السبت، يونيو 03، 2006

المنهج الاجتماعي و الادارة و الفرد

بقلم : اسامه قراعه
المنهج الاجتماعي
بعد التعرف السريع علي اهم اساس تكوين المنهج الاجتماعي وهو الفرد وعلي اهم الادوار الاجتماعية التي يلعبها الفرد في المجتمع وهي الفرد العضو واولي الامر ( الملوك والرؤساء) واولي العلم ( العلماء) واستعرضنا بعض الجوانب السلوكية للفرد والمجتمع وبعض الظواهر الاجتماعية والانحراف السلوكى بصفة عامة وكذا تناولنا بالنقض بعض العناصر والنظم والبرامج التي يستخدمها المجتمع لتحقيق اهدافه (الرقابة – التعليم – القيادة – الضبط الاجتماعي – التنشيئة الاجتماعية ) .... يجب ان نلقي نظرة الي المنهج الاجتماعي نفسة ذلك الاطار التنظيمى الذي يتحكم في تحقيق اهداف المجتمع والفرد بشرط تخطيطه والاصرار علي تطبيقه بنفس الفروض التخطيطية .
ومن الاهمية هنا ان نبسط مفهوم المنهج الاجتماعي ونربطه بتحقيق اهداف الفرد ذاته وكلا منفصل عن الاخر بمعني تحقيق اهداف جميع الافراد وعلي مختلف المستويات وفي شتي المجالات لان المطبق الفعلي للمنهج هو الفرد وكذلك فالاهداف الفردية للفرد لها الاولاوية بالنسبة له عن الاهداف الاجتماعية .... وايمان الفرد بان المنهج الاجتماعي او النظام الاجتماعي او القوانين الاجتماعية المخططة هي السبيل الامثل لتحقيق اهدافه الفردية تمثل له اقوى دافع للحرص والاصرار علي تطبيققها كاملة وقد تدفعه الي تطويرها وتقويمها في اطار اجتماعي .... ولان العلوم الاجتماعية او المفاهيم العلمية لا يتقبلها او يتفهمها الا الخاصة من المجتمع او العاملين بها ... والمنهج الاجتماعي هو مفهوم علمى الا ان العاملين به هم الخاصة المتعلمة والعامة الجاهلة فيستلزم هذا تقديم لمفهوم المناهج الاجتماعية بصورة مبسطة وبلغة سهله يفهمها ويستوعبها جميع الافراد وعلي سبيل المثال مصطلح التفاعل الاجتماعي او المواقف التفاعلية الاجتماعية هي تعبير علمي له مدلول علمي لا يفهمه الا المتخصصون وعند مخاطبة الفرد العادي لا يجب استخدام تلك المصطلحات بل يمكن استبدالها ب مواقف الحياة اليومية حتي تلاقي التقبل وسرعة الفهم من القارئ العادي ولذلك ساحاول تبسيط المفهوم وايجازه علي قدر المستطاع وبالطبع هناك الكثير من الاساتذة والكتاب المتخصصون في هذا المجال والتي لهم المؤلفات العلمية المبسطة والموجهة للقارئ العادي الا انني ساحاول تبسيط التبسيط بمعني فقط القاء الضوء ولفت الانتباه .
المنهج الاجتماعي هو نظام عمل يصمم لتحقيق مجموعة من الاهداف الرئيسية للفرد والتي تحقق له وتساعده علي النجاح والتمتع بالحياة والسعادة وتمكنه من حماية جميع حقوقه من الاغتصاب بواسطة افراد المجتمع كافة بصرف النظر عن قدراته الشخصية او صفاته الشخصية ( اذا فاساس البناء للمنهج هو الاهداف وبدون تلك الاهداف او القدرة علي تحقيقها فلا ارتباط للنظام بافراد المجتمع )
ويتكون النظام الاجتماعي (المنهج ) من خمسة اقسام رئيسية ترتبط مع بعضها ارتباط وثيق فاذا اختل منها قسم فسدت باقي الاقسام بلا نقاش او شك ... وهذه الاقسام هي ( الاهداف والتخطيط - الضبط والسيطرة - التنشيئة للافراد او التربية – الادوار الاجتماعية او الوظيفة بالمجتمع – الرقابة والتقويم او الاصلاح ) وهذه الاقسام الخمسة يمكن ملاحظتها في اي مشروع تم التخطيط له باسلوب علمي او حتي بدون اسلوب علمى ولكن المشروع تلاقي النجاح والنمو والتقدم ومثال لذلك للتوضيح يبداء اي مشروع او اي بناء اولا وقبل كل شي بتحديد الاهداف بدقة فلو اردنا نباء مصنع يجب ان نحدد نوع المنتج وتكلفته المتاحة والهدف من الانتاج سواء الربح او الخدمة العامة والبيئة المستهلكة المتوقعة والوقت المتاح والتوقع المستقبلي للمشروع ووضعها كاهداف عامة رئيسية ونبداء في التخطيط لتنفيذ المشروع بناء علي البيانات ونظم التخطيط المستخدمة ثانيا تقوم مجموعة الادارة او المدير بتطبيق الاجراءات والوسائل والنظم والبرامج التي تم التخطيط لها واعدادها لتمكنا من تنفيذ وضبط البناء والتشغيل والانتاج والتطوير والسيطرة علي العمل والعاملين والمنتج والبناء وتصحيح الاخطاء والانحرافات وتلافي العيوب اثناء البناء والعمل وتوقيع العقوبات او الغرامات علي المقاولين او الموردين المخالفين والزامهم باصلاح العيوب والاخطاء وتحسين الاداء والتأكد من مطابقته للشكل المتوقع والمعياري في مرحلة التخطيط ثالثا اعداد التدريب والتاهيل والدورات والمؤتمرات واللقاءات اللازمة لاكساب وتعليم الافراد جميع الخبرات اللازمة لاداء وظائفهم وطبق لما هو مخطط لتحقيق الاهداف والتأكد من قدرتهم علي ممارسة العمل المخصص لهم ومعرفتهم وتوقعهم الكامل لطبيعة الوظيفة وامتيازتها ومشاكلها ومتاعبها وفوائدها لهم شخصيا وربط فائدتهم الشخصية بكفاءة الاداء وتحقيق اهداف المصنع العامة والفرعية رابعا بدء العمل وممارسة الوظائف المختلفة طبق للشروط والخصائص والاجراءات المخططة والتي تم التاهيل لها وتحت سيطرة وضبط مجموعة الادارة او المدير للمشروع كلا في مجال اختصاصة وطبق لبرنامج العمل الموضوع لتحقيق الاهداف في مرحلة التخطيط خامسا يقوم المدير بتشغيل او تفعيل برنامج المراقبة الموجهه لتحقيق اهداف المشروع وقد يمارس هذا البرنامج بنفسه نظرا لانه احرص الافراد علي تحقيق الهدف من المشروع والمراقبة تمكن مدير المشروع من اكتشاف اي عيوب او خلل او فساد او اخطاء قد تظهر اثناء العمل في الوقت المناسب مع بداء ظهورها وبذلك يتمكن من تصحيح الاخطاء وتقليل الخسائر وحتي يتمكن المدير من تصحيح العيوب والاخطاء يقوم بجمع جميع البيانات الخاصة والمرتبطة بمكان وزمن وطبيعة العيب او الخلل وينقله او يكلف به نظام او برنامج خاص يسمي برنامج التقويم فيقوم هذا البرنامج بمقارنة السلوك المعياري او الشكل القياسي للاجراء محل الشكوي بالسلوك او الشكل الفعلي لها وينقل البيانات والمعلومات الي المرحلة الاوالي وهي التخطيط والتي تقوم بعمل الدراسة والتحليل وتصميم الاجراءات اللازمة لتصحيح الخلل وتدفعها لبرنامج التقويم الذي يقوم بتطبيق الاجراءات الجديدة وتجربتها ومتابعتها وتحليلها للتأكد من عدم تأثيرها السلبي علي باقي انظمة العمل وملائمتها للنظام وتحقيقها للاهداف وتغلبها علي الخلل وفي حالة وجود اي مشاكل جديدة يقوم برنامج التقويم بدفعها مرة اخري الي المرحلة الاولي التخطيط لاعادة الدراسة والضبط وهكذا حتي يتأكد برنامج التقويم من تمام الاصلاح فيقننها ويعممها علي النظام ككل وتنتهي المشكلة ومن الجدير بالذكر ان برنامج التقويم يبداء مع المشروع وينمو بنموه ولا ينتهي الا بنهاية االمشروع وفي حالة التخطيط العلمي واستخدام برنامج التقويم المرتبط بالاهداف الرئيسية تنخفض فرص الفشل او المخاطرة بالمشروع الي اقل معدلاتها فالتقويم مهمته تصحيح عيوب التخطيط الجيد والعلمي ............ ومن هذا المثال يتضح ان الاقسام الرئيسية للمنهج الاجتماعي هي عباره عن الاقسام الرئيسية لفن الادارة والتخطيط بالاهداف وللاهداف ووضح منها مهمة كل قسم بشكل عام واذا ما ربطنا بين ادارة المجتمع لتحقيق اهدافه وادارة اي مشروع يمكن سهولة فهم مكونات كل قسم من الاقسام علي حدي ومهمة كل عنصر من العناصر المكونة للقسم و يمكن اكتشاف واستنتاج ان اهمال او خلل اي عنصر من عناصر النظام بدون وجود رقابة ونظام تقويم هو السبب الاساسي لفسل اي نظام عمل .
1. اهداف المجتمع والتخطيط :
تستمد المجتمع اساسا اهدافه من الفرد ولذلك يجب ان تكون اهداف المنهج الرئيسية عبارة عن مجموعة الاهداف الفردية والمشتركة بين جميع عناصر المجتمع والتي لا يسمح ولا يجوز لاي هدف فرعي اخر ان يؤدي الي عدم تحقيقها او تعطيل تطورها وتقدمها او تغييرها او تبديلها مهما كانت الاسباب وباي شكل من الاشكال ومن مثل تلك الاهداف الرئيسية ( اشباع الحاجات الاساسية للفرد – اقامة العدل - الحرية في الراي – المساواة – العبادة – حماية الحقوق والاملاك الشخصية – التقدم والنجاح – اصلاح واعمار البيئة – التمتع بالنعم والموارد الطبيعية – تحقيق المنفعة الشخصية وفق المجهود والقدرات الفردية – الانتفاع بجميع الاكتشافات والاختراعات الحديثة – التعليم والتعلم – الامن والسلام ........ الخ ) وهذه المجموعة من الاهداف ومثيلاتها لا يمكن ان تهمل في اي اجراء او تنظيم او برنامج يدار او يطبق من خلال المجتمع ولا يمكن لاي هدف اخر ان يفقدها اولوية التطبيق اويلغيها الا في حالات خاصة وغير متكررة ولفترات محددة ومعلنة وقصيرة جدا وتزول بزوال المسبب لها مثلا في وقت الحرب ولفترتها من الممكن ان يلغي الهدف الامني كهدف اساسي هدف اشباع الرغبة او هدف المنفعة الفردية ولا يمكن ان يحدث هذا الا في زمن الحرب............ ولا يجوز باي حال من الاحوال ان تلغي الرغبة في تحقيق هدف فرعي ايا من الاهداف الرئيسية ومثال ذلك لا يجوز في سبيل تحقيق زيادة الموارد او التقدم الاقتصادى ان نقوم بتعطيل المساوة او حماية حقوق الغير او تغييب العدل .
وتقسم الاهداف الي مستويات حسب اولاوية التطبيق ( اهداف رئيسية – اهداف عامة – اهداف تخصصية – تخصصية عامة - اهداف فرعية – اهداف فرعية صغرى ) وتقسم الاهداف حسب اولوية التطبيق في داخلها الي ( اهداف قصيرة المدي – اهداف بعيدة المدي ) وايضا لا يجوز ان تمنع الرغبة في تحقيق هدف قصير المدي من تحقيق هدف بعيد المدي .
وتنقل هذه الاهداف الي مجموعة خاصة من افراد المجتمع لهم القدرات التخطيطية لتحويلها الي نظم وبرامج واجراءات وقوانين ومهام ووظائف وتكاليف ومقاييس ومعايير ووسائل ومطالب وتوقعات و,,,,,,, الخ ونصل في النهاية الي ان اقل هدف وهو( الهدف الصغير قصير المدي ) كالقضاء علي ظاهرة معينة مثل ( الزواج العرفي)
قد وضع له برنامج بتطبيقه يحقق هذا الهدف وتحتوي هذا البرنامج علي ( اجراءات وقوانين ولوائح ووسائل حديثة وربط ببعض الوسائل المحققة لاهداف اخري مثل التعليم وتم تخصيص افراد ونظم مراقبة وبرامج ضبط ) الا ان كل هذه المكونات لايمكن ان تتعارض مع الهدف الاساسي المصممة من اجلة ولا يمكن ان تتعارض مع بعضها البعض ولا يمكن ان تعيق تنفيذ هدف اعلي منها في تسلسل الاهداف لاي سبب وباي شكل .
وبعد استكمال التخطيط وتصميم النظام الاجتماعي الذي سيلتزم به جميع العاملين بالمجتمع ويحقق لهم امالهم تاتي مرحلة تطبيق النظام الاجتماعي
2. الضبط الاجتماعي والسيطرة علي السلوك :
ومن المعروف او المتعارف عليه ان النفس البشرية الحرة الغير مراقبة اامرة بالسوء وكذا المال السائب يعلم السرقة وكذا هناك اختلاف بين الافراد في القدرة والاستعداد ومثال ذلك اذا كلفت اي مجموعة من الافراد لتنفيذ بعض الاعمال لك وفقط حددت لهم الهدف دون متابعة منك ومراقبة وسيطرة علي التكاليف تكون النتيجة انخفاض مستوى الاداء عن المتوقع وكذلك زيادة التكاليف وربما حدوث اخطاء تؤدي الي الاضطرار لاعادة العمل مرة اخرة وكل هذا فقط لغياب المتابعة والسيطرة علي الافراد .
وكذلك المجتمع اذا ترك لكل فرد حرية الاداء لواجباته التي فرضها عليه المجتمع تعرض الاداء الجماعي والهدف الاساسي للفشل .......... ولذلك فمن المكونات الاساسية للنظام الاجتماعي تواجد برنامج واجراءات ووسائل يمكن من خلالها ضبط سلوك الافراد والسيطرة علية بحيث لا تترك الافراد للتصرف طبق لاهوائهم الشخصية فيما له علاقة واثر علي المجتمع ...... وهنا لنا مفهومان هما الضبط السلوكى والسيطرة السلوكية .
ولتفهم الضبط والسيطرة يجب اولا ان نحدد من هم الافراد التي تمارس معها تلك البرامج وكيف يتم تحديدهم ....... تمارس تلك البرامج علي جميع افراد المجتمع بطريق غير مباشر بواسطة مجموعة القيادة والادارة الاجتماعية ومن خلال مرحلة التنشيئة او التربية الاجتماعية .... الا انها تمارس بشكل مباشر علي مجموعة المخالفين او الغير قادرين علي ممارسة حياتهم ووظائفهم الاجتماعية كما هو متوقع لهم لاي سبب من الاسباب اذا فهذه البرامج وضعت خاصة للمخالفين والهدف الاساسي منها هو مساعدة الفرد علي تحسين الاداء والسلوك وليس العقاب او التعذيب او تخليص المجتمع منه مهما كانت درجة المخالفة واثارها علي المجتمع الا في حالات خاصة جدا كان يكون سبب المخالفة مثلا عدم قدرة الفرد علي الاداء نظرا لمرضه مرض معدى ومميت ففي هذه الحالة يجب عزله عن المجتمع بجميع الوسائل الممكنة الامنة وبالطبع تلك حالات شاذة ونادرة الا ان اساس الهدف منها هو مصلحة الفرد المخالف ......... ويتم تحديد المخالفين عن طريق النظام الرقابى ( الرقابة الاحتماعية ) والمرتبط بنظام تقويم قادر علي توجيه الفرد المخالف للجهة والوسيلة المناسبة لمساعدته علي الاصلاح وقد يوجه الفرد المخالف للعقوبة القانونية او لاعادة التاهيل والتعليم او الغرامة المالية او التكليف باعمال اضافية او بتخفيض عضويته الاجتماعية او بالعزل المحدد المدة عن المجتمع وفي كل الاحوال يمارس المجتمع علي الفرد مراقبة شديدة ومساعدة وسيطرة ومتابعة وتقويم طوال مدة الضبط وتتم السيطرة من خلال المتابعة المستمرة وعدم السماح للفرد بالشعور بالسعادة والتمتع السلوك المخالف او المنحرف في وقت وبعد حدوث المخالفة والسيطرة علي السلوك هي ناتج احساس الفرد بالمراقبة المستمرة وعدم القدرة علي المخالفة خوفا من اكتشاف الامر وكذالك التقييم المستمر لكفاءة الاداء بحيث يشعر الفرد بان الاهمال لا يعود بالضرر الا علي نفسه لانه اما يؤدى الي اعادة العمل مرة اخري او الحرمان من الاجر علي العمل او الخسارة المادية له .... وهذا ما يسمي بالخوف المستحسن او الحسن وهو الخوف من العقوبة او الضرر الناتج من المخالفة وهذا النوع من الخوف لا يتولد ولا ياخذ مكانه في النفس الا بالايمان والاعتقاد الغير مشكوك فيه بقدرة المجتمع علي الاكتشاف الفوري والفعال للمخالفات وقوة وصرامة وعدل تطبيق القانون وسرعته وعدم قدرة اي فرد علي الهرب منه .
والضبط الاجتماعي هو عملية سرعة الاكتشاف واعادة التاهيل وكمثال اذا اكتشف عامل في مصنع غير كفء يتم عقد دورة تدريبية لرفع كفائته كنوع من انواع الضبط وقد يتم دراسة حالته فيجد المسؤؤل ان سبب الضعف هو قلة الحوافز فيصرف حافز عمل له كنوع من انواع الضبط او يكون السبب هو عدم قدرة صحية فيقوم المدير بتغيير الوظيفة له بعد تاهيله للوظيفة الجديدة كنوع من انواع الضبط وقد يكتشف المدير انه اهمل في العمل بدافع شخصي فيوقع عليه العقوبة او الغرامة كنوع من انواع الضبط الاجتماعي والهدف منه هو اصلاح الفرد المحقق للهدف ..... ومن هذا المثال يتضح ان الضبط الاجتماعي له وسائل ونظم وطرق متعددة والهدف منها هو مساعدة الفرد علي الاصلاح وضبط السلوك سواء برغبتة بعد تحفيزها او بارغامه علي الاصلاح ........... اما وان قام مدير العمل بفصل العامل المخالف واستبداله باخر فهذا يدل علي ان الفرد نفسه ليس هدف ولا يمثل هذا المصنع منهج اجتماعي ولا يشترك في تطبيقه وان الهدف الوحيد للمدير هو تحقيق الربحية الاقتصادية كهدف اقتصادي دون ربطه بالاهداف الاجتماعية .... وبالطبع لكل مجتمع وسائل واهداف وطرق للضبط والعامل المفصول قد يكون فصله هو الدافع للاصلاح في مصنع اخر لتولد الخوف المستحسن وتأكد الفرد من عدم قدرته من الهرب بمخالفته .
وكذلك فان اختبارات القدرات والخبرة قبل ممارسة اي عمل او وظيفة او دور اجتماعي تعتبر من وسائل الضبط الاجتماعي لانها لاتسمح بممارسة العمل او الوظيفة الا بعد التأكد من قدرة الفرد علي ممارسة العمل فهي بذلك تسيطر علي سلوكه وتوجهه لاعادة التاهيل وتمنعه من ممارسة ادوار فاشلة وما يترتب عليها من خسائر .
وكذلك الشروط والتوصيف الوظيفي والنفعي والخدمي وتحديد الحقوق والواجبات والتأكد من كفاءة اداءها تعتبر من وسائل الضبط السلوكى .
اذا فالهدف الاساسي من نظم الضبط والسيطرة السلوكية هي مصلحة الفرد وتقييمه وتقويمة وتوجيهه لاداء الادوار والوظائف في حدود قدراته وبما يحقق له النجاح ويساعده علي التميز والتمتع والسعادة ويحفزة علي الانتاج والعطاء .
ومن اهم الشروط المنهجية لنظم الضبط والسيطرة السلوكية ان تكون موجهه اساسا لمساعدة الفرد المخالف وضبط سلوكه بما يحقق اهدافه الفردية ولا يخل او يؤثر بالاهداف الاجتماعية وكذلك ان تتصف النظم بالواقعية والارتباط بحدود الاهداف الاجتماعية والعدل في التطبيق والقوة في الردع والمساواة في الاداء والمعيارية والقياس السلوكى وتوافر المرجعية العلمية والتفهم والاشتراك الجماعي في تطبيقها والبعد عن العواطف والاهواء الشخصية للقائمين عليها .
3. التنشيئة الاجتماعية :
نظرا لان حياة الفرد العملية فترة محدودة فلا يمكن لمجتمع القيام والاعتماد علي الجيل الاول له ولذلك فالمجتمعات جميعا وتلقائيا لها القدرة علي نقل الخبرات وتعليم الافراد والجيل الجديد كل ما يلزم لاقامة المجتمع واستمراره ... كما تتوقع جميع المجتمعات وتستعد لاستقبال افراد جديدة دائما عن طريق الهجرة او الاستقدام او الزيارة او التوظيف ...لخ من اسباب الاضافة البشرية .. ولهذا السبب لابد من تواجد برنامج يمكن من خلال ممارسته نقل تلك الخبرة في اسرع وقت وباعلي كفاءة ممكنة وباقل التكاليف .
ومن ذلك فيتضح ان مفهوم التنشيئة الاجتماعية هو اسلوب المتبع في المجتمع لنقل الخبرات المفيدة والمحققه لاهداف المجتمع الي جميع الافراد الموجودة به لاكتساب صفات المجتمع ويتمكن الفرد من التعايش والحياة به والنجاح والسعادة .. ويتضمن ذلك تاهيل الافراد لممارسة ادوارهم الاجتماعية ووظائفهم وواجباتهم .
وابسط صورة لهذا المفهوم واهمها هو النظام او البرنامج التعليمي بالمجتمع ولكن كما اوضحنا من قبل فالخبرة لا تنتقل بالتعليم فقط ولا يمكن الاعتماد علي ذلك لاعداد مجتمع ولهذا اتسع مفهوم التنشيئة ليتضمن داخله جميع المواقف التي تنتقل فيها الخبره ونظمها ووضع البرامج المناسبة لها ومن مثل ذلك وضع المنهج في اعتباره الخبرات التي يكتسبها الفرد من خلال المنزل والاسرة فصمم برنامج تاهيلي كامل لاعداد الوالدين لممارسة تنشيئة الاطفال وساعدهم ومدهم بالوسائل والخدمات والخبرات اللازمة لذلك وكذلك وضع نظم الدورات القصيرة والطويله اللازمة لتاهيل العاملين والاضافات الاجتماعية الجديدة لممارسة ادوارهم وكذا وضع برامج لتاهيل المتقاعدين لممارسة حياة فاعله بعد التقاعد وكذا وضع الاعلام كوسيلة تاهيلية وتعليمية لافراد المجتمع تحت السيطرة والتوجيه لنقل الخبرات المفيدة وكذا يوفر المجتمع جميع الوسائل المتاحة ويضع في اعتباره جميع المواقف التي يمكن من خلالها اكساب الخبرات الموجهه لاهداف محددة لافراد المجتمع وحسب الدرجة المطلوب التاهيل لها .
ومن خلال برامج تاهيل الافراد لممارسة الادوار الاجتماعية يقوم برنامج التاهيل بقياس استعداد الفرد وقدرته ورغبته في اكتساب الخبرة المطلوب نقلها اليه ومن نتيجة هذا القياس تقوم البرنامج بتقوية رغبة الفراد المناسب لاكتساب الخبرة وممارسة نقل الخبرة اليه اما الفرد الغير مناسب يقوم البرنامج بتوجيهه لاكتساب مجموعة من الخبرات الاخري المناسبة بعد تحفيزة وترغيبه بجميع الوسائل في اتجاه هذه الخبرة ثم ممارسة نقل الخبرة له ثم تقييم الخبرة المكتسبة وقدرة الفرد الجديدة بعد اكتساب الخبرة علي ممارسة الدور المعد من اجله بكفاءة عالية وبذلك يقل عدد او معدل الفشل وضعف الكفاءة في ممارسة الافراد لادوارهم وواجباتهم وتتحقق منظومة التنشيئة الاجتماعية .
ومن المهم هنا الاشارة الي ان المدرسة ومناهج التعليم وعلم النفس التعليمى له من البرامج المقننة والممنهجة والعلمية ما من شأنها تحقيق جميع الاهداف التعليمية باعلي كفاءة ممكنة والتي لا تعترف بفشل الطالب طالما سمح له البرنامج التعليمى بحق اكتساب الخبرة والتي تم قياس استعداده وقدرته لاكتسابها من قبل ويرجع الفشل الي احدي مكونات المنهج عدا الطالب ولتوضيح هذا اذا التحق طالب ضعيف الجسم او مريض باحدي الكليات الرياضية ولم يستطيع اكتساب الخبرة لمرضه فالسبب هنا ليس لان الطالب فاشل او منحرف سلوكيا لا ان السبب الاساسي للفشل هنا في برنامج القبول الذي قام بقياس قدرته واستعداده وصرح له ببدء البرنامج الدراسي واما اذا كان الطالب صحيح ومعافي وقادر علي اكتساب الخبرة وفشل فالسبب ايضا في المنهج التعليمي المتبع او احدي اجزائة كخلل في المقررات الدراسية او خلل في تأهيل المعلمين نتج عنه عدم قدرة علي ممارسة وظيفة او دور المعلم اوخلل في برامج التقويم والاختبارات او خلل في الوسائل التعليمية المستخدمة او خلل في الجهاز الاداري للعملية التعليمية ولتوضيح ذلك ايضا اذا سمح الجهاز الاداري بتغيب الطالب عن المحاضرات او التدريب وغابت الرقابة ولم يعاقب او تمارس عليه اي وسائل ضبط وسيطرة ادارية وتعدي بذلك التغيب عن مواقف اكتساب الخبرة وسمح له بعد باجتياز اختبارات التقييم وفشل فالسبب الاساسي هنا هو سوء الادارة لانه اذا تدخلت الادارة بشكل مسيطر وفعال في المرة الاولي للغياب والتزمت بعددالمرات المسموح بها والتي لا تخل باكتساب الخبرة لكان الطالب ارتدع والتزم ولو حتي بتدخل ولي الامر او المسؤل عنه لارغامه علي الالتزام وحتي في حالة عدم الالتزام فمن المفروض علي الجهاز الاداري منع الطالب من التقدم للاختبار طالما تأكد لهم عدم اكتسابه الخبرة المخططة من خلال المنشاة لانه بفرض ان الادارة سمحت له بالاختبار وتمكن من النجاح في الاختبار فربما يكون ذلك لعيوب في الاختبار نفسة وليس لقدرة الطالب وقد يحصل بذلك علي تصريح بممارسة عمل او دور هو اساسا لم يكتسب جميع الخبرات اللازمة له فيصاب بالفشل بعد ذلك وتتعاظم الخسائر..... وبذلك فالتعليم كاساس لتكوين الفكر والتاهيل لممارسة جميع الادوار الاجتماعية بنجاح ورقي المجتمع يحتاج الي اصرار والتزام وعزم علي تطبيق المنهج التعليمى وتفهمه علي جميع المستويات ويحتاج في بعض المجتمعات الي قوة ارغامية شديدة لاجبار المجتمع علي الالتزام الدقيق بجميع عناصره ووسائله واهدافه صغيرة وكبيرة بعيدة المدي او قصيرة المدي واضحة المعني او غامضة فما قرره المخطط للمنهج التعليمي واجب اللالتزام ولكل فرد من القائمين علي العمل التعليمي صلاحياته لا يتعداها وواجبات يلتزم بها وبكفائة اداءها .
والاهداف التعليمية والتي هي اساس البرامج التعليمية يجب ان تتماشي مع احتياجات المجتمع واهدافه العامة بشكل اساسي ولا يصح باي حال من الاحوال ان يكتسب الطالب خبرة مرفوضة اجتماعيا من خلال العملية التعليمية مثل ذلك كان يكتسب الطالب خبرات ايجابية قوية في الجبن او الكذب او السلبية او الغش او التحايل علي القانون والنظم او النفعية ....الخ
4. الادوار الاجتماعية :
وسبق التعرض لها في موضوع الفرد الا انه هنا يجب الاشارة الي ان الدور الاجتماعي هو الموقف الوحيد الذي يظهر فيه تحديد الواجبات التي يلتزم بها افراد المجتمع والتي تم تاهيلهم من اجله والتي تظهر فيها القدرة علي قياس السلوك ومعايرته وتحديد الحد الادني والجد الاقصي المسموح به لكفاءة الاداء .... وهذا الاداء مرتبط بثواب وعقاب وترقي لعضويات اجنماعية مختلفة ومميزات وقدرة علي تحقيق الذات والاهداف الفردية والشخصية للفرد وزيادة مقدار التمتع والسعادة بالحياة .
5. الرقابة والتقويم :
وايضا تم التعرضلها في موضوع الفرد الا ان التقويم يجب الاشارة الي انه وان كان له نظام عام في المنهج الا انه لا بد ان يتفرع ويرتبط ويتواجد كعنصر منفصل بجميع اقسام وعناصر ومكونات وبرامج المنهج الاجتماعي .... فاي عمل او ممارسة لعمل او فعل بدون تقويم ونتائج وبيانات ومعلومات واعادة تخطيط لممارسة العمل في كل مرة يصيب العمل بالروتينية ويفقدة قيم السيطرة والرقابة ولا يمكنه من التطوير والتقدم وحتي وان صمد لبعض الوقت الا انه لا بد له من الانهيار والسبب الوحيد هو غياب التقويم وعلي العكس من ذلك اي عمل سيء التخطيط والبناء ويلتزم بنظام التقويم لا بد له من النجاح في نهاية الامر لان التقويم له القدرة علي تصحيح جميع اخطاء التخطيط
واعادة التخطيط الفعال في كل مرة ممارسة للعمل
لم اقم بمحاولة تقديم توصيات او مقترحات او ما شابه ذلك في مثل تلك الكتابات حتي يعتمد القارئ علي تخيله وتفهمه للموضوع واستكشاف الوسائل والطرق التي يجب تطبيقها لتحسين وتطوير المنهج الاجتماعي والحياة بصفة عامة

اولي العلم و العلماء و المنهج الاجتماعي

بقلم : اسامه قراعه
اولي العلم والعلماء :
كما زكرنا من قبل فالمجتمع يتكون اساسا من مجموعة افراد تختلف في قدراتها واستعدادتها الفردية ولها مجموعة من الاهداف المشتركة ومعايير سلوكية محددة ولكل منهم دور او ادوار اجتماعية تختلف باختلاف القدرة والاستعداد السخصي . وتهتم المناهج الاجتماعية جميعا ببعض هذه الادوار علي انها ضمان استمرار وتطور المجتمع وخط دفاعهم الاول ضد الامراض والظواهر السلوكية ,,, واهتم المنهج الاسلامي علي وجه الخصوص بالعلماء واعطاهم منزلة وتكريم واهمية ميزتهم عن غيرهم من الافراد .
واولي العلم هم افراد من المجتمع الا انهم تميزوا فيه بالاستعداد والقدرة علي سرعة اكتساب الخبرات السلوكية والعلمية والقدرة علي السيطرة علي سلوكهم وتوجيهه لاكتساب المزيد من الخبرات ولهم القدرة علي الربط والفصل بين الخبرات المكتسبة والقدرة علي التوقع والتنبؤ العلمى بالسلوك المتوقع ولهم القدرة علي المقارنة الدقيقة والتفسير والتصنيف والاجتهاد واصدار الاحكام العادلة والصحيحة علي السلوك والحركة الصادرة من الفرد والبيئة والتخطيط لهم والاستفادة منهما والاصلاح في الارض واعمارها وتطويرها . والعالم هو ذلك الفرد الذى توفرت له هذه القدرات ووجهها واستفاد منها واكتسب القدر الاكبر من الخبرات بانواعها في مجال علمه . وسواء مارس هذه الخبرات لتحقيق اهداف فردية او تحقيق اهداف اجتماعية فهو من اولي العلم والعلماء .... والمنهج الاجتماعي لا يترك هذا الفرد دون الاستفادة منه سواء برغبته او بدون رغبته لان العالم في معظم الاحوال لا يصل لهذه الدرجة الا من خلال المجتمع وبذلك يكون ولائه له كما ان حركة حياته مرتبطة اساسا بالتفاعل مع المجتمع وهو اكثر الافراد حاجة لهذا التفاعل ...وفي معظم الاحيان يميز المجتمع هؤلاء الافراد ويساعدهم ويقدم لهم كل احتياجاتهم لتطوير انفسهم وكذلك يعمل المجتمع علي تحقيق اهدافهم الفردية وتيسيرها لضمان استمرار هؤلاء العلماء في مساعدة المجتمع علي تحقيق اهدافه لانهم هم المرجع العلمي الوحيد القادر علي توجيه المجتمع لاقصر طريق لتحقيق الهدف وبذلك يوفر لهم الجهد والتكلفة ويضمن لهم تحقيق الهدف ويقلل نسبة المخاطرة والفشل ...... ومجال العلم والعلوم لا حصر له وبطبيعة الحال لا يمكن الاعتماد علي فرد واحد عالم لجميع العلوم او لعلم واحد ,,,,,ولذلك تلجاء جميع المجتمعات الي البحث والتنقيب عن الافراد التي تتوفر لهم الاستعداد والقدرة والرغبة للتفوق وبلوغ درجة العالم وتبداء في مساعدتهم وتحفيزهم وتاهيلهم لممارسة هذا الدور ليس رغبة من المجتمع في تمييز فرد عن اخر ......فقط لان المجتمع تلقائيا يعلم انه كلما زاد عدد العلماء به زاد احتمال تطوره وازدهاره وزادت قوته ووجد التنافس الايجابي وكذا استقر حال المجتمع وقل احتمال تأخره او ضعفه .,,,,,ولكن هل كل العلماء او كلما زاد عدد العلماء كانوا قادرون علي ضمان تقدم المجتمع ؟؟ وهنا يجب الاشارة الي ان العالم هو انسان مثل باقي افراد المجتمع له فردانيته وله هواه النفسي وشرط نجاحه في تحقيق التقدم هو الاخذ باسباب النجاح واتباع منهجه العلمي دون تحريف او تبديل او تغيير حتي ولو كان علي حساب رغباته الشخصية واهدافه ,,, كما وانه هو المرجع الوحيد للمجتمع فان حرف او خالف منهجه متبع هواء نفسه او لاي سبب كان سبب مباشر في ضلال وضياع المجتمع ومنع عنه الرقي والتقدم وانحرف به عن السلوك المتوقع رغم غزارة العلم والخبرة التي يحملها والتي ان طبقها كما ينبغي لها لحافظ علي سلوك المجتمع علي الطريق المستقيم للتقدم ,,,, وهنا لا ينبغي للمجتمع اتباع كل عالم الا بعد ثبوت الصفات الاساسية للقيادة والتي تتمثل في التزامه بالصدق والامانة والعدل وايثار الغير والبعد عن هوى النفس والذاتية والحكمة والصير والقدرة علي السيطرة علي النفس والغير,,,, وهذه الصفات يختبرها المجتمع بطرق شتي ويراقبها بصفة مستمرة في العالم وان زل العالم في احداها قلت مكانته في المجتمع وضعفت قدرته علي توجيهه . .... واولي العلم هم مصدر الفكر والتخطيط للمجتمع ككل وهم ممثلين المجتمع في التفاعلات الخارجية مع المجتمعات الاخري .... واولي العلم هم القدوة لجميع افراد المجتمع والمصدر الوحيد لتنمية العقيدة والدوافع وتقييم وتقويم السلوك والتنبؤ به ولذلك فلا يمكن اعتبار اولي العلم في حالة الانحراف السلوكي كفرد عادى من المجتمع لان انحراف الفرد العادي يودى الي تواجد فرد واحد منحرف في المجتمع تعود جميع تبعات مخالفته السلوكية علي نفسه واما العالم اذا ما انحرف بسلوكه فيودى ذلك الي انحراف عشرات او مئات من افراد المجتمع وحتي ان استطاع العالم من السيطرة علي سلوكة المنحرف وتعديله الا انه من الصعب التاكد من السيطرة وتعديل سلوك جميع الافراد التابعين له فيترك دائما اثار سلبية لانحرافه السلوكى بالمجتمع ... ولذلك فالعالم في اي مجتمع هو المحرك الرئيسي والاساسي لدافعية الافراد وتوجهاتهم وبحسب رغبات الافراد وحاجتهم وعلي سبيل المثال ففي المجتمعات الدينية يكون العالم الديني هو مصدر توجيه الدافعية والسلوك ..وفي المجتمع الراسمالي يكون العالم الاقتصادي هو مصدر توجيه الدافعية والسلوك .... وفي المجتمعات الديمقراطية يكون علماء الاجتماع هم مصدر التوجيه الدافعية والسلوك .. وبذلك تتأثر جميع افراد المجتمع طبق لحاجاته وعقيدته باولي العلم ويؤثروا فيهم ليكون مجتمع ذات طابع ديني او ديمقراطي او اقتصادي او اشتراكي .
ومن التاريخ يظهر بوضوح انهيار الامم السابقة بسبب انحراف العلماء وضعفهم وانشقاقهم علي انفسهم لاتباع كل منهم فردانيته وهوي نفسه والاجتهاد لتكوين اتباع لمنهجه كاولوية اولي تسبق وحدة المجتمع بل وقد تفرقه.... ورغم ان الله عز وجل اعطى اعظم الامثال التوضيحية وبواسطة الانبياء انفسهم ليبين للعلماء وللناس جميعا اهمية الوحدة للمجتمع واولويتها علي اي اهداف اخري .. ومن هذه الامثال عندما عاد سيدنا موسى عليه السلام من ميقات ربه فوجد بني اسرائيل تعبدون العجل وسال اخيه هارون علية السلام "قال يهرون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا (92) الاتتبعن افعصيت أمرى (93) قال يبنؤم لا تاخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي (94) " صدق الله العظيم وفي هذا المثال تجد ان هارون النبي اختار وفضل الوحدة علي مقاومة الضلال واكتفي بالنصح والارشاد ورغم انه كان قادر علي تجميع اتباعه ممن لم يعبدوا العجل ليقاوم هذا الضلال كنبي وهو علي يقين بان الله معه وله الجنة الا انه فضل واعطي الاولوية للوحدة وانتظر حتي ياتي الله بامره علي لسان موسي عليه السلام .... ولانه يعلم ان الله قادر علي حفظ دينه ويعلم مقدار ضعف بني اسرائيل في ذلك الوقت ومقدار معانتهم علي يد فرعون وجنوده ومقدار المغريات في ذلك الوقت وانتشار الضلال في المجتمعات المجاورة لهم وقدر ان الضرورة الاساسية للوحدة وحتي يمهد الطريق لموسي عليه السلام لارشادهم ونصحهم وهدايتهم وهم امة واحدة .... وفي نفس الوقت لم يتوقف عن النصح والارشاد وتجميع الشمل حتي ياتي موسى عليه السلام وينفذ امر الله ولله الامر والحكم من قبل ومن بعد وهو احكم الحاكمين (اسأل الله العلي القدير ان اكون وفقت في ضرب المثل والتشبيه واوضحت مقصدي ولم اتعدي حدودي في الفهم او الادراك وان يغفر لي زلتي يوم الدين ).ومن هذا المثال القراني لا شك ان هارون عليه السلام كان لديه العديد من الاختيارات الا انه فضل الوحدة بين المجتمع عن باقي الاختيارات وبالطبع هذا تدبير رباني وربما يكون الغرض منه هو اظهار اهمية توحيد المجتمعات وخاصة في وقت الضعف وعدم القدرة علي السيطرة علي سلوك الافراد لان اولا الوحدة ثم بها تكون القوة ثم بها تكون القدرة علي التوجيه والنصح والارشاد ثم تأتي بعدها السيطرة علي السلوك في ظل منهج يرضي به جميع افراد المجتمع .فان اتجهت العاماء بانحرافهم ايا كان سببه الي تكوين التكتلات والانشقاق والتفرقة بين الافراد في اي مجتمع كان ذلك من اهم واخطر الاسباب المؤدية الي ظهور الظواهر السلوكية المرفوضة وبالتالي ضعف المجتمع وتفككه وعدم قدرته علي السيطرة علي سلوكة وانشقاقه علي نفسه واتجاهه الي التدمير الذاتي الداخلي نظرا لتعارض الاهداف بين التوجهات الفكرية والعلمية واتباعها. كلا بما يرشده به هوي نفسه دون الاخذ في الاعتبار اهمية الوحدة للمحافظة علي تواجد المجتمع ككل وتوجيهه تدريجيا لطريق الحق الذي لا يختلف عليه احد ... اي الاجتماع علي هدف واحد رئيسي للجميع وهو العيش الامن في سلام مما يعطي الفرصة لكل فرد للتفكير والتدبير لحقيقة خلقه ومهمته في الارض ومصيره بعد الزوال وليعلم الجميع في العالم اجمع ان دين الله الاسلام لا يدعوا الا للسلام لجميع البشر علي الارض

بعض الامراض والظواهر الاجتماعية وعلاقتها بالمنهج الاجتماعي و الرقابة

بقلم : اسامه قراعه
بعض الامراض والظواهر الاجتماعية :
يمكن تقسيم هذه الظواهر الي ظواهر اخلاقية وظواهر ثقافية وظواهر اقتصادية ومن المسمى يتضح ارتباط الظاهرة بالمؤثرات الاجتماعية المثيرة لدافع الانحراف السلوكى بالمجتمع الا ان هذه التقسيمات تبعد بالقارئ عن وسائل واساليب علاج الظاهرة لان الانحراف السلوكى هو ناتج خلل تطبيقي في المنهج الاجتماعي وعلاجه لا يتم الامن خلال تطوير المنهج الاجتماعي ككل ووضع الخطط المناسبة لعلاج الظواهر ومن هذا فالتعرف علي الظواهر يجب ان يتم عن طريق دراسة شاملة لجميع المؤثرات والدوافع الفردية والاجتماعية المرتبطة بالظاهرة وكذلك جميع الخبرات المكتسبة والوسائل والنظم المخططة لضبط والسيطرة علي السلوك المرتبط بالظاهرة وبمعني اخر يجب دراسة الظاهرة والبيئة المحيطة بها والمنهج ككل .وعلي سبيل المثال
الطلاق
وقد تكون تلك الظاهرة ناتجة من الحالة الاقتصادية او بفعل المثيرات الاخلاقية او بفعل الحالة الثقافية او الحالة العقائدية او الحالة الامنية ....الخ وبالطبع علم الاحصاء والدراسات الاجتماعية قادرة علي اعطاء معدلات واماكن تواجد الظاهرة في المجتمع... وايا كانت المثيرات والدوافع والدلائل الاحصائية يجب ان ننظر للظاهرة من منظور ارتباطها بالمجتمع واهدافه .... فهذه الظاهرة مرتبطة ارتباط وثيق بعنصر من عناصر المنهج الاجتماعي وهو الدور الاجتماعي الذي تسعي جميع المجتمعات لتاهيل افرادها لممارسته بنجاح لتحقيق امال المجتمع .... وعندما يفشل هذا الدور كحالة فردية يعتبر انحراف عن توقع المجتمع واهدافه وعندما تتعدد الحالات تصبح مرض سلوكى وعندما تتعدد وتتكرر تعتبرظاهرة اجتماعية كما سبق وعرفنا الظواهر الاجتماعية ... وهنا ننظر لاسباب الظاهرة كما قدمتها لنا الدراسات الاحصائية ولنفرض اان الاحصائيات اوضحت ان الظاهرة تتواجد في المسلمون وتزداد كلما ارتفعت الحالة الاقتصادية ومنتشرة في العاصمة واسبابها اختلاف الطباع والتعليم بين الزوجين واختلاف الرغبات والتوجهات وخلل اخلاقي وعدم التوافق في العلاقة الجنسيه وبخل الزوج وانحراف الزوج وصعوبة الاقامة مع احدي الوالدين وتدخل الغير بالمشاكل الزوجية ووووو.....الخ كل هذه المعطيات ليست الا محددات لوضع خطة لتقويم الظاهرة وعلاجها ولكن كيف يتم العلاج ؟؟
طالما نحن بصدد ظاهرة مرتبطة بالسلوك الاجتماعي او الفردي يجب ان نضع في اعتبارنا ان السلوك ما هو الا حركة تعبيرية تصدر من الفرد كاستجابة لمثير ما و تتحكم فيها مجموعة من الخبرات المكتسبة او هي رد فعل لفعل معين وفق لخبرات الفرد المرتبطة بالفعل نوضحها اكثر بالمثال اذا دخلت اذا صادفك غريق وانت سباح ماهر فقد تهب لانقاذه كرد فعل طبيعي تحكم اختيارك السلوكى خبرتك السابقة في مجال السباحة ... وان لم تكن لديك تلك الخبرة كان من الممكن ان يكون رد فعلك هو سرعة طلب المساعدة .. وان كنت سباح ولست ماهر في الانقاذ ولك تجربة سابقة كادت تردي حياتك فاكتسبت منها خبرة سلبية بعدم التدخل مرة اخرى في مثل تلك المواقف ايضا يكون رد فعلك هو طلب المساعدة ..اذا رد الفعل السلوكى او الاستجابة السلوكية تتفق مع قوة الخبرة المرتبطة بالموقف والمحركة للدافعية .
وبالعودة للسلوك المرفوض وهو الطلاق يجب ان ننظر له عل انه رد فعل او استجابة لمثير ما وفق لخبرة سلوكية تحكمت في توجيه الدافعية لاتخاذ قرار هذا السلوك .... ومن هنا نلاحظ ان جميع حالات الطلاق لابد ان تشترك في تلك الخبرات المكتسبة والمحركة للدافعية لاتخاذ هذا القرار ويكون السؤال الاهم والفاصل هو اين ومتي اكتسب الفرد تلك الخبرة القوية القادرة عل اتخاذ هذا القرار؟ وبالبحث ربما نجد بعض الاجابات المحددة مثل من خبرات الاخرين المسموعة في الحالات المشابهه او من الاجتهاد الشخصي او... او... الا اننا لن نجد خبرة سلوكية واحدة يكتسبها الفرد من خلال المنهج الاجتماعي ايا كان المجتمع تدفع الفرد الي الزواج والطلاق !!!!!!!!!!!!!!!!!
سوال اخر متى يتم الطلاق ؟ الاجابة بعد الزواج ..... كيف يتم الزواج ؟ الاجابة بطرق عديدة ....هل تم قياس الاستعداد والقدرة للزوج والزوجه وهل تم تاهيل الزوج والزوجة لممارسة الادوار الاجتماعية المترتبة علي الزواج تاهيل كافي لاكسابهم الخبرات اللازمة لممارسة هذه الادوار بنجاح ؟؟؟؟؟ لاننا هنا وبكل بساطة في حالة فشل دور اجتماعي !!!
وليس المقصود بهذا السؤال هو ان يلتحق كل فرد يريد الزواج بمعهد تعليم زواج او ماشابه ذلك رغم انه ان استطاع المجتمع انجاز ذلك فلا ضرر. الا ان المقصود ايضاحه هنا ان دور الزوج والزوجة هو دور حيوى واجتماعي وغريزى فلابد اذا اراد المجتمع ان يستفيد به ان يوهل الافراد تاهيل كافي له .... ولنفرض فرض اذا استطاع المجتمع تعليم افراده عدم ربط الاشباع الغريزى بالزواج بمعني الا يكون الهدف من الزواج الاشباع الجنسي لانه اولا واخيرا فهو موقت وزائل وعلم الافراد متطلبات الحياة الزوجية بمعني الحقوق والواجبات وعلم الافراد متاعب الحياة الزوجية ومشاكلها المتوقعة وعلم الفراد مميزات الزواج وكيفية التمتع به وعلم الافراد كيفية التخطيط والتوقع واتخاذ القرارات المرتبطة بالحياة الزوجية ....... ثم علمهم الاسس العلمية لاختيار الزوج والزوجة وتوقع التوافق بينهم واساليب تحديد وقياس واختبار الصفات المطلوبة او المرغوبة في الزوج والزوجة واتاح لهم الفرصه والوسائل اللازمة للتعرف علي الخبرات السلوكية المكتسبة من مشاكل الاخرين وعلمهم اسس اتخاذ قرار الزواج بحيث لايكون القرار مبني علي اندفاع عاطفي اوغريزى او مادي اوعائلي فقط ويتغاضي عن باقي مكونات اتخاز القرار .... ويعلمهم كيف تبداء فترة الاختبار بعد الزواج والتاقلم والتالف واعتبارها الفترة الوحيدة التي من الممكن او يجوز فيها الطلاق لان بعد تلك الفترة سينتقل كلا منهم الي دور الابوة والامومة وفي حالة الطلاق سيظلم بينهم اطفال وكذا قرار الانجاب له توقعاته واستعداداته ومسؤلياته ...... الخ ومن هذا الفرض اذا توصل المجتمع الي هذا المفهوم وقام بتاهيل افراده قبل سن الزواج بوقت مناسب واكسبهم الخبرة اللازمة وفرض ولو اختبار او حضور محاضرة او شهادة تاهيل لدورة قصيرة او فرض علي كل ماذون بعض الكتيبات المسموعة او المقروه يصرفها لطالبى الزواج والتاكد من قراءتها او سماعها ....... لن نجد بعد اكتساب تلك الخبرة من اكتشف بعد الزواج والانجاب بان زوجته مصرفة او هو بخيل او نسمع من احد انا لم اكن اتخيل ان وزنها زاد هكذا او اصل شكلها تغير او هى مش قادرة تعيش مع ماما كل هذه الاسباب ستختفي لان كل اثنان راغبين في الزواج لهم مسؤل او اخصائي اجتماعي او ناصح او مرشد يجلس معهم ويسألهم ماذا سوف يكون قرارك اذا اكتشفت او اكتشفتي انه او انها ..بخيله ,مصرف, ضعيف, قوي , تخين, رفيع , فقير, غنى ,,, ؟ كيف تتاكد انها او انه سيكون كما تتمنين ؟ بحيث يخلق لديهم الدافعية لتخيل المستقبل والتخطيط له واتخاذ القرار بعيد عن اي مؤثرات او دوافع عاطفية مسيطرة كالحب والجمال والغني والحسب ورغم ان هذه الدوافع مطلوبة الا انها لايجب ان تكون المتحكم الوحيد في القرار ولذلك علي المسؤل عن اتمام العلاقة الزوجية القيام بدور الناصح بمعني ان يتعرف علي اكثر الدوافع التي تدفع كلا الزوج والزوجة الي اتخاذ قرار الزواج ثم يسأل ماذا اذا اختفي هذا الدافع ويحفز الفرد علي تخيل الوضع وتخيل القرار .
وبذلك وفي ظل هذا الاهتمام بالدور واحساس الفرد باهتمام المجتمع الايجابي به ولصالح مساعدتهم في تحقيق اهدافهم وتمتعهم بالدور وحتي ان تم الزواج سيكون قرار الانجاب مؤجل لحين التأكد من تمام التوافق ولن يترك ايا منهم نفسه فريسة لتقاليد او اعراف هدامة مثل الربط بالعيال وقصقصة الريش وما الي ذلك .
ولا يمكن حسم الوضع في هذا التاهيل وفقط لان الاختلاف والطلاق وارد ولاشك وكذا تغير الطباع والصفات البشرية الا ان هذا التاهيل الاجتماعي من شأنه تقليل الخسائر المترتبة علي ظاهرة الطلاق كما من شأنه انهاء الظاهرة وتحويلها الي حالات فشل متوقعة اجتماعيا ومتناسبة مع المعايير الاجتماعية كما من شأنه تقليل عدد الافراد المتضررة من حالات الطلاق .
وليس التاهيل فقط هو العنصر الفعال لعلاج الطلاق بل ايضا القوانين والضبط الاجتماعي والسيطرة الاجتماعية وعلي سبيل المثال وليس الحصر يلجاء الكثير من الرجال للتعدي علي زوجاتهم بالضرب حتي تصبح عادة وبطبيعة الحال لا يلجاء الزوجة للشرطة لعدة اسباب اما انها تتحمل حتي لا يهان زوجها في قسم الشرطة وتنتهي المسألة بالطلاق واما انها لا تثق بفاعلية الجهاز الشرطى نظرا لخبرتها المكتسبة سابقا واما انه هو العائل الوحيد لها وهذا الفعل يحرمها من اعالتها وليس هناك قانون فورى لاجبار الزوج علي اعالة الزوجة ..... وهناك العديد من الاسباب التي من شانها تحويل الانحراف السلوكى للزوج الي مرض سلوكى تستحيل معه العشرة وبالطبع الحال نفسة مع الزوجة وكذلك الاولاد لا يوجد قانون يحمي الطفل من والدية اذا انحرفوا سلوكيا ولا يوجد قانون يجبر الاب او الام علي رعاية الطفل وتحمل مسؤلية اخطائه وعلي سبيل المثال اذا سرق طفل سيارة والده واصتدم باحدي الافراد او احدث تلفيات عامه فالاب والام غير ملزمين قانونا بدفع التعويضات او اذا ضبط طفل يتعاطى مخدر فالاب والام او ولي الامر لا يسأل عن اهماله وتقصيرة في تاهيل لهذا الطفل وكل هذه الانحرافات والعيوب المنهجية هي احدي اسباب تكون الظواهر الاجتماعية وكذا هي نفسها سبيل العلاج .
الدروس الخصوصية
وظاهرة الدروس الخصوصية هي ظاهرة ايجابية بالنسبة للفرد تدل علي اهتمام الفرد باكتساب الخبرات العلمية اللازمة لحياته وتقويتها والبحث عن مصادر ووسائل المساعده التي تحقق له هذا الهدف وذلك ان كان الهدف منها اكتساب الخبرة وهي ظاهرة سلبية بالنسبة للمجتمع وذلك لانها تدل علي عدم قدرة المجتمع علي تقديم الخبرات السلوكية من خلال برنامج التنشيئة الاجتماعية وبواسطة مناهج التعليم ومؤسساته المخططة لذلك كما انها تدل علي عدم قدرة المجتمع علي تطبيق العدل الاجتماعي حيث ان الدروس الخصوصية تعتبر بذلك وسيلة بديلة للمنهج التعليمى وتؤدي نفس الدور الاانها ليست متوفرة لجميع الافراد لانها تعتمد علي القدرات الماديه وبذلك يفقد المجتمع جزء كبير من افراده الغير قادرين علي اكتساب الخبرة لعدم توفر الامكانيات المادية ورغم ان استعدادتهم وقدرتهم الفردية تؤهلهم للنجاح والارتقاء بالمجتمع ككل وربما النبوغ في مجالات العلم المختلفة وبالاضافة لذلك لم تحتسب الاثار السلبية التى يتركها مثل هذا الحرمان التعليمي الناتج من تفاوت القدرات المادية علي الاساس الطبقي بالنسبة للفرد الغير قادر وشعوره بالانتماء للمجتمع وما قدمه له من مساعدات .ومن هذا التعريف البسيط للظاهرة يشير باصابع الاتهام الي وجود خلل بالمنهج الاجتماعي ككل او احدي اجزائه والتي هي مناهج التعليم كجزء من مكونات المنهج الاجتماعي والتي يؤثر الخلل فيها علي جميع تفاعلات المجتمع وظواهره وليس الدروس الخصوصية وفقط بل تتعدي ذلك بمراحل كثيرة وتصيب المجتمع بكثير من الامراض السلوكية مثل فقد الثقة بالاهداف الاجتماعية وعدم الانتماء والتخلف العلمي وفقد القدرات الابداعيه والتحايل علي النظم والنظرة التجارية قصيرة المدي للاهداف السامية ...الخ وكما قلنا من قبل فظاهرة الدروس الخصوصية هى ظاهرة ايجابية علي المستوي الفردي اذا كان الهدف منها اكتساب الخبرة في مجال معين او بصفة عامة الا انها ايضا تتحول الي ظاهرة سلبية علي المستوي الفردى والاجتماعي اذا كان الهدف منها هو فقط اجتياز اختبار موضوع بواسطة منهج مختل في اساس تكوينه اي ليس له نربامج تقويم يتابع تطوره ويراقب تفاعلاته وفاعليته ويصحح من الاخطاء الموجودة به ..وبذلك يبتعد كل من المدرس والطالب عن الهدف الاساسي من التعليم وهو اكتساب الخبرات المناسبة واللازمة في مجال معين ويصبح الهدف الاساسي هو انسب واقصر اسلوب لضمان النجاح في الامتحان وبعد الامتحان لا يمكن للطالب الاستفادة العملية من الخبرات التي اكتسبها من الدرس او اذا تغير شكل الاختبار الي نظام اخر كان يحاول اجتياز اختبار عملي يفشل او اذا اختلفت شكل الاسئلة يفشل لانه تعلم فقط خبرة اجتياز الامتحان بشكل نمطي مقنن بواسطة المقررات الدراسية المفروضة .
وبهذا يكون السبب الاساسي للظاهرة هو اختلال المنهج التعليمى وهنا يجب ان نسال سؤال .... كيف يختل المنهج التعليمى بعد تخطيطة وتطبيقة ؟ والاجابة كما ذكرنا من قبل ان اي تطبيق لسلوك يجب ان يتبعه رقابة هادفة وفي غياب الرقابة والتقويم تبداء الافراد الممارسين للعمل التعليمى في ممارسة الانحراف السلوكى عن المتوقع حتي تتحول لظاهرة يصعب الاعتراف بها اجتماعيا وهي فساد الادارة التعليمية وتعديل اهدافها بشكل غير معلن فلا تجد مثلا اثر للتطبيق العملي للخبرات ولا الاشراف ولا الانشطة وتكون موجودة اما نظريا او مظهريا ولكنها لا تؤدي الدور المطلوب منها في العملية التعليمية ويكون الهدف الرئيسي للقائمين علي العمل التعليمى اما الراحة لبذل المجهود ليلا في الدروس الخصوصية واما الاهتمام بالنظافة والكشوف واللوحات لتضليل الزائرين واما الاهتمام بالمشاكل الادارية وما الي ذلك ونظرا لغياب الرقابة يتحول الانحراف الي ظاهرة تكون نتيجتها ظاهرة اخري وهي الدروس الخصوصية والتي قد تظهر علي سطح المجتمع وتتداول بين الراي العام لانها مصدر شكوي مادية من الطبقة الغير قادرة علي تكليفها والمهتمة بتنشيئة افرادها ويتم تداول الظاهرة علي انها سبب فشل المنهج التعليمى واتهام المعلمين بالتقصير في العمل من خلال المنهج التعليمى بدافع تحقيق المنفعة الشخصية وبذلك يضلل الراي العام عن سبب الظاهرة الاساسي وهو خلل المنهج التعليمى ويبرر ويعمم الي السبب المجهول والصعب الفهم والاصلاح الا وهو فساد افراد المجتمع وقلة الضمير والصاق المبررات بالصفات الفردية وخصائص المجتمع .
ومناهج التعليم لها من الخبراء ومن الانظمة ومن العلوم الخاصة بها كعلم النفس التعليمى وعلم الاجتماع وعلم النفس الفردي وعلم ادارة وتخطيط المناهج ما من شأنه علاج واصلاح وتقويم الكثير من الظواهر الاجتماعية المرفوضة الا ان لها مكونات وعناصر وشروط خاصة لتطبيقها في المجتمع وهي لا ترتبط في تحقيق اهدافها بالامكانيات المادية الا فيما يخص توفير الوقت اللازم لتحقيق الاهداف ...وكذلك يصعب تطبيقها في مجتمع لا يتعامل مع المفاهيم العلمية لبناء المجتمعات لانها هي نفسها جزء لا يتجزاء من المنهج الاجتماعي والذي يؤثر ويتأثر بها وغلي سبيل المثال اذا تم يطبيق منهج تعليمي دقيق ومتطور وحديث في مجتمع غابت فيه الرقابة التقويمية او الرقابة بصفة عامة ولان القائمين علي العمل التعليمى هم بشر وفي عياب تلك الرقابة ..فقط بمرور الوقت تظهر الانحرافات السلوكية عن المتوقع لهم وتتحول الي ظواهر وتتعدل الاهداف الاجتماعية والتعليمية وتتحول بدورها الي اهداف كاذبة لا يلبس المنهج التعليمى ان ينحرف هو الاخر عن المتوقع له .
ولاصلاح وعلاج ظاهرة الدروس الخصوصية لابد من اعادة تنظيم المنهج التعليمى علي اساس علمي ومنهجى بواسطة متخصصي المناهج وبدون قيود عليهم ......ومن الخطر او من اشد الوسائل المضللة للمجتمع اللجوء الي توفيق وتبديل نظم الاختبارات والامتحانات لتتوافق ورغبات الطلاب لانها تبعد بذلك عن الهدف الاساسي منها ..او اللجوء العشوائي الي الغاء اجزاء من المواد او المقررات الدراسية تسهيلا علي الطلاب او القيام بتوزيع نماذج للامتحانات او ملخصات للمواد بواسطة العاملين الاداريين بالتعليم او المدرسين انفسهم ....او ما الي ذالك من الوسائل التي يلجاء لها المسؤلون لامتصاص غضب الراي العام لانها جميعا ضد مفهوم مناهج التعليم والتقويم بل هي هادمة للمنهج التعليمي وتولد انحرافات سلوكية للطلاب عن ماهو متوقع من خلال المنهج ولا ن من اهداف المنهج في جميع المجتمعات الحديثة هو دفع الدارسين الي البحث والاستقصاء الموجه وتطبيق الخبرات المكتسبة علي شكل ملخصات شخصية وتوقع شكل الاسئلة والاختبارات بصورة سخصية حتي تقوى الاستفادة من تلك الخبرات وايضا ان كان الهدف هو التلخيص فلما لا تكون كل المقررات الدراسية علي شكل تلك الملخصات ونوفر في التكاليف وكذا فان تواجد الملخصات المقننة تدفع واضع الامتحان في كثير من الاحيان الي الاكتفاء بقياس الخبرات المتواخدة بتلك الملخصات طالما ضمن انها وصلت لجميع الطلاب ويغفل الهدف الاساسي من الخبرة ..... وايضا اللجوء الي الغاء اجزاء او جزء من سؤال اشتكي منه معظم الطلاب وليس كلهم لانه فيه ضياع لحق الطالب المتفوق القادر علي الاجابة وكذلك ان دل يدل علي عدم مطابقة الاختبار للمواصفات المعيارية للطلاب وليس له هدف فكل سوال يجب ان يوجه لقياس خبرة معينه وان لم تختبر تلك الخبرة لا يمكن احتساب الهدف المرتبط بها هدف تم تحقيقة بل يجب حذفه من المنهج ان كان غير ضلادروري او اعادة الاختبار فيه ان كان ضرورى .
التطرف والارهاب
ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التى انتشرت في العالم وبرزت للراي العام في العقد الماضى ربما كنتيجة مباشرة لثورة وعصر المعلومات والاتصالات واصبحت وسيلة فعالة للضغط علي الافراد والمجتمعات لتعديل وتغيير اهدافها وسلوكها الاجتماعي وبمجرد اتهامها بالتطرف او الارهاب .والانحراف السلوكى المعروف بالتطرف هو عبارة عن خبرة او خبرات مكتسبة قوية ادت الي تغيير اوتبديل او تعديل القيم والاتجاهات العقائدية و تقويتها بحيث اصيحت القوة الوحيدة المحددة للدوافع السلوكية والمتحكمة والمسيطرة علي السلوك الفردي والقادرة علي اتخاذ القرارات والاختيارات الفردية باستخدام تلك الخبرة القوية وتطوير باقي الخبرات السلوكية المكتسبة لتتوافق مع القيم والاتجاهات العقائدية الجديدة .... بذلك يصبح الفرد المريض بالتطرف غير قادر علي السيطرة علي سلوكه طبق لتوقعات المجتمع واالتزاماته الاجتماعية ويكون المحدد الوحيد لسلوكه خلال التفاعل الاجتماعي هو الاتجاه العقائدي او القيم المكتسبة وبحسب نوعها (ديني – سياسي – فكرى – اجتماعي – عسكرى – اخلاقي ...الخ ) فان خالف هذا الاتجاه او القيم عن التوقع الاجتماعي يوصف الفرد بالمتطرف لانه يصر في كل مرة يتفاعل فيها مع المجتمع علي نفس السلوك ولا يمكن السيطرة علي سلوكة بواسطة الرقابة او القوانين او نظم التاهيل والتنشيئة المتعارف عليها اجتماعيا بل يلزمه اعادة تاهيل خاص وعلمي .
والتطرف مثل اي انحراف اومرض سلوكى وكذلك الظواهر المتعلقة به ..والفرد بصفة عامة لا يتحول داخل المجتمع الي متطرف فجاة او تلقائيا بل يبداء بالانحراف الاول ويكتسب منه خبرة ايجابية تشبع وتحقق اهدافه .. الا ان التطرف هو ناتج مجموعة من الخبرات السلبية القوية والمتكررة والتي لم تمكن الفرد من تحقيق اهدافه واشباع رغباته فيصاب بالفشل وعدم الثقة في المجتمع او الشعور بالانتماء اليه فان لم يجد في البيئة المحيطة وسائل المساعدة اللازمة لاعادة تأهيله يلجاء الي اعادة تاهيل ذاتي وفق لاتجاه عقائدي يعتبر المجتمع جاهل وعدو له بجهله (وفق لنظرية الاسقاط ) ويعتبركل الوسائل والمساعدات المقدمة من المجتمع غير ذات جدوي ولم يحسن المجتمع استغلالها وانه شخصيا لا ينتمى لهذا المجتمع المخالف لارائه او اهدافه وتزيد تلقائيا الثقة في النفس والقدرات تحت دافع وغريزة حب البقاء والتميز ... ويلجاء الفرد الي البحث العشوائي او العلمى الغير مطابق للاهداف الاجتماعية ويكتسب الفرد مجموعة جديدة من الخبرات السلوكية وفق لاقوى القيم او الاتجاهات النفسية او الميول الشخصية في ذلك الوقت فان كانت الميول سياسية يكتسب خبرات سياسية وان كانت الميول دينية يكتسب خبرات دينيه وان كانت الميول اقتصادية يكتسب خبرات اقتصادية وهكذا وقد يتخبط الفرد بين الكثير من القيم والاتجاهات والميول قبل اكتساب خبرة ناجحة تشبع له رغباته وتحقق له اهدافه وقد يحفز من قبل فرد اخر او مجموعة اخري لتوجيهه في اتجاه خبرة معينة ... الا انه بمجرد تحقيق النجاح واشباع رغبتة بنجاح وشعورة بالسعادة والاستقرار النفسي وتحقيقة لذاته يبداء تلقائيا في زيادة هذه الخبرة والارتباط بها وتطويرها وتحويلها الي عقيدة وقيمة تمثل منهج النجاح له ......وهنا الفرد لايزال عضو في المجتمع وله الرغبة في التفاعل معه ولا سبيل لانجاح هذا التفاعل الا بتغيير منهج الفرد المحقق للسعادة او تغيير منهج المجتمع المحقق للسعادة والمنهجان لا يمكن ان يتفقوا معا فهم علي التضاد ..... وهنا يلجاء الفرد الي الاساليب الدعائية والهجومية والانتقادية للمجتمع ككل وبالطبع قد يصادف انتقاده الصواب مرة وقد يخالف الصواب في الاخري الا ان كل نجاح في الانتقاد الذاتي للمجتمع يعتبر بالنسبة له خبرة ايجابية قوية في سبيل تحقيق هدفه وهو تغيير المنهج الاجتماعي وكل فشل في الانتقاد الذاتي للمجتمع يحققه يحوله الي خبرة ايجابية كاذبة ويسقط اسبابه علي اختلال المجتمع نفسه وعيوبه وطالما حقق الفرد اشباع وتحقيق اهدافه لا يمكن تعديل سلوكه الا باساليب الدفع وتحفيز الرغبة لاكتساب خبرات سلوكية جديدة قادرة علي التأثير علي العقيدة والقيمة المسيطرة علي سلوكه ولا يمارس هذا الضبط السلوكى الا متخصصون في علم النفس وغالبا ما يتم هذا الضبط وفق لمعايير المنهج الاجتماعي المتبع ومشاركة اجتماعية ان كانت ظاهرة اجتماعية .
ولا يشترط في الفرد المتطرف ان يكون مكتسب لمجموعة من الخبرات السلوكية السلبية او تعرض لمجموعة من المواقف التفاعلية الفاشلة وفقط ... بل من الممكن ان يتحول الفرد الناجح والايجابي الي فرد متطرف ايضا وذلك اذا تعرض لاكتساب خبرات سلوكية قوية تؤثر علي اتجاه او قيمة سلوكية معينة وتعدلها او تغيرها او تطورها وتقويها بحيث تصبح هي الوحيدة المسيطرة والمتحكمة في توجيه الدوافع والرغبات السلوكية واختيار الخبرات السلوكية اللازمة لاشباعها .... فان تصادف وكان هذا الاتجاه السلوكى لا يمكن ان يتفق مع المنهج الاجتماعي كان الفرد من القوة والدافعية لمحاولة تغيير او تعديل او تطوير الاتجاه الاجتماعي ككل .
والفرق بين التطرف والانحراف السلوكى ان الاول هو انحراف فكرى يدفع الفرد الي البعد عن التفاعل الاجتماعي وهو متعقل اي لا ينتج عنه مخالفة للمعايير السلوكية الاجتماعية ولا يمكن المجتمع من توقيع العقوبة الرادعة له لانه حق طبيعي للفرد في التعبير عن الراي وغالبا ما يتوافق في بعد اجزائة مع الاتجاهات العقائدية للمجتمع الا انه اكثر تطور او تعدبل وكذلك دائما ما يكون الهدف منه تحقيق اهداف اجتماعية منشودة وفقط الاختلاف في المنهج المتبع فلا يمكن فصله كليا عن المجتمع .....الا في حالة مخالفة الاتجاة المتطرف للاهداف الاجتماعية اساسا ومحاولة خلق اهداف جديدة غير مرغوبة ( كالتطرف الجنسي والدعوة للشذوذ في مجتمع شرقي ) رغم ان نفس الفرد قد يكون متطرف ومرفوض في المجتمعات الغربية الا انه لايعاقب ولا يفصل من المجتمع الغربي وبذلك فارتباط الاتجاه المتطرف بالاهداف الاجتماعية يمنع عنه العقوبة والفصل او الابعاد او العزل عن المجتمع ..... اما الانحراف السلوكى فهو ممارسة سلوك مخالف لتوقع المجتمع بهدف تحقيق اهداف فردية مخالفة لاهداف المجتمع يستوجب ضبط وعقوبة . وقد يتحول التطرف الي انحراف سلوكى متوقع في اي وقت وبحسب الاثارة الاجتماعية له .
والتشابه بينهم ان كلاهم انحراف سلوكى يستوجب ضبط وسيطرة واعادة تأهيل ولا تنتج الا في ظل خلل في المنهج الاجتماعي او غياب الرقابة اوضعف نظم التنشيئة الاجتماعية وعدم تحقيق مناهج التعليم لاهدافها .
وكما اوضحنا فالتطرف هو نوع من الانحراف الفكري المرتبط بالاهداف الاجتماعية والغير مجرم قانونا او لا يعتبر مخالفة سلوكية لتحقيق هدف فردي او خلق هدف اجتماعي مرفوض من المجتمع .. وبذلك فله القدرة علي التعايش السلمي والتفاعل الاجتماعي وعدم الاخلال بالنظم الاجتماعية كحالات فردية شاذة عن المجتمع . ونتيجه لهذا التعايش وغياب الرقابة والمنهج الاجتماعي بصفة عامة فيكون له القدرة المعلنة والظاهرة علي نقل الخبرات والاتجاهات الخاصة به الي غيره من الافراد ويكون قادر علي تكوين التكتلات والجماعات الداخلية المؤيدة له والتي تعتبر بعد اكتسابها جميع الخبرات المعدلة للاتجاهات جماعات متطرفة وكلما مر الوقت زادت التكتلات وتمكن الفكر المتطرف من تغيير وتعديل المنهج الاجتماعي وتطبيق منهجه ..... او تمكن من تقسيم المجتمع الي اجزاء مؤيدة واجزاء معارضة ....... وكلما زادت قوة وعدد التكتلات المتطرفة تحول التطرف الي ظاهرة اجتماعية مؤثرة علي المجتمع وتبداء مرحلة التحول الي ما يعرف بالعصيان الاجتماعي او الارهاب ..... وهنا يجب الاشارة الي نقطة التحول من متطرف غير ضار وغير مخالف للسلوك الاجتماعي الي الممارسة الفعليه للسلوك المنحرف لمرفوض بهدف فرض المنهج او الاتجاه السلوكى علي المجتمع بمختلف الوسائل المتاحة وللتوضيح نضرب المثل التالي في الغرب بداءت فكرة الحرية الشخصيه المطلقة كحق مشروع للجميع واصبحت هدف منهجي لهم وظهر بعد ذلك نداء او فكر متطرف بالنسبة للمجتمع الغربي بحق الافراد في ممارسة الشذوذ الجنسي تحقيق للهدف الاجتماعي المنهجي والذي هو تمتع كل فرد بالحرية الشخصية طالما لا يتعارض مع حقوق الغير ... وكان هذا السلوك مرفوض اجتماعيا من الغرب انفسهم في البداية وتعتبر تطرف في ممارسة الحريات ..... ولم تكن الفرد الشاذ او المتطرف قادر علي الاعلان عن نفسه او ممارسة هذا التطرف علنا ولم يكن للمجتمع الغربي القدرة علي ضبط هذا السلوك او التطرف ......وبمرور الوقت وانتشار المرض او الانحراف او التطرف تكونت تكتلات وجماعات متطرفة وعندما اصبحت تلك التكتلات المتطرفة تمثل قوة اجتماعية قادرة علي التأثير علي اهداف المجتمع ومنهجه تم الاعلان عن ممارسة السلوك المتطرف وتم خوض الكثير من اعمال العنف والمقاومة والارهاب وانتهي الامر بتقنينه ووضعت النظم والاجراءات المناسبة له وتحول من ظاهرة متطرفة الي منهج اجتماعي غير مرفوض يمكن ممارسة سلوكه دون اي انتقاد او معارضة وبذلك تغلب التطرف علي المجتمع وعدل منهجه دون اي فرصة للمجتمع للمقاومة . ..وهكذا كلما تكونت تكتلات متطرفة في مجتمع كلما كانت من القوة بحيث تكون قادرة علي تغيير المنهج وممارسة السلوك المتطرف رغما عن ارادة المجتمع .
ومن هذا المثال يتضح ان العصيان الاجتماعي او الارهاب هو في الاساس ناتج من انحراف سلوكى عن المتوقع او تطرف فكري لم تمارس علية نظم ضبط اجتماعي او تطور في غياب الرقابة حتي تحول علي مدار الزمن والسنوات الي فعل سلوكى وممارسات منحرفة يصعب السيطرة عليها بالنظم والقوانين الاجتماعية التي تولدت فيها (ويجب الاشارة الي ان الانحراف والتطرف والارهاب ليس لها علاقة مطلقا في هذا السياق بالمفاهيم الحقيقية الطبيعية للخير والشر او الصح والخطاء وانما هي اصطلاحات نسبية الي اهداف المجتمع واتجاهاته فمثلا تعتبر الامانة في مجتمع الجريمة انحراف سلوكى وكذلك القتل في مجتمعات الجريمة المنظمة لا يعتبر ارهاب بل هو سلوك لرد الحقوق وعصيان الحكام في المجتمعات الدكتاتورية لا يمكن اعتباره تطرف والقتال في الميدان لاسترداد الحقوق لا يعتبر ارهاب مهما كانت وحشيته ....الخ)
كيف يتحول الفرد الي متطرف او ارهابي
في وجود جماعة او فرد متطرف له القدرة علي التأثير علي الاخرين وسواء كانت هذه القدرة ناتجة من خبرات علمية مكتسبة او قدرات شخصية ... ونتيجة لغياب الرقابة والضبط الاجتماعي ... ونتيجة لتفاوت واختلاف الدوافع والرغبات والقدرات والاستعدادات وحالات الفشل والنجاح في اي مجتمع .... فمن المتوقع من خلال التفاعل الاجتماعي للعناصر المتطرفة بالبحث والارتباط بتلك الافراد كاهداف لهم ... ثم تقوم الجماعة المتطرفة بتحفيز واستدراك الافراد التي تتوفر لهم الاستعداد والقدرة علي تلقي واكتساب الخبرات اللازمة لتعديل سلوكهم وخاصة اذا تم هذا القياس وفق لمنهج تعليمي مقنن ومخطط ويكون الفرد العادى في هذه الحالة عرضة لاكتساب خبرات سلوكية قوية مباشرة او مصاحبة قادرة علي تعديل اتجاهاته ودوافعه والتحول الي متطرف . اما الفعل الارهابي او السلوك الارهابي كممارسة سلوكية فهو ايضا انحراف بالسلوك في المجتمع المتطرف بمعني انه لا يمارس لا من خلال مخالفة قد تحدث مرة واحدة وقد تتكرر نتيجة لتحقيق اهدافها ولا يشترط ان يمارسها جميع افراد المجتمع المتطرف ..... وهي عبارة عن استجابة منحرفة لمثير اجتماعي من خلال الدوافع والاتجاهات والخبرات السابقة ولهذا فهي وقتية مرتبطة بالمثير وقوته وعلي سبيل المثال اذا تم ممارسة التحفيز للدوافع والرغبات السلوكية لفرد متطرف وتوجيه سلوكه في اتجاه ممارسة سلوكيه ارهابية ولكنها قادرة علي اشباع تلك الرغبات وتحقيق تلك الاهداف وشعور الفرد بالراحة النفسية والسعادة وفق لاتجاهاته وعقائدة .... فبمجرد ظهور المثير السلوكى او توافر الوقت المناسب يبداء الفرد تلقائيا في ممارسة السلوك الذي وجه له وقد تخيب اماله في مقدار السعادة المتوقعة وقد يندم علي تلك الممارسة فلا يكررها مرة اخرى ... وقد تحقق له الممارسة خبرة ناجحة فيستمر في ممارستها ..... الا ان هذه الممارسة تعتبر وقتية .... والمتحكم في توجيهها قد يكون الفرد نفسه او فرد اخر يتحكم في توجيهه ( اي تحت السيطرة الخارجية ) وفي كلتا الاحوال يعزل الفرد نهائيا عن اي تفاعلات اجتماعية من شانها اكسابه اي نوع من انواع الخبرات السلوكية الغير مخططة خوفا من التأثير الوقتى علي الاتجاهات او الدوافع والمحبط لعملية الاعداد المسبق وسواء مارس هذا العزل الفرد نفسه او السيطرة الخارجية فبالطبع تكون النتيجة النهائية هي ممارسة الفعل الارهابي والذي يتمثل في بعض الاحيان في الانتحار والقضاء علي حياة الفرد نفسه وهو في تلك اللحظة في كامل قواة العقلية وكامل وعيه ومسيطر علي سلوكه كليا الا ان اتجاهاته ودوافعه تختلف عن باقي افراد المجتمع لانه مؤمن تمام الايمان ومعتقد تمام الاعتقاد بان سعادته الشخصية واستقراره النفسي والفائدة الكبري لا تتحقق الا بممارسة هذا السلوك واصبح خلاصه الوحيد هو الموت اما علي بدافع الامل بالانتقال لحياة افضل او بدافع التخلص من حياة لا تمثل له قيمة ولا تحقق له الا الشقاء والالام واما الخوف من المستقبل وفقد الامل في النجاة من الالام المتوقعة .
والمقصود هنا بهذا العرض ايضاح ان الفرد المتطرف او الممارس لسلوك ارهابي وخاصة الذي يصاحب الانتحار ما هو الا فرد يمارس سيطرة كاذبة علي سلوكه لا تتفق مع معايير السيطرة علي السلوك الاجتماعي وبمعني اخر اهمل المجتمع في تاهيله ومراقبته وجعله عرضة وفريسة لغيره من المتطرفين او المستغلين ولم يمارس المجتمع معه مبادئ السيطرة علي السلوك وتعديل الاتجاهات والدوافع في بداية تعرضه للتطرف حتي لا يصل لمرحلة ممارسة السلوك المخالف الفعلية ....والمجتمع مسؤؤل عن كل افراده كالاب تماما مسؤؤل عن كل ابنائه فاذا اهمل واساء في تربيتهم فيجب معاقبته تبعا لمخالفة اي منهم لانه مسؤؤل عن مخالفتهم حتي يتحولوا الي اعضاء عاملين بالمجتمع .... وبالطبع لا يمكن تفسير كل ممارسة سلوكية متطرفة علي انها غير حقه او انها غير صحيحة لان في كثير من الاحيان تكون الممارسات الارهابيه هي شكل من اشكال الدفاع المشروع عن النفس كالمتطرف الذي يقوم بممارسة القتل لاحدي الطغاة المستبدين والذي هو نفسه يمارس الارهاب والترهيب للمجتمع ... فهذا المتطرف مارس فعل ارهابي الا ان الدافع له توافق مع رغبات المجتمع وقد يحاكم ويعدم الا انه قد يحول بعد ذلك لبطل في التاريخ وبالطبع حسابه علي الله اولا واخيرا الا انه قد يسميه البعض ارهابي وقد يسميه البعض بطل والاختلاف ناتج من اختلاف رغبات ودوافع واتجاهات المجتمع المنهجية .

الجمعة، يونيو 02، 2006

رسالة الي علماء الامة

اذا صرخت الامة فانتم الدواء والا اشتد المرض وحاسبكم الله علي نعمة انعم عليكم بها واستأمنكم عليها بفضله وكرمه ...فامسكتم عليها ولم ولم ينتفع بها



وحافظ كتاب الله اذا لم يعمل به ويطبقه في حياته وعلي نفسه كان اظلم من الجاهل واشد خطرا علي الامة من الجاهل


والا نتفاع بالعلم ليس بحفظه او اكتشافه ... وانما الانتفاع بالعلم بتطبيقه علي العامة والخاصة وكل من له حق الانتفاع به دون قيد او شرط .....................فغاية العلم الانتفاع به ...........والا فلا حاجة لنا به



وعلوم الدنيا موصولة وليست مفصولة وكلها لخدمة الفرد



فياأستاذي الجامعي ويا عالم الذرة الكريم ويا ايها الطبيب العالمي انزل الي الفرد البسيط وحاول تسعده بعلمك وسهل عليه مشاكل الدنيا ووفر عليه غلبة سوء الادارة وحط النظام الي يحفظ حقوقه بالعقل والذكاء والدهاء الي ربنا ادهولك واعتبر عملك ده صدقة ووفر فلوسك ........( وحط في دماغك ايد لوحدها ما تصقفش ) يعني شطرتك تخلي كل التلامذة بتوعك قبل زميلك بيقي هدفهم .............................................تطبيق العلوم الي تعلموها في حياتهم وحياة جيرانهم وجيران جيرانهم واهم حاجة اوعي تنسي علم الادارة




.

إغاثة الأمة وكشف الغمة

مقال من التراث اعجبني ( اغاثة الامة وكشف الغمة
إغاثة الأمة وكشف الغمة
د. محمد السعدني
لما كانت السنة السبعون بعد المائة الثالثة من الهجرة اشتعلت خراسان بالفتنة وغلا السعر واخيفت السبل وكثر الارجاف القيل والقال وساءت الظنون وضجت العامة.
ولأنه كان شابا حسن الخلق طيب المنبت فقد عافت نفسه بلايا طلاب الدنيا فآثر ان ينخرط مع واحد من شيوخ الصوفية أولئك الذين رضوا من هذه الدنيا بكسرة يابسة وخرقة بالية عله يعلمه ويؤدبه.
ظل علي هذا الحال ينهل من العلم والتبصر حتي أعطاه الشيخ عهده ودفع به إلي غيره يلتمس عنده بعض علوم اللغة والمنطق وأحكام القرآن.
وأتم صاحبنا ذلك أيضا وعندها أرشده شيخه إلي أن يذهب إلي تقي صالح في سامراء ليكمل معه طريق السالكين إلي الله. أسر له باسم الشيخ وذهب صاحبنا بلاد تشيل وبلا تحط وعلي مشارف المدينة وجد رجلا في خيمة صغيرة كان قوي البنية طويلا عريضا ذا لحية كثيفة فسأله الشاب عله يدله علي طريق الشيخ الصالح الذي نذر نفسه ليكون في خدمته وطاعته ليعلمه ويؤدبه ويدله علي طريق السالكين إلي الله.
وهنا دارت في رأس عريض المنكبين أن ينتهز الفرصة يستغل جهد ذلك الشاب وعلمه. فقال له ها انت بين يدي بغيتك، فقل لي هل تأجرني ­ أي تعمل عندي ­ ثلاث قروء ­ سنوات ­ لتوفي عدتك واعلمك فإن اكملتها خمس فمن عندك. وافق الشاب حسنا النية طيب المنبت.
كان يقضي يومه في رعي الغنم وحلب الماشية وغزل الصوف ونسجه وحرث الأرض وزرعها ذلك انها كانت علي مشارف نهر كبير وكان يعد لصاحبنا مأكله وملبسه ويرتب فرشه وحاجاته وكان كلما سأله عملا اجابه وطاوعه. غير انه لاحظ ان اخانا لا يعلمه شيئا ولا يقدم له علما بل علي العكس هو الذي ينهل من علمه ومعارفه ويستزيد منه. ضاق الفتي الطيب بذلك الحال فسأله لماذا لا تعلمني وتؤدبني ياشيخنا الكريم وأنا الذي أتفاني في خدمتك وطاعتك.
فأجابه بخبث: يا بني لاتغرنك المظاهر فطريقنا الي علام الغيوب خفي الالطاف يقين قلب لا علم ظاهر، وأنا أعلمك باشغالك وأؤدبك بارهاق حالك، ففي جهدك واجتهادك حكمة وفي سيرك معي ندوة وعبرة وفي قربك مني طاعة وحظوة واني لأنقل اليك عهد السالكين بالنظرة وحال المقربين بالصبر والحرمان والندرة فاصبر واحتسب واعمل واجتهد واسجد واقترب، فاذا ما قل سؤالك وزاد انشغالك تحسن من الحال الي المحال مآلك وكان كما السالكين العارفين حالك فتأتيك دون ان تسألني الاشارة وتري بام عينك مع بزوغ الشمس العلامة والبشارة، فإذا بك بلا اجنحة في الهواء تطير وبلا زورق ولا مجداف علي الماء تسير.
فلا تشغلن بالك بالسؤال والتفكير فانه جل جلاله له الملك بيده الخير وهو علي كل شيء قدير. فلما انتهت عدته وأتم عامه الخامس اعاد سؤاله لصاحبنا المستغل فطلب منه ان يزيد علي عدته خمسة شهور وخمسة اسابيع فخمسة أيام.
بعدها ولانه كان مخاتلا خداعا لاشيخا صادقا قرر الخلاص من الفتي الطيب بان قال له الآن جاءتني الاشارة وها هي ذي العلامة، اصعد إلي هذه النخلة العالية وقل يا علام الغيوب يا صاحب الملك والملكوت أعني علي الوصول إلي طريقك ثم القي بنفسك من فوق النخلة فإذا بك تطير إلي حيث يريدك الله.
كان ايمان الفتي بالله وقدرته ومشيئته اكبر من قدرته علي تكذيب من حسبه شيخا صالحا وكان حسن خلقه ومنبته باعثا لتصديق كذبه وخديعته، فإذا بالفتي يصعد النخلة وصاحبنا.يرقبه في سعادة ظانا انها ساعة الخلاص قد حانت فهو اما واقع علي الصخرة تحت النخلة فتدق عنقه ويموت أو غارق في النهر لا محالة. لكن لصدمته ودهشته فقد طار عقله وارتعد جسده وهو يشاهد الفتي وقد طار بالفعل وإذا به ينزل علي سطح النهر فيمشي فوق مياهه بمشيئة الله. بهت المحتال الكاذب وكانت نهايته بالفضيحة والجرسة فقد انتشر خبر الفتي الصالح بين الناس الذين اخبروه انه افني سنواته في خدمة دعي عاطل عن كل موهبة وسألوه كيف فعلت هذه المعجزات فقال لهم أنا لم افعل انما هي ارادة الله.
ألم تعرفوا قصة سيدنا ابراهيم وهم يعدون حوله الحطب لحرقه جاءه سيدنا جبريل وقال اطلب يا ابراهيم العون من ربك وكانت كلماته عليه السلام: انه يسمع ويري، فعلمه بحالي يغنيه عن سؤالي، فشملته عناية الله سبحانه وتعالي وكانت النار بردا وسلاما علي ابراهيم. أليس هو القادر سبحانه الذي اعطي معجزته لسيدنا عيسي عليه السلام فصار يحيي الموتي ويبريء يشفي الاكمه الاعمي والابرص بإذن الله، اما انا فأعاهدكم ونفسي ألا احاول ذلك مرة أخري، وبر وعده واقام بين الناس يعلمهم ويأكل من جهد يده ،ذلك انه تعلم الدرس واستوعب عبرته. لقد ايقن الفتي ان معجزته ليست في ذاتها انما هي فتح من الله ليؤكد عنده قيمة العمل والاخلاص فيه.
وكما تري عزيزي القاريء هي قصة رمزية وعلي غرار ما جاء في كتاب الامتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي قدمتها بتصرف لشباب الجامعة عندما سألني احدهم الرأي فيمن يجد ويجتهد ويخلص ويبدع ويستغله الرؤساء في العمل ويسرقون جهده، أليس في ذلك مدعاة للركون والقعود والتبلد؟فاستدعيت هذه القصة من التراث دافعا للعمل والاجتهاد والاخلاص فعلي الله قصد السبيل وهو وحده الذي يجزي المخلصين. فنحن جميعا خلفاء الله في أرضه وما علينا إلا العمل وحسن الخلافة بصرف النظر عما نحصله من ورائه ففي العمل وحده اغاثة الأمة وكشف الغمة أو هكذا يقول شيخنا تقي الدين احمد بن علي المقريزي.