الجمعة، مايو 26، 2006

مناهج التعليم الحديثة و تطوير مناهج التعليم

بقلم اسامه قراعه

هل تعمل مناهجنا التعليمية على بناء شخصية للإنسان العربي بالشكل الذي يتناسب والحاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة في المحيط الذي يعيش فيه؟هل تمكن مناهجنا التعليمية الإنسان العربي من الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية؟إلى أي مدى تتوافق أو تبتعد منهاجنا التعليمية عن المفهوم التقليدي للمنهج؟هل تسهم مناهجنا التعليمية في تعديل ما هو سلبي في ثقافتنا العربية؟هل تسهم هذه المناهج في معالجة السلوكيات السلبية في المجتمع العربي؟ وإذا كانت كذلك فما هي أسباب تلك السلبيات السلوكية والأخلاقية والثقافية؟إذا اعتقدنا بأن مناهجنا التعليمية ضعيفة، فما هي الآليات التي يمكن من خلالها معالجة هذه المشكلة بحيث نرتقي بمناهجنا التعليمية لمستوى الطموح؟هذه الأسئلة هي محاور أولية للنقاش في هذه القضية.. فإذا كان لك رأي في الموضوع فلا تتردد في المشاركة..كانت هذه الاسئلة المطروحة لحوار في قضية في موقع التربية نت هي الدافع الذي دفعني للرد بهذا الموضوع نظرا لكبر الموضوع ووجهات نظري المترامية فيه فارجوا ان يكون رد موضوعي مفيد.........بسم الله الرحمن الرحيمرؤية في بناء ومشاكل المناهج التعليمية الحديثة واسلوب تطويرهابقلم : اسامه قراعهاعتقد ان الاجابة علي كل الاسئلة السابقة من اعقد الامور تحيرا في هذا العصر فنجد الاجابة بالايجاب لها مبرراتها والاجابة بالنفي ايضا لها مبرراتها واطروحات التعديل والتطوير مطلوبة حتي في ظل منهج قوي وصحيح كذا لها مبرراتها ولذلك فمحور البحث الاكثر خطورة في هذه القضية هو المعايير القياسية والاهداف التي يتم من خلالها تقييم المنهج التعليمي والتي هي بطبيعة الحال تختلف من بلد لاخر ومن مجتمع لاخر بل قد تختلف من اسرة لاخري في نفس المجتمع اذا وصل المجتمع لحالة من التفكك الاجتماعي تعارضة فيه اهداف افراده وبعضها البعض .فبرجوع الي اصل البرنامج التعليمي وهدفه في اي مجتمع نجد انه بابسط تعريفاته هو وسيلة من وسائل المجتمع تستخدم لنقل مجموعة من الخبرات السلوكية الفردية والاجتماعية (علمية – فنية – معرفية ) بهدف مساعدة الفرد في اداء ادواره الاجتماعية المتوقعة بكفاءة ونجاح وتحقيق اهداف اجتماعية منشودة ومتوقعة ( الرقي والتقدم والرفاهية والسلام وضمان القدرة علي الاشباع المستمر لحاجات المجتمع الاساسية والمتوقعة )ولتوضيح وتبسيط المفهوم او التعريف السابق وتبسيط التعامل معه يجب ان نتعرف علي المكونات الاساسية لمناهج التعليم ويمكن تقسيمها كالاتي:· مكونات مادية ( وهي كل ما يشمله المنهج من وسائل ونظم واجراءات وتخطيط وتقويم وادارة ووثائق وسجلات ووووالخ) وهي ثابته طبق ووفق لاحدث النظم العلمية المعمول بها في الدول المتقدمة وبتصديق من علمائنا في الادارة والمناهج التعليمية الحديثة ولا اختلاف عليها,,, فلا يفترض ان يكون هناك جدال او بحث في اهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في مناهج التعليم الحديثة واهميتها لتطوير التعليم , كما وان نقص او زيادة هذه المكونات المادية ووفق لاراء ونظريات الادارة الحديثة لا يؤثر في كفاءة واستكمال تحقيق الهدف من العملية التعليمية ( نقل خبرة للطالب ) الا فيما يخص الوقت اللازم لنقل الخبرة وزيادة المجهود المبذول للعناصر البشرية في العملية التعليمية مثال توضيحي ( اذا ذاد عدد الطلبة في الفصل الواحد عن العدد المسموح به او تضاعف لقلة الامكانيات المادية في المجتمع يجب ان تضع الادارة التعليمية في الاعتبار ان الوقت اللازم لنقل الخبرة للطلاب يزيذ وكذلك المجهود المبذول من المعلم والطالب يزيد حتي تتم نقل الخبرة بنفس كفاءة الفصل الذى لم يتجاوز العدد المسموح وهذه النظرية يترتب عليها التزامات كثيرة من قبل الادارة التعليمية كتنظيم اوقات الحصص ومكافاءت المعلمين مقابل المجهود الزائد ووضع برامج متابعة وتقويم خاصة كما سيتضح فيما بعد) , وبالمثل كلما زادت التكاليف والامكانيات انخفض في المقابل الوقت اللازم لنقل الخبرة والمجهود المبذول من العناصر البشرية حتي يصل للحد الادني الافتراضي وتصبح زيادة التكلفة نوع من الاسراف الذي يؤدي خلل بالعملية التعليمية· مكونات بشرية ( الطالب – المعلم – الاداري )وهي ايضا عناصر اساسية في جميع المناهج والمجتمعات وهي الوحيدة القادرة علي الاخلال وتدمير المنهج التعليمي لقدرتها علي ممارسة انواع مختلفة من الانحرافات السلوكية وتميزها باختيارية وذاتية التفكير والسلوك كصفات بشرية وهي تختلف من مجتمع لاخر وفق لمعاييرة الاجتماعية وصفاته السلوكية واساليب تنشيئته الاجتماعية المتبعه . والطالب هو هدف المنهج التعليمي ومنه يمكن تقييم وتقويم المنهج التعليمي وبدونه لا حاجة لمنهج تعليمي وباختلاف الصفات الاجتماعية للمجتمعات والفروق الفردية بين الافراد فهناك طلاب من المتوقع رفضهم للخضوع للعملية التعليمية ولذلك يجب علي البرنامج التعليمى تحفييز وترغيب الطلاب لتلاقي الخبرة المطلوبة لان رفضهم التعليم واكتساب الخبرة تؤدي الي فشل المنهج التعليمي وكذلك المعلم فهو دور اجتماعي رئيسي ولمن يمارس هذا الدور شروط وواجبات وحقوق وكذلك اداري العملية التعليمية وكصفات بشرية متوقعه لا ينحرف الفرد عن السلوك المتوقع له الا في حالة غياب الرقابة وهنا يجب الاشارة الي ان الانحراف ليس متوقع من الطالب وفقط ولكن من كل العناصر البشرية العاملين والمرتبطين بالمنهج التعليمي مهما كانت دقة وصدق التخطيط وممارسة المنهج التعليمي وحداثته وفي الدول المتقدمة يعتبر ولي الامر عضو اساسي مرتبط بالعملية التعليمية ولذلك ومن اجل منع العناصر البشرية من الانحراف الضار بالمنهج التعليمي نجد مناهج التعليم الحديثة تستخدم مكون مادي رقابي ( برنامج التقويم ) قادر علي اكتشاف اي انحراف في العملية التعليمية يعيق تحقيق هدفها ويقوم بدراسته وتحليله ووضع الاجراءات اللازمة لتقويمه في الوقت المناسب بل تتعدي ذلك بدراسة اثارة السلبية التي تركها وتضع الخطط والاجراءات اللازمة للقضاء عليها.· المحتوي التعليمي والخبرة ( الكتاب المدرسي – الخبرات العملية – الخبرات السلوكية – القيم – العقائد – المبادئ )وهذا المكون هو المكون الوحيد القابل للتغيير من مجتمع لاخر وهو الوحيد الذي يعبر عن امال المجتمع وطموحاته وهو الوحيد الذي لا يمكن استيرادة او التقليد من مجتمع اخر لان ذلك يؤدي الي تغيير صفات ومعتقدات المجتمع وظهور ظواهر اجتماعية غير متوقعة تؤدي الي تفكك المجتمع وعدم اتحاده علي اهداف اجتماعية اساسية وفشل افراده في تفاعلاتهم بصفة عامة. .ويقوم كل مجتمع بصياغة علومه وخبراته وقيمه المطلوب نقلها الي افراده عن طريق العملية التعليمية بما يتفق مع حاجاته ورغباته وهذه الصياغة من الخطورة بحيث لا يجب ان يقوم بها الا المتخصصون ولا تستخدم الا بعض عرضها ومراجعتها بواسطة علماء في شتي المجالات وتصحيحها ثم لا تستخدم الا بعد تجريبها علي عينه من الطلاب ودراسة النتائج بواسطة متخصصون في الادارة والتقويم وكذا تكون خاضعة للتعديل حتي يحصل المجتمع غلي محتوي دراسي يرضي عنه الطالب والعالم ورجل الدين وولي امر الطالب ,,,, فلا يصح ان يحتوي مرجع في اللغة الانجليزية مثلا علي مخالفات او اخطاء دينية او تاريخية او يقدم من خلالها تحفيز لانحراف سلوكي عن المتوقع للمجتمع وهذه الاخطاء لا يكتشفها الا المتخصصون ولذلك يجب عرض كل خبرة يتم نقلها الي الطلاب والتصديق عليها من اساتذة في كافة العلوم الاساسية.والمحتوي التعليمي يحتوي علي كل هدف وكل خبرة سواء مباشرة او مصاحبة يتم نقلها للطالب وهناك نوعان من المحتوي التعليمي الاول يستخدم بواسطة الطالب ويحتوي علي توجيهات الاستخدام وارشادات والاهداف من كل درس او خبرة وكيف يقوم الطالب بتقييم نفسة ليعلم هل اكتسب الخبرة من الدرس ام لا ,,, والنوع الثاني يخاطب المعلم ويحتوي علي توجيهات والاهداف والخبرات المطلوب نقلها للطالب وكذا تذكير بالخبرات التي من المفترض ان يكون الطالب اكتسبها في المراحل السابقة وكذا ربط للخبرة بالاستفادة التي تعود علي الطالب في المراحل التالية ( فلا توجد خبرة بدون استفادة عملية او بدون ربط بالخبرات السابقة واللاحقة )واذا اراد اي مجتمع ان ينقل الي افراده جميع العلوم والمعارف الحالية فشل وتحول من المفهوم الحديث للمنهج الي المفهوم القديم للمنهج واذا اختصر العلوم والمعارف الي حد معين لم يستطيع ان يخرج من اميته ولم يلاحق العصر واذا سمح لكل مفكر وعالم بوضع ما يراه مناسب في المحتوي بدون مشاركة او استشارة باقي العلماء اي تم اعداد المحتوي بطريقة فردية ديكتاتورية استبدادية لم يحصل المجتمع الا علي مسخ تعليمي غير مؤهل لهدف معين وغير قادر علي اداء ادواره .,,,, ولذلك لجاء المنهج التعليمي الحديث لمفهوم التعددية العلمية والتخصص بمعني التوسع الغير مسبوق في التاهيل لادوار مختلفة بتخصصات مختلفة وتصميم محتوي تعليمي تقدم الخبرة اللازمة لاداء هذا الدور كاملة ولا يلتفت لباقي الخبرات في المجالات الاخري الغير مرتبطة بهذا الدور او الغير مؤثرة فيه وجعل اكتساب هذه الخبرات التكميلية او الثقافية مسؤلية الفرد نفسه واكتفي بتحفيزه وترغيبه لاكتسابها وتوجيهه للطرق الصحيحة والايجابية لاكتسابها .كما قسم المنهج الحديث الخبرات الي مجموعات مرحلية ( اساسية – تمهيدية – تاهيلية- تخصصية) وفي المرحلة الاساسية تتشابه جميع الخبرات المقدمة وتركز علي العلوم الاساسية ومبادئيها والخبرات العقائدية والاجتماعية وخبرات التعبير عن العواطف والاتصال وخبرات البحث والاستطلاع والاكتشاف والسيطرة علي النفس والسلوك والتأقلم الاجتماعي ومبادئ العلوم الكونية و اكتشاف القدرات ,,,, اما في المرحلة التمهيدية فيتم فيها قياس القدرات والاستعدادات للطلاب والتحفيز والترغيب لعملية اكتساب الخبرة ومساعددة الطلاب علي اختيار الادوار ومجالات الدراسة التخصصية وفق لقدرتهم واستعدادتهم وثقل مهارة الطلاب بنقل مزيد من الخبرات في المجالات المحتمل تفوقهم فيها والمرتبطة بمجال تخصصهم المرغوب فيةاما المرحلة التأهيلية فهي كما سبق الاشارة اليه من قبل تركز فقط علي الخبرات المفيدة من الناحية العمليه والملرتبطة باداء دور او وظيفة محددة تتوافق مع قدرات الطالب واستعداداته المقاسة بواسطة المنهج والطالب وتحفيز الطالب علي اكتساب باقي الخبرات المكملة ذاتيا وتوجيهه اليها ومتابعته.اما المرحلة التخصصية فغالبا ما تكون اختيارية شخصية تقدم من خلالها احدث الخبرات والمعارف المرتبطة بمجال التخصص او الدور او الوظيفة.وبذلك فمكونات المنهج التعليمي هي ( مادية – بشرية – محتوي وخبرات ) الاول ثابت ويتوقف علي امكانيات المجتمع والثاني متغير يحكمه مفهوم الضبط الاجتماعي والسيطرة علي السلوك والرقابة والثالث ثابت يتوقف تنظيمه علي اهداف المجتمع هل هي حقيقية عملية وعلمية ام كاذبة وهو اخطر واهم عنصر في التخطيط والاختيار والتنظيم لان من خلاله يتم تغيير وتعديل الخبرات وبالتالي السلوك ومن خلاله يمكن زرع جميع الخبرات السلوكية الضارة بالمجتمع والغير محسوسة سواء عن تعمد او بغير تعمد ذلك( عن جهل ) والتي من شأنها تغيير صفات وخصائص السلوك لمجتمع باكمله علي المدي البعيد وبحسب قوة الخبرة المكتسبة .عناصر المناهج التعليميهة الحديثةوهي تلك العناصر(المكونات) التي تشترك في تحقيق الهدف التعليمي والتي يتم تنظيمها ودراستها والتخطيط لها وتصميم اسلوب ووسائل ممارستها وادارتها واستخدامها وتقويمها وفق لحاجات المجتمع وخصائصه وامكانياته والتي تظهر في نهاية مرحلة التخطيط علي شكل برنامج يتم من خلالة تحقيق الاهداف التعليمية بنفس المواصفات التي تم التخطيط لها وبشكل مبسط هي مكونات الموقف التعليمي فلا يمكن ان يتم موقف تعليمي بدون تلك العناصر والا اصابه الفشل ونستعرض تلك العناصر سريعا كالاتي1) الاهداففيبداء التخطيط لاعداد منهج تعليمي بمجموعة من الاهداف العامه مثل علي المرحلة الابتدائية ( تعليم القراءة والكتابة – تعليم لغة اضافية-تعليم الحساب - تعليم المبادئ الاخلاقية – اكسابه القدرة علي التعامل مع الاشياء - تعليم القيم الدينية –التعرف علي المكونات المادية في المجتمع وخصائصها ) نلاحظ في هذا المثال ان الاهداف العامة هي تعبير عن حاجة ورغبة المجتمع في تاهيل الطفل او في خلال مدة محددة ليكون قادر علي القراءة والكتابة والتعامل مع البائعين والاصدقاءباستخدام قواعد الحساب والقدرة علي ممارسة بعض الالعاب التي تحتاج الي جمع او ضرب واكسابه القدرة علي الاتصال و التعبير عن الراي والعواطف والتعرف علي المكونات البيئية وكذا ترسيخ العادات والقيم الدينية بحسب رغبة المجتمع ....الخ ,,, وبذلك فالاهداف العامة ما هي الا توصيف لسلوك الطالب المتوقع بعد مدة محددة وكلما كانت الاهداف العامة دقيقة وشاملة لجوانب النمو المختلفة ومطابقة لتوقعات المجتمع وحاجاته المستقبلية كلما حصل المجتمع علي فرد بنفس الخصائص التي اعد لها اما ان كانت الاهداف ناقصة ولا تمثل توقع المجتمع فلا يمكن ان يحقق المنهج التعليمي هدف لم يخطط له وعلي هذا فاذا اهمل المنهج الجانب الديني كهدف من اهدافه العامة لا يمكن ان يتسم الفرد باي صفات دينية الا انه بطبيعة الحال سوف يكتسبها من خارج المنهج التعليمي ( الاسرة ونظام التنشيئة الاجتماعية ) ولكنها تعتبر خبرة مصاحبة او عشوائية غير مخططة لان الفرد الذي نشاء في اسرة او بيئة غير متدينة لن يتمكن من اكتساب هذه الخبرة والفرد الذي نشاء في بيئة فاسدة لن يجد الخبرة المضادة التي تمكنة من مقاومة هذا الفساد (ملحوظة المنهج التعليمي جزء لا يتجزاء من نظام التنشيئة الاجتماعية في المجتمع الا انه في كثير من الاحيان تفشل المجتمعات في تطبيق برامج التنشية الاجتماعية لاسباب مختلفة اغلبها سياسية وادارية واقتصادية وبذلك يقع عبء التنشيئة الاجتماعية الاساسي علي المدرسة او النظام التعليمي بالمجتمع فقط وتعتبر المدرسة هي حائط الصد الاخير للمحافظة علي الهوية الثقافية الاجتماعية ).اذا فاول عنصر من عناصر المنهج التعليمي هو (الاهداف الاجتماعية ) وليست العلمية او المعرفية وهي الوحيدة التي يسأل عنها المنهج التعليمي في حالة فشلة او حدوث اي خلل به وهي ايضا المقياس المعياري الذي يرتكز عليه برنامج التقويم كما سنوضح فيما بعد.والاهداف كما ذكرنا تبداء بالاهداف العامة (الاجتماعية ) ثم تدخل هذه الاهداف الي مرحلة الدراسة والتحليل وتشغيل البيانات بواسطة متخصصون في التربية وعلم النفس ومتخصصون في مختلف الفروع والعلوم لتحويلها الي اهداف فرعية علمية ومعرفية واهداف فرعية علمية ومعرفية صغري واهداف قريبة المدي واهداف بعيدة المدي والتي تترجم فيما بعد وبواسطة علماء متخصصون الي محتوي تعليمي وخبرات باشكالها المختلفة ( كتاب –نشاط – بحوث - تطبيقات ...الخ) فنجد الصورة النهائية لتلك الاهداف هي علي سبيل المثال قطعة قراءة في اللغة الانجليزية تحقق لنا العديد من الاهداف ( خبرة لغة –خبرة تاريخية –خبرة في ضبط النفس –خبرة دينية – خبرة تحفيزية لحب علم الكيميا او الرياضة – التعرف علي مكونات البيئة المحيطة والمجتمع ....الخ) ولهذا يجب ان يقوم بمراجعة قطعة القراءة تلك متخصص في التاريخ ومتخصص في علوم الدين ومتخصص في العلوم الاجتماعية والكيمياء والرياضة ,حتي يضمن المنهج صحة ودقة الخبرة المقدمة وتوافقها مع الحداثة والفئة السنية للطلاب وتنقيحها من الزيادة والنقص الغير مطلوب وهنا ياتي دور التقويم الذي سوف نذكره فيما بعد والذي في وجودة يتمكن من اكتشاف الاخطاء والمخالفات الغير مطابقة للاهداف واعادة عرضها علي المتخصصون وتعديلها .وجدير بالذكر عند التحدث عن الاهداف ان تكون تلك الاهداف موصفة توصيف دقيق وقياسي كلما امكن وله حد ادني من الاداء المتوقع لا يمكن التنازل عنه حتي يمكن تقييم الخبرة المكتسبة والتأكد من كفاءتها وكذ يجب ذكر تلك الاهداف كاملة في كل مرجع او كتاب او محتوي تعليمي حتي يتمكن الطالب والمعلم من تحديد الهدف الرئيسي من الدرس وحتي لا يتم التركيزعلي بعض الاهداف واهمال الاخري فكل درس يحتوي علي اكثر من هدف وفي كثير من الاحيان تتضمن بعض الدروس اهداف سلوكية يغفل عنها المعلم ولا يعد لها نفسه كان يحتوي الدرس علي هدف تحفيز الطلاب لحب مادة الكيمياء كما في المثال السابق وفي نفس الوقت يقف معلم اللغة الانجليزية ويذكر للطلاب ان مادة الكيمياء من اصعب واعقد المواد وانه شخصيا فشل في فهما وبذلك لا يحقق المعلم جميع الاهداف من الدرس ولحل ذلك يجب ان يكون لكل معلم مرجع خاص يحتوي علي جميع الاهداف والخبرات التي يجب ان يتاكد من اكتساب الطلاب لها و( كما يجب تدريب المعلم علي كيفية استنتاج الاهداف والخبرات الغير مرتبطة بمادتة الدراسية فيكون اكثر حزر في التعامل مع الطلاب واكثر فطنة وكياسة ,, وكذا الموجه التعليمي والاداري ).وبهذا التعريف المبسط لاهداف المنهج التعليمي والتي اكتفيت فيها كهدف اساسي توضيح العلاقة بين الاهداف والطالب وبين الاهداف والكتاب والدروس وبين الاهداف والمرجع والمعلم وبين الاهداف وعملية التقويم والتقييم ,,,, وحاولت من خلالها توضيح الاسلوب الصحيح لتسلسل الحكم علي المناهج التعليمية بالفشل او النجاح من خلال مراجعة الاهداف ومطابقتها مع اهداف المجتمع كخطوة مبدئية اساسية لان خلل الاهداف يؤدي لخلل المنهج ككل ,,,, وعلي ذلك تعتبر كل محاولة لاصلاح المنهج التعليمي من خلال باقي العناصر ما هي الا ضياع للوقت والمجهود وزيادة في التكاليف لا حاجة لها .2) المحتوي التعليمي والخبرات التعليمية:والمقصود بالمحتوي التعليمي هو الكتب والوثائق التعليمية والخبرات التعليمية هي جميع الخبرات التي تحتويها تلك المراجع والتي يصعب ترجمتها في شكل مرجع كالخبرات السلوكية والابداعية والاستكشافية والتي يعتمد اكسابها للطلاب علي التوجية والارشاد والمحاكاة والملاحظة والتطبيق مثال ( يصعب اكساب الطالب خبرة الاحساس بتأثير المواد الكيميائية بعضها ببعض وتفهمه من خلال الكتاب المدرسي ولذلك يجب ان يصاحب هذا الكتاب مشاهدة عملية لتلك الخبرة وكذلك مثلا التأثير البركاني لا يمكن اكساب الطالب الخبرة العملية عنه الا بمشاهدته بواسطة مساعدة تعليمية كالفيديو والا كانت خبرة ناقصة تعتمد علي التخيل وتختلف من فرد لاخر ).وكما اوضحنا من قبل فهذا الكم الهائل من الخبرات ما هو الا اهداف تعليمية اجتماعية فلا توجد خبرة بدون هدف واضح وله مقياس معياري ومرتبطة بالاهداف التعليمية العامة وتعمل علي تحقيقها ,,,,,,,,والاشكال الاخطر والغير ظاهر بالمحتوي التعليمي والذي يعد من اخطر نقاط ضعف المنهج هو ان معظم الخبرات التعليمية سواء محتوي او خبرة عملية عند انتقالها للطالب او اكسابها له تصاحبها بعض الخبرات الاخري والتي من المحتمل ان تكون سلبية ومرفوضة اجتماعيا فمثلا عند نقل خبرة عن الانفجار البركاني قد تصاحبها خبرة مصاحبة تقوي غريزة الخوف او القلق وكذلك عند نقل خبرة عن المجال الكهربائي قد يصاحبها خبرة سلبية تقلل من غريزة حب الاستطلاع والاكتشاف اذا حاول الطالب تنفيذ تلك الخبرة بمفردة فاصابته شحنة كهربية جعلته رافض لاي استكشاف في المستقبل وكذا بعض القصص الخيالية قد يصاحبها خبرات سلبية وتجارب فردية وخاصة بالنسبة للاطفال وكذلك الكبار فبعض الخبرات الاجتماعية كالخبرات الجنسية العلمية الايجابية قد يصاحبها تحفيز غريزي وخبرات سلبية اذا لم توجه بصورة صحيحة ........... ولهذا يجب علي المتخصصون عند تصميم تلك الخبرات ان يضعوا في الاعتبار تلك الخبرات المصاحبة السلبية ووضع السبل والطرق والاجراءات اللازمة لمنع تلك الخبرات من الانتقال الي الطلاب وكذلك وسائل السيطرة علي سلوك الطلاب وتوجيههم ولذلك يجب الاشارة لها كارشادات للمعلم في داخل المحتوي التعليمي حتي يتمكن من ملاحظتها ومقاومتها في سلوك الطلاب والسيطرة عليها .وايضا يجب ان تتفق تلك الخبرات العملية والمحتوي مع شروط ومواصفات الاعداد من حيث ملاءمة النص للخبرة والهدف وللمرحلة السنية للطالب ومراعات الفروق الفردية فتقدم المادة العلمية باكثر من طريقة و,,والتدرج في تقديم الخبرة ومواصفات الطباعة والتكلفة ..................الخ من شروط اعداد وتصميم الخبرة والمحتوي.ومن الجدير بالذكر في هذا الموضوع ان اكتساب الطالب لجميع الخبرات المصممة بالمحتوي التعليمي والخبرات التعليمية تؤدي الي اعادة صياغة سلوك الطالب وتشكيله بحسب انواع الخبرات التي اكتسبها فان كانت تلك الخبرات عدائية مرفوضة بالمجتمع اصبح الطالب عدائي مرفوض من المجتمع ( وخاصة في ظل غياب دور الاسرة في التنشيئة الاجتماعية او انعدامه ) وتزداد الخطورة في حالة فصل دور المؤسسة التعليمية عن تطورات المجتمع واحداثه وانحصار دورها في مجال الاعداد العلمي فقط وخاصة في عصر عدم السيطرة الاعلامي والنت وسهولة الاتصال والتأثير والتأثر.... فيصبح الطالب فريسة بين السلوك المكتسب والمتعلم والموجه من المدرسة والسلوك المكتسب العشوائي عن طريق وسائل الاعلام والاحتكاك المباشر بالمجتمع ولا يجد وسيلة او صمام امان يقدم له خبرات ايجابية لمقاومة الخبرات السلبية المرفوضة ............ وفي هذه الحالة اذا استطاعت اي قوة بالتاثير المباشر او الغير مباشر سواء عن قصد او بدون قصد من تعديل او تغيير او افساد تلك المحتوي والخبرات ترتب عليه تغيير وتعديل في سلوك ومواصفات المجتمع ككل مع مرور الوقت (كما ذكرنا سابقا فالتعليم هو حائط الصد وصمام الامان الاخير للمحافظة علي الهوية الاجتماعية الثقافية ) ولهذا السبب ايضا استخدم مصمموا مناهج التعليم برامج التقويم بهدف التأكد بصفة مستمرة من ملائمة المحتوي التعليمى ومطابقته للاهداف الاجتماعية التعليمية وكذا مطابقة تلك الاهداف بالاهداف الحقيقية للمجتمع وتحديثها اول باول.ويجب تصميم المحتوي التعليمى بالشكل الذي يتفق ورغبات المتعلم ويحفزه علي استخدامه فالمحتوي المقدم للاطفال لمحو اميتهم يحتوي علي صور والعاب وحيوانات وبعض القصص الخيالية ويختلف عن المحتوي المقدم لكبار السن لمحو اميتهم والذي يحتوي علي بعض المعارف البسيطة التي تتناسب وسنهم رغم ان الهدف واحد الا ان الخبرات المقدمة تختلف .... وكذلك يجب ان يستغل واضع المنهج رغبات وميول الطالب حسب مرحلته السنية فيقدم لهم الخبرة المطلوب نقلها في صورة تشبع رغباتهم فعلي سبيل المثال اذا اتسمت فترة المراهقة بالميل الي الاغاني العاطفية وكانت الخبرة المطلوب نقلها هي اللغة الاجنبية فمن الممكن بدء الخبرة ببعض الاغاني العاطفية باللغة الاجنبية لتحفيز الطلاب علي استقبال المادة ومثال اخر اذا اتسمت تلك الفترة بحب الرياضة والرحلات وكانت الخبرة المطلوب نقلها في مادة الطبيعة وقانون الجاذبية او قانون قوة رد الفعل فيمكن ربط تلك الخبرة بحركة الكرة او حركة اليد اثناء السباحة وما الي ذلك بحيث تقدم الخبرة بشكل يرتبط بفائدة عملية ترتبط بميول الطالب لتحفيزه.3) طرق التدريس:طرق التدريس او التعليم لها من المراجع المتخصصة ما لا يمكن التعارض معه او توضيحه لانها وصلت الي مستوي تقني مقنن لا يسعنا الا محاولة استيعابه وتفهمه وتطبيقة بواسطة معلمينا ومدارسنا ...الا انني اري ارتباط وثيق بين طريقة التعليم والمعلم او المدرس كمستخدم لها وموجه له الكثير من الاتهامات بشان تعمده الاخلال بالمنهج التعليمي لتحقيق ارباح من ظاهرة الدروس الخصوصية فاردت توضيح حقيقة العلاقة بين طريقة التدريس والمعلم والمنهج التعليمي للوقوف علي النقاط الحقيقية للخلل ... ولذلك ساقدم بعض التعريفات البسيطة لطرق التدريس ثم احاول توضيح علاقة المعلم بها كعنصر بشري قادر علي المخالفة واحداث الخلل.وطرق التدريس هي مجموعة الاجراءات والاتصالات تتم بواسطة المعلم او تحت اشرافه يتم من خلالها نقل الخبرة او الخبرات التعليمية الي الطالب .. وبمعني اخر هي تلك الطريقة التي يستخدمها البرنامج التعليمي لنقل الخبرات المطلوبة الي الطالب شرط ان يتم ادارتها بواسطة المعلم . .. وبمعني اخر هي مجموعة من الاجراءات يستخدمها المعلم لتحقيق الاتصال ونقل الخبرة المطلوبة الي الطالب .ومن هذه التعريفات نتفق ان طريقة التدريس ( التعليم ) ما هي الا اجراءات نقل الخبرة داخل او خارج المدرسة (فالواجب المنزلي ينفذه الطالب خارج المدرسة بتوجيه المعلم ) .. وهذه الطرق وان كانت شبه مقننة ( كالمحاضرة –المناقشة-الاستنباط – الاكتشاف –حل المشاكل – الارشاد – التدريب العملي – التطبيق العملي ......الخ ) الا انها تختلف في اسلوب الاداء حسب مواصفات الطالب وطبيعة المعلم ونوع الخبرات المقدمة فعلي سبيل المثال اذا لاحظنا ادارة المناقشة لمادة التاريخ لدرس ما (س) لطلاب القرية نجدها تختلف في اسلوب الادارة عن نفس المناقشة لطلاب المدينة ذلك بفرض ثبات المعلم ( والسبب هنا ان اختلاف بيئة ومجتمع الطالب وكذا خبراته السابقة تؤثر في اسلوب ادارة طريقة التعليم ) ...... وفي المثال السابق اذا تم تثبيت الفصل الدراسي ( الطلاب ) وتم تغيير المعلم وادارة المناقشة لنفس الدرس سنجد ايضا اختلاف في اسلوب الادارة بين كلاهما ( والسبب هنا هو اختلاف قدرات وطبيعة المعلم نفسة وشخصيته) ... وكذلك اذا تم تثبيت المعلم والطالب واختلفت الخبرة المراد نقلها للطلاب , نلاحظ اختلاف في طريقة ادارة المعلم للمناقسة ( بسبب اختلاف الخبرة ) .... وهكذا نجد ان طريقة التدريس (التعليم) يجب ان تتناسب مع الطالب والفروق الفردية والمعلم وقدراته والخبرات المطلوب نقلها للطالب ونوعها .وتبدأ عملية اختيار طريقة التعليم بالتوازي مع عملية تحديد المحتوي التعليمي فيقوم المتخصصون بوضع وتصميم الدروس وتحديد الهدف من كل درس والخبرات المطلوب نقلها وكذا الطرق المناسبة لنقل تلك الخبرة واسلوب ادارتها .... وبذلك لا يكون علي المعلم عبء او قدرة علي استخدام طريقة لا تتناسب والهدف من الخبرة ولا يترك المعلم لاهوائه وقدراته الشخصية لاختيار الطريقة الي تتناسب معه ويغفل او يهمل الطريقة التي تتناسب مع الطالب ومجموعة الخبرات المقدمة .وهنا نجد ان المعلم ما هو في حقيقة الامر الا مؤدي او ممارس لاجراءات وطرق محددة لنقل الخبرات التعليمية ( كلما ارتفع مستوي تأهيله وتدريبه لممارسة هذا الاداء كلما حقق النجاح بكفأءة عالية ) لا يملك الا استخدام قدراته ومواهبه وتدريباته علي ممارسة هذا الدور الاجتماعي.وهنا ننتقل الي مفهوم اخر وهو تأهيل المعلم لممارسة دور اجتماعي ,,,ويجب ان نطرح سؤال مهم هل من الممكن ان يقوم اي فرد لديه كم معرفي او معلوماتي في مجال معين بممارسة التدريس ؟؟؟ هل يمكن تأهيل اي فرد لديه كم معرفي او معلوماتي او متخصص في مادة معينه لممارسة التدريس ؟؟؟ ما هي شروط تأهيل الفرد لدور معين ؟؟؟؟ .بالاجابة علي هذه الاسئلة بترتيب عكسي نجد انه ,, لتأهيل فرد لممارسة اي دور اجتماعي وخاصة دور المعلم ( اهم الادوار الاجتماعية ) يجب ان تتوفر فية القدرة والاستعداد والرغبة ,, وفي هذا الدور تمثل القدرة تلك الكم المعرفي والعلمي والخبرات المكتسبة السابقة في مجال التخصص وكذلك القدرة الصحية والقدرة السلوكية ,, ويمثل الاستعداد التوقع المسبق من الفرد بطبيعة الدور الذي يؤهل له ومتطلباته ومشاكلة ومميزاتة وكذلك الاستعداد العقلي والنفسي والصحي لتقبل اكتساب الخبرات الخاصة المرتبطة بالدور , ,, وتمثل الرغبة ميول الفرد ودافعيته الذاتية التي تدفعه لاكتساب الخبرة وممارسة الدور لاشباع سعادته ورغباته الذاتية... وفي حالة ما اذا غاب شرط من هذه الشروط وقام المجتمع بتأهيل هذا فرد تكون النتيجة المتوقعة فشل الفرد في الممارسة او تنفيذ ممارسة كاذبة للدور او اكتساب خبرات عشوائية مرتبطة بالدور تؤدي الي انحراف سلوك المعلم عما هو متوقع له.وبالطبع تكون الاجابة علي السؤال الثاني من هذا المفهوم انه يمكن تأهيل اي فرد لدية كم من المعرفي او متخصص في المادة العلمية لممارسة التدريس طالما توفرت فيه شروط التأهيل ( القدرة – الاستعداد – الرغبة ) ,,, وللاجابة علي السؤال الاول لا يمكن ان يمارس اي فرد التدريس من خلال المنهج التعليمي بدون تأهيل للدور .اذا علاقة المعلم بالمنهج التعليمي يمكن النظر اليها علي انها دور اجتماعي ,,, وهذا الدور لا يتم من خلال المنهج التعليمي بل يتم من خلال نظام وبرنامج التنشيئة الاجتماعية بالمجتمع ,,, لان المجتمع هو الذي قام بتأهيل جميع العناصر البشرية العاملة في المنهج التعليمي ,, وسواء تم تأهيلهم (المعلمين – الاداريين) وفق لمفهوم مناهج التعليم الحديثة او لا الا انهم مفروضين علي المنهج من قبل المجتمع !!!!!!سؤال ما هو دور مناهج التعليم الحديثة بالنسبة لدور المعلم ؟؟ لم يترك المنهج تلك القضية دون ان يتدخل لتقويمها ,, ويتم ذلك من خلال برنامج التقويم الذي يتمكن من ملاحظة ومتابعة اداء المعلمين وقياس مستواهم علي اساس كفاءة تحقيقهم للاهداف والمقاسة لهم قياسا علي مستوي طلابهم ومستوي قدرتهم علي الاستفادة من الخبرات التعليمية المكتسبة وقدرتهم علي استخدامها بشكل عملي ... وفي حالة اكتشاف قصور في مستوي اداء المعلم يقوم برنامج التقويم بتحويله الي بعض البرامج التأهيلية لقياس قدراته واستعداداته ورغباته وعلاج اوجه القصور فيها بواسطة برامج رفع القدرة والاستعداد وبرامج التحفيز والترغيب ثم يتم اعادته لممارسة تجريبية للعمل التعليمي تحت المراقبة والمتابعة حتي يتم التأكد من ارتفاع مستوي الاداء .. وفي حالات عدم القدرة علي رفع الكفاءة يتم منعه من ممارسة العمل التعليمي وتحويلة للتأهيل لاي ادوار اخري مناسبة..........اذا حلقة الوصل المفقودة في بعض المجتمعات قد تكون في بعض الاحيان المعلم ودوره الاجتماعي الذي لم يوصف توصيف دقيق فافتقد للتأهيل الكافي ....ولا يمكن القول بان المعلم ما هو الا الة تنفيذ للموقف التعليمي باستخدام طرق التدريس المختلفة المفروضة علية .... لان طريقة التدريس ما هي الا اجراءات اما القدرة علي الاتصال بالطالب وجذب الانتباه والتحفيز والترغيب لا ستقبال الخبرة لا يتم الا بواسطة المعلم نفسة ويتوقف هذا الاتصال علي شخصية المعلم وقدرته علي استشعار حالة الطالب المزاجية وميوله وقدرته الابتكار واستخراج التشبيهات المناسبة والقريبة من العقل ومعرفته التامه بخبرات الطالب السابقة والقدرة علي ربط وفصل المعلومات والخبرات والقدرة علي تقديم الخبرة تدريجيا بشكل مرتب وواضح والقدرة علي تحقيق الهدف باقل مجهود مبذول من الطالب وله القدرة علي تقييم الموقف التعليمي وقياس معدل انتقال الخبرة خلاله وبذلك يكون قادر علي الاعادة والتبديل واستخدام اكثر من طريقة لتحقيق الهدف ..الخ وفي المنهج الحديث يعتبركل معلم انهي الموقف التعليمي دون تحقيق الهدف ( انتقال الخبرة المطلوبة للطالب ) ودون ان يتخذ الاجراءات المناسبة لاعادة المحاولة لنقل تلك الخبرة وتحليل اسباب ذلك الفشل وتحديد الطريقة المناسبة لنقل تلك الخبرة ( معلم فاشل ) تحتاج الي اعادة تأهيل .وبذلك نجد ان مناهج التعليم الحديثة تعاملت مع المعلم كعنصر بشري فمنعته من الاتحراف في نفس الوقت التي اعتمدت عليه بشكل اساسي في تحقيق اهدافها .. فلم يعد هناك ذلك المعلم الذي لا يعلم الا طريقة المحاضرة حتي الدروس العملية يحولها الي محاضرة في المعمل او الذي لا يعلم كيف يدير مناقشة او الذي لا يعلم الهدف من الطرق الاستكشافية ومخاطرها ..... واصبح المعلم هو من تم تأهيله لاستخدام كل طرق التدريس وحسب الحاجة لها .والجدير بالذكر والاشارة هنا ان الموقف التعليمي وتقييمة لا يقف عند حدود المعلم وفقط فهناك من البرامج الرقابية والاشرافية والمتابعة وبرامج التقويم ما لها القدرة علي اكتشاف فشل المواقف التعليمية ( الحصة الدراسية ) فور حدوثها ,,,, فاذا فرضنا ضعف مدرس الرياضة في احدي المدارس ترتب عليه فشل الموقف التعليمي في احدي الفصول مرة واثنان وثلاثة ,,,, مما دفع الطلاب لاخذ دروس خصوصية فهل هذا بسبب المعلم !!!!! بالطبع لا فالسبب الاساسي هنا هو خلل في ادارة المدرسة او خلل في نظام التقويم او خلل في المنهج التعليمي ككل ادي الي فشل تلك المواقف التعليمية ,,,,وكذلك اذا فشلت جميع المواقف التعليمية او انخفض معدل ادائها بالنسبة لصف دراسي ما وانتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية فالسبب في ذلك هو وجود خلل في المنهج التعليمي او احدي عناصرة .واخيرا لم يغفل المنهج التعليمي عن دور الطالب في الموقف التعليمي فاتجه الي تحفيز الطالب للبحث والاستكشاف والتجربة والتطبيق كاساس للعملية التعليمية واصبح دور المعلم الاساسي هو توضيح المفاهيم والخبرات الجديدة والتوجية والارشاد ومتابعة البحث فيها بواسطة الطلاب وتجميع الاستنتاجات الطلابية وتلخيصها وتقرير القوانين العلمية التي توصل اليها الطلاب بانفسهم فاصبح الطالب مشارك في الموقف التعليمي ولم يعد مستقبل فقط لما يقوله المعلم وبذلك قل مجهود المعلم في الموقف وزادة ايجابية الطالب واصبحت الخبرة المكتسبة اكثر قوة وتأثير ... وبذلك قل استخدام تلك الطرق التي تعتمد علي المعلم كمرسل والطالب كمستقبل ولا تعطي للطالب الفرصة للمشاركة الايجابية في الموقف التعليمي.4) الوسائل والمساعدات التعليمية :وهي جميع الاجهزة والادوات والالات التي يستخدمها المعلم والطالب لتحقيق الهدف من الموقف التعليمي ومنها ( السبورة – الطباشير- الة العرض – الكمبيوتر- المعامل – المقلدات والماكيتات للعدد والالات – اللوحات الايضاحية – الملاعب – اجهزة عرض الفيديو- ...... الخ) وغالبا يتم اعداد تلك الوسائل او المساعدات التعليمية بواسطة المعلم ويستخدمها بنفسه او بواسطة الطلبة وتحت اشرافه ,, وطبق لطريقة التدريس ونوع الخبرة والهدف من الموقف التعليمي .والجدير بالذكر ان اكتساب الخبرة قد يتم في صورة تعليم ذاتي ,, بمعني ان يقوم الطالب بنفسه بقراءة المرجع او مشاهدة عرض فيديو تعليمي لخبرة معينة فيكتسب تلك الخبرة بدون الاحتياج للمعلم ,,, الا انه لا يستطيع ممارسة التعليم الذاتي بدون مساعدة او وسيلة تعليمية ,,, ولذلك اشار بعض العلماء المعلم نفسه تعتبر من المساعدات التعليمية .الا انه يمكن الاستغناء عنه في حالة التعليم الذاتي .ولذلك فالوسائل التعليمية في مناهج التعليم لها مهمة اساسية وهامة في عملية نقل الخبرة , وكلما احسن المعلم والطالب استخدامها وفرت الكثير من الوقت والمجهود اللازم لنقل الخبرة وزادت من قوة تاثير وثبات الخبرة . ... وكذلك هناك العديد من الخبرات لا يمكن اكتسابها لاسباب كثيرة الا عن طريق الوسائل التعليمية كتلك الخبرات التاريخية الموثقة عن طريق الافلام والتعرف علي الخلية الحية بواسطة الميكرسكوب والتعرف علي الظواهر الطبيعية بدون فواصل زمنية او الظواهر الخطرة والكوارث كالزلازل والبراكين كل تلك الخبرات تلعب فيها الوسائل التعليمية الدور الاساسي لنقل الخبرة وكذلك اللوحات علي سبيل المثال توفر كثير من الوقت والجهد لكل من المعلم والطالب فليس كل معلم له موهبة الرسم وكذلك فوقت الطالب المستقطع في انتظار انتهاء المدرس من رسم الجهاز الهضمي مثلا يمكن توفيرة ما اذا كانت تلك اللوحة جهزة للعرض .وبالاضافة لذلك فالوسائل التعليمية تعطي للموقف التعليمي نوعا من التشويق اذا احسن استخدامها ..... وعلي العكس من ذلك فالافراط في استخدامها يصيب الطلاب بالملل وقد يصرفهم عن الهدف الاساسي من استخدام المساعدة .... ولذلك يجب علي المعلم تفهم طبيعة الخبرة المقدمة والهدف منها واختيار الوسيلة المناسبة التي تحقق له الهدف في اقصر وقت واقل مجهود للطالب وباعلي كفاءة ممكنة .... وحتي يتمكن المعلم من ذلك تجب ان يتعلم جميع انواع الوسائل المتاحة والاسلوب الامثل لاستخدامها والوقت الوناسب لظهورها واستخدامها وكيفية التنقل من وسيلة لاخري وكيفية جذب انتباه الطلاب وتوجيهه للهدف من الدرس وليس للوسيلة .وهناك من المراجع التي تتناول موضوع الوسائل التعليمية واستخدامها الكثير لتوضيح مفهومها والتوسع في البحث فيها .... الا انني هنا اريد الاشارة الي اهمية ان يضع برنامج التقويم او المراقبة او المتابعة الوسائل التعليمية نصب اعينه ,,, وليس المقصود بذلك التواجد الكاذب للوسائل التعليمية بالفصول وعلي سبيل المثال للتواجد الكاذب .كثير من المدارس تري فيها معامل للكمبيوتر كبيرة وحديثة وكذلك قسم خاص بالكمبيوتر ومن المفترض تعلم الطلاب هذه الخبرة خلال مرحلة ما الا انك عند سؤال او تقييم الطلاب لمبادئ تلك الخبرة تكتشف ان تلك الوسائل لم تستخدم لتحقيق الهدف منها من قبل وان تواجدها ما هو الا كمظهر حضاري فقط ,,,,, او تجد معمل للكيمياء بدون مواد كيميائية تمكن المعلم من استخدامه ويلجاء البعض لوضع بعض المواد الكيميائية التي ليس لهاعلاقة بالمقرر الدراسي فقط للخداع وعدم الاقتناع ان استخدام تلك الوسائل في بعض الحالات اهم من المعلم نفسه.......... وكذلك تلك الظاهرة التي يكلف فيها الاطفال بصناعة او عمل وسائل تعليمية ايضاحية لا تتفق مع قدرتهم السنية فمثلا طفل له من العمر سبعة سنوات كيف يخطر ببال معلم ان هذا الطفل قادر علي عمل تلك الوسيلة وان كان الهدف هو تعويض نقص في الامكانيات المادية بالفصل فهذه قضية اخري اما ان يقترن الفعل بالافتخار بان هذا الطفل صنع تلك الوسيلة بنفسة ويقيم في درجاته عليها فهذا هو التواجد الكاذب للوسيلة ........ ولهذا يجب ان يتصف البرنامج الرقابي والمتابعة والتقويم بالقدرة علي التحليل والاستكشاف في ضوء الوعي الكامل باهمية الوسيلة التعليمية.5) التقويم والتقييم والاختباراتاهتمت علوم الادارة الحديثة بمفهوم التقويم وبرامجه حتي اعتبرته جزء لا يتجزاء من التخطيط لاي عمل او مشروع يبداء معه ولا ينتهي الا بنهاية المشروع .والتقويم هو جميع الطرق والاجراءات والوسائل التي يتم بواسطتها الحكم المستمرعلي مستوي النمو والتقدم والنجاح في تحقيق الاهداف العامة والتعرف علي جميع نقاط القوة والضعف اثناء ادارة وتنفيذ المشروع واكتشاف المشاكل والمعوقات والقيام بعمل التغذية المرتدة بالمعلومات لبرنامج التخطيط لتحليلها وحلها ووضع الاجراءات اللازمة لتلافيها وتحقيق الاهداف العامة وفق للمقاييس المعيارية للاهداف والحد الادني والاعلي المسموح به من المجهود والوقت والتكلفة .ونظرا لان مناهج التعليم الحديثة هي صورة من التطور في علم الادارة فنجد انه بمجرد وضع الاهداف التعليمية وبدء التخطيط لبناء المنهج يتم انشاء قسم التقويم او برنامج التقويم والذي يتابع ويراقب ويقيم الاداء اثناء مرحلة التخطيط ويقوم بتعديل المقاييس المعيارية له وبناء هيكله وبرامجه الفرعية وفق لنتائج التخطيط وينتقل خطوه بخطوه مع بناء المنهج من الاهداف الي المحتوي الي الطرق الي الوسائل الي الهيكل الاداري الي شروط الدور الي مواصفات الطلاب الي مواصفات المعلم الي مواصفات المباني والامكانيات المادية الي الاختصاصات والمسؤليات الي الحقوق والواجبات ,,,,, ثم يضع لكل عنصر الحد الادني والحد الاقصي المسموح به للاداء ...ثم يضع الخطة الزمنية واسلوب التقييم والمراقبة والمتابعة .... ثم ينظم هيكله الاداري والتنظيمي واسلوب تداول المعلومات والتسجيل ............ وبمجرد بداء ادارة العملية التعليمية يمارس برنامج التقويم دوره في جمع البيانات وتحليلها ومقارنتها مع الاهداف ( وعلي سبيل المثال اشتكي الطلاب من مرجع مادة الرياضة في اليوم الاول للدراسة وعدم وضوحه ... يقوم برنامج التقويم مباشرة بتاكيد المعلومات ومطابقتها علي الاهداف وشروط اعداد المحتوي التعليمي وفي حالة المخالفة يقوم بنقل المرجع للمرحلة الاولي من التخطيط لاعادة ضبط المحتوي والمرجع والا يسمح برنامج التقويم باستخدام تلك المرجع الا بعد تعديله ومطابقته للاهداف ..... كما يقوم برنامج التقويم بمراجعة اجراءات اعداد هذا المرجع المعيب للتعرف واكتشاف سبب ظهور هذا العيب رغم التخطيط والمراقبة الجيدة حتي يتلافي تلك الاخطاء في المستقبل ( فلا يسمح باستخدام هذا البرنامج بتكرار الاخطاء) ......... ويقوم البرنامج بمحاسبة المسؤلين عن اعداد هذا المرجع وفق للقواعد المعدة مسبقا والثابتة ) وهكذا يستمر برنامج التقويم في اكتشاف المعوقات واصلاحها اول باول ويستخدم لهذا العمل العديد من الوسائل منها ( الطلاب – المدرسين – الموجهين – مديري المدارس – اولياء الامور- الزيارات المفاجئة للمواقف التعليمية – الاختبارات – استقصاء الراي – المقابلات الشخصية – الندوات- اللقاءات – صندوق الشكاوي - ..............الخ ) وهكذا نجد ان برنامج التقويم يستخدم كل الامكانيات المتاحة لجمع وتحليل المعلومات ومقارنتها بالمتوقع والاهداف وطبق للمعايير المتوقعة.ونلاحظ هنا ان الاختبارات هي وسيلة من وسائل التقويم وهي في اغلب المناهج الوسيلة الاولي للتقويم ولكنها ليست الوحيدة وهي الاولي لارتباطها بالطالب والاهداف العامة والفرعية للمنهج فبقياس مستوي اكتساب الطالب للخبرات المطلوبة يمكن اصدار الحكم علي المنهج بالنجاح او الفشل وقياس معدل النجاح الا ان الاختبارات وحدها لا تمكن من اكتشاف نقاط القوة والضعف واسبابها .ولاهمية الاختبارات في قياس كفاءة اداء المنهج يجب تصميم تلك الاختبارات باسلوب علمي مقنن حتي تعطي نتائج حقيقية ,, بمعني اخر هناك العديد من النماذج الاختبارية يستخدم كل اختبار فيها لقياس مستوي اكتساب نوع معين من اهداف الخبرة فلقياس التحصيل يستخدم نموذج معين ولقياس الفهم يستخدم نموذج اخر ولقياس القدرة علي التطبيق يستخدم نموذج اخر ولقياس القدرة علي اصدار الاحكام يستخدم نوع اخر ......... وكذلك وبطبيعة الحال فكل مادة دراسية تحتوي علي مجموعة من الخبرات المختلفة وايضا مجموعة من الموضوعات والدروس المختلفة فاذا اردنا قياس درجة اكتساب الطلاب لتلك الخبرات في هذه المادة يجب ان يتنوع النموذج الاختباري بحسب نوع هذه الخبرات وتنوع الموضوعات بحيث يشمل اكبرقدر ممكن من الخبرات المقاسة بطريقة صحيحة بصرف النظر عن رغبة المعلم او الطالب او اولياء الامور .......... ولذلك كان وضع الامتحانات او الاختبارات مهمة اساسية لبرنامج التقويم ولا يقوم بهذا العمل الا متخصصون في وضع الاختبارات وقياس المهارات .و لا يعتمد برنامج التقويم علي اختبارات نهاية السنة الدراسية بل هناك قياس مستوي مرحلي وشهري ومفاجئ حتي لا يفاجأ البرنامج بفشل المنهج في نهاية السنة الدراسية ويلجاء الي الحلول العشوائية التي لا يكون ضحاياها الا الطلاب والمجتمع.وباعتناق مفهوم التقويم لصالح الاهداف العامة ولصالح الطالب الذي وضعت الاهداف من اجله يتم معالجة جميع المشاكل والمعوقات التي قد تصادف ادارة العملية التعليمية حتي ولو خلافات الطلاب في المدارس او اصغر من ذلك .وهكذا وفي ظل تطوبر البرامج التعليمية واستخدام برامج التقويم تقوم المنهج التعليمي بتطوير نفسه وتصحيح مساره وتعديل اهدافه وتلافي عيوبه اول باول وكل سنة دراسية تختلف كما وكيفا عن السنة السابقة الي الاحسن بشكل فعلي ايجابي وليس مظهري خداع .وبعد ان تعرفنا علي مكونات المناهج التعليميه وعناصره واستعرضنا بصورة مبسطة تخيلية طريقة بناء المنهج التعليمي وكذلك وجهنا نظر القارئ الي ان المعلم والطالب ماهم الا ادوار اجتماعية يجب التأهيل لها لتحقيق النجاح في ممارسة هذا الدور وعلاقة هذا الدور الاجتماعي بالقدرة والاستعداد الرغبة ...........تاتي دور الرد علي الاسئلة المتعلقة بدور المناهج التعليمية في الوطن العربي والمنشورة في موقع التربية نت حيث كان السوال الاول هوهل تعمل مناهجنا التعليمية على بناء شخصية للإنسان العربي بالشكل الذي يتناسب ‏والحاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة في المحيط الذي يعيش فيه؟هل تعمل مناهجنا التعليمية على بناء شخصية للإنسان العربي بالشكل الذي يتناسب ‏والحاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة في المحيط الذي يعيش فيه؟والاجابة كما اوضحنا من قبل فالمناهج التعليمية ما هي الا برنامج لا يستطيع علي تنفيذ الا الاهداف التي صمم من اجلها فهل اهداف المناهج التعليمية في الوطن العربي تعبر عن الاهداف الحقيقية للمجتمع وحاجاته !!!!!!!!!!!لا شك ان هناك مجهودات كبيرة لتطوير واصلاح المناهج التعليمية وخاص في قطر والبحرين والسعودية الا ان هناك ظواهر اجتماعية تشير الي وجود خلل في تلك المناهج او عدم اكتمال عملية الاصلاح بعد الا انها تبشر بالتوجه الجاد العلمي للاصلاح وهي اول خطوات بناء منهج تعليمي حديث وكثير من الدول الاخري من الواضح انتشار الظواهر الاجتماعية السلبية التي تشير الي خلل المنهج الاجتماعي اساسا وعدم مطابقة الاهداف الاجتماعية للاهداف الفردية فليس من المنتظر ان تتطابق اهداف المنهج التعليمي مع اهداف المجتمع وحاجاته بخلاف غياب دور الاسرة في التنشية الاجتماعية لاسباب عديدة فكيف واين يتم بناء الشخصية القادرة علي التطور والتقدم!!!هل تمكن مناهجنا التعليمية الإنسان العربي من الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية؟لا!!!!!!إلى أي مدى تتوافق أو تبتعد منهاجنا التعليمية عن المفهوم التقليدي للمنهج؟ ‏من وجهة نظري الشخصية انه لو اعتنق اي مجتمع منهج تعليمي ثابت يعبر عن اهدافه وحاجاته لتمكن من تحقيق هذا الهدف سواء كان هذا المنهج تقليدي او حديث ... ولو تمسكنا بالمفهوم التقليدي للمنهج ورغم المجهود الهائل المحمل علي عاتق الطالب من خلاله الا ان النتيجة كانت تضاعف اعداد العلماء لا محال .............والمشكلة هنا اننا تخلينا عن لمفهوم التقليدي دون ان ندرك المفهوم الحديث او نتفهمه او نضع خطة لهذا النتقال !!! ان مناهجنا وللاسف الشديد حتي الان لم تحقق الحداثة لعدم صدق الاهداف ومطابقتها لاحتياحات المجتمع وافتقادها لهذا المفهوم السحري لبرامج التقويم الهادفة رغم كل هذه الامكانيات والتكاليف والمحاولات التي لم تكتمل بعد .هل تسهم مناهجنا التعليمية في تعديل ما هو سلبي في ثقافتنا العربية؟هل تسهم هذه المناهج في معالجة السلوكيات السلبية في المجتمع العربي؟ وإذا كانت ‏كذلك فما هي أسباب تلك السلبيات السلوكية والأخلاقية والثقافية؟‏الاجابة ايضا لا .,, لاننا الي الان لم نعترف بسلبيات ثقافتنا المستحدثة ولا نعترف بالظواهر الاجتماعية السلبية ولا نخطط لعلاجها فقط نضع القوانين للحد منها !!!! وهذا ان دل انما يدل علي عدم اعترافنا وتفهمنا لقدرة المناهج التعليمية ووظيفتها في تعديل السلوك وخاصة في غياب او تضاؤل دور الاسرة في التنشيئة الاجتماعية التي اوضحناه من قبل ,,,,,,,,, فاليراجع اي معارض لهذا الراي جميع المناهج لاي دولة ويستعرض الاهداف والخبرات المقدمة والانشطة التي يتابعها ويقيمها ويقومها برنامج التقويم ان وجد فلو وجدت خبرة موجهة لتعديل سلوك او تعديل اتجاهات ثقافية اجتماعية( هوية ثقافية ) فان وجد هذه الخبرة الموجهه فليتأكد انها سلبية !!!! (لان كثير من الدول تدخل الغرب في مناهجها ليعدل ثقافتهم العربية الايجابية) فان وجد هذا الخبرة تكون تلك الدولة الاقرب لمفهوم مناهج التعليم الحديثة وانا لا ادعي انني دارس او علي علم بجميع محاولات تطوير المناهج في الدول ولكنه راي قياسي علي خلل المناهج الاجتماعية في العديد من الدول العربية وانتشار الظواهر السلوكية المرفوضة وعدم قدرة الانظمة علي التصدي لها وعلاجها ولاقتناعي بان الخلل الاجتماعي لا يصاحبه الا خلل في مناهج التعليم وخاصة في بدء تكوينها.إذا اعتقدنا بأن مناهجنا التعليمية ضعيفة، فما هي الآليات التي يمكن من خلالها معالجة ‏هذه المشكلة بحيث نرتقي بمناهجنا التعليمية لمستوى الطموح؟1. اعادة تحديد الاهداف التعليمية طبق لحاجات المجتمع واهدافه في جميع الاتجاهات السلوكية2. اعادة دور الاسرة في التنسيئة الاجتماعية ووضع القوانين والضوابط الملزمة للاباء والامهات بممارسة هذا الدور بنجاح3. انشاء او اعادة تفعيل دور برنامج التقويم بمفهومه العلمي بدون مؤثرات خارجية من الطلاب او المعلمين او اولياء الامور وزيادة حجم انفاقه وصلاحياته لاكسابه القدرة علي تعديل المسار مع الوضع في الاعتبار اهمية تفهم العاملين به لهذا الدور4. الاهتمام بتأهيل المعلمين من الناحية التربوية واعادة تخصيص مهامهم بحيث يستوعب كل منهم الدور الذي يمارسه كاملا ولا يركز علي مفهومه المعلوماتي التخصصي فقط .5. وضع القوانين الضابطة والمسيطرة علي سلوك الطلاب سواء داخل المدرسة او خارج المدرسة بالتعاون مع اولياء الامور لصالح الطلاب وتوجيهها لمحاربة جميع الظواهر الاجتماعية المرفوضة بالمجتمع .6. تفعيل دور المشرفين والاخصائيين الاجتماعيين بالمدارس ليتعدي تدخلهم لصالح تعديل سلوك الطلاب داخل المدرسة وخارجها .7. التنوع في استخدام طرق ووسائل التعليم بما يتناسب مع الخبرات المطلوبة والموجه من مشرفين المقررات الدراسية والمتخصصين بعد التأكد من قدرة المدرسين علي استخدام تلك الطرق والوسائل8. تفعيل المراقبة والمتابعة الهادفة لاداء المدرسين واستبعاد الغير كفء منهم اذا فشل في اعادة التأهيل.9. اعادة النظرفي الفترة الحالية ( التجريبية الانتقالية) في الكم المعرفي او المقررات الدراسية واستبعاد ما هو من الثقافة العامة ويكتفي لاكساب الطالب تلك الخبرات المعرفية بتوجيهه للبحث وتحصيل تلك الثقافة كنشاط اضافي بحثي ولكن لا يقيم ضمن الخبرات الريئسية المقررة بهدف تخليص المنهج وتنقيحه من المعارف الزائدة ...... وكذلك دمج الخبرات المعرفية بعضها ببعض فعلي سبيل المثال يمكن استغلال حصة اللغة الانجليزية مثلا لتقديم خبرة تاريخية وتقليل مقرر التاريخ او خبرة في مادة الطبيعة وتقليل مقرر الطبيعة وكذلك اللغة العربية في مادة المطالعة يمكن دمجها باي مادة اخري لتقليل حجم هذا المقرر وبذلك يسهل تطبيق المنهج دون خلل في حجم الخبرة المطلوبة ونقلل المجهود للطالب والمعلم ونترك متسع من الوقت لعلاج وتعديل السلوك وكذا المناورة وتقوية الخبرات التعليمية وممارسة الانشطة المحفزة لدافعية الطالب للتعليم .10. نزع الخوف من الطالب فيما يخص الرسوب والنجاح وتوجيهه لما يتناسب مع قدراته واستعداداته الفردية ورغباته ولتنفيذ ذلك يجب الاخذ بنظام التقييم الشامل طوال العام الدراسي والساعات الدراسية في المراحل التعليمية الاولي .11. وضع نظام فردي لتقييم وقياس القدرة والاستعداد والرغبة للطلاب بهدف مساعدتهم وتوجيههم لما يتناسب مع تلك القدرات ( وعلي سبيل المثال يجب القضاء علي ظاهرة توجيه الطالب لاحتراف او ممارسة مهنة وفق لمجموعة في الثانوية العامة والكلية التي التحق بها وفق لقرار مكتب التنسيق ....... وفي كثير من الاحيان تجد طالب يلتحق بكلية ما ويؤهل نفسه لممارسة هذا العمل رغبة منه لتقليد زميل له او اخيه دون ان يكون له اي معلومات مسبقة او توقع لهذا الدور او العمل وتكون النتيجة في معظم الاحيان الفشل لان هذا العمل لم يشبع رغباته واهدافه ولم يتفق وقدراته ) وهنا تجب توفير المعلومات الكافية للطلاب حتي يتمكن كل منهم من توقع الادوار المترتبة علي الدراسة بكلية ما ويجب ان يكون هذا التوقع حقيقي وصادق يعبر عن الدور بعيوبه ومميزاته وشروطه.12. تعويد الطلاب علي الاستخدام الصحيح المنظم للادوات والاعتماد علي النفس والقدرة علي اتخاذ القرار الصحيح المتفق واهدافه الفردية دون اخلال او مخالفة الاهداف الاجتماعية وكذلك زرع الصفات السامية مثل الصدق والامانة والشجاعة والتعاون وانكار الذات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ........ الخ مع توقع مخالفة الطلاب لهذه الصفات بصفة عامه فلا يتم زجرهم ولكن يتم التعامل معهم من منطلق الحب والكياسة والفطنة13. ترسيخ قاعدة ان الطالب هو مادة تحت التشكيل وهو انسان بشري معرض للصواب والخطاء ويحتاج في جميع الاوقات الي اعادة التوجية والارشاد حتي المتميز منهم فهو عرضة للغرور ومطلوب من المعلم محاربة وتقويم هذه الصفة سواء كان معلم تاريخ او عربي او مشرف او حتي طاهي بالمدرسة فطالما عضو في المنهج التعليمي يجب علية التعاون في تحقيق اهدافه14. البعد عن تفضيل الاهداف المادية عن الاهداف التعليمية بصفة قاطعة فلا يجوز ان يترك طالب منحرف او فاشل بين طلاب ملتزمين دون ردع او عقاب فقط لانه قادر علي دفع المصاريف الدراسية في مدرسة خاصة او لانه قريب لعضو هيئة تدريس بنفس المدرسة في المدارس العامة لان ذلك له من التأثير السلبي علي باقي الطلاب كما انه يدل علي عدم الاهتمام بالاهداف التعليمية فيثير الشك في قدرة المدرسة علي التمسك بباقي الاهداف.15. اطلاق الحرية للافكار الابداعية والتخيلية لتعديل وتطوير المناهج التعليمية ودراسة تلك الافكار واختيار المناسب منها والمطابق لاهداف المنهج واجراء تنفيذ تجريبي له للوقوف علي فاعلياته من الناحية العملية .16. البعد التام هن استيراد اي مناهج تعليمية وخاصة فيما يخص المحتوي التعليمي والخبرات يجب ان يتم تصميمها من داخل المجتمع وان سمح بالاقتباس طالما وافقت رؤية المتخصصون في مجال الخبرة.وهناك العديد من الخطوات والافكار والمبادرات التي تهدف لاصلاح مناهج التعليم وتحويلها من مناهج معيبة او تقليدية الي مناهج حديثة متطورة ........والمشكلة الاساسية هي اقتناع المسؤلين بان المحافظة علي الهوية الثقافية للمجتمع وصفاته الخاصة وتحقيق اماله وطموحاته واللحاق بركب التقدم لا يتم الا من خلال تبني منهج تعليمي وطني حديث والاصرار علي الالتزام به وتطويره

الاثنين، مايو 15، 2006

المنهج الاجتماعي الاسلامي هو افضل المناهج الاجتماعية


May 15
افضل المناهج الاجتماعية هو المنهج الاسلامي
بقلم اسامه قراعه
• 7/5/2006 - افضل المناهج الاجتماعية هو المنهج الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الهادي الامين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام وعلي اله واصحابه اجمعين وبعد .
ان امور الدنيا وارتقاء حياة الفرد والمجتمع هي الشغل الشاغل للجنس البشري ككل لاصلاح واعمار الارض وهذا متفق عليه بين الافراد والمجتمعات جميعا ولا خلاف فيه الا انها اختلفت في العقيدة والمنهج المتبع لهذا الاصلاح فمنهم من اهتدي للمنهج الحق لتصريف امور الدنيا ومنهم من ضل واتبع منهج فاسد ويسعي في الارض فسادا ويظن انه من المصلحين . واكرمنا الله عز وجل بالمنهج الاسلامي وفيه تفصيل كل شيء في الدنيا والدين ومن اتبعه واستقام عليه وافقت استجاباته واستخداماته لنعم الله في الارض لما قدر الله لها وكتب يوم خلق السماوات والارض ولم يعارض سنة الله في خلقه, ارتقي وحصل علي اكبر واقصي درجة من الاستمتاع والفائدة من نعم الله ولم يظلم منها شيء وكان من المصلحين وكان من الفائزين في الحياة الاخرة . ومنهج الاسلام هو القران الكريم وفيه كل ما يخص الفرد والمجتمع لارشاده وهدايته وتوجيهه للاخذ باسباب النجاح والفوز في جميع امور الدنيا والدين ومن اخذ منه لاصلاح الدنيا كسب الدنيا ولم يظلم منها شيء ومن اخذ منه لاصلاح الاخرة فاز بالاخرة ولم يظلم منها شيء ومن اتبع المنهج ككل واستقام عليه كسب الدنيا والاخرة باذن الله ومن عارض المنهج في امور الدنيا خسر الدنيا والدين وكان من المفسدين . فالقران الكريم منهج الحق للحياة الدنيا للناس اجمعين لتتوافق حركاتهم واستجاباتهم مع مطلب اعمار الارض والاصلاح لتجود عليهم الدنيا بنعم الله , وهو منهج الحق للحياة الاخرة للناس اجمعين لتتوافق حركاتهم واستجاباتهم مع مطلب رضا الله والفوز بالجنة وللفرد او الانسان حرية الاختيار اما ان يوافق حركاته واستجاباته لمطالب الحق سبحانه وتعالي واما ان يخالف او يعارض فيكون من الخاسرين ويكون عدو الله وعدو المؤمنين لاتباعه سبيل الشيطان الرجيم.
وكمسلم من العامة لي حقوقي وواجباتي في نور منهج اجتماعي اسلامي لن تصل لمعشار عدله عقول امم من قبل او من بعد ولو اجتمعت . فعجبت كثيرا لحال المسلمين وما وصل اليه حال الامة من كل هذا العداء من شعوبا كانت تحقد علي الامة لعدلها وتوافق استجاباتها لمطالب اعمار الارض والمجتمع وتمتع الافراد فيها بحقوق حرموا هم منها في ظل مناهجهم الوضعية الانسانية والمقصود بالشعوب هنا ليست الحكومات ولا السلطات ولكن مقصود بهم افراد الشعب المحكومون والمسيطر عليهم والعامة منهم وهم لا تقل نسبتهم عن 97-99% من تعداد اي مجتمع او اقل بقليل في اقصي الدول والشعوب الاستبدادية والدكتاتورية , وكذلك اقصي الشعوب المتحررة كانوا يتعجبون من هذا المنهج الربانى رغم معارضتهم له وعدم اعترافهم به والذي وحد الشعوب وقواها وانزل الرحمة في قلب الغني واعطي الفقير برحمة وحب ونصر الضعيف علي القوى,, واحتفظ للقوى بحقه علي الضعيف وفضله علي الضعيف اذا احسن استخدام قوته,,هذا المنهج الذى فض النزاعات وحول الكراهية الي محبة في القلوب بكلمة الحق هذا المنهج الذى تمكن في عصر من الزمان ان ينتصر علي اشد قوى الظلم ظلما وينشر قوة العدل والحق في شعوب احبت المنهج من سيرته واحاديث واخلاق قومه فاستنصروهم وساعدوهم ولحقوا بركابهم طوعا دون حد السيف كما يصور البعض ,, هذا المنهج الذى رغم اعزازه وحبه لاصحابه لم يرهب ولم يسلب حقوق المناهج الاخري في البقاء والتمتع بالحياة ومظاهرها كاملة غير منقوصة وسبحان الله الذي له الحكم من قبل ومن بعد احتفظ لنفسه بحق الحساب علي العبادات والطاعات ولم يفوض عبدا من عبادة للقصاص من المخالفين ولا الكافرين ولا الضالين في مخالفة شرع الله والا لقضي علي البشر اجمعين الا قليل . وشرع لعباده القصاص لانفسهم لامور دنياهم بالمثل ووعد من يتحلي منهم بالعفو والرحمة بالفوز العظيم ليكون العدل والحق والرحمة وحسن الخلق والتعامل منهج المؤمنين واساس تكوين امة الحبيب سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام,, وسبحان الله الحكيم العليم لم يفرق في عطائه بين خلقه اجمعين ولم يظلم منهم شيء كل بما اجتهد وكسب وفي كل مظاهر عطائه الكريم فجعل الدنيا دول بين خلقة كل حسب عمله واجتهاده ووعد المؤمنين بالفوز بالدار الاخرة والكافرين لهم جهنم وبئس المصير ووعد الله حق ولا يطلع علي قلوب عباده الا هو , وجعل الايمان محله القلب فسبحانه وحده لاشريك له يعلم المؤمن من العاصي من الكافر ويعلم الظاهر والباطن ولا يعلم الغيب الا الله ,, وحكم وامر سبحانة ان نتعامل في الدنيا وفق لظواهر الامور وفي حدود ظاهر الامر وليس الدافع او الباطن من الامر او المتوقع من الامر واوضح لنا في كتابه حدود واحكام التعامل وشروط اثبات الظاهر من الامر ليستحق تطبيق الحد والحكم واوضح سبحانه الحكم الحق من يكلف بتطبيق الحكم والحد ولم يترك سبحانه امرا من امور الدنيا الا وفصله تفصيلا ولو اراد تفصيلا ادق او اراد تعميم التكليف والتطبيق او تغيير او تعديل احكامه ومنهجه لنفذت مشيئته ونص عليها في كتابه الكريم ولكن سبحانه عالم الغيب ترك ماهو للاجتهاد في امور الدنيا وخص به اولو العلم وامر عباده باتباعهم لعلمه السابق بتغيروتقلب سنن الحياة وتطورها وامر سبحانه عباده بالطاعة لاولي الامر,, وامر اولي الامر باتباع اوامر الله وتطبيق منهجه واوامره وسوأل ومشورة اولي العلم ,,والمشورة لتدبر امور العباد لاحقاق الحق واقامة العدل والزام العباد باحترام الحقوق والواجبات في حدود ما شرع الله به والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والسيطرة علي سلوك العباد لتوجيهها لما شرع الله لها .منهج اجتماعي متكامل يهدف لصالح الفرد الذى به وبمجموعه يرقي ويصلح المجتمع ويكون حافزا ومطلب شعوب الارض العاقلين جميعا ان تنضم اليه ,, ولكن سبحان الله الذى له تدبير شئون خلقه وهو احكم الحاكمين مع وجود هذا المنهج العظيم الكامل المتكامل الكافي لازدهار وسعادة اي مجتمع في الحياة الدنيا في اي عصر وباي دين الا ان حال اهله واتباعه المسلمين اصبح في صفوف المتقهقرين ولله الحكم من قبل ومن بعد وهو مدبر الامر ومسبب الاسباب لا يعلم تدبيره الاهو وحده لاشريك له ويجعل من بعد ضعف قوة ان شاء وعد عباده الصالحين بالنصر ووعد بحفظ دينه ولو كره الكافرون وسبحانه القادر انما امره ان يشاء ان يقول كن فيكون .
ولا اختلاف ولاعجب في صدق وحقيقة المنهج الاسلامى ولا شك في انتماء جميع العاقلين الراشدين المسلمين للمنهج الاسلامي وتمسكهم به وعدم قدرتهم علي الاصرار علي مخالفته او التشكيك في احكامه واهدافه او الاستكبار والاعتراض علي تطبيقه او الاعلان عن المعصية استكبارا علي الله لانهم يعلمون بفحش هذه الافعال وانها ان اصروا عليها كانوا كافرين وحتي ان لم يظهروا التوبة وفروا بقوتهم من الحدود وعقاب العباد في الدنيا فهم في داخلهم يرتعدون من عقاب الله في الدنيا والاخرة الا ان كانوا من المستكبرين عفانا الله واياكم ان نكن منهم . ولا شك ايضا ان هناك الكثير والكثير من الخطائين والعاصيين والمجاهرين والغير راشدين والمرضي العقليين والنفسيين والمتبعون لهوى النفس والشهوات والطامعين والحاقدين في الامة الاسلامية كاي شعوب اخرى وكصفات بشرية بين خير وشر . ولكنهم توابين نظرا لضعف نفوسهم وهذه الصفات وجدت وستظل حتى يامر الله ويفصل بين عباده,, ولم تؤثر هذه الصفات علي تقدم الامة الاسلامية ولا اي شعب او مجتمع اخر فيما يخص النمو والازدهار والتقدم والعطاء الرباني طالما كانت محدودة التاثير بمعني انها مستترة ولا تؤثر علي حقوق وواجبات وسلوك باقي الافراد وطالما استطاع اولي الامر السيطرة عليها او عزلها عن المجتمع لانها وبطبيعة الحال تنقرض ويقل تأثيرها السلبي علي المجتمع وتعتبر شاذةعن صفات المجتمع السلوكية كوحدة وحالات فردية ,,ووضح المنهج الاسلامى تفصيل دقيق لكيفية علاجها واصلاحها لاستكمال تمتعها بحقوقها وواجباتها بالمجتمع او عزلها .
واوضح المنهج ان امر المخالفين في يد ولي الامر فقط هو المسؤؤل عن العقاب والسيطرة علي سلوك الافراد وتوجيهها وفرض للعامة التوجيه والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للاصلاح بالتي هي احسن بهدف المحافظة علي الفرد المسلم واصلاحه ليتمتع بحقوقه وواجباته ولا يعزل عن المجتمع وحتي يكون رادع لغيره من المخالفين للمحافظة علي المجتمع ككل وليس بهدف فرض العقوبة وتعذيب الفرد في حد ذاته لان الله قادر في ذاته علي ان يعذب ويرحم من يشاء ولا يحتاج لمعاونة البشر ولن يضروه شيء وانما منهجه هو مساعدة منه وتفضل علي عباده للتمتع بالحياة الدنيا دون ان يطغي بعضهم علي بعض ودون ان ينقص من حقهم شيء وحتي تتمكن كل امة من ادارة شئونها بما لا يتعارض مع منهج الله وحكمة في خلق الارض والزمان والمكان والاحداث وفي ظل منهج عادل وحق يوفر عليهم جهد الاجتهاد وظلم هوى النفس وليكون حجة عليهم او لهم يوم الحساب .ولذلك فالقران الكريم يحتوي علي المنهج الاجتماعي الوحيد الذي وضع بالحق لصالح كل فرد علي حدي في المجتمع ليساعده علي التمتع الكامل الغير منقوص بالحياة الدنيا وبما لا يضرة ولا يرهقه وكذا يبني تطور و نمو وازدهار المجتمع علي تمتع الفرد بهذا الحق في ضوء التعاون وعموم الخير بالحق وبالعدل وبركة رضا الله وتوفيقه للمجتمع المتبع لمنهجه . فاذا استقام الفرد علي المنهج ووجه استجاباته للمؤثرات الدنياوية في الاتجاه الصحيح لما كتب الله لها استمتع بحلاوة الاستجابة في الدنيا وكسب عشرة حسنات ولا خير الا ما كتب الله لعباده , وان لم يستقم وخالفت استجاباته للمؤثرات الدنياوية لما كتب الله لها لم يحصل الا اقل مما كتب له من فوائد الاستجابة لانه لن يتخطى قدرة الله وكتبت لة سيئة علي مخالفة منهج الله فتضاعفت له الخسارة وزاد ميزان السيئات . وكذلك المجتمعات فكلما استقامت علي المنهج كلما استفاد بعضها من بعض ووجهة استجاباتها كوحدة للمثيرات الدنياوية لما كتب الله لها فصلحت احوالها وتمتعت بما كتب الله لها من خير ولم تظلم منه شيء اما وان لم تستقم علي منهج الله خالفت استجابتها للمثيرات الدنياوية ولم تحصل الا اقل مما كتب الله لها من فوائد الاستجابة لانها وباى حال لن يتخطي منهجها وقدرتها فوائد منهج الله وقدرته وما كتب لها.
وهنا يكون العجب في حال الامة الاسلامية وما وصلت الية من ضعف نتيجة لعدم الاستقامة او الانحراف عن الاستقامة علي المنهج الاسلامى ومخالفة استجابتها السلوكية للمثيرات الدنياوية لما كتب الله لها فلم تحرز الا الضعف علي نفسها وعلي شعوب العالم اجمع في جميع المجالات بدلا من ان تكون كما ارشدها الله في مقدمة الشعوب واسعدها ونركز علي كلمة اسعدها لان غاية الانسان الدنيوى هي السعادة الدنياوية في جميع المجالات وغاية الاخروية هي السعادة في الدار الاخرة والسعادة علي العموم هي ناتج التمتع المشروع في الدنيا والاخرة وفق لشرع الله سبحانه وتعالي ولاعيب في ان تكون الغاية هي التمتع بنعم الله وحمده عليها. والسؤال هنا يجب ان يكون ما ذا جعل الامة الاسلامية في الصفوف المتاخرة رغم وجود هذا المنهج وارشاد الله لها لطريق التقدم والرقي ؟وما سبب هذا الضعف هل هو الفرد ام ولي الامر ام علماء الدين ؟ ولان السؤال عن امة وليس فرد ومكونات المجتمع الاسلامي الاساسية هي الفرد في ذاته والعلماء كمرجع للمنهج وتفسيره وولي الامر القادر علي السيطرة علي تطبيق المنهج كما امره الله عز وجل,, ولان صحة الثلاثة مكونات مع صحة تطبيق المنهج لا تؤدي باي حال من الاحوال الي هذا الضعف الا اذا انحرف احدهم عن المنهج فخرج بالمجتمع عن استقامتة وباستمرار الخروج يتسع البعد عن الحق ويزداد الضعف ان لم يلجاء المجتمع لاصلاح استقامته .لذا وجب البحث في المكونات الثلاثة للمجتمع الاسلامي.
وهنا يجب الاشارة الي ضرورة البحث في حدود كيفية تطبيق المنهج وعيوبها فيما يتعلق بمكونات المجتمع وليس البحث في المنهج واستخلاص الاحكام والتدابير اللازمة والاجتهاد في اصلاح المجتمع علي اساس توفيق المنهج لاحتياجات المجتمع وتفصيله علي المكونات لان هذا ولاشك يؤدى الي تغيير اهداف المنهج التي هي ضبط حركة الافراد وفق لشرع الله لتتوافق مع المثيرات الدنيوية وليس ضبط المثيرات وفق لحركة الافراد ورغباتهم لان الاول ثابت بقدرة الله ولم يحكم الله له بحرية العقل والاختيار واما الثاني وهو الفرد ميزه الله بحرية الحركة والعقل والاختيار وكذلك المنهج ثابت لايتغيير ولايتبدل وواضح في اساس تطبيقه وهدفه ولا ينحرف قيد انملة عن الطريق المستقيم الا بفعل الفرد فيما يخص الفرد والجماعة ,,ولا ينتج عنه اختلاف ولا تضاد في الفهم والتفسير وفق للزمان او المكان الا اذا اسيء تطبيقه وفق للزمان والمكان فوجد مجال للاجتهاد واتباع هوى النفس ادى الي الانحراف والبعد عن المنهج والضلال .
والحمد لله رب العالمين فالقران الكريم فيه مناهج لكل العالمين فلو ان مجتمع اتبع المنهج القرانى فيما يخص المعاملات علي سبيل المثال لارتقى بصرف النظر عن عدم اتباع منهج العبادات ولو اضاف اتباع منهج التنشيئة لارتقى اكثر ولو اتبع منهج الضبط الاجتماعي لارتقي اكثر واكثر ولو اتبع المنهج الاسلامي ككل بدون ان يتبع منهج العبادات (اي كان كافرا )لارتقي وكان من اقوى واسعد المجتمعات في الحياة الدنيا الا اذا قورن بمن يتبع المنهج الحق ككل لانه كسب الدنيا والاخرة اما الاول فلم يكسب الا الدنيا ومتاعها ولكن الله لايظلمه فيها ابدا طالما اتبع منهجه واتخذ سبل النجاح ووافق استجابته لمثيرات الدنيا كما فرض الله وكما كتب وقدر من قبل في اسباب النجاح وسواء عن قصد وتعقل ام عن دون قصد.
والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل هنا هل هذا الكافر ظلم او لم يحقق النجاح اذا ما اتبع منهج الرحمن فيما يخص الدنيا واخذ باسباب النجاح والاجابة المنطقية لا لم يظلم شيء وهل كان لفساد عقيدته تاثير علي بلوغ النجاح والاهداف والاجابة المنطقية ايضا لا لم يظلم شيء .
وعلى هذا وبالمقارنة بين المجتمع المسلم والمجتمع الكافر فان اسباب ضعف الامة او المجتمع الاسلامي في العصر الحديث ليس بسبب اختلاف الفهم العقائدى او الاختلافات الفقهية وان كان لها من التاثير السلبي علي كل فرد مسلم الا ان السبب المباشر يرجع في الاصل الي خلل في تطبيق المنهج الاسلامي لبناء المجتمع في احدى مكونات المجتمع سواء الفرد او ولي الامر او اولي العلم او خلل مشترك بين الجميع .
ولما كثرت المذاهب والتوجهات والاراء وتعارضت الاهداف الدعوية و الاصلاحية مع الاهداف والرغبات الفردية والاجتماعية وزاد التفكك بين الامة الاسلامية وتحولت الي دول ومجتمعات وتكتلات واحزاب اجتماعية وزاد الانقسام والانانية والصراع علي السلطة والمسؤلية وظن كل منهم انه الاحق والاصلح لقيادة المجتمع للاصلاح والارتقاء به وفق لمنهج الله وسنة نبيه وانصرف العلماء واولي العلم عن القيادة وطبقت مناهج وضعية وتمسك اولي الامر بالدساتير الرومية واستخدموا مشورة اولي العلم للاغراض الشخصية وزادت المؤامرات والخدع السياسية ..... وانصرفت العامة لتحقيق رغباتهم واهدافهم الشخصية وضاعت الروابط الاجتماعية ومقومات المجتمع الاساسية واحتار العقل بين ظاهر الامر وباطنه ,, وكان الناتج ضعف وفشل المجتمعات وتوقف سعيها للارتقاء بالحياة البشرية وانتظروا فرج الرحمن علي الامة الاسلامية واستسلموا لفردانيتهم واحوالهم الشخصية ورغباتهم الذاتية ... لذا فكرت في عرض راي الشخصي كفرد من عامة المسلمين لتوضيح كيف انظر الي المجتمع وكيف استجيب له وكيف انتمى الية وكيف اتجاوب واتعاون مع مكوناتة ورايئ في فصل السياسة عن الدين,, ولعلها تؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ القرارات لمن له القرار او عند الدراسة لمن يقوم بالبحث او اصيب الهدف واوفق في توجيه الافراد لامورا قد تغيب عنهم فيما يخص الحياة الدنيا ومباشرة الاصلاح الاجتماعي وتلزم للارتقاء بالمجتمع ,, او يتجنبني الصواب فاتشرف بدفع اولي العلم للتصحيح والتوضيح والارشاد والتوجيه لي ولمن في مثل حالي حتي نتجنب الشطط والانحراف بالافكار عن الطريق المستقيم .
مكونات المجتمع الاساسية
عناصر المجتمع الاساسية ( مكوناته
بقلم : اسامه قراعه.
اولا : الفرد :
والفرد هو العنصر الاساسي في المجتمع وهو يمثل المصدر الوحيد لاهداف المجتمع ويحمل كل الصفات السلوكية للمجتمع وخبراته ويستمد منه المجتمع القوى اللازمة والمنظمه لحركتة والمتمثلة في القادة والعلماء واليد العاملة . وبمعني اخر فان مجموع افراد المجتمع تمثل اليد العاملة والطاقة اللازمة لاداء جميع الوظائف والمهام اللازمة للحياة بمختلف اشكالها,, ولتنظيم وادارة هذه الطاقة واليد العاملة او الافراد اثناء ادائهم الوظائف والمهام المختلفة يجب استخراج مجموعة منهم وهم اولي الامر لها القدرة علي القيام بتنظيم وادارة حركة الافراد وفق لمنهج عادل يلتزم جميع اعضاء الفريق او المجتمع به لتحقيق مصالحهم واهدافهم ويحميهم من انفسهم ومن بعضهم البعض اثناء تفاعلهم وسعيهم لتحقيق فردانيتهم ,, وكذلك وطبقا للقدرات الفردية للافراد يبرز منهم العلماء واولي العلم ويكونون المصدر الوحيد للفكر والتشريع والمرجعية العلمية اللازمة للارشاد للطريق الصحيح والمستقيم المحقق لافضل النتائج علي المستوي الفردي والجماعي اثناء المواقف التفاعلية في جميع المجالات .ويعتبر كل خارج عن الالتزام باوامر اولي الامر مخالف للمجتمع ككل ويستحق اما اعادة التاهيل وضبط السلوك واما العزل عن المجتمع ,, ولا يعتبر كل معارض لاوامر اولي الامر مخالف للمجتمع طالما لم يخالف اوامر اولي الامر وعلي المجتمع دراسة اعتراضه واعادة الاتفاق علي المنهج طبقا لنتائج الدراسة والتي يختص بها العلماء واولي العلم دون غيرهم من اولي الامر وعلي الفرد الطاعة للجماعة وسحب الاعتراض طالما رضي باولي العلم حكم او اجتمع راى الجماعة علي الامر وله حق الاختيار بين ضبط السلوك او العزل ,, وليس للفرد حق في اجبار او فرض الراي علي المجتمع ايا كانت الوسائل المستخدمة لهذا الفرض او الاجبار والا اعتبر عدو للجماعة لخداعهم ,,وليس للمجتمع الحق في السيطرة او منع او حجب اراء الافراد باي وسيلة كانت طالما لم يصاحب الراي مخالفة للمنهج الاجتماعي اولم يجتمع راي الجماعة علي حجب الراي ,, وللفرد حق التمتع بجميع الحقوق والمزايا الفردية والاجتماعية وفي ظل حماية وتشجيع المجتمع نفسه طالما لم تتعارض مع حقوق الغير الفردية والاجتماعية ولم تخالف اوامر اولي الامر والمنهج ,, وللمجتمع اجبار الافراد علي الالتزام بواجباتهم الاجتماعية وممارسة الضبط السلوكى والعزل علي الممتنع والمخالف .لا يمكن للفرد تحقيق جميع اهدافه الفرديه داخل اي مجتمع دون مشاركة ومساعدة من افراد المجتمع فيما يسمى بالتفاعل الاجتماعي من خلال المواقف التفاعلية اليومية وينتج عن هذا التفاعل حقوق وواجبات للفرد وبتعارض الحقوق والواجبات بين الافراد ينتج الصراعات يفصل بينها اولي الامر بالعدل ولا يجوز اغتصاب او تاخير او انقاص ايا من الحقوق لكلاهما وفي حالة الاضطرار يجب ان يتساوي كلا الطرفين في الضرر.لا يعتبر الفرد عضوا فعال بالجماعة او المجتمع الا اذا تم تاهيله وتنشيئة لاكتساب جميع خبرات الجماعة ولا يحق للجماعة محاسبته كفرد فاعل ونشط وتقابل جميع مخالفاته باعادة التاهيل والضبط ولا يحق للجماعة عزله ( كالجاهل والطفل والغير راشد ) ويحاسب المسؤل عن تاهيلة وفي حالة عدم خضوعة لمسؤلية احد افراد الجماعة في التاهيل يتولي ولي الامر بتاهيله بالطرق المناسبة وبما لا يحرمه من التمتع بحقوقه كعضو بالجماعة ,, كما يجب تمييز الاعضاء الغير فاعلة او الجدد عن باقي افراد المجتمع والزام جميع الاعضاء الناشطين بمساعدتهم وتقديم الخبرات الاجتماعية لهم ومنع الغير من استغلال عدم استكمال عضويتهم لتحقيق منافع او اهداف شخصية وكذا منعهم من ايقاع الضرر بانفسهم او للغير .سلوك الفرد اختياري تفضيلي ويتصف بغلبة هوي النفس والانانية وحب الذات مما يدفعه لمخالفة السلوك الاجتماعي في حالة معارضتها لاهدافه ورغباته الشخصيه في اطار اختياري ولذلك يجب ممارسة اساليب ووسائل ضبط السلوك الفردى لاكتشاف وضبط المخالفات واعادة تاهيلها ويجب علي المجتمع اكساب افراده مهارة الاختيار والمفاضلة والاتصال والتعبير عن الراي والعواطف وخلق الثقه والعقيدة الايمانية باولاوية المحافظة علي الاهداف الاجتماعية لتحقيق اكبر قدر واعلي مستوي من التمتع بالحقوق والاهداف الفردية وخلق نوع مستحسن من الخوف وهو الخوف من العزل الاجتماعي ,,, ولوجود هذه الصفة السلوكية في الفرد الذي هو ولي امر وعالم لذا يجب علي المجتمع ان يقوم بتوصيف دقيق وشامل لجميع انواع السلوك المتوقع السلبي والايجابي ووضع منهج للتعامل معها وضبطها فيما يعرف بالدستور والقانون واللوائح والنظم بحيث يكون هذا المنهج معبر عن السلوك الاجتماعي المامول او المتوقع ويكون قادر علي ضبط السلوك وفق لارادة المجتمع ويكون معلن لجميع الافراد وواضح وتظهر فيه الاهداف التي وضع من اجلها .,,,, ويكون مانع لاي فرد ايا كان بالمجتمع من تعديله او تغييره او استغلاله في اتباع هوي النفس والذتية والانانية لفرض راي او سلب حق او خداع او تضليل او توقيع ظلم او اكتساب حق يتعارض مع حقوق الافراد او المجتمع ,,,وكذلك يجب تحرير اولي العلم من اي قيود قد تحجب ارائهم عن الافراد او تفرض عليهم اراء غير اجتماعية او غير علمية او تفقد ثقة الافراد في الاخذ بمشورتهم او تقلل من شانهم او تحجب مجموعة منهم وتنحاز لمجموعة اخري ولذا يجب ان يكون المنهج واضح وصريح ومفعل لحياد العلماء وعدم تأثرهم بهوي النفس او اي مؤثرات خارجية.

May 12ملحوظةكل الكتابات في هذا الموقع بقلم اسامه قراعه وما هي الا بعض الاراء ووجهات النظر الشخصية والتي تعبر عن روية اجتماعية لكاتبها فقط وليس لها اي مرجعيات علمية او اكاديمية فهي لا تتعدي الخواطر الفكرية الا انها بطبيعة الحال لم تتولد من لا شي فهي تحمل خبرات مكتسبة عن طريق القراءة لبعض من الاساتذة الافاضل علماء النفس والتربية والسلوك وكذلك بعض الخبرات العملية المكتسبة من الواقع

ثانيا :اولي الامر

اولي الامر:
وهم افراد لها نفس مواصفات ومعايير المجتمع السلوكية الا انهم اكتسبوا حق السيطرة وتوجيه سلوك الاخرين وحملوا علي اعتاقهم مهمة المحافظة علي وحدة المجتمع واقامة العدل واحقاق الحق والمحافظة علي حقوق وواجبات باقي الافراد الذين هم تحت الولاية .... وسواء انتقل هذا الدور الي الفرد عن طريق الوراثه او الحق المنهجي او باختيار افراد الجماعة او بتكليف من الجماعة او عن طريق التعاقد فلا اختلاف في المهام التي يسأل عنها ولي الامر امام المجتمع ... ويحق للمجتمع سحب التبعية والولاية منه اذا فشل في ممارسة تلك المهام او فشل في تحقيق الاهداف ونقل التبعية لفرد اخر وطبق لنظام الولاية المتبع سواء وراثي او اختياري او تعاقدي .
وللقيام بدور ولي الامر بنجاح وتحقيق اهدافه يجب ان يتصف الفرد بصفات وقدرات اساسية وهي علي سبيل المثال لا الحصر التبعية لمرجعية علمية موثوق بها واتباع منهح اجتماعي يتفق مع اهداف المجتمع ورغباته والقدرة علي السيطرة واقامة العدل والحق والقدرة علي المحافظة علي الحقوق والواجبات والقدرة علي التأثير في الغير والامانة والصدق والاخلاص للمجتمع .
وولي الامر هو كل فرد يتحمل مسؤلية التوجية والسيطرة علي سلوك الاخرين فالاب مثلا هو ولي امر في بيته والرئيس في العمل هو ولي امر مرؤؤسية وناظر المدرسة ولي امر للطلاب والمدرسين والوزير ولي امر في وزارته والملك ورئيس الدولة ولي امر للمجتمع ككل .... ولا تتعدى مسؤلية ولي الامر عن نطاق اختصاصه فالاب او رب الاسرة لا تتعدي ولايته عن حدود بيته ولايحاسب عن اسرة جاره ..... وولي الامر يحاسب من قبل المجتمع عن مخالفات اتباعه او من هم تحت ولايته وفق للمنهج الاجتماعي المتبع .... فلا يجوز معاقبة المخالفين من الابناء وترك الاب دون مسائلته عن ممارسته للسيطرة علي سلوكهم ويعاقب علي الاهمال ان اهمل في توجيههم او في تحمل المسؤلية المكلف بها وقد يكون العقاب في شكل الرفض الاجتماعي لشخص الاب او بالفصل من الوظيفة ان كان ولي الامر رئيس في العمل والمخالفة من المرؤسين وكل هذا وفق للمنهج والقانون الاجتماعي المعمول به ..... وكذا ولي الامر مسؤل عن جميع حقوق مرؤسيه ويسأل ويعاقب علي منع او تعطيل او سحب اي حق من هذه الحقوق وكذا الواجبات ولذلك كان من الضرورى والمهم لاي ولي امر من وضع نظام رقابي دقيق ونشط لمساعدته في التوجيه والسيطرة واكتشاف نقاط الضعف التي قد يسأل عنها والتى قد تودي لفشله في ولايته وتحقيق اهداف اتباعه . ومن حق ومميزات ولي الامر علي اتباعة الطاعة لاوامره والنصح والارشاد له واظهار رغباتهم وحاجاتهم واهدافهم بوضوح وحرية وعدم تحميله مسؤلية التنبؤ والتخمين والتوقع لها وبمعني اخر مساعدته في تحديد الاهداف .
وولي الامر مثل العالم اذا فسد او انحرف بسلوكه ادي ذلك لانحراف العشرات والمئات من الاتباع ولا يمكن التنبؤ بمدي خطورة انحرافهم السلوكي .... وبطبيعة الحال فولي الامر هو المسؤل الاول عن تطبيق برامج التنشيئة الاجتماعية وهذا البرنامج هو جزء لا يتجزء من البرنامج الاجتماعي العام فان اهمله او انحرف به عن المتوقع كان الناتج انحراف جميع الاتباع الخاضعين للبرنامج عن السلوك الاجتماعي المتوقع واكتسابهم خبرات سلوكية غير متوقعة وغير مخططة وضارة بالمجتمع ككل.
وهذا وليس فقط فيما يخص ولي الامر كدور اجتماعي الا انه كعنصر اساسي من مكونات المنهج الاجتماعي ليس المقصود به جميع الادوار المتشابه في الولاية انما المقصود به هو الدور القيادي للمجتمع ككل والذي يمارسه ولي الامر لتحديد وتطبيق منهج اجتماعي واحد بجميع مكوناته وبرامجه وعناصره علي جميع افراد المجتمع وبصفة رمزية للمجتمع والتي لا يسأل عن تحقيق اهدافه الا هو من قبل جميع افراد المجتمع ... ويمارس نشاطه تحت رقابة اجتماعية عامة وعلنية ....وولي الامر لاي مجتمع لا يحتلف في المعني عن اي دور ولي امر اخر الا انه الوحيد في المجتمع وهو اعلي مستوي ولي امر في المجتمع وجميع اولي الامر يستمدون منهجهم وولايتهم بتوجيهه كما ان له من السلطات والاختصاصات والمسؤليات التي من شانها تغيير وتعديل وتطوير وتدمير سلوك المجتمع الاجتماعي طبقا لاسلوب ممارستها والهدف منه .فالرئيس او الملك لاي دولة يمارس نفس المسؤليات والاختصاصات والسلطات علي افراد المجتمع وبنفس الهدف وهو الضبط والسيطرة والتوجيه لسلوك الافراد ليطابق السلوك الاجتماعي المتوقع وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يقوم ولي الامر بادارة حجم كبير من الاعمال والبرامج والمؤسسات والانشطة وبطبيعة الحال بمساعدة اعوان له في الادارة ....... ولادارة كل هذا الكم من الاعمال يجب ان يتبع ولي الامر منهج ثابت ودقيق يوضح من خلاله الحقوق والواجبات المتفق عليها لجميع الافراد ووفق للعقيدة او الاتجاه التي تنهجه الجماعة في شكل لوائح تنظيمية ويوضح اسلوب وبرامج ومعايير ممارسة هذه الحقوق والواجبات والقوانين والعقوبات ونظم الضبط السلوكي والسيطرة واساليب ممارستها علي المخالفين ويفرض نظام رقابي وبرامج رقابية مترابطة تكفي لاكتشاف وضبط اي انحراف سلوكى للافراد عن المتوقع وتضمن تمتع جميع الافراد بحقوقهم وكذا يستخدم برنامج او برامج لتنمية وتطوير السلوك والمجتمع وتقدمه ويضع برامج تقويم لها وبطبيعة الحال يلزم لمساعدة ولي الامر مستشارين ومساعدين غالبا ما يختارهم من العلماء ..... وتعريف الولاية وشروطها وصفات ولي الامر وعلاقته بالاتباع وفرض الطاعة علي الاتباع لولي الامر كلها امور بديهية وتم تداولها بما فيه الكفاية ولا يوجد ما يمكن اضافته في هذا الشان واختصارا للعلاقة بين ولي الامر والفرد ..... يمكن القول بان لولي الامر علي الفرد حق الطاعة ... وللفردعلي ولي الامر حق الحماية لجميع حقوقة صغيرة او كبيرة والحريات والحكم بالعدل في الفصل بين المنازعات والمحافظة علي ثروات المجتمع وتنميتها . وفي حالة فشل ولي الامر في تحقيق احدي هذه الاهداف كظاهرة عامة لجميع افراد المجتمع يؤدي هذا الي اتجاه المجتمع للضعف والفرقة .
ومن المهم في هذا الموضوع الاشارة الي التأثير السلبي لضعف ممارسة الولاية في المجتمعات كالاتي :
- الاثار السلبية لضعف ممارسة ولي الامر في المجتمع :
يتضح من التقديم السابق ان ولي الامر بعد توليته يتمتع بامكانيات اجتماعية هائلة منها القوة بجميع اشكالها ( السلطة- النفوذ - القوة–المال ) ويتمتع بحرية التخطيط وفرض الراي والتجربة نيابة عن المجتمع ويتمتع بالقدرة علي اقامة الحق والعدل بجميع اشكاله ويتمتع بالقدرة علي التأثير بجميع الوسائل علي افراد المجتمع والسيطرة علي سلوكهم ويتمتع بأئتمان افراد المجتمع له والاعتماد عليه في تحقيق اهدافهم .
وكذلك عليه مسؤلية اداريه كبيرة لا يمكن ممارستها الا في وجود معاونين لتشكيل هيكل اداري قادر علي ممارسة مهام الادارة .
وفي وجود منهج واضح ودقيق وحقيقي كما هو موضح من قبل فتكون اعباء ولي الامر فقط متابعة وادارة الهيكل الاداري والتأكد من سلامته وتحقيقه للاهداف وبالطبع يوجد نظام تقويم ومراقبة قادر علي تقديم العون الدائم واللازم لولي الامر .
الا انه في حالة تواجد خلل في احدي مكونات المنهج الاجتماعي ونظم ادارته فلابد ان يتبع ذلك خلل في الادارة وحتي ولو كان ولي الامر له قدرات خاصة فان لم يصلح المنهج فلن يلقي الا الفشل كنتيجة طبيعية لهذا الخلل وليس لانحراف ولي الامر ..... ولذلك فمن اهم مهام ولي الامر لنجاح ولايته هو الاهتمام واصلاح المنهج الاجتماعي ومكوناته
1 انحراف ولي الامر
وولي الامر كفرد عادي هو انسان قابل لاتباع رغباته الشخصية واتباع هواء النفس وخاصة في غياب الرقابة عليه ولذلك فان اي انحراف سلوكى له عن المتوقع يقابله انحراف اجتماعي ونظرا لغياب الرقابة وقدرة ولي الامر علي تعطيل العلاج والضبط السلوكى وبمرور الوقت يتحول الانحراف السلوكي الاجتماعي الي ظاهرة وظواهر اجتماعية وخاصة في حالة ارتباط ولي الامر بمجموعة او هيكل من المساعدين يعتبر كل واحد منهم ولي امر مستقل فيما يخصه .. وعلي سبيل المثال الفرضي اذا قام ولي الامر بالاستيلاء اي من املاك المجتمع لتحقيق منفعة له فهو بذلك انحرف عن السلوك المتوقع وللقيام بهذه المخالفة يجب تغييب الرقابة ونظامها او اشراكه في المخالفة وربما تعديل او تغيير بعض القوانين ... وفي تلك الحالة لايمكن اهمال الهيكل الاداري كافراد لهم اطماعهم وانحرافتهم فتنتقل العدوى الي الهيكل الاداري وتغيب الرقابة ويصبح الاستيلاء علي املاك المجتمع ظاهرة ....... ولو نظرنا للقانون وتعديله فمن الموكد انه ترك بعض الثغرات واضاع او اباح بعض الحقوق للافراد لم تكن موجودة او مخططة وينتج عنها تعارض في الاهداف بين الافراد وخلق الدافعية للانحراف السلوكى في المجنمع بصفة عامة وبهذا يقاس اي انحراف سلوكى لولي الامر وتتبع اثاره حتي تصل الي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية والسبب الاساسي هو انحراف ادي الي تعطيل المنهج الاجتماعي وغياب الرقابة وضعف القانون.
2 انحراف سلوك المساعدين عن المتوقع :
والمساعدون لولي الامر هم بشر لهم اهوائهم الشخصية ولا يخضعوا للرقابة الا من ولي الامر نفسة في اغلب الاحيان ونظرا لانه يختارهم بعناية وثقة ولطبيعة مهامهم يقوم ولي الامر بتفويضهم في السلطة كل فيما يخصه ..... الا انه في حالة ضعف ولي الامر في تطبيق نظام رقابي مشددعليهم ودقيق وفي حالة تمكنهم من الهرب من رقابة ولي الامر عن طريق التضليل او الخداع يتمكن كل منهم من الانحراف وتكوين ظاهرة او ظواهر اجتماعية ضارة ومتعمدة وتودى الي تغييب النظام الرقابى بصفة عامه واضعاف العدالة حتي يتمكنوا من الهرف في حالة افتضاح شأنهم مما يؤدي الي تعارض الاهداف بين افراد المجتمع وضياع الحقوق والتغاضي عن الاهمال وانتشار الفساد وضعف المجتمع .
وقد يحدث هذا الامر في غياب ادراك ولي الامر للموقف او تعمد تهميشه وتضليله ....و قد يحدث نتيجة لاستدراج ولي الامر الي الانحراف السلوكي المتعمد وتوجيهه وتحفيزه لزيادة السيطرة وفرض الحماية للمساعدين وعدم تمكينه من الرجوع او اصلاح المنهج والاضرار بمصالح المساعدين.
3 الاصابة باحدي الامراض السلطوية:
ان القوة والسلطة عندما تجتمع في فرد واحد وتغيب عنه الرقابة تكون من اكبر الدوافع المثيرة للانحراف السلوكي والتي تصيب الفرد الممارس للسلطه بامراض سلوكية عديدة منها الغرور والتكبر والانانية وظهور الذاتية والجبروت والاستبداد والضلال والثقة باهمية واحقية وصدق هوى النفس وربما الكفر عافانا الله واياكم منه ولان القوة والسلطة لها حلاوة في النفس البشرية فهي تدفع صاحبها دائما للتمسك بها والحفاظ عليها اطول فترة ممكنة وقد بفضل البعض الموت عن انتزاع السلطة والقوة من يده ......ولم كان ولي الامر ما هو الا بشر يتصف ومعرض لتلك الامراض وفي غياب النظام الرقابي القادر علي اكتشاف ومنع وضبط تلك الامراض السلوكية ...... فقد يلجاء ولي الامر المصاب بتلك الامراض الي تعمد الخداع والانحراف ونشر الفساد واضعاف المجتمع نفسة للحفاظ علي تلك القوة والسلطة وبالطبع يستخدم لذلك جميع الوسائل المتاحة والتي سلمها له المجتمع لحماية حقوقة ويحولها الي وسائل قوة تمكنه من تحقيق هدفه ..... ولذلك يتعمد تغيير بعض برامج المنهج الاجتماعي والخاصة علي سبيل المثال بتأهيل الافراد للادوار الاجتماعية حتي يصاب المجتمع بمرض الفشل والخضوع وقد تعدل بعض النظم او القوانين التى تؤدي الي ضياع الحقوق والقهر الذاتي للفرد و تغيب الرقابة فيزيد الانحلال الخلقي ويتبع الافراد شهواتهم وغرائزهم ....... الخ من الانحرافات السلوكية والتي جميعا يمكن تحقيقها من قبل ولي الامر بابسط الطرق والتي هي تغييب الرقابة او اضعاف العدالة ..... وقد يلجاء البعض من اولي الامر لاستغلال ثروات المجتمع ويعيد تخصيصها واستغلالها ويكون ميليشيات وقوى عسكرية كاملة تمكنه من فرض السيطرة والاستبداد بالولاية حتي وفي ظروف معارضة المجتمع ككل وينتج عن هذا ضعف المجتمع وتدميرة الذاتي لنفسه.
ونظرا لخطورة ممارسة دور ولاية الامر علي المجتمع حيث انها الدور الوحيد الذي يمكن من خلاله تغيير وتعديل وتدمير سلوك مجتمع بواسطة فرد واحد من افراده ... فلذلك تلجاء جميع المجتمعات لوضع شروط وضوابط مقيدة لسلوك ولي الامر وتفرض عليه رقابة واعية تتمكن من التنبؤ المسبق بسلوك وتوجهات ولي الامر... ولا تفصل بينها وبينه في الطاعة الا تمتع جميع الافراد بكامل الحقوق والواجبات والعدل والمساواة كظاهر الامر علي تحقيق اهداف المجتمع الرئيسية.
ومن هذا ايضا يتتضح ان اخطر انواع الانحرافات السلوكية الفردية علي المجتمع هي انحراف ولي الامر ولاي سبب من اسباب الانحراف وفي ابسط انواع الانحراف السلوكى ولهذا لا يسمح المنهج الاجتماعي الاسلامي او العلمي الحديث بتواجد مثل هذا الانحراف في ولي الامر ويضع ضوابط وشروط ونظم مراقبة خاصة وفعالة تمنع اي فرد يتولي ولاية الامر من اتباع هوى نفسه او تحقيق اي منافع مادية او شخصية من ممارسة هذا الدور واوضحت كذلك طرق ضبط السلوكه في حالة ظهور حالة الانحراف وكيفية علاج اثارها علي المجتمع ..... ولم تعطى المناهج الاجتماعية الحديثة الاهتمام اللازم للمساعدين علي اعتبار انهم افراد خاضعة لنظم المنهج وبرامجه كافة ولاقتناع المنهج بان ضمان استقامة ولي الامر وحرمانه من التمتع والمنفعة الشخصية وباستخدام السلطة والقوة ونظم وبرامج المنهج المتاحة قادرة علي خلق الدافعية لولي الامروتوجيهه لاحكام السيطرة والرقابة الايجابية علي سلوك مساعديه وانحرافتهم وضبط سلوكهم .
ومن الدروس المستفادة من التاريخ والامم السابقة قديما وحديثا يمكن استنتاج لبعض المؤشرات والظواهر الاجتماعية التي ترتبط ارتباط وثيق ومنطقي بانحراف ولي الامر عن المتوقع له .
المؤشرات والظواهر الدالة علي خلل المنهج الاجتماعي بتأثير ولي الامر عليه:
1 فساد المساعدين او رجال الهيكل الاداري ( الحاشية)
وهذه الظاهرة تستدعي التوقف والانتباه لانها مصاحبة لضعف وانهيار جميع الشعوب والحضارات علي مختلف العصور ولاسباب عديده اهمها ان انحراف رجال السلطة او المساعدين لا يمكن ظهوره او تكرارة كظاهرة اجتماعية الا بعد فساد ولي الامر وانحرافه كليا عن السلوك المتوقع وعدم اعتزامه علي تحقيق اهداف المجتمع فبطبيعة الحال ان كان مؤمن باهداف المجتمع ويسعي لتحقيقها فلن يسمح بتكرار او وجود حالات انحراف في صفوف مساعدية . .. وكذلك لا يظهر فساد الحاشية الا بمساعدة ولي الامر نفسه واستغلال سلطته وقوته لتغييب النظم الرقابية عن سلوك الحاشية فلا يتمكن النظام من ضبطهم او اكتشافهم الا بعد تحول الانحراف الي مرض ويفقدوا القدرة علي التحكم في سلوكهم وهنا يظهر الانحراف السلوكي لافراد المجتمع ..... وفي هذه الحالة لا يوجد علاج للانحراف السلوكى الا بضبط سلوك ولي الامر نفسه اولا والسيطرة علي سلوك المساعدين وكاي مرض سلوكى اخر يلجاء المريض دائما للتخفي والتحايل وبناء الدفاع واستغلال جميع الوسائل المشروعة والغير مشروعة لحماية انفسهم ولانهم يملكون القوة والسلطة فلا يمكن علاج الظاهرة الا بسحب القوة والسلطة واعادة تطبيق المنهج وضبطه ووضع خطة لعلاج اثأره .
ومن اهم دلائل انحراف المساعدين او رجال السلطة او الحاشية والتي تشير الي ارتباطه بانحراف ولي الامر هي التمسك الغير مبرر والغير منطقي من قبل ولي الامر بهم رغم احاطتهم بكثير من الشبهات وتنقلهم بين المناصب داخل الهيكل الاداري بشكل غير مرتبط بمجال علمهم او عملهم رغم توافر من هم اكفء منهم في المجتمع واصرار ولي الامر علي الاحتفاظ بهم رغم ارادة افراد المجتمع وكذلك بقائهم في السلطة لفترات طويلة وقد تستمر طالما ظل ولي الامر في ولايته .... وكذا يكون تقاعدهم في نظير مكافأة ولا يسأل ولا يحاسب منهم احد عن اهمال او عن ثروات مبالغ فيها تم تكوينها من خلال ولي الامر وحتي من اتهم منهم بجرائم ثابته يتم تقاعده وتكون عدم محاسبته علي اكتشاف امره هي اكبر مكافأة له وبمعني اخر يظهر مساندة ودعم وحماية من ولي الامر لمساعدية وزيادة في الارتباط بهم غير مرغوبة وسلبية وفي نفس الوقت تتوحد الكراهية والشك من قبل افراد المجتمع لهم وتكثر الاشاعات سواء حقيقية او مفتراه .
2 تحول المجتمع الي النظام الطبقي :
ومن اهم المؤشرات التي تلقي بتباعيتها علي انحراف ولي الامر هو تحول المجتمع الي نظام طبقي منفصل تتفاوت بين طبقاته الفروق ويختلف تبعا لها القدرة علي التمتع بالحقوق وممارسة الواحبات وكلما قل عدد الطبقات الاجتماعية كلما دل علي طول مدة ممارسة الظاهرة .
ويمكن تقسيم المجتمع الي اربعة طبقات اساسية وهم طبقة رجال السلطة وراس المال والذين يمثلون ويملكون وسائل القوة في المجتمع ثم طبقة المنتفعين وهم تلك الطبقة التي تستغل فساد وانحراف النظام الاداري ورجال السلطه لتحقيق اكبر منفعة شخصية لهم وتيصيدون الثغرات الرقابية وتبديل وضعف القوانين لتحقيق اهدافهم ثم الطبقة المعانةالمتضرره وهي المتمثلة في موظفي المجتمع والتي يتقاضون مرتب شهري من المجتمع نظير خدمات يؤدونها ثم طبقة فقيرة وهي تلك الطبقة المكونة من صغار الموظفين والحرفيين والزراع وعمال التراحيل والعاجزين والعاطلين والفقراء وتمثل الطبقة الاخيرة نصف المجتمع تقريبا ونلاحظ هنا ان جميع خدمات وامتيازات وفرص الاستثمار وامتلاك مصادر القوة لا تتحقق الا للطبقة الاولي وهم لا يسعون الي الخدمة بل الخدمات تسعي اليهم ولا ينقص من حقهم شئ كما وان الاهمال والتقصير ومخالفة الواجبات ليس لها قواعد للضبط ولا تسري عليهم نظم التنشيئة ولا الضبط الاجتماعي او الرقابة ....... ثم تنتقل الي الطبقة الثانية وهي تمثل واجهة المجتمع التي لا غنى عنها وتمثل قدرة الفرد الظاهرية للنجاج وهي تتمتع بجميع حقوقها بيسر وسهولة الا انها تفرض عليها رقابة مشددة لا تسمح لها بالانضمام للطبقة الاولي وكذلك فهي محاسبة امام المجتمع كصورة من صور اثبات فاعلية النظام الاجتماعي وهذه الطبقة تؤمن تمتعها بالقوة والنفوذ لمدة طويلة الاجل ولا تتعرض الا نادرا لازمات مادية وفي كل الاحوال تتمكن من استغلال الانحراف الاداري للعودة لنفس الطبقة واما الطبقة الثالثة فهي تتمتع ببعض الحقوق والمزايا الا ان اهم الحقوق والمزايا قد سلبت منها وهي تؤمن انتظام حياتها شهريا علي حسب وحجم الاعانة او المرتب وتتعرض في كثير او معظم الاحيان الي الازمات المالية والتى تدفعها لمسايرة الانحراف لبعض الوقت او الانحراف الفعلي وهي تخضع لحساب عسير وعقوبة القانون وربما اهدار ادميتها في بعض الاحيان ويعتبر من الصعوبة الشديدة لها الحصول او استرجاع حق مغتصب من حقوقها وتتكلف الكثير للحصول علي حقوقها وغالبا ما تتصف هذه الطبقة بالاهمال للعمل والخوف من ابداء الراى والبعد عن تحمل المسؤلية وعدم الرضا واللجؤء لالقاء اللوم علي الاخرين وبذلك فهي طبقة ضاع بينها وعنها الحق واهملت الواجب لانشغالها بالبحث عن حقوقها الضائعة اما الطبقة الاخيرة فهي النصيب الاكبر من المجتمع التي فقدت حقها ولا تتمكن من الحصول علي حاجاتها الاساسية وتسعي جاهدة لاشباع تلك الحاجات الاساسية باي وسيلة تتفق وتوجهاتها الفردية وبالتالي فينتشر فيها الجهل والامراض السلوكية والظواهر الاجتماعية الضاره ويكونوا بفساد ولي الامر عرضة وخاضعين لاستغلال جميع طبقات المجتمع الاخري والسيطرة عليهم بجميع اشكال الاستغلال والسيطرة وخاصة في ظل غياب العدل والرقابة عن هذه الطبقة وبدافع تحقيق اهداف اساسية حياتية في بعض الاحيان بالنسبة لهم .
ولا يتواجد هذا التقسيم الطبقي في المجتمع الا في ظل غياب العدل والرقابة والتي هي مؤشر لانحراف النظام والمنهج الاجتماعي بانحراف ولي الامر .
3 ضعف وغياب القضاء والعدل الاجتماعي :
ويتكون اي منهج اجتماعي من نظام قضائي ورقابي يضمن تحقيق العدل بين افراد المجتمع جميعا والمساواة بينهم وقادر علي ردع المخالفين ورد الحقوق وهو اهم برنامج في الانظمة الاجتماعية جميعا لان اامنهج الاجتماعي قد يخلي من كل البرامج والانظمة الا النظام القضائي له وحتي لو مجتمع بدائي فطالما عرف كمجتمع لا بد من قانون يحمي حقوق افراده. ..... وهذا القانون له المختصون بتطبيقه وله كل قوة وسلطة المجتمع ليحتفظ القانون بمصداقيته وقدرته علي رد الحقوق كما وان جميع افراد المجتمع وفي اي مجتمع لا تختلف علي ضرورة تطبيق القانون مهما كان يتسم بالقسوة وحتي المخالف منهم لانه يعلم ان هذا القانون سيحمي حقوقه وهو مصدر قوته الحقيقي وفقط صدق وفاعلية القانون قد تكون الاقدر علي السيطرة وضبط سلوك المنحرفين ولهذا يصر جميع افراد المجتمع وعلي تفعيل قوانينهم الا ان تعطيل وضعف القانون يكون دائما سبب مباشر او غير مباشر لانحراف الادارة والذي لايمكن حدوثه الا بانحراف ولي الامر سواء بهدف اشاعة الفوضى او الهرب من قوة القانون القادر علي ردع المساعدين وضبطهم ومنعهم من تحقيق اطماعهم ....... والاهم من كل هذا ان العدل والقانون الممثل له هو اساس الملك بمعنى انه مهمة اساسية لا تنفصل ولا تفوض لغير ولي الامر فاذا وجد مجتمع ضاع فيه الحق او اصبح ضعيف او بطيئ اوتعطل بحيث يمكن المخالف من التمتع وتحقيق اهدافة من المخالفة او وجد فيه ظاهرة الفقير ليس له حامي لحقوقة او تكلفت رد الحقوق مشقة تعادل الاستفادة منها اوكان غياب الحق دافع للانحراف والمخالفة السلوكية كان يكون الفرد دائن للغير بمبلغ من المال يكفي للانفاق علي تعليم او علاج اولاده والمدين ميسور وله املاك وسلطة الا ان لغياب العدل والحق قد يضطر هذا الفرد للسرقة او مخالفة السلوك المتوقع لقضاء هذه الحاجة ويكون السبب ضعف العدالة .............فاذا شاع في المجتمع ضعف او بطء العدالة وعلم ولي الامر ولم يصلح او يعالج الامر او تكاسل او لم يعطيه الاولوية ...الخ فهذا مؤشر لا خلاف عليه يدل علي انحراف ولي الامر.
4 تزايد وتكدس الثروات والاحتكار التجاري والاهتمام بالمظهر لا الجوهر:
ومن اوضح المؤشرات لانحراف ولي الامر تزايد وتكدس الثرواث والانتقال والظهور المفاجئ للشخصيات الاجتماعية البارزة وتقربها من السلطة بحيث تستمد منها قوة تمكنها من تحقيق مكاسب لا حق لها فيها وينتج عنها الاحتكار للاسواق التجارية وتوفر القدرة الاستثمارية في يد اقلية معدودة يمكنها التحكم في الاسواق والوضع الاقتصادى للمجتمع وكذلك اهتمام المساعدين بالمظهر الجمالي الخارجى فيصبح الحال في وجود ولي الامر او مساعدية غير الحال الفعلي بعد رحيلهم عن المكان ويتغاضي ولي الامر عن تلك المظهرية ولا يحاول الاطلاع علي جوهر المكان وحالته حتي لا يري المخالفات والاخطاء ويكون ذلك مبرر له امام نفسه انه وجد المكان اثناء زيارته ممتاز ..... وبذلك تكون قلة او انعدام الزيارات التفتيشية او التفقدية لاحوال المجتمع اصدق دليل علي محاولة البعد عن الواقع لضعف القدرة علي اصلاحه او علاجه بسبب الانحراف السلوكي لولي الامر ولان كلما تعددت الزيارات المفاجئة وتعددت المخالفات وتم علاج جزء منها كان هذا افضل من تركها كما هي بانحرافها ولان اغلب الانحرافات السلوكية يمكن اصلاحهاوعلاجها بتبديل الافراد للمواقع وبعض القوانين والتعليمات الضابطة للسلوك.
5 تكوين الحامية العسكرية :
ومن المؤشرات الهامة ايضا تكوين حاميات عسكرية مهمتها الاساسية الدفاع عن ولي الامر ضد افراد المجتمع بحيث تتعادل قوتها مع قوة الجيش العسكري لنفس المجتمع وتكون قادرة علي فرض الولاية بالقوة علي المجتمع .واستغلالها لاشاعة الخوف والخنوع والخضوع لافراد المجتمع .
6 سوء استغلال وتوجيه الاجهزة الرقابية :
اعادة تخصيص مهام الاجهزة الرقابية لتجميع المعلومات واكتشاف السلوك المعارض لاهداف ولي الامر والتنبؤ بهم لمنع تكوين قوى رقابة شعبية تفرض رغباتها علي ولي الامر وفيما يسمى بسوء استخدام الاجهزة الامنية الخاصة بولي الامر وليس المجتمع او اهدافة او رغبات الافراد وتستخدم اساليب الاعتقال لاسباب امنية كمبرر لفعل العزل وسلب الحريات .
7. تحقيق النجاح الخداع للانشطة الاقتصادية وارتباطه بالقرارات السياسية :
وعلي سبيل المثال تجد ارتباط نجاح بعض الشركات وتحقيقها للارباح والتي هي معيار النجاح الاقتصادى يرتبط ببعض القوانين او القرارات كالاعفاء الضريبي او تسهيل منح الاراضي لواضعي اليد او تسهيل احتكار الخدمة لمؤسسة معينة فتزيد ربحية تلك الشركات دون اي اضافة خدمية او انتاجية لافراد المجتمع وبحساب الناتج القومى تكون المحصلة هي خسارة المجتمع لجزء من عائداته رغم ظهور قطاعات كبيرة محققة للنجاح والارباح الكاذبة . وكذلك ترتبط الاسعار مع القرارات السياسية فتتحقق نجاحات وارباح في قطاعات من المجتمع دون اي اضافة او عائد علي الناتج القومي للمجتمع وتكون تلك القرارات من شأنها قلب الاوضاع العامة وضياع بعض الحقوق من بعض الافراد ومنح بعض الامتيازات لبعض الافراد مما يؤثر علي الاستقرار الاقتصادي للمجتمع .

شروط اختيار ولي الامر :
وتختلف شروط مبايعة او اختيار ولي الامر باختلاف المنهج الاجتماعي المتبع من حيث ما اذا كانت الولاية ملكية او رئاسية الا انه في جميع الاحوال فهي عقد ملزم للطرفين للاول فيها حق الطاعة وللثاني فيها اقامة العدل والمحافظة علي الحقوق والواجبات والعمل علي تحقيق حاجات افراد المجتمع الشخصية كلما امكن ذلك وفي حدود امكانيات المجتمع وهذه سمة اساسية في جميع شروط التعاقد علي تنصيب ولي الامر الا انه نظرا لكل الاضرار المتوقعة والتي يمكن ممارستها بواسطة ولي الامر فيجب ان يشمل العقد علي تعريف دقيق بالعقوبات الموقعة عليه في حالة محاولة الانحراف السلوكى او ممارسة الانحراف السلوكى فعليا وكذا توضيح المؤشرات والدلائل التي بظهورها يجب سحب الولاية عنه طوعا او رغم ارادته وتوضيح من تؤل له الولاية كفترة انتقالية لايجوز مدها وكذا يجب ان يوضح العقد حجم الثروة التي يمتلكها ولي الامر قبل الولاية وحجمها المسموح به بعد الولاية والاجراءات والعقوبات التى يمارسها المجتمع عليه في حالة اثبات تحايله بتسهيل انتفاع الغير بنفوذه وسلطته وكذا اقصي مدة يسمح بها للولاية والعمل الذي يجب ان يقوم به بعد انتهاء فترة الولايه ..... والتاكيد علي فصل سلطة الرقابة علي ولي الامر عن الهيكل الاداري للنظام وكذا السلطة القضائية بحيث تكون هناك سلطة ثانية يلجاء اليها افراد المجتمع في حالة انحراف ولي الامر او المساعدين له عن السلوك المتوقع ولها من القوة المسيطرة علي جميع الاجهزة والانظمة بالمجتمع ولفترة محدودة يتم خلالها اختيار او مبايعة ولي امر اخر لا يختار من الهيئة القضائية او الرقابية ليكونوا دائما علي الحياد مع ولي الامر ...... ولا يحاسب ولي الامر ولا يعاقب علي الاضرار والانحرافات الا بعد تولي ولي الامر الجديد واكتشاف الاضرار والانحرافات الفعلية او يبرء ولي الامر القديم وتحت اشراف الرقابة والقضاء . وكلما كانت الشروط محددة لحركة ومنفعة ولي الامر باستغلال منصبة وللنفس او للغير كلما كانت رادعة لنفسه ان اراد اتباعها والانحراف بسلوكه عن المتوقع وفي نفس الوقت كلما التزم ولي الامر بالطريق المستقيم سواء برغبته الذاتية او بالاجبار التعاقدى الملزم والمصحوب برقابة خاصة منفصلة عن سلطاته كلما التزم المساعدون بالسلوك المتوقع ومارس عليهم نفس النظم الرقابية المفروضة عليه وحرموا من استغلال انحرافه وتحويله لمرض سلوكي . وفي سبيل ذلك يجب علي المجتمع تحديد حجم مناسب من المنفعة المادية والمعنوية لتحفيز الافراد علي ممارسة هذا الدور وبطبيعة الحال تختلف المنفعة حسب المنهج الاجتماعي المتبع سواء ملكى او رئاسي .
والعقد بهذه الصورة لايمثل ضرر علي المجتمع او المنهج حتي في حالة الاضطرار لتغيير ولي الامر لعدة مرات وفي فترة قصيرة لان ولي الامر ما هو الا مدير لادارة حركة المجتمع وهو المانع للانحراف السلوكى بسلطته وهو اداة الربط بين مختلف البرامج والانظمة الاجتماعية وفق لمنهج ثابت لا يتغير وسواء تمت ادارة الحركة بواسطة افراد متلاحقين او فرد ثابت طالما له القدرة علي الادارة الفعالة الهادفة فلا يؤثر هذا بالمنهج الثابت او بالخطط الموضوعة لان كل خطة موضوعة لها المسؤل الاداري المتخصص والمتخصصون التنفيذيين ولذلك فتنفيذها لا يتأثر بما يودى الي توقف الخطة او تعطيلها لان وظيفة ولي الامر الحقيقية هنا ليست الا اتخاذ القرار بصحة مطابقة الخطط للاهداف الاجتماعية الموضوعة واولاوية تنفيذ هذه الخطط في ظل رؤية حقيقية وتوقع لحاجات المجتمع وطبق لمفاهيم وسياسات ومعايير مقننة علمية لا مجال فيها للانحراف السلوكى الا بقدرة واختيار ولي الامر نفسه .... غير ان زيادة عدد مرات تغيير ولي الامر في حد ذاتها تعتبر انحراف سلوكى ودليل علي خلل في المنهج الاجتماعي وعدم قدرة المجتمع علي الاختيار الصحيح لولي الامر ويعرض المجتمع لاخطار الانحراف السلوكى للمساعدين والهيكل الاداري .... وهنا يجب الاشارة الي ان المقارنة بين عيوب ومميزات تغيير ولي الامر اكثر من مرة في فترة قصيره نجد ان اخطار تنصيب وتسلط ولي امر منحرف سلوكيا عن السلوك المتوقع علي المجتمع لفترة طويلة اخطر بكثير من تعرض المجتمع لانحراف الهيكل الاداري واثاره لان تأثير الاول سريع وهدام للمنهج الاجتماعي من الاساس حيث له القدرة علي تغيير السلوك وملامح وصفات المنهج بصورة تستوجب اعادة تخطيط المنهج ... اما الثاني فلا تتعدي اخطاره في الفترات القصيره وفي غياب الرقابة علي تحقيق بعض المكاسب والمنافع الشخصية والتي يمكن ردها ومحاسبتهم عليها فيما بعد وبعض الاثار السلبية من اشاعة بعض الانحرافات السلوكية والاجتماعية والتي يمكن ايضا السيطرة عليها فيما بعد بواسطة ولي امر ملتزم بالمنهج الاجتماعي واهداف المجتمع ورغباته ... ولذلك فلا ضرر واذا دعت الحاجة الملحة وتعاظم توقع الخطر الاجتماعي من ولي الامر من اللجوء الي تغييره بالوسائل المناسبة الامنة بما لا يترك المجتمع في اي لحظة من اللحظات خارج نطاق السيطرة اوالولاية المؤقته اثناء فترة الاستبدال


ثالثا: اولي العلم والعلماء :
كما ذكرنا من قبل فالمجتمع يتكون اساسا من مجموعة افراد تختلف في قدراتها واستعدادتها الفردية ولها مجموعة من الاهداف المشتركة ومعايير سلوكية محددة ولكل منهم دور او ادوار اجتماعية تختلف باختلاف القدرة والاستعداد الشخصي . وتهتم المناهج الاجتماعية جميعا ببعض هذه الادوار علي انها ضمان استمرار وتطور المجتمع وخط دفاعهم الاول ضد الامراض والظواهر السلوكية ,,, واهتم المنهج الاسلامي علي وجه الخصوص بالعلماء واعطاهم منزلة وتكريم واهمية ميزتهم عن غيرهم من الافراد .واولي العلم هم افراد من المجتمع الا انهم تميزوا فيه بالاستعداد والقدرة علي سرعة اكتساب الخبرات السلوكية والعلمية والقدرة علي السيطرة علي سلوكهم وتوجيهه لاكتساب المزيد من الخبرات ولهم القدرة علي الربط والفصل بين الخبرات المكتسبة والقدرة علي التوقع والتنبؤ العلمى بالسلوك المتوقع ولهم القدرة علي المقارنة الدقيقة والتفسير والتصنيف والاجتهاد واصدار الاحكام العادلة والصحيحة علي السلوك والحركة الصادرة من الفرد والبيئة والتخطيط لهم والاستفادة منهما والاصلاح في الارض واعمارها وتطويرها . والعالم هو ذلك الفرد الذى توفرت له هذه القدرات ووجهها واستفاد منها واكتسب القدر الاكبر من الخبرات بانواعها في مجال علمه . وسواء مارس هذه الخبرات لتحقيق اهداف فردية او تحقيق اهداف اجتماعية فهو من اولي العلم والعلماء .... والمنهج الاجتماعي لا يترك هذا الفرد دون الاستفادة منه سواء برغبته او بدون رغبته لان العالم في معظم الاحوال لا يصل لهذه الدرجة الا من خلال المجتمع وبذلك يكون ولائه له كما ان حركة حياته مرتبطة اساسا بالتفاعل مع المجتمع وهو اكثر الافراد حاجة لهذا التفاعل ...وفي معظم الاحيان يميز المجتمع هؤلاء الافراد ويساعدهم ويقدم لهم كل احتياجاتهم لتطوير انفسهم وكذلك يعمل المجتمع علي تحقيق اهدافهم الفردية وتيسيرها لضمان استمرار هؤلاء العلماء في مساعدة المجتمع علي تحقيق اهدافه لانهم هم المرجع العلمي الوحيد القادر علي توجيه المجتمع لاقصر طريق لتحقيق الهدف وبذلك يوفر لهم الجهد والتكلفة ويضمن لهم تحقيق الهدف ويقلل نسبة المخاطرة والفشل ...... ومجال العلم والعلوم لا حصر له وبطبيعة الحال لا يمكن الاعتماد علي فرد واحد عالم لجميع العلوم او لعلم واحد ,,,,,ولذلك تلجاء جميع المجتمعات الي البحث والتنقيب عن الافراد التي تتوفر لهم الاستعداد والقدرة والرغبة للتفوق وبلوغ درجة العالم وتبداء في مساعدتهم وتحفيزهم وتاهيلهم لممارسة هذا الدور ليس رغبة من المجتمع في تمييز فرد عن اخر ......فقط لان المجتمع تلقائيا يعلم انه كلما زاد عدد العلماء به زاد احتمال تطوره وازدهاره وزادت قوته ووجد التنافس الايجابي وكذا استقر حال المجتمع وقل احتمال تأخره او ضعفه .,,,,,ولكن هل كل العلماء او كلما زاد عدد العلماء كانوا قادرون علي ضمان تقدم المجتمع ؟؟ وهنا يجب الاشارة الي ان العالم هو انسان مثل باقي افراد المجتمع له فردانيته وله هواه النفسي وشرط نجاحه في تحقيق التقدم هو الاخذ باسباب النجاح واتباع منهجه العلمي دون تحريف او تبديل او تغيير حتي ولو كان علي حساب رغباته الشخصية واهدافه ,,, كما وانه هو المرجع الوحيد للمجتمع فان حرف او خالف منهجه متبع هواء نفسه او لاي سبب كان سبب مباشر في ضلال وضياع المجتمع ومنع عنه الرقي والتقدم وانحرف به عن السلوك المتوقع رغم غزارة العلم والخبرة التي يحملها والتي ان طبقها كما ينبغي لها لحافظ علي سلوك المجتمع علي الطريق المستقيم للتقدم ,,,, وهنا لا ينبغي للمجتمع اتباع كل عالم الا بعد ثبوت الصفات الاساسية للقيادة والتي تتمثل في التزامه بالصدق والامانة والعدل وايثار الغير والبعد عن هوى النفس والذاتية والحكمة والصير والقدرة علي السيطرة علي النفس والغير,,,, وهذه الصفات يختبرها المجتمع بطرق شتي ويراقبها بصفة مستمرة في العالم وان زل العالم في احداها قلت مكانته في المجتمع وضعفت قدرته علي توجيهه . .... واولي العلم هم مصدر الفكر والتخطيط للمجتمع ككل وهم ممثلين المجتمع في التفاعلات الخارجية مع المجتمعات الاخري .... واولي العلم هم القدوة لجميع افراد المجتمع والمصدر الوحيد لتنمية العقيدة والدوافع وتقييم وتقويم السلوك والتنبؤ به ولذلك فلا يمكن اعتبار اولي العلم في حالة الانحراف السلوكي كفرد عادى من المجتمع لان انحراف الفرد العادي يودى الي تواجد فرد واحد منحرف في المجتمع تعود جميع تبعات مخالفته السلوكية علي نفسه واما العالم اذا ما انحرف بسلوكه فيودى ذلك الي انحراف عشرات او مئات من افراد المجتمع وحتي ان استطاع العالم من السيطرة علي سلوكة المنحرف وتعديله الا انه من الصعب التاكد من السيطرة وتعديل سلوك جميع الافراد التابعين له فيترك دائما اثار سلبية لانحرافه السلوكى بالمجتمع ... ولذلك فالعالم في اي مجتمع هو المحرك الرئيسي والاساسي لدافعية الافراد وتوجهاتهم وبحسب رغبات الافراد وحاجتهم وعلي سبيل المثال ففي المجتمعات الدينية يكون العالم الديني هو مصدر توجيه الدافعية والسلوك ..وفي المجتمع الراسمالي يكون العالم الاقتصادي هو مصدر توجيه الدافعية والسلوك .... وفي المجتمعات الديمقراطية يكون علماء الاجتماع هم مصدر التوجيه الدافعية والسلوك .. وبذلك تتأثر جميع افراد المجتمع طبق لحاجاته وعقيدته باولي العلم ويؤثروا فيهم ليكون مجتمع ذات طابع ديني او ديمقراطي او اقتصادي او اشتراكي .ومن التاريخ يظهر بوضوح انهيار الامم السابقة بسبب انحراف العلماء وضعفهم وانشقاقهم علي انفسهم لاتباع كل منهم فردانيته وهوي نفسه والاجتهاد لتكوين اتباع لمنهجه كاولوية اولي تسبق وحدة المجتمع بل وقد تفرقه.... ورغم ان الله عز وجل اعطى اعظم الامثال التوضيحية وبواسطة الانبياء انفسهم ليبين للعلماء وللناس جميعا اهمية الوحدة للمجتمع واولويتها علي اي اهداف اخري .. ومن هذه الامثال عندما عاد سيدنا موسى عليه السلام من ميقات ربه فوجد بني اسرائيل تعبدون العجل وسال اخيه هارون علية السلام "قال يهرون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا (92) الاتتبعن افعصيت أمرى (93) قال يبنؤم لا تاخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي (94) " صدق الله العظيم وفي هذا المثال تجد ان هارون النبي اختار وفضل الوحدة علي مقاومة الضلال واكتفي بالنصح والارشاد ورغم انه كان قادر علي تجميع اتباعه ممن لم يعبدوا العجل ليقاوم هذا الضلال كنبي وهو علي يقين بان الله معه وله الجنة الا انه فضل واعطي الاولوية للوحدة وانتظر حتي ياتي الله بامره علي لسان موسي عليه السلام .... ولانه يعلم ان الله قادر علي حفظ دينه ويعلم مقدار ضعف بني اسرائيل في ذلك الوقت ومقدار معانتهم علي يد فرعون وجنوده ومقدار المغريات في ذلك الوقت وانتشار الضلال في المجتمعات المجاورة لهم وقدر ان الضرورة الاساسية للوحدة وحتي يمهد الطريق لموسي عليه السلام لارشادهم ونصحهم وهدايتهم وهم امة واحدة .... وفي نفس الوقت لم يتوقف عن النصح والارشاد وتجميع الشمل حتي ياتي موسى عليه السلام وينفذ امر الله ولله الامر والحكم من قبل ومن بعد وهو احكم الحاكمين (اسأل الله العلي القدير ان اكون وفقت في ضرب المثل والتشبيه واوضحت مقصدي ولم اتعدي حدودي في الفهم او الادراك وان يغفر لي زلتي يوم الدين ).ومن هذا المثال القراني لا شك ان هارون عليه السلام كان لديه العديد من الاختيارات الا انه فضل الوحدة بين المجتمع عن باقي الاختيارات وبالطبع هذا تدبير رباني وربما يكون الغرض منه هو اظهار اهمية توحيد المجتمعات وخاصة في وقت الضعف وعدم القدرة علي السيطرة علي سلوك الافراد لان اولا الوحدة ثم بها تكون القوة ثم بها تكون القدرة علي التوجيه والنصح والارشاد ثم تأتي بعدها السيطرة علي السلوك في ظل منهج يرضي به جميع افراد المجتمع .فان اتجهت العاماء بانحرافهم ايا كان سببه الي تكوين التكتلات والانشقاق والتفرقة بين الافراد في اي مجتمع كان ذلك من اهم واخطر الاسباب المؤدية الي ظهور الظواهر السلوكية المرفوضة وبالتالي ضعف المجتمع وتفككه وعدم قدرته علي السيطرة علي سلوكة وانشقاقه علي نفسه واتجاهه الي التدمير الذاتي الداخلي نظرا لتعارض الاهداف بين التوجهات الفكرية والعلمية واتباعها. كلا بما يرشده به هوي نفسه دون الاخذ في الاعتبار اهمية الوحدة للمحافظة علي تواجد المجتمع ككل وتوجيهه تدريجيا لطريق الحق الذي لا يختلف عليه احد ... اي الاجتماع علي هدف واحد رئيسي للجميع وهو العيش الامن في سلام مما يعطي الفرصة لكل فرد للتفكير والتدبير لحقيقة خلقه ومهمته في الارض ومصيره بعد الزوال وليعلم الجميع في العالم اجمع ان دين الله الاسلام لا يدعوا الا للسلام لجميع البشر علي الارض.
الخلاصة:
ان اي مجتمع يتكون من افراد يقومون بادوار اجتماعية مختلفة، واهم هذه الادوار علي الاطلاق هي ( ولي الامر -العلماء واولي العلم) وتنبع اهمية هذه الادوار من قوة اثرها وقدرتها علي التأثير في سلوك جميع افراد المجتمع عن طريق اخلال وتعديل المنهج الاجتماعي سواء عن قصد او غير قصد.
ان المكون الاساسي للمجتمع هو الفرد و يتصف بالفردانية والانانية والغريزية واتباع هوي النفس والقدرة علي التفكير والتحكم في السلوك ومخالفة المنهج ، والذي هو في نفس الوقت ولي الامر والعلماء.
ان اهم عناصر المنهج الاجتماعي هي الرقابة والضبط السلوكي والتي يجب ان تشمل كل من ولي الامر والعلماء.
لا يختل المنهج الاجتماعي الا بتعديل او تعطيل الرقابة الاجتماعية او احدي وظائفه الادارية.
بعد توضيح الملامح الاساسية او منطق التفاعل الاجتماعي بين مكوناته الاساسية بصورة عامة وفق لرؤيتي السلوكية الخاصة،والتي ارجوا الا نختلف عليها فيجب ان ننتقل الي مستوي فكري اخر للاجابة علي اسئلة مهمة مثل ( ما هو السلوك وكيف تتم السيطرة علية وكيف تتكون الشخصية وما هو الانحراف السلوكي وما هو المرض السلوكي وما هي الظواهر الاجتماعي ) ( وما اثر كل هذا علي نمو المجتمع والتفاعل الاجتماعي والمحافظة علي الهوية الثقافية للمجتمع) والفائدة المباشرة من التعرف علي هذه المفاهيم هي تكوين صورة منطقية مقبولة عن كيفية التفاعل والحرك الاجتماعي وتصور اثر كل قرار وكل نمط سلوكي يحدث من مكون من مكونات المجتمع في تغيير وتعديل الهوية الشخصية النموذجية للمجتمع وبالتالي التأثير في الوحدة الاجتماعية ومعدل النمو ، وكذا التأكيد علي مفهوم خطير ومعروف الا انه غائب عن الاذهان وهو ان كل قرار ونمط سلوكي له تأثيره الاجتماعي المصاحب لتأثيره الفردي علي الشخص نفسه سواء فرد عادي او قيادي وبالتالي فانحراف الفرد السلوكي وان كان يضر الفرد نفسه في المقام الاول الا ان ضرره الاجتماعي الغير ملحوظ والغير ظاهر يكون اكبر في جميع الاحوال .
فاذا كان المنهج ثابت القواعد والاحكام فان اختلال هذه القواعد والاحكام لا يتحقق الا بفعل الفرد او الانسان واعلي قدرة علي احداث هذا التغيير هما ولي الامر والعلماء. وبالتالي فان ان تعثر او تدهور لمعدلات التنمية الاجتماعية فهي دلالة علي وجود خلل بالمنهج الاجتماعي (ادارة المجتمع) بسبب عنصريه الاساسين ولي الامر والعلماء ، وسنفرد مقال تفسيري للدفاع عن الفرد وتبرئته من تسببه في فساد المجتمع بعنوان ( متي يكون الفرد سبب في ضعف وفساد المجتمع)