموه + مابعد الدور

اكتساب الخبرة ------- توليد قدرات جديدة + تعدبل الدافعية + دوافع جديدة + تعديل الدوافع والصفة السلوكية

خصائص العقل الاساسية = الفردانية + الغريزية + الاستطلاع والاستكشاف + الميل للتجربة والخطاء في حالة انعدام الخبرة + اكتساب الخبرات وتطوير الدافعية + التكيف مع البيئة الخارجية والمجتمع


تخطيط / اسامه قراعه




تصميم / اسامه قراعة تصميم اسامه قراعة
رؤية اسامه قراعه


بقلم / اسامه قراعه
اذا وما هو التعلم وما هو التعليم ؟ هما وسيلة لاكتساب الخبرات السلوكية لدي الفرد والتي يتم عن طريقهم نمو القدرات العقلية وهي تستغل الدافعية الذاتية للادراك والتعرف علي الاشياء وتكوين وتخزين المعلومات وقيم نتائج السلوك بالذاكرة في اكتساب وتكوين خبرات جديدة وتصنيفها بالذاكرة فيما يتوافق مع قدرات الفرد الشخصية في محاولة للوصول للاستجابة الالية الصحيحة للمثيرات المختلفة في توافق عضلي عصبي مناسب والاشباع المطلوب المتوقع.

الخبرة : هي استجابة سلوكية منظمة ومرتبة ومتزامنة وثابتة ومتكررة لمثير محدد في موقف تفاعلي محدد ومتماثل بين الانسان وحاجاته او الانسان وانسان اخر او الانسان ومفردات البيئة المحيطة به لاحداث تأثير وتأثر متبادل بينهم وهي تتحول الي بيانات ومعلومات وقيم تسجل بالذاكرة وتهدف الي تسريع الاستجابة وتثبيت النتائج والاشباعات المحققة في كل مرة يتكرر فيها هذا الموقف التفاعلي بما يحقق نجاح الفرد في تحقيق توقعاته لهذا التفاعل.
التوقع : هو قيمة الاشباع المتوقع حدوثه كنتيجة لسلوك معين كاستجابة لمثير او دافع, ومن خلالها يتم الاختيار بين الخبرات المكتسبة والمخزنة بالذاكرة ما هو مناسب لتحقيق هذا الاشباع.
الدافعية الذاتية للادراك : هي التوتر والالم الناشئ من تأثير مثير خارجي او دافع داخلي دون وجود الخبرات المناسبة او الكافية للتفاعل معه وخفض التوتر فتتجه الاستجابة الي التعامل العشوائي عن طريق التجربة والخطاء والاستكشاف لتكوين قيم وخبرات اولية سريعة للتعرف علي هذا المثير او الدافع حتي تتمكن من اكتشاف السلوك المناسب للتعامل مع هذا المثير ومن ثم تقوم بتكرار الاستجابة وتأكيد النتائج واكتساب خبرة جديدة لا يشترط صحتها او ايجابيتها .
السلوك : هو كل نشاط ذهني او جسدي يصدر عن الانسان ويتدرج هذا السلوك من البسيط الي المعقد وابسط انواعه هو السلوك الانعكاسي او اللاارادي واعقد انواعه هو السلوك الاجتماعي الذي يحتاج الي تشغيل مراكز العقل العليا من الجهاز العصبي وتوجهه مجموعة من الخبرات المكتسبة .


ومن هذه التعريفات يتضح ان السلوك المتوقع في اي موقف تفاعلي يتحدد ويتوقف علي حجم الخبرات المسجلة بذاكرة الانسان وكذا حجم المعلومات والبيانات المسجلة كقيم للاشياء المحيطة به والتي تم جمعها وتخزينها عن طريق الحواس , والفرق بين الخبرة والمعلومات والبيانات المسجلة , ان الخبرة تمثل سلوك متكامل يربط بين العديد من البيانات والمعلومات ويمكن ممارسته ام المعلومات والبيانات فهي قيم للتعرف علي الاشياء المختلفة ولا تتحول الي خبرة الا بعد التفاعل معها لاحداث تأثتر وتأثر متبادل بينهم فتنتج خبرة جديدة تربط بين تلك البيانات والمعلومات.
وبظهور هذا الفرق بين الخبرة والمعلومات والبيانات تتضح اهمية كل منهما للانسان فتحويل البيئة المحيطة بالانسان الي بيانات ومعلومات محفوظة بالذاكرة تسهل وتوفر عليه الوقت والجهد اللازم لتحديد القيم الصحيحة لمفردات البيئة المحيطة وكذا تحويل المواقف المختلفة الي خبرة سلوكية يوفر الوقت والمجهود العقلي لتحديد القيم الصحيحة لهذا السلوك وكلاهما يمنع التعرض لاكتساب قيم خاطئة وسلوك سلبي يؤدي للفشل في ممارسة المواقف المختلفة.
عند تتبع عملية التعليم-التعلم التي تؤدي الي اكتساب الخبرات السلوكية للانسان وعلي مدار حياته نجد ان عملية التعلم الذاتي هي عملية مستمرة منذ الطفولة وحتي الشيخوخة وبشكل متفق ومتوافق مع القدرات والفروق الفردية ويتم عن طريقها نقل جميع انواع الخبرات الايجابية المفيدة للفرد والمجتمع وكذا السلبية والضارة بالفرد والمجتمع وبطريقة عشوائية صدفية غير موجهة وتختلف من شخص الي اخر, وهنا تظهر وظيفتين رئيسيتين في اي مجتمع وهما التعليم والتي يتم من خلالها مساعدة الفرد علي اكتساب الخبرات الايجابية ومكافحة وتصحيح وتعديل الخبرات السلبية المكتسبة تلقائيا عن طريق عملية التعلم الذاتي والوظيفة الاخري وهي التنشيئة الاجتماعية التي يتم من خلالها مساعدة الفرد في اكتساب الخبرات الايجابية فقط من خلال عملية التعلم الذاتي وممارستها وتقويتها والسيطرة علي سلوك الفرد ومنعه من ممارسة الخبرات السلبية المكتسبة عن طريق عملية التعلم الذاتي وكذا التحكم وضبط المواقف التفاعلية المختلفة التي يمر بها الفرد .
وللتخطيط وممارسة عملية التعليم والتنشيئة الاجتماعية يجب مرعاة الخصائص والصفات والقدرات والفروق الفردية المرتبطة بكل مرحلة عمرية وكذا الادوار الاجتماعية المتوقع ممارستها في كل مرحلة , ويمكن تقسيم عمر الانسان الي مراحل عديدة بطرق مختلفة اهم هذه التقسيمات هي ( الطفولة - الشباب – النضج - الشيخوخة ) حيث تتصف كل مرحلة بمجموعة متماثلة من الخصائص وفق للقدرات والخبرات والدوافع والمعتقدات والنمو العقلي والجسدي والادوار والمواقف المتوقع ممارستها في هذه المرحلة .
فعلي سبيل المثال بجد ان مرحلة الطفولة تتسم بالافتقار الي الخبرات المكتسبة الكافية للتعامل مع كل المواقف التفاعلية التي يتفاعل معها الطفل كما وان قلة المعلومات والبيانات والخبرة تؤدي الي التوتر والدافعية الي الاستكشاف والتجريب وممارسة سلوك سلبي غير موجه قد يكون ضار بالطفل نفسه , مما يستلزم السيطرة التامة علي سلوك وممارسات الطفل والمراقبة والتوجيه المستمر , وفي تلك المرحلة الدافعية للعب هي الغالبة علي السلوك حيث تنحصر اغلب دوافع الطفل الذاتية في مجموعتان الاولي لدفع الالم والثانية للمرح والانبساط والسعادة الناتجة عن النجاح في التعرف والتعامل مع مفردات المجتمع المحيطة به وما يطلق عليه اللعب حيث لا يكون له هدف محدد سوي اختبار واستكشاف العالم من حوله والتعرف عليه والنجاح في استخدام قدراته الشخصية والعقلية في هذا التفاعل , كما تتصف هذه المرحلة بعدم وجود توقع للمستقبل او تخطيط واعداد له لعدم استكمال البناء الجسمي فيكون عقل الطفل وسلوكه متفرغ تماما للعب واكتشاف قدراته الذاتية والتعرف علي العالم من حوله وهذا يستلزم اكساب الطفل خبرة الطاعة التي تساعد في السيطرة وتوجية الطفل الي السلوك الايجابي وتمنعه من ممارسة السلوك السلبي وقد تقترن هذه الطاعة بالثواب والعقاب بغرض حماية الطفل من الضرر .
اذا فمرحلة الطفوله تتسم باهمية السيطرة والتوجيه والمراقبة لسلوك الطفل بهدف منع الضرر واكسابه خبرة الطاعة ومساعدته في اشباع طاقته من اللعب والتعرف علي العالم من حوله وتوجيهه الي قدرات ومعارف جديدة .
ومن ثم ينتقل الطفل الي مرحلة الشباب حيث اكتمل نموه الجسدي والعقلي واكتسب من الخبرات ما يمكنه من التفاعل الامن مع المواقف التفاعلية المختلفة وتكونت لديه دوافع للتأثير في مفردات البيئة من حوله وقيم وتوقعات مستقبلية واهداف تمكنه من السيطرة علي سلوكه وتوجيهه وتزداد الفروق الفردية بين الافراد كلا بحسب قدراته الشخصية وخبراته المكتسبة في مرحلة الطفولة وتتكون لدي الشباب الشخصية وتتوجه دافعيتهم الي اعلي قيم الدوافع المرتبطة بتحقيق رغباتهم وتوقعاتهم المستقبلية , وفي هذه المرحلة تكون الخبرات المرتبطة بالمواقف التفاعلية محدودة واختيارات الشباب محصورة في خبراتهم السابقة وبالرغم من تمكنهم من ممارسة هذا التفاعل الا ان النتائج تكون غير صحيحة وغير صادقة لفقدهم القدرة علي الاختيار بين البدائل السلوكية المختلفة , لذا قد يمارس الفرد في هذه المرحلة سلوك ناجح في التعامل مع موقف ما يحدث الاشباع المطلوب والمتوقع الا انه سلوك سلبي ناتج عن خبرة سلبية من الناحية الاجتماعية كان يحتاج الشاب الي المال فيسرق وينجح في السرقة ويشبع حاجته فيكون مارس سلوك سلبي رغم وجود خبرات ايجابية وسلوكيات ايجابية كان من الممكن ممارستها واحداث نفس درجة الاشباع الا ان قيمة السرقة عند هذا الشاب اما انها كانت عالية جدا او انه لا يمتلك خبرة الحصول علي المال بسلوك ايجابي وفي كلا الاحوال تكون الخبرة المكتسبة لدي الشباب محدودة وغير متكررة بمعني انه لم تتكررممارستها لتأكيد صحتها وثبات نتائجها , كما ان السلوك يكون ناتج عن دوافع عالية وجديدة وقوية لا يجد الفرد الا اختيارات سلوكية محدودة قد تكون سلبية او ضارة , وهنا تتصف هذه المرحلة بعدد من الخصائص وهي زيادة دور التوجيه والارشاد والمساعدة وانخفاض معدل السيطرة علي السلوك وضرورة المراقبة بهدف منع الضرر , وتقييم القدرات والميول الشخصية , وتقديم الخبرات اللازمة لتحقيق توقعات الفرد المستقبلية وممارسة ادواره المتوقعة وفق لهذه القدرات اهمية اكتساب القدرة علي الاختيار والتوقع الصحيح للادوار الاجتماعية التي من المنتظر ان يمارسها في المستقبل والتي ستلازمه في مرحلة النضج كاختيار نوع العمل والتخصص وشريك الحياة ومكان الاقامة حيث ان هذا الاختبار سيترتب علي اكتساب الخبرات المتخصصة والتي من الصعب تغييرها في المستقبل وتتسم هذه المرحلة ايضا بعدم القدرة علي تحميل الشباب مسؤلية كاملة عن الغير الا انه يكون مسؤؤل عن تصرفاته ويحاسب عليها بغرض اعادة التأهيل والاصلاح وليس كعقوبة وانتقام فالشباب لم يمارسوا حياتهم العملية والفعلية بعد ووقوعهم في الاخطاء وارد يستلزم الوقاية والمنع والعقاب التأديبي الذي يتم من خلاله نقل خبرات مضادة للخبرات السلبية التي كانت سبب في الاخطاء والعقوبة وبمجرد اكتساب تلك الخبرات وثباتها ترفع العقوبة .
اما مرحلة النضج يكون فيها الفرد مكتسب لخبرات ايجابية كافية للتعامل والتفاعل المسؤؤل مع المجتمع ويكون مسؤؤل عن جميع استجاباته وسلوكة وتصرفاته ويعاقب عليها للردع واعادة التأهيل ويكون مسؤؤل عن الغير فيحاسب علي تصرفات الابناء والمرؤؤسين ويتحمل تبعات الفشل والنجاح واختياراته وقراراته ويكون سلوكه مسيطر عليه ذاتيا ومراقب اجتماعيا ويكلف بادوار اجتماعية كثيرة ومتعددة وتتكون لدية مبادئ وعقائد وقيم راسخة تحكم سلوكه وتشكل شخصيته وتكون دافعيته اكثر اجتماعيا لاقتناعه بعدم قدرته علي تحقيق النجاحات بمعزلة عن المجتمع وكذا تتحدد ادواره المستقبلية لمدة طويلة وتتركز الخبرات المكتسبة في هذه الفترة بالتخصص الشديد .
ومن ثم ننتقل الي مرحلة الشيخوخة حيث تقل القدرات الشخصية جسدية وعقلية وتقل الادوار الاجتماعية . وتتصف تلك المرحلة بصعوبة نقل الخبرات او تعديل المعتقدات والقيم والمبادئ وكذا امكانية الوقوع في الاخطاء والسلوك السلبي نظرا للنسيان وانطفاء الخبرة وهذه المرحلة تحتاج الي المراقبة المانعة وتقديم المساعدة في ممارسة السلوك بغرض التكيف مع تغيرات الضمور الجسدي المختلفة واكتساب الخبرة في التعامل مع تلك التغيرات.


هذه كانت اهم صفات المراحل العمرية والتي تؤثر في اختيار نوع الخبرة المقدمة وكذا طريقة تقديمها والوسائل الممكن استخدامها للايصال تلك الخبرة .
فالطفل تقدم له خبرات التعرف علي الاشياء والقوانين والقواعد الاساسية للتفاعل الاجتماعي الامن وفي مرحلة الطفولة المتقدمة تقدم له خبرات اساسية لتأهيلة لاستقبال مرحلة الشباب , ومن ثم في مرحلة الشباب تقدم للشاب خبرات استكشافية لتحديد قدراته ورغباته واستعداداته وتثري توقعاته للادوار المستقبلية وتنمي قدرته علي اختيار الدور المناسب له وفق لقدراته ورغباته وتوقع صحيح للدور وتوفر البدائل وكذا تقدم له خبرات ايجابية تساعده علي التعامل الامن مع مواقفه التفاعلية في تلك الفترة وتخرج طاقته الكامنه وتوجهها في الاتجاهات الصحيحة والمرغوبة , وفي مرحلة متوسطة من هذه المرحلة يتم تقديم خبرات تخصصية تتفق وقدرة الافراد الفردية وميولهم تؤهلهم وتعدهم لممارسة الادوار الاجتماعية التي تم اختيارها, وفي مرحلة متأخرة يتم ممارسة تلك الادوار تحت اشراف ومسؤلية وسيطرة خارجية حتي يتم التأكد من قدرة الفرد علي ممارسة تلك الادوار بنجاح , وفي نهاية هذه المرحلة تقدم الخبرات الخاصة والمساعدة لمرحلة النضج وتحمل المسؤلية الكاملة .
واما في مرحلة النضج تنحصر عملية نقل الخبرة عن طريق التعليم في نقل الخبرات التخصصية المرتبطة بتطور الادوار الاجتماعية التي يمارسها الفرد او اعادة تأهيلة لادوار اخري .
وبذلك تكون عملية نقل الخبرة متركزة اساسا في فترة الطفولة والشباب والتي تستلزم سيطرة ورقابة وتوجيه ومساعدة وتقييم قدرات وميول ورغبات وتوفير معلومات كافية عن مفردات البيئة المحيطة وقوانينها وكيفية التفاعل معها يالتأثير فيها والتأثر بها وكذا التوقعات الصحيحة للادوار المختلفة المتفقة مع قدرات الفرد وميوله ورغباته.
كيف تتشكل وتتكون الخبرة ؟


بقلم / اسامه قراعه
يولد الطفل ولا يحمل اي من الخبرات في عقلة وتكون ذاكرته فارغة تماما ومن ثم تبداء اول خبرة تسجل في ذاكرته عندما يقطع الحبل الصري ويشعر باول آلم عند دخول الهواء في جوفه في اول لقاء له مع الحياة فيكون دخول الهواء هو اول مثير للاحساس وادراك الآلم يكون الالم هو اول دافع للصراخ ويكون الصراخ هو اول استجابة عكسية لهذا المثير وتسجل اول خبرة في ذاكرته وهي كيف يتغلب علي الالم ويصبح الالم دافع لممارسة سلوك الصراخ وتسجل اول قيمة لهذه الاستجابة (والتي تختلف من طفل الي اخر بحسب درجة الاشباع الذي احدثته هذه الاستجابة لايقاف الالم من حيث الكيف والوقت) , ومن ثم يهداء الالم ويقف الصراخ ويمر الطفل بحالة من الهدوء حتي يحدث الالم مرة اخري بسبب مثير اخر وهو الجوع علي سبيل المثال وحيث ان الجوع مثير للالم والالم دافع لسلوك الصراخ فتنحصر الاستجابة تلقائيا في الصراخ لتكرار الاحساس بالالم والذي يلقي علي اثر هذه الاستجابة اشباع لهذا الجوع بالرضاعة من ينتهي الالم مرة اخري وتسجل خبرة ثانية وهي كيف يتغلب علي الالم الناتج عن الجوع ويصبح الجوع مثير للالم والالم دافع لسلوك الصراخ وترتفع قيمة الصراخ عند الطفل كاستجابة لمثيرين وهم الالم الجسدي والم الجوع , وهكذا كلما حدث الم للطفل لاي سبب من الاسباب يعبر عنه بالصراخ الذي ترتفع قيمته عند الطفل لانه الوسيلة الوحيدة ذات القيمة التي اكتسب خبرة في التعامل معها وفق لقدراته الجسمية ومرحلة نموه وكذا لانها الخبرة الوحيدة التي تمكن من اكتسابها عن طريق التجريب او المحاكاة بالرغم من ان هذه الاستجابة هي استجابة في الاصل عكسية لا ارادية الا انها تحولت في هذا السن الي قيمة عالية جدا للتعبير عن الالم والحاجة ومن ثم لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتخلي عنها او ان يمارس غير تلك الاستجابة او السلوك لان قدراته لم تكتمل بعد وكذا ادراكة لايحمل الا قيم الالم والصراخ.
وهكذا بمرور الزمن يوم بعد يوم يبداء الطفل تدريجيا في تكوين مجموعة من الخبرات ( مثير- احساس- ادراك- دافع- بحث عن استجابة مناسبة في الخبرة المخزنة بالذاكرة- اختيار الاستجابة تبع لقيمتها الاشباعية في الذاكرة - ممارسة الاستجابة – تسجيل قيم جديدة كنتيجة لممارسة الاستجابة السلوكية – تعديل الخبرة – تعديل القيم –اضافة خبرة – اضافة قيم ) للتعبير عن احتياجاته واستكشاف العالم من حوله وفق لترتيب المثيرات التي يتعرض لها وكذا يكوين روابط وعلاقات مع الاشياء المحيطة به سواء انسان او جماد وتزيد القيم المسجلة للاستجابات المختلفة بالذاكرة بحسب قوتها في الاشباع وتكرارها فنلاحظ ان قيمة الام تزيد بدرجة عالية لارتباطها باشباع حاجات الطفل وتكرار الاستجابة المتعلقة بها والمثيرات المختلفة , فيسجل الطفل قيم ارتباطية تربط بين الام والصراخ وكذا بين الام وايقاف الالم وكذا الام والهدوء الاستقرار النفسي فيتعلم الطفل قيم الاشياء وتسجل بذاكرتة قيم جديدة خاصة بالاشياء وارتباطها باشباع حاجاته المختلفة وكذا تسجل الذاكرة طرق استدعاء تلك الاشياء وطرق مختلفة للتعبير عن الحاجات بخلاف الصراخ وتكون عنف من الصراخ والذي قد يسبب له نوع من التوتر وعدم الارتياح كحركات اليد والضحك وخفض صوت الصراخ.... وما الي ذلك , وبتكرار الاشباع وزوال الالم عند الطفل تسجل قيم جديدة للاستجابات المختلفة , ويتكون عند الطفل اكثر من بديل وطريقة استجابة لنفس المثير فمثلا عند اثارة الم الجوع قد يستجيب الطفل بالبكاء او الصراخ او الانين او مص الاصابع او ميل الراس نحو الام .....الخ وكلها استجابات لمثير واحد ودافع واحد ولكل منها قيمة ودرجة اشباع وزمن اشباع وبالتالي تتعدل قيمة الصراخ بعد ان كانت اعلي قيمة مرتبطة بهذا المثير اذا ما حققت استجابة اصبع اليد علي سبيل المثال نفس درجة الاشباع . فيصبح علي سبيل المثال الصراخ وسيلة لاستدعاء الام ومص اصبع اليد وسيلة لاستدعاء الطعام وتظهر دوافع جديدة بخلاف دافع ايقاف الالم مثل دافع الرغبة في الراحة والامان والضحك والمساعدة والتعرف علي الاشياء .
وهكذا يبداء الطفل في التعامل مع العالم المحيط به ويتحول عقله مع نمو الادراك والحواس والتعلم بالاحتكاك والتجريب والخطاء الي سجل او كشكول يسجل قيم لكل ( مثير – خبرة للتعامل مع المثير – استجابة سلوكية – الاشياء المجردة- ارتباط بين المثيروالدافع والقيم والاستجابة) هنا لم تتكون بعد دوافع حقيقية او دافعية او عقائد او مبادئ او اتجاهات لان كل هذا المصطلحات مرتبطة بالمستقبل واعمال العقل واستكمال نموه وادراكه لقيم ومعني الزمن وهي لم تتولد او تنموا بعد لدي الطفل الا ان الطفل يمتلك دوافع محدودة في تلك المرحلة وهي دوافع انعكاسية تلقائية ولا ارادية مرتبط بوجود العقل نفسه وصحته ونموه الجسدي وهي دوافع انية فردانية ترتبط اساسا بايقاف الالم والتعبير عن الرغبات والحاجات الغريزية المحدودة تبع لزمن نموها واستكشاف واستطلاع ومعرفة وادراك ما حوله ولا وجود لدوافع مرتبطة بالمستقبل او التخطيط المستقبلي حيث ان ادراك الطفل وخبرته وقيمه لا وجود فيها احساس بتأثير الزمن , وهنا يمكن القول ان الدافعية الوحيدة المتواجدة لدي الطفل هي الدافعية للادراك وتنشيط الحواس ولذلك فان الاستجابة السلوكية التلقائية ترتبط بالتجريب والمحاكاة والذي ينمو تدريجيا منذ اليوم الاول لمقابلته بالحياة ويزداد ظهوره تدريجيا يوما بعد يوم .
يبداء الطفل في النمو واستكمال حواسه وادراك وظائفها وكذا نمو القدرات الجسدية والتعرف عليها وادراك وظائفها ولان دافعيته الاعلي هي للادراك وحيث ان هذا النمو التدريجي للاعضاء والعضلات والحواس لا توجد خبرات سابقة تمكن الطفل من استخدامها كاستجابة لهذه المثيرات فيحاول الطفل تجريب استخدام تلك الحواس عن طريق التجربة والخطاء حتي يكون خبرات وقيم واستجابات لكل حواسه واعضائه الجسدية فيما يعرف بالتعلم الذاتي وهذا التعلم الذاتي واكتساب الخبرات الذاتية تختلف من طفل لاخر وفق للظروف المكانية والزمنية والبيئة المحيطة به والمواقف التفاعلية التي يتعرض لها , فيزيد زمن اكتساب الخبرة او يقل وكذا تزيد قيمة الخبرة او تقل وفق لهذه الظروف وتتكون شخصية الطفل بعد استكمال حواسه ونموة الجسدي واكتسابه خبرة الاستخدام والتعامل مع تلك الحواس والاعضاء.
والشخصية هي تعبير عن محصلة السلوك المتوقع من الطفل كاستجابة للمثيرات المختلفة والذي ينتج من الخبرات السابقة والقيم المسجلة والمدركة في عقل الطفل فاذا كانت الخبرات المكتسبة في الفترة العمرية السابقة تتسم بالعنف بمعني اشتراك معظم دوافعه السلوكية باستجابات عنيفة وتكررت تلك الاستجابات فزادت قيمة العنف التأثيرية كاستجابة مشبعة للتغلب علي الالم واشباع الحاجات المختلفة , اتصفت شخصية الطفل في هذه الحالة بالشخصية العنيفة وكانت جميع استجاباته الجديدة متركزة حول العنف كافضل واعلي قيمة لاشباع الحاجات وايقاف الالم , والشخصية ترتبط بالدافعية رغم اختلافها عنها فالشخصية هي محصلة القيم الناتجة من الاستجابة للدوافع المختلفة فتمثل الاستجابة التي ترتبط مع اكبر قدر من الدوافع سمة من السمات الشخصية, اما الدافعية فتمثل قدرة الطفل علي تحمل درجات الالم الناتج من السيطرة علي استجابته لتحقيق رغبة او هدف مستقبلي معين,فعند ادراك الطفل لعامل الزمن والمستقبل والتخطيط له تتكون له اهداف ورغبات تحمل قيم وتمثل دوافع للسلوك والاستجابة وبزيادة الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق تلك الرغبات او الاهداف تطول فترة الاستجابة السلوكية وتتداخل في هذه الفترة مجموعة من الاستجابات الاخري لمجموعة من الدوافع ويكون علي الطفل الاختيار والمفاضلة بين تلك الاستجابات وتحديد الاولاويات ويترتب علي هذا التخلي عن بعض الاستجابات وتحمل الالم الناتج عن عدم اشباع تلك الحاجات , وتتوقف نتيجة هذا الاختيار علي قيمة تلك الدوافع فتكون القيمة العلي ذات دافعية اعلي تمكن الطفل من تحمل الالم الناتج عن اهمال الدوافع الاخري , ولان الدوافع هي مجموعة كبيرة مرتيطة ومتسلسلة حيث تمثل بعض الدوافع مثيرات لدوافع اخري ولكل منها استجابة مختلفة فيكون علي الطفل دتئما الاختيار والمفاضلة بين الاستجابات لحسب قوة وقيمة الاستجابة المحققة لاكبر مجموعة من الدوافع وتحمل الالم الناتج عن عدم اشباع الدوافع المهملة او الغير محققة . فيكون الدافع الاقوي والاكثر الحاح هو الدافعية المتحكمة والمسيطرة علي سلوك الطفل واستجابته والذي يمكنه من التحكم في سلوكه .
بتكرار استخدام الطفل لدافعيته وتحقيق الاشباعات المطلوبة وتحمل الالم الناتج عن الاشباعات الغير محققة يتكون عند الطفل ما يعرف بالاتجاه السلوكي وهو يمثل العادة في الشخصية , فعند ظهور مثير ما وتلح الدوافع المرتبطة بهذا المثير في تحفيز الاستجابات المختلفة تتجه الاستجابة الي اكثر الدفعيات المتكررة والمرتبطة بهذه الدوافع لتحديد الاستجابة المطلوبة والاسرع ومن ثم يتم قياس قيم الاستجابة مع قيم درجة اشباع الالحاح المطلوبة وتقييم الدوافع المرتبطة بتلك الدافعية واختيار الاستجابة المحققة لاكبر قدر من تلك الدوافع واشدها الحاح , وهنا يكون اتجاه الطفل في اتجاه الدافعية الاكثر تكرار وتحقيق لاكبر مجموعة من الدوافع المثارة فاذا وجد غايته استخدمها وان لم يجد يبحث عن دافعية اخري اقل تكرار او اقل قيمة فيزيد زقت الاستجابة فيما يعرف بوقت التفكير وان لم يجد غايته ايضا يزيد وقت التفكير ويذهب الي تكوين استجابات جديدة .
اذا فالشخصية لها اتجاه معين في التفكير والاختيار غالبا ما يتبع الدافعية والتي هي موجه للاستجابة نحو مجموعة من الاستجابات المرتبطة بمجموعة الدوافع الملحة التي ينبغي المفاضلة بينها ومن ثم الاختيار بين هذه الاستجابات وفق للقيم والخبرة المكتسبة والمسجلة من قبل .
وبالنظر الي القيم والدوافع والدافعية والاستجابة فما هي الا بيانات او معلومات مخزنة بالذاكرة وتؤثر في السلوك وبدوام تكرارها وتاكيد صحتها وثباتها تكون العقائد والمبادئ الاساسية لطريقة معالجتها داخل العقل في كل مرة تستدعي فيها وهذا يستلزم الكثير من الوقت والممارسة وتدريب العقل, بالنظر الي تلك البيانات والمعلومات المسجلة بالعقل فهي تنتقل اليه بثلاثة طرق اما مباشرة عن طريق الممارسة والاحتكاك او غير مباشرة عن طريق الحواس المختلفة او الخيال العقلي عن طريق اعادة تشغيل تلك البيانات والمعلومات واعادة تشكيلها وتكوين بيانات جديدة ومعلومات جديدة مترابطة ومنطقية وهو ما يعرف بالابتكار او الموهبة والابداع وهي خاصية او صفة مرتبطة بالتكوين العقلي تختلف من انسان الي اخر وان كانت تعتمد في الاساس علي البيانات المباشرة والغير مباشرة المسجلة في الذاكرة.تلك البيانات والمعلومات تنتقل الي العقل عن طريق عملية او خاصية التعلم وهي عشوائية صدفية وعند التحكم فيها والسيطرة عليها تتحول الي عملية تعليم وتعلم ., فما المقصود بعملية التعليم – التعلم.

ليست هناك تعليقات: