الخميس، نوفمبر 12، 2009

علو بني اسرائيل ام انهيار العالم العربي

علو بني إسرائيل ام انهيار العرب

مبعث هذا الموضوع هو مقال في جريدة المدينة بتاريخ 12 نوفمبر 2009 للاستاذ الدكتور/ سالم بن احمد سحاب بعنوان (علو بني اسرائيل) ، والتي علقت عليها في الجريدة واقتبس من المقال الاتي

المقال

الحالة المعاصرة اليوم تشهد مرحلة (العلو الكبير) لإسرائيل. إنه استعلاء يمثل قمة انتفاش الباطل، وعسى ألاّ يكون بعده انتفاش أشد وأعتى، يقابله بطبيعة الحال انكماش لم يسبق له مثيل في تاريخ أمتنا المجيدة. أمتنا اليوم تعيش تمزّقًا ليس بعده، تمثّله كيانات منكفئة على نفسها، لا يهمها من أمر الآخرين شيء.. حتى الشجب عزّ وندر.إنه زمن الاستعلاء في أشد صوره: الاستيطان مستمر، والكلمة نافذة، والقوة حاضرة، والعملاء رهن الإشارة، لا يرعون في مقاوم شريف إلاًّ ولا ذمةً، يقتلونه إن استطاعوا، ويخوّنونه إن شاءوا، ومتى شاءوا.إنه زمن الاستعلاء الذي أدارت فيه أمتنا المجيدة ظهرها للمحاصرين في غزة، والمسجونين في حيفا، والمطرودين من القدس، والممنوعين من الصلاة في الأقصى.إنه زمن الاستعلاء، والأقصى محاصر، وتقسيمه موضوع على الطاولة لا للتفاوض، ولكن لفرض الأمر الواقع، وما من مغيث إلاَّ الله الواحد القهار.

اما التعليق فكان كالاتي: "انما العلم عند الله"

لايستطيع احد ان يجزم بانه (العلو الكبير)، ولكنه لاشك (علو) ، لايعلو شيئ علي اخر الا نتيجة لاكتساب هذا الشئ طاقة (قوة) او فقد الشئ الاخر طاقة (قوة).والمشكلة الان ان نحدد سبب هذا العلو مع الوضع في الاعتبار اننا كنا في زمن ما اعلي واكبر طاقة وقوة.قوة المجتمعات تستمد من الانتماء و الوحدة (المواطنة)، و(المواطنة) لها ثلاثة اركان او مقومات ( العدل - الامن - التعليم) يجب ان يتمتع بها كل مواطن ليساهم في اضافة طاقة وقوة للمجتمع!وهنا تكون المقارنة بين ظاهرة قوة وضعف المجتمعات والبحث في اسبابها (الداخلية)، ويكون السؤال لماذا انخفض معدل (العدل - الامن - التعليم) في الوطن العربي بالمقارنة مع اسرائيل وحلفائها ( طاقتها - قوتها المساعدة علي العلو)؟

انتهي التعليق.


كانت تلك مداخلتي او تعليقي علي مقال الكاتب والذي دفعني لكتابة هذا الموضوع ، واثار لدي بعض التساؤلات:
س1- ما هو سبب هذا العلو
1- هل سبب ذلك العلو هو قدرات وامكانيات وقوة خاصة يتمتع بها بني اسرائيل ولا تتوفر لدي باقي الجنس البشري؟
2- هل سبب هذا العلو هو تدهور قدراتنا وامكانياتنا وقوتنا ؟
3- هل سبب هذا العلو هو زيادة قدرات وامكانيات وقوة بني اسرائيل مع تزامن تدهور وانخفاض قواتنا وقدراتنا وامكانيتنا؟
س2- ما هي تلك القدرة والامكانيات والقوة التي تتحكم في اختلال الموازين ؟ وما هو مصدرها ( الذكاء – المكر – الدهاء – الطيبة - السذاجة – الثروة – الموارد الطبيعية – القوة البدنية – العلم – العدل – التعليم – الوحدة – الانتماء – المواطنة - الديمقراطية – طبيعة وخصائص الشعوب- طبيعة وخصائص الانظمة – القيادة – الادارة ..........الخ)؟
وبعد تفكير او مسح سريع لتلك التساؤلات توصلت لبعض الخلاصات التي رغبت في مشاركتكم اياها:
ج1- كانت الاجابة علي السؤال الاول هي الاجابة الثالثة ، والتي ادت بلا شك لا مضاعفة الفجوة وزيادة سرعتها .
ج2- كانت الاجابة علي السؤال الثاني اهم من السؤال الاول لانها تختصر الاسباب، فحقيقة الامر ان الصفات البشرية والسلوكية والقدرات متوفرة علي حد السواء لكلا الطرفين علي الاقل من وجهة نظري ، ولذا فلا يمكن احتساب صفات الدهاء والمكر والسذاجة والقوة البدنية .....الخ من العوامل المؤثرة في احداث تلك الفجوة ، ومن ثم انحسرت اسباب تلك الهوة في (التعليم – العدل – الامن – الوحدة (انتماء-مواطنة)- خصائص انظمة (ادارة – قيادة)) ، الا انه بتامل تلك العناصر واعادة ترتيبها نجد الاتي
--- الانظمة الاجتماعية (قيادة وادارة) هي المتحكم الوحيد في ثلاثة عناصر اساسية لاي مجتمع وهي ( العدل – الامن – التعليم ) ، وعلي ذلك فان اي خلل او فشل او ضعف او ثبات في تلك العناصر لا يمكن تفسيره او تأويله او ارجاعة الا لفشل تلك الانظمة وعدم صلاحيتها (فالعبرة الحقيقية دائما بالنتائج وليس بالنية).
--- ايضا نلاحظ ان تمتع اي فرد في اي مجتمع بتلك العناصر (عدل – تعليم – امن) هو السبيل الوحيد لانتماء هذا الفرد لذلك المجتمع وبالتالي توطنه في هذا المجتمع ، وسنلاحظ ايضا بما الا يستدعي اي مجال للشك ، ان هجرة الاوطان تكون لاسباب تنحصر في البحث عن تعليم افضل (مستقبل افضل) والبحث عن الامن ، والبحث عن فرص تعايش واستثمار وكسب جديدة في اماكن اخري غير الوطن الذي غاب فيه العدل ، وبالتالي يمكن القول بان الهجرة تكون للبحث عن العدل المفقود في الوطن ( حتي ولو بالتمني والامل).
--- نلاحظ ايضا انه لايمكن توحد مجتمع او مجتمعات ليس فيهم (انتماء - مواطنة) والتي لا تتحقق الا بتمتع جميع الافراد بالعدل والامن ، بدون اعادة تعريف لتلك المصطلحات.
خواطر متشتته:
1- اذا ما اتفقنا علي هذا التحليل السطحي لاسباب تدهور المجتمع وعلي ترتيبها وتأثير كل منها علي الاخر ( كشان داخلي له اولوية ومنفصل عن السأن الخارجي)، فما هي الاستراتيجية الواجب اتباعها لتقليل او احتواء تلك الفجوة . وما هي اركان تلك الاستراتيجية الداخلية؟
2- اري ان استراتيجية الساسة العرب في اعادة تعريف المصطلحات ما هي الا دليل علي الفشل في تطبيق تلك المصطلحات، فعلي سبيل المثال كثيرا ما نسمع من المسؤليين الاتي :

"لحل هذه المشكلة يجب ان نحدد تعريف الديمقراطية ومن ثم كخطوة ثانية نتفق علي هذا المفهوم .........."
"لحل تلك القضية يجب ان نتفق اولا علي تعريف الارهاب ومن ثم .............................................."
" لاحداث هذا التطوير او الخطة او البرنامج يجب ان نضع مفهوم صريح وواضح لمعني المواطنة......."
"يجب اولا ان نحدد ونعرف ونتفق علي مفهوم المقاومة.......ومن هم اصحاب الحق في المقاومة..........."
مسؤؤؤل اخر
"بعد تعريف الارهاب وتعريف المقاومة ......يجب ان نحدد ونعرف ونتفق علي المعايير التي تساعدنا علي التفريق بين الارهاب والمقاومة........................................."

3- يبدوا ان المتحدثون الرسميون والساسة العرب احترفوا اعادة صياغة المشاكل والقضايا لوضع الكتب والمراجع لتحفر اسمائهم في التاريخ والجامعات ، وغفلوا عن تطبيق الثوابت التي كان الخلف الصالح من اتباع الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، يطبقونها باعين مغمضة ، فاوصلتهم الي اعلي الامم في زمن لم يخترعوا فيه اعادة التعريف والصياغة ولم يكن لهم معرفة لا بالديمقراطية ولا بالارهاب ولا المواطنة.
-----------------------------------------------------------
هذه كانت خواطري وارائي السريعة فيما يخص الفجوة بين بني اسرائيل والعرب ، وبدون اي تحيز او القاء اللوم علي امريكا او اي حليف اخر وبدون ان اخادع نفسي واحدثها (لازم نخلي امريكا تشيل ايديها ).
ولنتحاور
ماذا كانت تسمي تلك المصطلحات (العدل – الامن – التعليم) في زمن الخلفاء والتابعين ، وكيف كانت العامة تتعلم تطبيق تلك المفاهيم بدون ادراجها في المقررات الدراسية وبدون وسائل اعلانية.
الاجابة الاكيدة هي بالممارسة اكتسبوا قيم العدل – الامن ، والمواطنة والانتماء دفعتهم للتعليم لاضافة قيم جديدة.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا ، وفرج علينا كربنا ، واهدنا يارب لما تحبه وترضاه .
اخي الكريم كيف تري حال الامة اذا اهتم قادتها بتطبيق (العدل – الامن – التعليم) ؟ وهل نحتاج فعلا لاعادة تعريف تلك المفاهيم ؟ ومن الذي يريد ان يتفهمها الفرد ام المسؤؤلين ؟وما الذي يعيق تطبيق وتطور تلك المفاهيم هل هم بني اسرائيل ام المواطن ام القيادة ؟ وايهم احق بالتغيير؟
وبعد التوصل للاجابات فلنذهب الي صناديق الانتخاب او نهجر البلاد
الم يحن الوقت لتحديد من المسؤليين عن انهيار الامة العربية .

ليست هناك تعليقات: