الجمعة، مايو 26، 2006

مناهج التعليم الحديثة و تطوير مناهج التعليم

بقلم اسامه قراعه

هل تعمل مناهجنا التعليمية على بناء شخصية للإنسان العربي بالشكل الذي يتناسب والحاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة في المحيط الذي يعيش فيه؟هل تمكن مناهجنا التعليمية الإنسان العربي من الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية؟إلى أي مدى تتوافق أو تبتعد منهاجنا التعليمية عن المفهوم التقليدي للمنهج؟هل تسهم مناهجنا التعليمية في تعديل ما هو سلبي في ثقافتنا العربية؟هل تسهم هذه المناهج في معالجة السلوكيات السلبية في المجتمع العربي؟ وإذا كانت كذلك فما هي أسباب تلك السلبيات السلوكية والأخلاقية والثقافية؟إذا اعتقدنا بأن مناهجنا التعليمية ضعيفة، فما هي الآليات التي يمكن من خلالها معالجة هذه المشكلة بحيث نرتقي بمناهجنا التعليمية لمستوى الطموح؟هذه الأسئلة هي محاور أولية للنقاش في هذه القضية.. فإذا كان لك رأي في الموضوع فلا تتردد في المشاركة..كانت هذه الاسئلة المطروحة لحوار في قضية في موقع التربية نت هي الدافع الذي دفعني للرد بهذا الموضوع نظرا لكبر الموضوع ووجهات نظري المترامية فيه فارجوا ان يكون رد موضوعي مفيد.........بسم الله الرحمن الرحيمرؤية في بناء ومشاكل المناهج التعليمية الحديثة واسلوب تطويرهابقلم : اسامه قراعهاعتقد ان الاجابة علي كل الاسئلة السابقة من اعقد الامور تحيرا في هذا العصر فنجد الاجابة بالايجاب لها مبرراتها والاجابة بالنفي ايضا لها مبرراتها واطروحات التعديل والتطوير مطلوبة حتي في ظل منهج قوي وصحيح كذا لها مبرراتها ولذلك فمحور البحث الاكثر خطورة في هذه القضية هو المعايير القياسية والاهداف التي يتم من خلالها تقييم المنهج التعليمي والتي هي بطبيعة الحال تختلف من بلد لاخر ومن مجتمع لاخر بل قد تختلف من اسرة لاخري في نفس المجتمع اذا وصل المجتمع لحالة من التفكك الاجتماعي تعارضة فيه اهداف افراده وبعضها البعض .فبرجوع الي اصل البرنامج التعليمي وهدفه في اي مجتمع نجد انه بابسط تعريفاته هو وسيلة من وسائل المجتمع تستخدم لنقل مجموعة من الخبرات السلوكية الفردية والاجتماعية (علمية – فنية – معرفية ) بهدف مساعدة الفرد في اداء ادواره الاجتماعية المتوقعة بكفاءة ونجاح وتحقيق اهداف اجتماعية منشودة ومتوقعة ( الرقي والتقدم والرفاهية والسلام وضمان القدرة علي الاشباع المستمر لحاجات المجتمع الاساسية والمتوقعة )ولتوضيح وتبسيط المفهوم او التعريف السابق وتبسيط التعامل معه يجب ان نتعرف علي المكونات الاساسية لمناهج التعليم ويمكن تقسيمها كالاتي:· مكونات مادية ( وهي كل ما يشمله المنهج من وسائل ونظم واجراءات وتخطيط وتقويم وادارة ووثائق وسجلات ووووالخ) وهي ثابته طبق ووفق لاحدث النظم العلمية المعمول بها في الدول المتقدمة وبتصديق من علمائنا في الادارة والمناهج التعليمية الحديثة ولا اختلاف عليها,,, فلا يفترض ان يكون هناك جدال او بحث في اهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في مناهج التعليم الحديثة واهميتها لتطوير التعليم , كما وان نقص او زيادة هذه المكونات المادية ووفق لاراء ونظريات الادارة الحديثة لا يؤثر في كفاءة واستكمال تحقيق الهدف من العملية التعليمية ( نقل خبرة للطالب ) الا فيما يخص الوقت اللازم لنقل الخبرة وزيادة المجهود المبذول للعناصر البشرية في العملية التعليمية مثال توضيحي ( اذا ذاد عدد الطلبة في الفصل الواحد عن العدد المسموح به او تضاعف لقلة الامكانيات المادية في المجتمع يجب ان تضع الادارة التعليمية في الاعتبار ان الوقت اللازم لنقل الخبرة للطلاب يزيذ وكذلك المجهود المبذول من المعلم والطالب يزيد حتي تتم نقل الخبرة بنفس كفاءة الفصل الذى لم يتجاوز العدد المسموح وهذه النظرية يترتب عليها التزامات كثيرة من قبل الادارة التعليمية كتنظيم اوقات الحصص ومكافاءت المعلمين مقابل المجهود الزائد ووضع برامج متابعة وتقويم خاصة كما سيتضح فيما بعد) , وبالمثل كلما زادت التكاليف والامكانيات انخفض في المقابل الوقت اللازم لنقل الخبرة والمجهود المبذول من العناصر البشرية حتي يصل للحد الادني الافتراضي وتصبح زيادة التكلفة نوع من الاسراف الذي يؤدي خلل بالعملية التعليمية· مكونات بشرية ( الطالب – المعلم – الاداري )وهي ايضا عناصر اساسية في جميع المناهج والمجتمعات وهي الوحيدة القادرة علي الاخلال وتدمير المنهج التعليمي لقدرتها علي ممارسة انواع مختلفة من الانحرافات السلوكية وتميزها باختيارية وذاتية التفكير والسلوك كصفات بشرية وهي تختلف من مجتمع لاخر وفق لمعاييرة الاجتماعية وصفاته السلوكية واساليب تنشيئته الاجتماعية المتبعه . والطالب هو هدف المنهج التعليمي ومنه يمكن تقييم وتقويم المنهج التعليمي وبدونه لا حاجة لمنهج تعليمي وباختلاف الصفات الاجتماعية للمجتمعات والفروق الفردية بين الافراد فهناك طلاب من المتوقع رفضهم للخضوع للعملية التعليمية ولذلك يجب علي البرنامج التعليمى تحفييز وترغيب الطلاب لتلاقي الخبرة المطلوبة لان رفضهم التعليم واكتساب الخبرة تؤدي الي فشل المنهج التعليمي وكذلك المعلم فهو دور اجتماعي رئيسي ولمن يمارس هذا الدور شروط وواجبات وحقوق وكذلك اداري العملية التعليمية وكصفات بشرية متوقعه لا ينحرف الفرد عن السلوك المتوقع له الا في حالة غياب الرقابة وهنا يجب الاشارة الي ان الانحراف ليس متوقع من الطالب وفقط ولكن من كل العناصر البشرية العاملين والمرتبطين بالمنهج التعليمي مهما كانت دقة وصدق التخطيط وممارسة المنهج التعليمي وحداثته وفي الدول المتقدمة يعتبر ولي الامر عضو اساسي مرتبط بالعملية التعليمية ولذلك ومن اجل منع العناصر البشرية من الانحراف الضار بالمنهج التعليمي نجد مناهج التعليم الحديثة تستخدم مكون مادي رقابي ( برنامج التقويم ) قادر علي اكتشاف اي انحراف في العملية التعليمية يعيق تحقيق هدفها ويقوم بدراسته وتحليله ووضع الاجراءات اللازمة لتقويمه في الوقت المناسب بل تتعدي ذلك بدراسة اثارة السلبية التي تركها وتضع الخطط والاجراءات اللازمة للقضاء عليها.· المحتوي التعليمي والخبرة ( الكتاب المدرسي – الخبرات العملية – الخبرات السلوكية – القيم – العقائد – المبادئ )وهذا المكون هو المكون الوحيد القابل للتغيير من مجتمع لاخر وهو الوحيد الذي يعبر عن امال المجتمع وطموحاته وهو الوحيد الذي لا يمكن استيرادة او التقليد من مجتمع اخر لان ذلك يؤدي الي تغيير صفات ومعتقدات المجتمع وظهور ظواهر اجتماعية غير متوقعة تؤدي الي تفكك المجتمع وعدم اتحاده علي اهداف اجتماعية اساسية وفشل افراده في تفاعلاتهم بصفة عامة. .ويقوم كل مجتمع بصياغة علومه وخبراته وقيمه المطلوب نقلها الي افراده عن طريق العملية التعليمية بما يتفق مع حاجاته ورغباته وهذه الصياغة من الخطورة بحيث لا يجب ان يقوم بها الا المتخصصون ولا تستخدم الا بعض عرضها ومراجعتها بواسطة علماء في شتي المجالات وتصحيحها ثم لا تستخدم الا بعد تجريبها علي عينه من الطلاب ودراسة النتائج بواسطة متخصصون في الادارة والتقويم وكذا تكون خاضعة للتعديل حتي يحصل المجتمع غلي محتوي دراسي يرضي عنه الطالب والعالم ورجل الدين وولي امر الطالب ,,,, فلا يصح ان يحتوي مرجع في اللغة الانجليزية مثلا علي مخالفات او اخطاء دينية او تاريخية او يقدم من خلالها تحفيز لانحراف سلوكي عن المتوقع للمجتمع وهذه الاخطاء لا يكتشفها الا المتخصصون ولذلك يجب عرض كل خبرة يتم نقلها الي الطلاب والتصديق عليها من اساتذة في كافة العلوم الاساسية.والمحتوي التعليمي يحتوي علي كل هدف وكل خبرة سواء مباشرة او مصاحبة يتم نقلها للطالب وهناك نوعان من المحتوي التعليمي الاول يستخدم بواسطة الطالب ويحتوي علي توجيهات الاستخدام وارشادات والاهداف من كل درس او خبرة وكيف يقوم الطالب بتقييم نفسة ليعلم هل اكتسب الخبرة من الدرس ام لا ,,, والنوع الثاني يخاطب المعلم ويحتوي علي توجيهات والاهداف والخبرات المطلوب نقلها للطالب وكذا تذكير بالخبرات التي من المفترض ان يكون الطالب اكتسبها في المراحل السابقة وكذا ربط للخبرة بالاستفادة التي تعود علي الطالب في المراحل التالية ( فلا توجد خبرة بدون استفادة عملية او بدون ربط بالخبرات السابقة واللاحقة )واذا اراد اي مجتمع ان ينقل الي افراده جميع العلوم والمعارف الحالية فشل وتحول من المفهوم الحديث للمنهج الي المفهوم القديم للمنهج واذا اختصر العلوم والمعارف الي حد معين لم يستطيع ان يخرج من اميته ولم يلاحق العصر واذا سمح لكل مفكر وعالم بوضع ما يراه مناسب في المحتوي بدون مشاركة او استشارة باقي العلماء اي تم اعداد المحتوي بطريقة فردية ديكتاتورية استبدادية لم يحصل المجتمع الا علي مسخ تعليمي غير مؤهل لهدف معين وغير قادر علي اداء ادواره .,,,, ولذلك لجاء المنهج التعليمي الحديث لمفهوم التعددية العلمية والتخصص بمعني التوسع الغير مسبوق في التاهيل لادوار مختلفة بتخصصات مختلفة وتصميم محتوي تعليمي تقدم الخبرة اللازمة لاداء هذا الدور كاملة ولا يلتفت لباقي الخبرات في المجالات الاخري الغير مرتبطة بهذا الدور او الغير مؤثرة فيه وجعل اكتساب هذه الخبرات التكميلية او الثقافية مسؤلية الفرد نفسه واكتفي بتحفيزه وترغيبه لاكتسابها وتوجيهه للطرق الصحيحة والايجابية لاكتسابها .كما قسم المنهج الحديث الخبرات الي مجموعات مرحلية ( اساسية – تمهيدية – تاهيلية- تخصصية) وفي المرحلة الاساسية تتشابه جميع الخبرات المقدمة وتركز علي العلوم الاساسية ومبادئيها والخبرات العقائدية والاجتماعية وخبرات التعبير عن العواطف والاتصال وخبرات البحث والاستطلاع والاكتشاف والسيطرة علي النفس والسلوك والتأقلم الاجتماعي ومبادئ العلوم الكونية و اكتشاف القدرات ,,,, اما في المرحلة التمهيدية فيتم فيها قياس القدرات والاستعدادات للطلاب والتحفيز والترغيب لعملية اكتساب الخبرة ومساعددة الطلاب علي اختيار الادوار ومجالات الدراسة التخصصية وفق لقدرتهم واستعدادتهم وثقل مهارة الطلاب بنقل مزيد من الخبرات في المجالات المحتمل تفوقهم فيها والمرتبطة بمجال تخصصهم المرغوب فيةاما المرحلة التأهيلية فهي كما سبق الاشارة اليه من قبل تركز فقط علي الخبرات المفيدة من الناحية العمليه والملرتبطة باداء دور او وظيفة محددة تتوافق مع قدرات الطالب واستعداداته المقاسة بواسطة المنهج والطالب وتحفيز الطالب علي اكتساب باقي الخبرات المكملة ذاتيا وتوجيهه اليها ومتابعته.اما المرحلة التخصصية فغالبا ما تكون اختيارية شخصية تقدم من خلالها احدث الخبرات والمعارف المرتبطة بمجال التخصص او الدور او الوظيفة.وبذلك فمكونات المنهج التعليمي هي ( مادية – بشرية – محتوي وخبرات ) الاول ثابت ويتوقف علي امكانيات المجتمع والثاني متغير يحكمه مفهوم الضبط الاجتماعي والسيطرة علي السلوك والرقابة والثالث ثابت يتوقف تنظيمه علي اهداف المجتمع هل هي حقيقية عملية وعلمية ام كاذبة وهو اخطر واهم عنصر في التخطيط والاختيار والتنظيم لان من خلاله يتم تغيير وتعديل الخبرات وبالتالي السلوك ومن خلاله يمكن زرع جميع الخبرات السلوكية الضارة بالمجتمع والغير محسوسة سواء عن تعمد او بغير تعمد ذلك( عن جهل ) والتي من شأنها تغيير صفات وخصائص السلوك لمجتمع باكمله علي المدي البعيد وبحسب قوة الخبرة المكتسبة .عناصر المناهج التعليميهة الحديثةوهي تلك العناصر(المكونات) التي تشترك في تحقيق الهدف التعليمي والتي يتم تنظيمها ودراستها والتخطيط لها وتصميم اسلوب ووسائل ممارستها وادارتها واستخدامها وتقويمها وفق لحاجات المجتمع وخصائصه وامكانياته والتي تظهر في نهاية مرحلة التخطيط علي شكل برنامج يتم من خلالة تحقيق الاهداف التعليمية بنفس المواصفات التي تم التخطيط لها وبشكل مبسط هي مكونات الموقف التعليمي فلا يمكن ان يتم موقف تعليمي بدون تلك العناصر والا اصابه الفشل ونستعرض تلك العناصر سريعا كالاتي1) الاهداففيبداء التخطيط لاعداد منهج تعليمي بمجموعة من الاهداف العامه مثل علي المرحلة الابتدائية ( تعليم القراءة والكتابة – تعليم لغة اضافية-تعليم الحساب - تعليم المبادئ الاخلاقية – اكسابه القدرة علي التعامل مع الاشياء - تعليم القيم الدينية –التعرف علي المكونات المادية في المجتمع وخصائصها ) نلاحظ في هذا المثال ان الاهداف العامة هي تعبير عن حاجة ورغبة المجتمع في تاهيل الطفل او في خلال مدة محددة ليكون قادر علي القراءة والكتابة والتعامل مع البائعين والاصدقاءباستخدام قواعد الحساب والقدرة علي ممارسة بعض الالعاب التي تحتاج الي جمع او ضرب واكسابه القدرة علي الاتصال و التعبير عن الراي والعواطف والتعرف علي المكونات البيئية وكذا ترسيخ العادات والقيم الدينية بحسب رغبة المجتمع ....الخ ,,, وبذلك فالاهداف العامة ما هي الا توصيف لسلوك الطالب المتوقع بعد مدة محددة وكلما كانت الاهداف العامة دقيقة وشاملة لجوانب النمو المختلفة ومطابقة لتوقعات المجتمع وحاجاته المستقبلية كلما حصل المجتمع علي فرد بنفس الخصائص التي اعد لها اما ان كانت الاهداف ناقصة ولا تمثل توقع المجتمع فلا يمكن ان يحقق المنهج التعليمي هدف لم يخطط له وعلي هذا فاذا اهمل المنهج الجانب الديني كهدف من اهدافه العامة لا يمكن ان يتسم الفرد باي صفات دينية الا انه بطبيعة الحال سوف يكتسبها من خارج المنهج التعليمي ( الاسرة ونظام التنشيئة الاجتماعية ) ولكنها تعتبر خبرة مصاحبة او عشوائية غير مخططة لان الفرد الذي نشاء في اسرة او بيئة غير متدينة لن يتمكن من اكتساب هذه الخبرة والفرد الذي نشاء في بيئة فاسدة لن يجد الخبرة المضادة التي تمكنة من مقاومة هذا الفساد (ملحوظة المنهج التعليمي جزء لا يتجزاء من نظام التنشيئة الاجتماعية في المجتمع الا انه في كثير من الاحيان تفشل المجتمعات في تطبيق برامج التنشية الاجتماعية لاسباب مختلفة اغلبها سياسية وادارية واقتصادية وبذلك يقع عبء التنشيئة الاجتماعية الاساسي علي المدرسة او النظام التعليمي بالمجتمع فقط وتعتبر المدرسة هي حائط الصد الاخير للمحافظة علي الهوية الثقافية الاجتماعية ).اذا فاول عنصر من عناصر المنهج التعليمي هو (الاهداف الاجتماعية ) وليست العلمية او المعرفية وهي الوحيدة التي يسأل عنها المنهج التعليمي في حالة فشلة او حدوث اي خلل به وهي ايضا المقياس المعياري الذي يرتكز عليه برنامج التقويم كما سنوضح فيما بعد.والاهداف كما ذكرنا تبداء بالاهداف العامة (الاجتماعية ) ثم تدخل هذه الاهداف الي مرحلة الدراسة والتحليل وتشغيل البيانات بواسطة متخصصون في التربية وعلم النفس ومتخصصون في مختلف الفروع والعلوم لتحويلها الي اهداف فرعية علمية ومعرفية واهداف فرعية علمية ومعرفية صغري واهداف قريبة المدي واهداف بعيدة المدي والتي تترجم فيما بعد وبواسطة علماء متخصصون الي محتوي تعليمي وخبرات باشكالها المختلفة ( كتاب –نشاط – بحوث - تطبيقات ...الخ) فنجد الصورة النهائية لتلك الاهداف هي علي سبيل المثال قطعة قراءة في اللغة الانجليزية تحقق لنا العديد من الاهداف ( خبرة لغة –خبرة تاريخية –خبرة في ضبط النفس –خبرة دينية – خبرة تحفيزية لحب علم الكيميا او الرياضة – التعرف علي مكونات البيئة المحيطة والمجتمع ....الخ) ولهذا يجب ان يقوم بمراجعة قطعة القراءة تلك متخصص في التاريخ ومتخصص في علوم الدين ومتخصص في العلوم الاجتماعية والكيمياء والرياضة ,حتي يضمن المنهج صحة ودقة الخبرة المقدمة وتوافقها مع الحداثة والفئة السنية للطلاب وتنقيحها من الزيادة والنقص الغير مطلوب وهنا ياتي دور التقويم الذي سوف نذكره فيما بعد والذي في وجودة يتمكن من اكتشاف الاخطاء والمخالفات الغير مطابقة للاهداف واعادة عرضها علي المتخصصون وتعديلها .وجدير بالذكر عند التحدث عن الاهداف ان تكون تلك الاهداف موصفة توصيف دقيق وقياسي كلما امكن وله حد ادني من الاداء المتوقع لا يمكن التنازل عنه حتي يمكن تقييم الخبرة المكتسبة والتأكد من كفاءتها وكذ يجب ذكر تلك الاهداف كاملة في كل مرجع او كتاب او محتوي تعليمي حتي يتمكن الطالب والمعلم من تحديد الهدف الرئيسي من الدرس وحتي لا يتم التركيزعلي بعض الاهداف واهمال الاخري فكل درس يحتوي علي اكثر من هدف وفي كثير من الاحيان تتضمن بعض الدروس اهداف سلوكية يغفل عنها المعلم ولا يعد لها نفسه كان يحتوي الدرس علي هدف تحفيز الطلاب لحب مادة الكيمياء كما في المثال السابق وفي نفس الوقت يقف معلم اللغة الانجليزية ويذكر للطلاب ان مادة الكيمياء من اصعب واعقد المواد وانه شخصيا فشل في فهما وبذلك لا يحقق المعلم جميع الاهداف من الدرس ولحل ذلك يجب ان يكون لكل معلم مرجع خاص يحتوي علي جميع الاهداف والخبرات التي يجب ان يتاكد من اكتساب الطلاب لها و( كما يجب تدريب المعلم علي كيفية استنتاج الاهداف والخبرات الغير مرتبطة بمادتة الدراسية فيكون اكثر حزر في التعامل مع الطلاب واكثر فطنة وكياسة ,, وكذا الموجه التعليمي والاداري ).وبهذا التعريف المبسط لاهداف المنهج التعليمي والتي اكتفيت فيها كهدف اساسي توضيح العلاقة بين الاهداف والطالب وبين الاهداف والكتاب والدروس وبين الاهداف والمرجع والمعلم وبين الاهداف وعملية التقويم والتقييم ,,,, وحاولت من خلالها توضيح الاسلوب الصحيح لتسلسل الحكم علي المناهج التعليمية بالفشل او النجاح من خلال مراجعة الاهداف ومطابقتها مع اهداف المجتمع كخطوة مبدئية اساسية لان خلل الاهداف يؤدي لخلل المنهج ككل ,,,, وعلي ذلك تعتبر كل محاولة لاصلاح المنهج التعليمي من خلال باقي العناصر ما هي الا ضياع للوقت والمجهود وزيادة في التكاليف لا حاجة لها .2) المحتوي التعليمي والخبرات التعليمية:والمقصود بالمحتوي التعليمي هو الكتب والوثائق التعليمية والخبرات التعليمية هي جميع الخبرات التي تحتويها تلك المراجع والتي يصعب ترجمتها في شكل مرجع كالخبرات السلوكية والابداعية والاستكشافية والتي يعتمد اكسابها للطلاب علي التوجية والارشاد والمحاكاة والملاحظة والتطبيق مثال ( يصعب اكساب الطالب خبرة الاحساس بتأثير المواد الكيميائية بعضها ببعض وتفهمه من خلال الكتاب المدرسي ولذلك يجب ان يصاحب هذا الكتاب مشاهدة عملية لتلك الخبرة وكذلك مثلا التأثير البركاني لا يمكن اكساب الطالب الخبرة العملية عنه الا بمشاهدته بواسطة مساعدة تعليمية كالفيديو والا كانت خبرة ناقصة تعتمد علي التخيل وتختلف من فرد لاخر ).وكما اوضحنا من قبل فهذا الكم الهائل من الخبرات ما هو الا اهداف تعليمية اجتماعية فلا توجد خبرة بدون هدف واضح وله مقياس معياري ومرتبطة بالاهداف التعليمية العامة وتعمل علي تحقيقها ,,,,,,,,والاشكال الاخطر والغير ظاهر بالمحتوي التعليمي والذي يعد من اخطر نقاط ضعف المنهج هو ان معظم الخبرات التعليمية سواء محتوي او خبرة عملية عند انتقالها للطالب او اكسابها له تصاحبها بعض الخبرات الاخري والتي من المحتمل ان تكون سلبية ومرفوضة اجتماعيا فمثلا عند نقل خبرة عن الانفجار البركاني قد تصاحبها خبرة مصاحبة تقوي غريزة الخوف او القلق وكذلك عند نقل خبرة عن المجال الكهربائي قد يصاحبها خبرة سلبية تقلل من غريزة حب الاستطلاع والاكتشاف اذا حاول الطالب تنفيذ تلك الخبرة بمفردة فاصابته شحنة كهربية جعلته رافض لاي استكشاف في المستقبل وكذا بعض القصص الخيالية قد يصاحبها خبرات سلبية وتجارب فردية وخاصة بالنسبة للاطفال وكذلك الكبار فبعض الخبرات الاجتماعية كالخبرات الجنسية العلمية الايجابية قد يصاحبها تحفيز غريزي وخبرات سلبية اذا لم توجه بصورة صحيحة ........... ولهذا يجب علي المتخصصون عند تصميم تلك الخبرات ان يضعوا في الاعتبار تلك الخبرات المصاحبة السلبية ووضع السبل والطرق والاجراءات اللازمة لمنع تلك الخبرات من الانتقال الي الطلاب وكذلك وسائل السيطرة علي سلوك الطلاب وتوجيههم ولذلك يجب الاشارة لها كارشادات للمعلم في داخل المحتوي التعليمي حتي يتمكن من ملاحظتها ومقاومتها في سلوك الطلاب والسيطرة عليها .وايضا يجب ان تتفق تلك الخبرات العملية والمحتوي مع شروط ومواصفات الاعداد من حيث ملاءمة النص للخبرة والهدف وللمرحلة السنية للطالب ومراعات الفروق الفردية فتقدم المادة العلمية باكثر من طريقة و,,والتدرج في تقديم الخبرة ومواصفات الطباعة والتكلفة ..................الخ من شروط اعداد وتصميم الخبرة والمحتوي.ومن الجدير بالذكر في هذا الموضوع ان اكتساب الطالب لجميع الخبرات المصممة بالمحتوي التعليمي والخبرات التعليمية تؤدي الي اعادة صياغة سلوك الطالب وتشكيله بحسب انواع الخبرات التي اكتسبها فان كانت تلك الخبرات عدائية مرفوضة بالمجتمع اصبح الطالب عدائي مرفوض من المجتمع ( وخاصة في ظل غياب دور الاسرة في التنشيئة الاجتماعية او انعدامه ) وتزداد الخطورة في حالة فصل دور المؤسسة التعليمية عن تطورات المجتمع واحداثه وانحصار دورها في مجال الاعداد العلمي فقط وخاصة في عصر عدم السيطرة الاعلامي والنت وسهولة الاتصال والتأثير والتأثر.... فيصبح الطالب فريسة بين السلوك المكتسب والمتعلم والموجه من المدرسة والسلوك المكتسب العشوائي عن طريق وسائل الاعلام والاحتكاك المباشر بالمجتمع ولا يجد وسيلة او صمام امان يقدم له خبرات ايجابية لمقاومة الخبرات السلبية المرفوضة ............ وفي هذه الحالة اذا استطاعت اي قوة بالتاثير المباشر او الغير مباشر سواء عن قصد او بدون قصد من تعديل او تغيير او افساد تلك المحتوي والخبرات ترتب عليه تغيير وتعديل في سلوك ومواصفات المجتمع ككل مع مرور الوقت (كما ذكرنا سابقا فالتعليم هو حائط الصد وصمام الامان الاخير للمحافظة علي الهوية الاجتماعية الثقافية ) ولهذا السبب ايضا استخدم مصمموا مناهج التعليم برامج التقويم بهدف التأكد بصفة مستمرة من ملائمة المحتوي التعليمى ومطابقته للاهداف الاجتماعية التعليمية وكذا مطابقة تلك الاهداف بالاهداف الحقيقية للمجتمع وتحديثها اول باول.ويجب تصميم المحتوي التعليمى بالشكل الذي يتفق ورغبات المتعلم ويحفزه علي استخدامه فالمحتوي المقدم للاطفال لمحو اميتهم يحتوي علي صور والعاب وحيوانات وبعض القصص الخيالية ويختلف عن المحتوي المقدم لكبار السن لمحو اميتهم والذي يحتوي علي بعض المعارف البسيطة التي تتناسب وسنهم رغم ان الهدف واحد الا ان الخبرات المقدمة تختلف .... وكذلك يجب ان يستغل واضع المنهج رغبات وميول الطالب حسب مرحلته السنية فيقدم لهم الخبرة المطلوب نقلها في صورة تشبع رغباتهم فعلي سبيل المثال اذا اتسمت فترة المراهقة بالميل الي الاغاني العاطفية وكانت الخبرة المطلوب نقلها هي اللغة الاجنبية فمن الممكن بدء الخبرة ببعض الاغاني العاطفية باللغة الاجنبية لتحفيز الطلاب علي استقبال المادة ومثال اخر اذا اتسمت تلك الفترة بحب الرياضة والرحلات وكانت الخبرة المطلوب نقلها في مادة الطبيعة وقانون الجاذبية او قانون قوة رد الفعل فيمكن ربط تلك الخبرة بحركة الكرة او حركة اليد اثناء السباحة وما الي ذلك بحيث تقدم الخبرة بشكل يرتبط بفائدة عملية ترتبط بميول الطالب لتحفيزه.3) طرق التدريس:طرق التدريس او التعليم لها من المراجع المتخصصة ما لا يمكن التعارض معه او توضيحه لانها وصلت الي مستوي تقني مقنن لا يسعنا الا محاولة استيعابه وتفهمه وتطبيقة بواسطة معلمينا ومدارسنا ...الا انني اري ارتباط وثيق بين طريقة التعليم والمعلم او المدرس كمستخدم لها وموجه له الكثير من الاتهامات بشان تعمده الاخلال بالمنهج التعليمي لتحقيق ارباح من ظاهرة الدروس الخصوصية فاردت توضيح حقيقة العلاقة بين طريقة التدريس والمعلم والمنهج التعليمي للوقوف علي النقاط الحقيقية للخلل ... ولذلك ساقدم بعض التعريفات البسيطة لطرق التدريس ثم احاول توضيح علاقة المعلم بها كعنصر بشري قادر علي المخالفة واحداث الخلل.وطرق التدريس هي مجموعة الاجراءات والاتصالات تتم بواسطة المعلم او تحت اشرافه يتم من خلالها نقل الخبرة او الخبرات التعليمية الي الطالب .. وبمعني اخر هي تلك الطريقة التي يستخدمها البرنامج التعليمي لنقل الخبرات المطلوبة الي الطالب شرط ان يتم ادارتها بواسطة المعلم . .. وبمعني اخر هي مجموعة من الاجراءات يستخدمها المعلم لتحقيق الاتصال ونقل الخبرة المطلوبة الي الطالب .ومن هذه التعريفات نتفق ان طريقة التدريس ( التعليم ) ما هي الا اجراءات نقل الخبرة داخل او خارج المدرسة (فالواجب المنزلي ينفذه الطالب خارج المدرسة بتوجيه المعلم ) .. وهذه الطرق وان كانت شبه مقننة ( كالمحاضرة –المناقشة-الاستنباط – الاكتشاف –حل المشاكل – الارشاد – التدريب العملي – التطبيق العملي ......الخ ) الا انها تختلف في اسلوب الاداء حسب مواصفات الطالب وطبيعة المعلم ونوع الخبرات المقدمة فعلي سبيل المثال اذا لاحظنا ادارة المناقشة لمادة التاريخ لدرس ما (س) لطلاب القرية نجدها تختلف في اسلوب الادارة عن نفس المناقشة لطلاب المدينة ذلك بفرض ثبات المعلم ( والسبب هنا ان اختلاف بيئة ومجتمع الطالب وكذا خبراته السابقة تؤثر في اسلوب ادارة طريقة التعليم ) ...... وفي المثال السابق اذا تم تثبيت الفصل الدراسي ( الطلاب ) وتم تغيير المعلم وادارة المناقشة لنفس الدرس سنجد ايضا اختلاف في اسلوب الادارة بين كلاهما ( والسبب هنا هو اختلاف قدرات وطبيعة المعلم نفسة وشخصيته) ... وكذلك اذا تم تثبيت المعلم والطالب واختلفت الخبرة المراد نقلها للطلاب , نلاحظ اختلاف في طريقة ادارة المعلم للمناقسة ( بسبب اختلاف الخبرة ) .... وهكذا نجد ان طريقة التدريس (التعليم) يجب ان تتناسب مع الطالب والفروق الفردية والمعلم وقدراته والخبرات المطلوب نقلها للطالب ونوعها .وتبدأ عملية اختيار طريقة التعليم بالتوازي مع عملية تحديد المحتوي التعليمي فيقوم المتخصصون بوضع وتصميم الدروس وتحديد الهدف من كل درس والخبرات المطلوب نقلها وكذا الطرق المناسبة لنقل تلك الخبرة واسلوب ادارتها .... وبذلك لا يكون علي المعلم عبء او قدرة علي استخدام طريقة لا تتناسب والهدف من الخبرة ولا يترك المعلم لاهوائه وقدراته الشخصية لاختيار الطريقة الي تتناسب معه ويغفل او يهمل الطريقة التي تتناسب مع الطالب ومجموعة الخبرات المقدمة .وهنا نجد ان المعلم ما هو في حقيقة الامر الا مؤدي او ممارس لاجراءات وطرق محددة لنقل الخبرات التعليمية ( كلما ارتفع مستوي تأهيله وتدريبه لممارسة هذا الاداء كلما حقق النجاح بكفأءة عالية ) لا يملك الا استخدام قدراته ومواهبه وتدريباته علي ممارسة هذا الدور الاجتماعي.وهنا ننتقل الي مفهوم اخر وهو تأهيل المعلم لممارسة دور اجتماعي ,,,ويجب ان نطرح سؤال مهم هل من الممكن ان يقوم اي فرد لديه كم معرفي او معلوماتي في مجال معين بممارسة التدريس ؟؟؟ هل يمكن تأهيل اي فرد لديه كم معرفي او معلوماتي او متخصص في مادة معينه لممارسة التدريس ؟؟؟ ما هي شروط تأهيل الفرد لدور معين ؟؟؟؟ .بالاجابة علي هذه الاسئلة بترتيب عكسي نجد انه ,, لتأهيل فرد لممارسة اي دور اجتماعي وخاصة دور المعلم ( اهم الادوار الاجتماعية ) يجب ان تتوفر فية القدرة والاستعداد والرغبة ,, وفي هذا الدور تمثل القدرة تلك الكم المعرفي والعلمي والخبرات المكتسبة السابقة في مجال التخصص وكذلك القدرة الصحية والقدرة السلوكية ,, ويمثل الاستعداد التوقع المسبق من الفرد بطبيعة الدور الذي يؤهل له ومتطلباته ومشاكلة ومميزاتة وكذلك الاستعداد العقلي والنفسي والصحي لتقبل اكتساب الخبرات الخاصة المرتبطة بالدور , ,, وتمثل الرغبة ميول الفرد ودافعيته الذاتية التي تدفعه لاكتساب الخبرة وممارسة الدور لاشباع سعادته ورغباته الذاتية... وفي حالة ما اذا غاب شرط من هذه الشروط وقام المجتمع بتأهيل هذا فرد تكون النتيجة المتوقعة فشل الفرد في الممارسة او تنفيذ ممارسة كاذبة للدور او اكتساب خبرات عشوائية مرتبطة بالدور تؤدي الي انحراف سلوك المعلم عما هو متوقع له.وبالطبع تكون الاجابة علي السؤال الثاني من هذا المفهوم انه يمكن تأهيل اي فرد لدية كم من المعرفي او متخصص في المادة العلمية لممارسة التدريس طالما توفرت فيه شروط التأهيل ( القدرة – الاستعداد – الرغبة ) ,,, وللاجابة علي السؤال الاول لا يمكن ان يمارس اي فرد التدريس من خلال المنهج التعليمي بدون تأهيل للدور .اذا علاقة المعلم بالمنهج التعليمي يمكن النظر اليها علي انها دور اجتماعي ,,, وهذا الدور لا يتم من خلال المنهج التعليمي بل يتم من خلال نظام وبرنامج التنشيئة الاجتماعية بالمجتمع ,,, لان المجتمع هو الذي قام بتأهيل جميع العناصر البشرية العاملة في المنهج التعليمي ,, وسواء تم تأهيلهم (المعلمين – الاداريين) وفق لمفهوم مناهج التعليم الحديثة او لا الا انهم مفروضين علي المنهج من قبل المجتمع !!!!!!سؤال ما هو دور مناهج التعليم الحديثة بالنسبة لدور المعلم ؟؟ لم يترك المنهج تلك القضية دون ان يتدخل لتقويمها ,, ويتم ذلك من خلال برنامج التقويم الذي يتمكن من ملاحظة ومتابعة اداء المعلمين وقياس مستواهم علي اساس كفاءة تحقيقهم للاهداف والمقاسة لهم قياسا علي مستوي طلابهم ومستوي قدرتهم علي الاستفادة من الخبرات التعليمية المكتسبة وقدرتهم علي استخدامها بشكل عملي ... وفي حالة اكتشاف قصور في مستوي اداء المعلم يقوم برنامج التقويم بتحويله الي بعض البرامج التأهيلية لقياس قدراته واستعداداته ورغباته وعلاج اوجه القصور فيها بواسطة برامج رفع القدرة والاستعداد وبرامج التحفيز والترغيب ثم يتم اعادته لممارسة تجريبية للعمل التعليمي تحت المراقبة والمتابعة حتي يتم التأكد من ارتفاع مستوي الاداء .. وفي حالات عدم القدرة علي رفع الكفاءة يتم منعه من ممارسة العمل التعليمي وتحويلة للتأهيل لاي ادوار اخري مناسبة..........اذا حلقة الوصل المفقودة في بعض المجتمعات قد تكون في بعض الاحيان المعلم ودوره الاجتماعي الذي لم يوصف توصيف دقيق فافتقد للتأهيل الكافي ....ولا يمكن القول بان المعلم ما هو الا الة تنفيذ للموقف التعليمي باستخدام طرق التدريس المختلفة المفروضة علية .... لان طريقة التدريس ما هي الا اجراءات اما القدرة علي الاتصال بالطالب وجذب الانتباه والتحفيز والترغيب لا ستقبال الخبرة لا يتم الا بواسطة المعلم نفسة ويتوقف هذا الاتصال علي شخصية المعلم وقدرته علي استشعار حالة الطالب المزاجية وميوله وقدرته الابتكار واستخراج التشبيهات المناسبة والقريبة من العقل ومعرفته التامه بخبرات الطالب السابقة والقدرة علي ربط وفصل المعلومات والخبرات والقدرة علي تقديم الخبرة تدريجيا بشكل مرتب وواضح والقدرة علي تحقيق الهدف باقل مجهود مبذول من الطالب وله القدرة علي تقييم الموقف التعليمي وقياس معدل انتقال الخبرة خلاله وبذلك يكون قادر علي الاعادة والتبديل واستخدام اكثر من طريقة لتحقيق الهدف ..الخ وفي المنهج الحديث يعتبركل معلم انهي الموقف التعليمي دون تحقيق الهدف ( انتقال الخبرة المطلوبة للطالب ) ودون ان يتخذ الاجراءات المناسبة لاعادة المحاولة لنقل تلك الخبرة وتحليل اسباب ذلك الفشل وتحديد الطريقة المناسبة لنقل تلك الخبرة ( معلم فاشل ) تحتاج الي اعادة تأهيل .وبذلك نجد ان مناهج التعليم الحديثة تعاملت مع المعلم كعنصر بشري فمنعته من الاتحراف في نفس الوقت التي اعتمدت عليه بشكل اساسي في تحقيق اهدافها .. فلم يعد هناك ذلك المعلم الذي لا يعلم الا طريقة المحاضرة حتي الدروس العملية يحولها الي محاضرة في المعمل او الذي لا يعلم كيف يدير مناقشة او الذي لا يعلم الهدف من الطرق الاستكشافية ومخاطرها ..... واصبح المعلم هو من تم تأهيله لاستخدام كل طرق التدريس وحسب الحاجة لها .والجدير بالذكر والاشارة هنا ان الموقف التعليمي وتقييمة لا يقف عند حدود المعلم وفقط فهناك من البرامج الرقابية والاشرافية والمتابعة وبرامج التقويم ما لها القدرة علي اكتشاف فشل المواقف التعليمية ( الحصة الدراسية ) فور حدوثها ,,,, فاذا فرضنا ضعف مدرس الرياضة في احدي المدارس ترتب عليه فشل الموقف التعليمي في احدي الفصول مرة واثنان وثلاثة ,,,, مما دفع الطلاب لاخذ دروس خصوصية فهل هذا بسبب المعلم !!!!! بالطبع لا فالسبب الاساسي هنا هو خلل في ادارة المدرسة او خلل في نظام التقويم او خلل في المنهج التعليمي ككل ادي الي فشل تلك المواقف التعليمية ,,,,وكذلك اذا فشلت جميع المواقف التعليمية او انخفض معدل ادائها بالنسبة لصف دراسي ما وانتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية فالسبب في ذلك هو وجود خلل في المنهج التعليمي او احدي عناصرة .واخيرا لم يغفل المنهج التعليمي عن دور الطالب في الموقف التعليمي فاتجه الي تحفيز الطالب للبحث والاستكشاف والتجربة والتطبيق كاساس للعملية التعليمية واصبح دور المعلم الاساسي هو توضيح المفاهيم والخبرات الجديدة والتوجية والارشاد ومتابعة البحث فيها بواسطة الطلاب وتجميع الاستنتاجات الطلابية وتلخيصها وتقرير القوانين العلمية التي توصل اليها الطلاب بانفسهم فاصبح الطالب مشارك في الموقف التعليمي ولم يعد مستقبل فقط لما يقوله المعلم وبذلك قل مجهود المعلم في الموقف وزادة ايجابية الطالب واصبحت الخبرة المكتسبة اكثر قوة وتأثير ... وبذلك قل استخدام تلك الطرق التي تعتمد علي المعلم كمرسل والطالب كمستقبل ولا تعطي للطالب الفرصة للمشاركة الايجابية في الموقف التعليمي.4) الوسائل والمساعدات التعليمية :وهي جميع الاجهزة والادوات والالات التي يستخدمها المعلم والطالب لتحقيق الهدف من الموقف التعليمي ومنها ( السبورة – الطباشير- الة العرض – الكمبيوتر- المعامل – المقلدات والماكيتات للعدد والالات – اللوحات الايضاحية – الملاعب – اجهزة عرض الفيديو- ...... الخ) وغالبا يتم اعداد تلك الوسائل او المساعدات التعليمية بواسطة المعلم ويستخدمها بنفسه او بواسطة الطلبة وتحت اشرافه ,, وطبق لطريقة التدريس ونوع الخبرة والهدف من الموقف التعليمي .والجدير بالذكر ان اكتساب الخبرة قد يتم في صورة تعليم ذاتي ,, بمعني ان يقوم الطالب بنفسه بقراءة المرجع او مشاهدة عرض فيديو تعليمي لخبرة معينة فيكتسب تلك الخبرة بدون الاحتياج للمعلم ,,, الا انه لا يستطيع ممارسة التعليم الذاتي بدون مساعدة او وسيلة تعليمية ,,, ولذلك اشار بعض العلماء المعلم نفسه تعتبر من المساعدات التعليمية .الا انه يمكن الاستغناء عنه في حالة التعليم الذاتي .ولذلك فالوسائل التعليمية في مناهج التعليم لها مهمة اساسية وهامة في عملية نقل الخبرة , وكلما احسن المعلم والطالب استخدامها وفرت الكثير من الوقت والمجهود اللازم لنقل الخبرة وزادت من قوة تاثير وثبات الخبرة . ... وكذلك هناك العديد من الخبرات لا يمكن اكتسابها لاسباب كثيرة الا عن طريق الوسائل التعليمية كتلك الخبرات التاريخية الموثقة عن طريق الافلام والتعرف علي الخلية الحية بواسطة الميكرسكوب والتعرف علي الظواهر الطبيعية بدون فواصل زمنية او الظواهر الخطرة والكوارث كالزلازل والبراكين كل تلك الخبرات تلعب فيها الوسائل التعليمية الدور الاساسي لنقل الخبرة وكذلك اللوحات علي سبيل المثال توفر كثير من الوقت والجهد لكل من المعلم والطالب فليس كل معلم له موهبة الرسم وكذلك فوقت الطالب المستقطع في انتظار انتهاء المدرس من رسم الجهاز الهضمي مثلا يمكن توفيرة ما اذا كانت تلك اللوحة جهزة للعرض .وبالاضافة لذلك فالوسائل التعليمية تعطي للموقف التعليمي نوعا من التشويق اذا احسن استخدامها ..... وعلي العكس من ذلك فالافراط في استخدامها يصيب الطلاب بالملل وقد يصرفهم عن الهدف الاساسي من استخدام المساعدة .... ولذلك يجب علي المعلم تفهم طبيعة الخبرة المقدمة والهدف منها واختيار الوسيلة المناسبة التي تحقق له الهدف في اقصر وقت واقل مجهود للطالب وباعلي كفاءة ممكنة .... وحتي يتمكن المعلم من ذلك تجب ان يتعلم جميع انواع الوسائل المتاحة والاسلوب الامثل لاستخدامها والوقت الوناسب لظهورها واستخدامها وكيفية التنقل من وسيلة لاخري وكيفية جذب انتباه الطلاب وتوجيهه للهدف من الدرس وليس للوسيلة .وهناك من المراجع التي تتناول موضوع الوسائل التعليمية واستخدامها الكثير لتوضيح مفهومها والتوسع في البحث فيها .... الا انني هنا اريد الاشارة الي اهمية ان يضع برنامج التقويم او المراقبة او المتابعة الوسائل التعليمية نصب اعينه ,,, وليس المقصود بذلك التواجد الكاذب للوسائل التعليمية بالفصول وعلي سبيل المثال للتواجد الكاذب .كثير من المدارس تري فيها معامل للكمبيوتر كبيرة وحديثة وكذلك قسم خاص بالكمبيوتر ومن المفترض تعلم الطلاب هذه الخبرة خلال مرحلة ما الا انك عند سؤال او تقييم الطلاب لمبادئ تلك الخبرة تكتشف ان تلك الوسائل لم تستخدم لتحقيق الهدف منها من قبل وان تواجدها ما هو الا كمظهر حضاري فقط ,,,,, او تجد معمل للكيمياء بدون مواد كيميائية تمكن المعلم من استخدامه ويلجاء البعض لوضع بعض المواد الكيميائية التي ليس لهاعلاقة بالمقرر الدراسي فقط للخداع وعدم الاقتناع ان استخدام تلك الوسائل في بعض الحالات اهم من المعلم نفسه.......... وكذلك تلك الظاهرة التي يكلف فيها الاطفال بصناعة او عمل وسائل تعليمية ايضاحية لا تتفق مع قدرتهم السنية فمثلا طفل له من العمر سبعة سنوات كيف يخطر ببال معلم ان هذا الطفل قادر علي عمل تلك الوسيلة وان كان الهدف هو تعويض نقص في الامكانيات المادية بالفصل فهذه قضية اخري اما ان يقترن الفعل بالافتخار بان هذا الطفل صنع تلك الوسيلة بنفسة ويقيم في درجاته عليها فهذا هو التواجد الكاذب للوسيلة ........ ولهذا يجب ان يتصف البرنامج الرقابي والمتابعة والتقويم بالقدرة علي التحليل والاستكشاف في ضوء الوعي الكامل باهمية الوسيلة التعليمية.5) التقويم والتقييم والاختباراتاهتمت علوم الادارة الحديثة بمفهوم التقويم وبرامجه حتي اعتبرته جزء لا يتجزاء من التخطيط لاي عمل او مشروع يبداء معه ولا ينتهي الا بنهاية المشروع .والتقويم هو جميع الطرق والاجراءات والوسائل التي يتم بواسطتها الحكم المستمرعلي مستوي النمو والتقدم والنجاح في تحقيق الاهداف العامة والتعرف علي جميع نقاط القوة والضعف اثناء ادارة وتنفيذ المشروع واكتشاف المشاكل والمعوقات والقيام بعمل التغذية المرتدة بالمعلومات لبرنامج التخطيط لتحليلها وحلها ووضع الاجراءات اللازمة لتلافيها وتحقيق الاهداف العامة وفق للمقاييس المعيارية للاهداف والحد الادني والاعلي المسموح به من المجهود والوقت والتكلفة .ونظرا لان مناهج التعليم الحديثة هي صورة من التطور في علم الادارة فنجد انه بمجرد وضع الاهداف التعليمية وبدء التخطيط لبناء المنهج يتم انشاء قسم التقويم او برنامج التقويم والذي يتابع ويراقب ويقيم الاداء اثناء مرحلة التخطيط ويقوم بتعديل المقاييس المعيارية له وبناء هيكله وبرامجه الفرعية وفق لنتائج التخطيط وينتقل خطوه بخطوه مع بناء المنهج من الاهداف الي المحتوي الي الطرق الي الوسائل الي الهيكل الاداري الي شروط الدور الي مواصفات الطلاب الي مواصفات المعلم الي مواصفات المباني والامكانيات المادية الي الاختصاصات والمسؤليات الي الحقوق والواجبات ,,,,, ثم يضع لكل عنصر الحد الادني والحد الاقصي المسموح به للاداء ...ثم يضع الخطة الزمنية واسلوب التقييم والمراقبة والمتابعة .... ثم ينظم هيكله الاداري والتنظيمي واسلوب تداول المعلومات والتسجيل ............ وبمجرد بداء ادارة العملية التعليمية يمارس برنامج التقويم دوره في جمع البيانات وتحليلها ومقارنتها مع الاهداف ( وعلي سبيل المثال اشتكي الطلاب من مرجع مادة الرياضة في اليوم الاول للدراسة وعدم وضوحه ... يقوم برنامج التقويم مباشرة بتاكيد المعلومات ومطابقتها علي الاهداف وشروط اعداد المحتوي التعليمي وفي حالة المخالفة يقوم بنقل المرجع للمرحلة الاولي من التخطيط لاعادة ضبط المحتوي والمرجع والا يسمح برنامج التقويم باستخدام تلك المرجع الا بعد تعديله ومطابقته للاهداف ..... كما يقوم برنامج التقويم بمراجعة اجراءات اعداد هذا المرجع المعيب للتعرف واكتشاف سبب ظهور هذا العيب رغم التخطيط والمراقبة الجيدة حتي يتلافي تلك الاخطاء في المستقبل ( فلا يسمح باستخدام هذا البرنامج بتكرار الاخطاء) ......... ويقوم البرنامج بمحاسبة المسؤلين عن اعداد هذا المرجع وفق للقواعد المعدة مسبقا والثابتة ) وهكذا يستمر برنامج التقويم في اكتشاف المعوقات واصلاحها اول باول ويستخدم لهذا العمل العديد من الوسائل منها ( الطلاب – المدرسين – الموجهين – مديري المدارس – اولياء الامور- الزيارات المفاجئة للمواقف التعليمية – الاختبارات – استقصاء الراي – المقابلات الشخصية – الندوات- اللقاءات – صندوق الشكاوي - ..............الخ ) وهكذا نجد ان برنامج التقويم يستخدم كل الامكانيات المتاحة لجمع وتحليل المعلومات ومقارنتها بالمتوقع والاهداف وطبق للمعايير المتوقعة.ونلاحظ هنا ان الاختبارات هي وسيلة من وسائل التقويم وهي في اغلب المناهج الوسيلة الاولي للتقويم ولكنها ليست الوحيدة وهي الاولي لارتباطها بالطالب والاهداف العامة والفرعية للمنهج فبقياس مستوي اكتساب الطالب للخبرات المطلوبة يمكن اصدار الحكم علي المنهج بالنجاح او الفشل وقياس معدل النجاح الا ان الاختبارات وحدها لا تمكن من اكتشاف نقاط القوة والضعف واسبابها .ولاهمية الاختبارات في قياس كفاءة اداء المنهج يجب تصميم تلك الاختبارات باسلوب علمي مقنن حتي تعطي نتائج حقيقية ,, بمعني اخر هناك العديد من النماذج الاختبارية يستخدم كل اختبار فيها لقياس مستوي اكتساب نوع معين من اهداف الخبرة فلقياس التحصيل يستخدم نموذج معين ولقياس الفهم يستخدم نموذج اخر ولقياس القدرة علي التطبيق يستخدم نموذج اخر ولقياس القدرة علي اصدار الاحكام يستخدم نوع اخر ......... وكذلك وبطبيعة الحال فكل مادة دراسية تحتوي علي مجموعة من الخبرات المختلفة وايضا مجموعة من الموضوعات والدروس المختلفة فاذا اردنا قياس درجة اكتساب الطلاب لتلك الخبرات في هذه المادة يجب ان يتنوع النموذج الاختباري بحسب نوع هذه الخبرات وتنوع الموضوعات بحيث يشمل اكبرقدر ممكن من الخبرات المقاسة بطريقة صحيحة بصرف النظر عن رغبة المعلم او الطالب او اولياء الامور .......... ولذلك كان وضع الامتحانات او الاختبارات مهمة اساسية لبرنامج التقويم ولا يقوم بهذا العمل الا متخصصون في وضع الاختبارات وقياس المهارات .و لا يعتمد برنامج التقويم علي اختبارات نهاية السنة الدراسية بل هناك قياس مستوي مرحلي وشهري ومفاجئ حتي لا يفاجأ البرنامج بفشل المنهج في نهاية السنة الدراسية ويلجاء الي الحلول العشوائية التي لا يكون ضحاياها الا الطلاب والمجتمع.وباعتناق مفهوم التقويم لصالح الاهداف العامة ولصالح الطالب الذي وضعت الاهداف من اجله يتم معالجة جميع المشاكل والمعوقات التي قد تصادف ادارة العملية التعليمية حتي ولو خلافات الطلاب في المدارس او اصغر من ذلك .وهكذا وفي ظل تطوبر البرامج التعليمية واستخدام برامج التقويم تقوم المنهج التعليمي بتطوير نفسه وتصحيح مساره وتعديل اهدافه وتلافي عيوبه اول باول وكل سنة دراسية تختلف كما وكيفا عن السنة السابقة الي الاحسن بشكل فعلي ايجابي وليس مظهري خداع .وبعد ان تعرفنا علي مكونات المناهج التعليميه وعناصره واستعرضنا بصورة مبسطة تخيلية طريقة بناء المنهج التعليمي وكذلك وجهنا نظر القارئ الي ان المعلم والطالب ماهم الا ادوار اجتماعية يجب التأهيل لها لتحقيق النجاح في ممارسة هذا الدور وعلاقة هذا الدور الاجتماعي بالقدرة والاستعداد الرغبة ...........تاتي دور الرد علي الاسئلة المتعلقة بدور المناهج التعليمية في الوطن العربي والمنشورة في موقع التربية نت حيث كان السوال الاول هوهل تعمل مناهجنا التعليمية على بناء شخصية للإنسان العربي بالشكل الذي يتناسب ‏والحاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة في المحيط الذي يعيش فيه؟هل تعمل مناهجنا التعليمية على بناء شخصية للإنسان العربي بالشكل الذي يتناسب ‏والحاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة في المحيط الذي يعيش فيه؟والاجابة كما اوضحنا من قبل فالمناهج التعليمية ما هي الا برنامج لا يستطيع علي تنفيذ الا الاهداف التي صمم من اجلها فهل اهداف المناهج التعليمية في الوطن العربي تعبر عن الاهداف الحقيقية للمجتمع وحاجاته !!!!!!!!!!!لا شك ان هناك مجهودات كبيرة لتطوير واصلاح المناهج التعليمية وخاص في قطر والبحرين والسعودية الا ان هناك ظواهر اجتماعية تشير الي وجود خلل في تلك المناهج او عدم اكتمال عملية الاصلاح بعد الا انها تبشر بالتوجه الجاد العلمي للاصلاح وهي اول خطوات بناء منهج تعليمي حديث وكثير من الدول الاخري من الواضح انتشار الظواهر الاجتماعية السلبية التي تشير الي خلل المنهج الاجتماعي اساسا وعدم مطابقة الاهداف الاجتماعية للاهداف الفردية فليس من المنتظر ان تتطابق اهداف المنهج التعليمي مع اهداف المجتمع وحاجاته بخلاف غياب دور الاسرة في التنشية الاجتماعية لاسباب عديدة فكيف واين يتم بناء الشخصية القادرة علي التطور والتقدم!!!هل تمكن مناهجنا التعليمية الإنسان العربي من الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية؟لا!!!!!!إلى أي مدى تتوافق أو تبتعد منهاجنا التعليمية عن المفهوم التقليدي للمنهج؟ ‏من وجهة نظري الشخصية انه لو اعتنق اي مجتمع منهج تعليمي ثابت يعبر عن اهدافه وحاجاته لتمكن من تحقيق هذا الهدف سواء كان هذا المنهج تقليدي او حديث ... ولو تمسكنا بالمفهوم التقليدي للمنهج ورغم المجهود الهائل المحمل علي عاتق الطالب من خلاله الا ان النتيجة كانت تضاعف اعداد العلماء لا محال .............والمشكلة هنا اننا تخلينا عن لمفهوم التقليدي دون ان ندرك المفهوم الحديث او نتفهمه او نضع خطة لهذا النتقال !!! ان مناهجنا وللاسف الشديد حتي الان لم تحقق الحداثة لعدم صدق الاهداف ومطابقتها لاحتياحات المجتمع وافتقادها لهذا المفهوم السحري لبرامج التقويم الهادفة رغم كل هذه الامكانيات والتكاليف والمحاولات التي لم تكتمل بعد .هل تسهم مناهجنا التعليمية في تعديل ما هو سلبي في ثقافتنا العربية؟هل تسهم هذه المناهج في معالجة السلوكيات السلبية في المجتمع العربي؟ وإذا كانت ‏كذلك فما هي أسباب تلك السلبيات السلوكية والأخلاقية والثقافية؟‏الاجابة ايضا لا .,, لاننا الي الان لم نعترف بسلبيات ثقافتنا المستحدثة ولا نعترف بالظواهر الاجتماعية السلبية ولا نخطط لعلاجها فقط نضع القوانين للحد منها !!!! وهذا ان دل انما يدل علي عدم اعترافنا وتفهمنا لقدرة المناهج التعليمية ووظيفتها في تعديل السلوك وخاصة في غياب او تضاؤل دور الاسرة في التنشيئة الاجتماعية التي اوضحناه من قبل ,,,,,,,,, فاليراجع اي معارض لهذا الراي جميع المناهج لاي دولة ويستعرض الاهداف والخبرات المقدمة والانشطة التي يتابعها ويقيمها ويقومها برنامج التقويم ان وجد فلو وجدت خبرة موجهة لتعديل سلوك او تعديل اتجاهات ثقافية اجتماعية( هوية ثقافية ) فان وجد هذه الخبرة الموجهه فليتأكد انها سلبية !!!! (لان كثير من الدول تدخل الغرب في مناهجها ليعدل ثقافتهم العربية الايجابية) فان وجد هذا الخبرة تكون تلك الدولة الاقرب لمفهوم مناهج التعليم الحديثة وانا لا ادعي انني دارس او علي علم بجميع محاولات تطوير المناهج في الدول ولكنه راي قياسي علي خلل المناهج الاجتماعية في العديد من الدول العربية وانتشار الظواهر السلوكية المرفوضة وعدم قدرة الانظمة علي التصدي لها وعلاجها ولاقتناعي بان الخلل الاجتماعي لا يصاحبه الا خلل في مناهج التعليم وخاصة في بدء تكوينها.إذا اعتقدنا بأن مناهجنا التعليمية ضعيفة، فما هي الآليات التي يمكن من خلالها معالجة ‏هذه المشكلة بحيث نرتقي بمناهجنا التعليمية لمستوى الطموح؟1. اعادة تحديد الاهداف التعليمية طبق لحاجات المجتمع واهدافه في جميع الاتجاهات السلوكية2. اعادة دور الاسرة في التنسيئة الاجتماعية ووضع القوانين والضوابط الملزمة للاباء والامهات بممارسة هذا الدور بنجاح3. انشاء او اعادة تفعيل دور برنامج التقويم بمفهومه العلمي بدون مؤثرات خارجية من الطلاب او المعلمين او اولياء الامور وزيادة حجم انفاقه وصلاحياته لاكسابه القدرة علي تعديل المسار مع الوضع في الاعتبار اهمية تفهم العاملين به لهذا الدور4. الاهتمام بتأهيل المعلمين من الناحية التربوية واعادة تخصيص مهامهم بحيث يستوعب كل منهم الدور الذي يمارسه كاملا ولا يركز علي مفهومه المعلوماتي التخصصي فقط .5. وضع القوانين الضابطة والمسيطرة علي سلوك الطلاب سواء داخل المدرسة او خارج المدرسة بالتعاون مع اولياء الامور لصالح الطلاب وتوجيهها لمحاربة جميع الظواهر الاجتماعية المرفوضة بالمجتمع .6. تفعيل دور المشرفين والاخصائيين الاجتماعيين بالمدارس ليتعدي تدخلهم لصالح تعديل سلوك الطلاب داخل المدرسة وخارجها .7. التنوع في استخدام طرق ووسائل التعليم بما يتناسب مع الخبرات المطلوبة والموجه من مشرفين المقررات الدراسية والمتخصصين بعد التأكد من قدرة المدرسين علي استخدام تلك الطرق والوسائل8. تفعيل المراقبة والمتابعة الهادفة لاداء المدرسين واستبعاد الغير كفء منهم اذا فشل في اعادة التأهيل.9. اعادة النظرفي الفترة الحالية ( التجريبية الانتقالية) في الكم المعرفي او المقررات الدراسية واستبعاد ما هو من الثقافة العامة ويكتفي لاكساب الطالب تلك الخبرات المعرفية بتوجيهه للبحث وتحصيل تلك الثقافة كنشاط اضافي بحثي ولكن لا يقيم ضمن الخبرات الريئسية المقررة بهدف تخليص المنهج وتنقيحه من المعارف الزائدة ...... وكذلك دمج الخبرات المعرفية بعضها ببعض فعلي سبيل المثال يمكن استغلال حصة اللغة الانجليزية مثلا لتقديم خبرة تاريخية وتقليل مقرر التاريخ او خبرة في مادة الطبيعة وتقليل مقرر الطبيعة وكذلك اللغة العربية في مادة المطالعة يمكن دمجها باي مادة اخري لتقليل حجم هذا المقرر وبذلك يسهل تطبيق المنهج دون خلل في حجم الخبرة المطلوبة ونقلل المجهود للطالب والمعلم ونترك متسع من الوقت لعلاج وتعديل السلوك وكذا المناورة وتقوية الخبرات التعليمية وممارسة الانشطة المحفزة لدافعية الطالب للتعليم .10. نزع الخوف من الطالب فيما يخص الرسوب والنجاح وتوجيهه لما يتناسب مع قدراته واستعداداته الفردية ورغباته ولتنفيذ ذلك يجب الاخذ بنظام التقييم الشامل طوال العام الدراسي والساعات الدراسية في المراحل التعليمية الاولي .11. وضع نظام فردي لتقييم وقياس القدرة والاستعداد والرغبة للطلاب بهدف مساعدتهم وتوجيههم لما يتناسب مع تلك القدرات ( وعلي سبيل المثال يجب القضاء علي ظاهرة توجيه الطالب لاحتراف او ممارسة مهنة وفق لمجموعة في الثانوية العامة والكلية التي التحق بها وفق لقرار مكتب التنسيق ....... وفي كثير من الاحيان تجد طالب يلتحق بكلية ما ويؤهل نفسه لممارسة هذا العمل رغبة منه لتقليد زميل له او اخيه دون ان يكون له اي معلومات مسبقة او توقع لهذا الدور او العمل وتكون النتيجة في معظم الاحيان الفشل لان هذا العمل لم يشبع رغباته واهدافه ولم يتفق وقدراته ) وهنا تجب توفير المعلومات الكافية للطلاب حتي يتمكن كل منهم من توقع الادوار المترتبة علي الدراسة بكلية ما ويجب ان يكون هذا التوقع حقيقي وصادق يعبر عن الدور بعيوبه ومميزاته وشروطه.12. تعويد الطلاب علي الاستخدام الصحيح المنظم للادوات والاعتماد علي النفس والقدرة علي اتخاذ القرار الصحيح المتفق واهدافه الفردية دون اخلال او مخالفة الاهداف الاجتماعية وكذلك زرع الصفات السامية مثل الصدق والامانة والشجاعة والتعاون وانكار الذات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ........ الخ مع توقع مخالفة الطلاب لهذه الصفات بصفة عامه فلا يتم زجرهم ولكن يتم التعامل معهم من منطلق الحب والكياسة والفطنة13. ترسيخ قاعدة ان الطالب هو مادة تحت التشكيل وهو انسان بشري معرض للصواب والخطاء ويحتاج في جميع الاوقات الي اعادة التوجية والارشاد حتي المتميز منهم فهو عرضة للغرور ومطلوب من المعلم محاربة وتقويم هذه الصفة سواء كان معلم تاريخ او عربي او مشرف او حتي طاهي بالمدرسة فطالما عضو في المنهج التعليمي يجب علية التعاون في تحقيق اهدافه14. البعد عن تفضيل الاهداف المادية عن الاهداف التعليمية بصفة قاطعة فلا يجوز ان يترك طالب منحرف او فاشل بين طلاب ملتزمين دون ردع او عقاب فقط لانه قادر علي دفع المصاريف الدراسية في مدرسة خاصة او لانه قريب لعضو هيئة تدريس بنفس المدرسة في المدارس العامة لان ذلك له من التأثير السلبي علي باقي الطلاب كما انه يدل علي عدم الاهتمام بالاهداف التعليمية فيثير الشك في قدرة المدرسة علي التمسك بباقي الاهداف.15. اطلاق الحرية للافكار الابداعية والتخيلية لتعديل وتطوير المناهج التعليمية ودراسة تلك الافكار واختيار المناسب منها والمطابق لاهداف المنهج واجراء تنفيذ تجريبي له للوقوف علي فاعلياته من الناحية العملية .16. البعد التام هن استيراد اي مناهج تعليمية وخاصة فيما يخص المحتوي التعليمي والخبرات يجب ان يتم تصميمها من داخل المجتمع وان سمح بالاقتباس طالما وافقت رؤية المتخصصون في مجال الخبرة.وهناك العديد من الخطوات والافكار والمبادرات التي تهدف لاصلاح مناهج التعليم وتحويلها من مناهج معيبة او تقليدية الي مناهج حديثة متطورة ........والمشكلة الاساسية هي اقتناع المسؤلين بان المحافظة علي الهوية الثقافية للمجتمع وصفاته الخاصة وتحقيق اماله وطموحاته واللحاق بركب التقدم لا يتم الا من خلال تبني منهج تعليمي وطني حديث والاصرار علي الالتزام به وتطويره

ليست هناك تعليقات: